635 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
كارثة إنسانة تعيشها مستشفي حميات سوهاج حيث عجزت الإمكانات المتاحة عن تقديم رعاية صحية ملائمة للمصابين بضربات الشمس، وعجزت المراوح التي جلبها أقارب المصابين عن تلطيف حرارة الجو داخل الغرف التي تحولت لقطعة من جهنم تهدد حياة 67 مصابًا يتلقون الرعاية الطبية من جراء موجة الحر داخل المستشفي، واشتكي أقارب المصابين من صعوبة الوضع مؤكدين انهم لا يعرفون أين يذهبون بمرضاهم بعد أن تساقط عدد منهم ليس بقليل.
وبلغت الأعداد الحقيقية للوفيات داخل مستشفى حميات سوهاج، وفقًا لتأكيدات الدكتور صالح مهدي، مدير المستشفي، أنها بلغت 40 حالة حتى الآن، مشيرًا إلى أن عدد الحالات التي استقبلها المستشفي بلغ 200، ويخضع 67 منهم للرعاية الطبية. وأضاف "مهدي"، أن الوضع في المستشفي يحتاج لتدخل سريع من وزارة الصحة، أو رجال الأعمال بالمحافظة مؤكدًا أن حجز المصابين في غرف غير مكيفة يهدد حياتهم، مطالبًا بسرعة تزويد المستشفى بعدد 15 جهاز تكييف لأن الغرف التي يتلقى المريض العلاج بداخلها غير مكيفة، ودرجة حرارتها مرتفعة نهارًا، مشيرًا إلى أن درجة حرارة الجو المرتفعة كانت بمثابة جرس إنذار للمسئولين بالصحة للنظر في وضع مستشفيات الحميات على مستوي الجمهورية.
وأشار إلى أن مستشفى حميات سوهاج يحتاج لغرفة احتباس حراري، ويجب أن يكون بالمستشفي من 4 إلى 6 غرف مكيفة، ومطلوب عمل سباكة وتوصيل مياه لتلك الغرف، مناشدًا مدير المستشفى المسئولين بسرعة التدخل لإنقاذ المرضي المصابين، خاصة أنهم قدموا كل ما لديهم من إمكانيات للمرضى، وتم وقف الراحات لجميع العاملين ورفع درجات الاستعداد.
شهد مستشفى حميات سوهاج عقد اجتماع عاجل من قبل الدكتور محمد عبدالعال، وكيل وزارة الصحة، بأطباء المستشفى؛ لبحث الوضع الحالي للمصابين. وطالب عبدالعال في حديثه من داخل المستشفى لـ"الوطن"، الإعلام بعدم تضخيم أعداد الوفيات ونشر تقارير وهمية لا أساس لها من الصحة، مؤكدًا أن مستشفى حميات سوهاج يحتاج لأجهزة تكييف بصورة عاجلة حتى يكون المرضى في وضع صحي مناسب.
وأوضح عبدالعال، أن درجة الحرارة هذا العام كانت مفاجأة لأبناء المحافظة الذين لم يتعودوا على الحر الشديد، مما نتج عنه إصابة عدد كبير ومصرع عدد منهم بسبب ضربات الشمس.
أضاف عبدالعال، أن المريض إذا دخل في غيبوبة يكون من الصعب السيطرة على حالته، وإفاقته مره أخرى، مؤكدًا أن أغلب المرضى الذين دخلوا للمستشفى كانت درجة حرارتهم 41 درجة.
واشتكى المرضى وأقاربهم من الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، داخل غرف المستشفى. وقال بيشوي روماني، (21 عامًا - مقيم قرية عنيبس) أحد المصابين بضربة شمس، بأنه أصيب أثناء عمله باليومية في مجال المعمار، ودخل مستشفى حميات سوهاج، وكانت درجة حرارته 41، مؤكدًا أن المستشفى بذل ما في وسعه من أجل إنقاذ حياته، لكنه اشتكي من حرارة الجو المرتفعة داخل المستشفى، فاضطر أقاربه إلى شراء مروحة "صندوق" لتلطيف الجو، وتدخل اقارب المصاب في الحديث مؤكدين أن درجة الحرارة داخل المستشفى مرتفعة أكثر من خارجها.
وأشار أقارب المريض، إلى أنهم يقضون يومهم في عمل كمادات وتهوية، منتقدين الدكتور أيمن عبد المنعم، محافظ سوهاج، لعدم زيارته للمرضى وتفقد المستشفى؛ لبحث احتياجاتها والوقوف على حالة المرضى والتأكد من تقديم الرعاية الطبية اللازمة لهم، وخاصة أن عدد المصابين والضحايا كبير.
وقال سمير احمد إبراهيم، 42 عامًا، مزارع، يقيم قرية المحامدة القبلية دائرة مركز سوهاج إنه دخل المستشفى منذ يومين بسبب تعرضه لضربة شمس، حيث أصيب بدوار وسقط علي الأرض، وتم نقله للمستشفى وكانت درجة حرارته 41 درجة.
وأكد أن المستشفى لم تبخل عليهم بالرعاية الطبية، لكن حرارة الجو المرتفعة داخل غرف المستشفى لا يقوى على تحملها، مؤكدًا أنه يتم حجز من 4 إلى 6 أشخاص داخل كل غرفة وكل مريض عليه إحضار مروحة متنقلة من منزله، وذلك لعدم وجود أجهزة تكييف بالمستشفى، وناشد سمير وزارة الصحة بالنظر لمستشفي حميات سوهاج؛ لأن بها عدد كبير من المصابين بضربات الشمس يحتاجون لرعاية طبية.
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com