في أول رد رسمي من قبل جمهورية مصر العربية على إثيوبيا، بعد اعلان الأخيرة عن موعد الملء الثاني لسد النهضة في يونيو المقبل، جاء الرد من خلال المتحدث باسم الخارجية المصرية السفير أحمد حافظ في بيان رسمي اليوم الخميس، ورفضت مصر وبشكل واضح وصريح اعلان وزير الري الإثيوبي أمس الأربعاء عن موعد الملء الثاني لسد النهضة، وجاء الرفض المصري في البيان واضحًا، حتى إن لم يتم التوصل لاتفاق على قواعد ملء وتشغيل سد النهضة.

وفيما يتعلق بالرد المصري الرسمي من خلال المتحدث باسم خارجيتنا، السفير أحمد حافظ، جاء في الرد بأن الإعلان الإثيوبي يعد كشفًا واضحًا عن نية إثيوبيا في فرض سياسة الأمر الواقع على مصر والسودان، وهو أمر ترفضه القاهرة لأنه يمثل تهديد لمصالح مصر والسودان، وأن هذه الاجراءات الاحادية من قبل أديس أباب تؤثر على الأمن والاستقرار في المنطقة.

وحمل البيان المصري العديد من الرسائل، أهمها التأكيد على أن الجانب الاثيوبي في تصريحاتهم يستخدمون لغة السيادة في أحاديثهم عن استغلال موارد نهر عابر للحدود، وكان الرد المصري على هذه النقطة في بيان الخارجية هو أن مياه الأنهار الدولية تعتبر ملكية مشتركة لكافة الدول المُشاطئة لها، ولا يجوز بسط السيادة عليها أو السعي لاحتكارها، بل يتعين أن توظف هذه الموارد الطبيعية لخدمة شعوب الدول التي تتقاسمها على أساس قواعد القانون الدولي وأهمها مبادئ التعاون والإنصاف وعدم الإضرار" بحسب نص البيان الرسمي عن الخارجية المصرية اليوم الخميس.

ولفت البيان المصري إلى أن الاعلان الاثيوبي جاء في وقت تترأس فيه الكونغو الاتحاد الافريقي بعد انتهاء رئاسة جنوب افريقيا، والاعلان في وقت تحاول فيه الكونغو بذل مجهودات حثيثة لاعادة مسار المفاوضات والتوصل لاتفاق قبل موسم الفيضان، وهذا الأمر بحسب بيان مصر، يعكس غياب الارادة السياسية الاثيوبية للتوصل لاتفاق ملزم لتسوية ازمة ملء وتشغيل سد النهضة.

كما اشار البيان إلى أن مصر مستمرة في المسار التفاوضي، والتأكيد على أهمية انخراط المجتمع الدولي في المفاوضات التي يقودها الاتحاد الافريقي برئاسة الكونغو الديمقراطية، من خلال اللجنة الرباعية الدولية بمشاركة اممية وكذلك واشنطن، والاتحاد الاوروبي، من اجل ضمان فاعلية التفاوض ودفع مصر والسودان واثيوبيا على التوصل لاتفاق خلال الفترة المقبلة.