645 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
يواجه بنيامين نتانياهو، احدى أسوأ الازمات التي عرفها رئيس وزراء اسرائيلي في علاقاته مع البيت الابيض الذي لا يبدي اي استعداد لقبول اعتذاراته او تفسيراته للتصريحات التي ادلى بها في سياق الحملة الانتخابية. ونشرت صحيفة وول ستريت جورنال الثلاثاء تقريرا قد يزيد من حدة الازمة يقول ان اسرائيل تجسست على المفاوضات حول الملف النووي الايراني بين طهران والقوى الكبرى. ونفت إسرائيل هذه المزاعم على الفور مؤكدة انها “غير صحيحة” وانها لم تتجسس على الولايات المتحدة. وأفادت الصحيفة نقلا عن مسؤولين اميركيين سابقين وحاليين ان الهدف كان اختراق المحادثات من اجل اعتراض اي مسودة اتفاق. وتابعت الصحيفة نقلا عن المصادر نفسها ان اسرائيل وبالاضافة الى التنصت، حصلت على معلومات من اجتماعات اميركية سرية ومخبرين ودبلوماسيين هي على اتصال بهم في اوروبا. واضاف ان ما اثار غضب البيت الابيض خصوصا هو ان اسرائيل اطلعت اعضاء في الكونغرس الاميركي على معلومات سرية على امل نسف اي دعم للاتفاق الذي يهدف الى منع ايران من حيازة سلاح نووي. ويعارض عدد كبير من الجمهوريين مثل هذا الاتفاق، وكتبت الصحيفة نقلا عن مسؤول اميركي كبير ان “تقوم الولايات المتحدة واسرائيل بالتجسس على بعضهما البعض شيء وان تسرق اسرائيل اسرارا اميركية وتكشفها لاعضاء في الكونغرس من اجل تقويض الدبلوماسية الاميركية شيء اخر تماما”. وكشفت وكالات الاستخبارات الاميركية التي تتجسس على اسرائيل العملية عندما رصدت محادثات هاتفية بين مسؤولين اسرائيليين. وتضمت هذه الاتصالات تفاصيل يعتقد الاميركيون ان مصدرها لا يمكن ان يكون غير محادثات سرية، بحسب الصحيفة. ونفى وزير الخارجية الاسرائيلي المنتهية ولايته افيغدور ليبرمان ما ذكرته الصحيفة. وقال ليبرمان في اسرائيل “هذا التقرير غير صحيح. من الواضح ان لاسرائيل مصالح امنية عليها الدفاع عنها ولدينا وسائلنا للاستخبارات لكننا لا نتجسس على الولايات المتحدة. هناك ما يكفي من المشاركين في تلك المفاوضات، بمن فيهم الايرانيون”. وتابع ليبرمان “لقد حصلنا على معلوماتنا الاستخباراتية في مصادر اخرى وليس من الولايات المتحدة. التعليمات واضحة منذ عقود: نحن لا نتجسس على الولايات المتحدة سواء بشكل مباشر او غير مباشر”. وتهدف المفاوضات بين ايران ومجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين بالاضافة الى المانيا) حول برنامج طهران النووي الى التوصل الى اتفاق سياسي قبل انتهاء المهلة المحددة في 31 مارس. وبعد ذلك، من المفترض ان يعمل المفاوضون للتوصل الى اتفاق نهائي يتضمن كافة المسائل التقنية بحلول الاول يوليو المقبل. وخلال حملته الانتخابية، توجه نتانياهو الى واشنطن بدعوة من الجمهوريين والقى خطابا امام الكونغرس للتنديد بالمفاوضات مع ايران، ما اثار غضب البيت الابيض. ومن جهته اكد جوناثان رينولد،الذي الف كتابا مؤخرا عن العلاقات الثنائية بين البلدين ان العلاقات بين الحليفين لم تكن اسوأ مما هي الان. وقال لوكالة فرانس برس “الطابع العام لهذا العداء المتبادل (بين نتانياهو واوباما) يمثل ادنى مرحلة (في العلاقات).لا اعتقد انه كانت هناك انتقادات شخصية عنيفة بشكل عام في السابق”. وكانت وزارة الخارجية الاميركية شككت بمصداقية نتانياهو حيث اكدت انه “عندما تقول شيئا،فان الكلمات تهم.وعندما تقول شيئا مختلفا بعد يومين،ماذا ينبغي علينا ان نصدق؟ من يعلم؟ لا نستطيع قراءة افكاره”. ويندرج هذا الموقف في اطار انتقاد واشنطن المستمر للمواقف التي ادلى بها نتانياهو في اطار حملته الانتخابية والتي اعلن فيها رفضه حل الدولتين، علما بانه سارع بعد فوزه في انتخابات 17 مارس التشريعية الى تبديل خطابه مؤكدا في مقابلات عدة مع وسائل اعلام اميركية انه لا يرفض في الواقع فكرة قيام دولة فلسطينية الى جانب دولة اسرائيل. وادلى نتانياهو ايضا بتصريحات تنتقد تصويت العرب الاسرائيليين في الانتخابات التشريعية. وقبل ساعات على اغلاق مكاتب الاقتراع، وجه نتانياهو نداء لتشجيع انصار حزبه الليكود على الاقتراع. وقال “اليمين في السلطة في خطر. ياتي الناخبون العرب باعداد كبيرة الى مكاتب الاقتراع. الكتل اليسارية تنقلهم في حافلات”. واعتذر نتانياهو علنا الاثنين عن هذه التصريحات . ودعا دنيس ماكدونو الامين العام للبيت الابيض في خطاب القاه في واشنطن نتانياهو الى “انهاء احتلال مستمر منذ خمسين عاما” للاراضي الفلسطينية. ولم تخفف تصريحات نتانياهو من قلق البيت الابيض الذي اعلن عزمه اعادة تقييم موقفه حيال اسرائيل في الامم المتحدة حيث واشنطن هي الداعم الاكبر للدولة العبرية. وقالت صحيفة هارتس اليسارية ان كلمات الرئيس الاميركي “تظهر بوضوح حجم الاضرار الدبلوماسية وغيرها من الاضرار التي لحقت بصورة اسرائيل في الغرب”. إلا ان صحيفة اسرائيل هايوم المجانية والمقربة من نتانياهو قالت ان تدخل البيت الابيض “تجاوز بالفعل كافة الحدود”. وبحسب الصحيفة فان “نتانياهو اعتذر.ماذا يريد البيت الابيض اكثر من هذا” مشبرة الى ان اوباما يرغب بحكومة يسارية في اسرائيل ولكن الناخبين الاسرائيليين قرروا عكس ذلك. واكدت ان على الادارة الاميركية “احترام الناخب الاسرائيلي”.
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com