907 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
العديد من المميزات الإستراتيجية والتاريخية جعلت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يطلب من السودان تسليمه إدارة «جزيرة سواكن» خلال زيارته التي بدأت الأحد 24 ديسمبر، فإلى جانب أنها الميناء الثاني للسودان، فقد كانت من قبل مركزًا ومقر للحكم العثماني بين عامي 1821 و1885.
أين تقع سواكن ؟
تقع مدينة سواكن شمال شرق السودان، على الساحل الغربي للبحر الأحمر وتبعد عن العاصمة الخرطوم حوالي 642 كيلومتر، كما تضم منطقة أثرية تاريخية تم بناؤها فوق جزيرة مرجانية، لكن منازل هذه المنطقة الأثرية حاليًا تحولت إلى آثار وأطلال.
تعتبر الجزيرة السودانية ذات أهمية إستراتيجية كبيرة، حيث اشتهرت قديمًا بمرور عدد من الرحلات البحرية والسفن بها بعد مرورها بعدد من الموانئ المجاورة الأخرى مثل ميناء القنفذة وميناء جدة وميناء الليث وميناء ينبع في السعودية بالإضافة لموانئ القصير وسفاجا في مصر.
ووفقًا لتصريحات الرئيس التركي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيرة السوداني، أكد أردوغان إن الأتراك الذين يريدون الذهاب للعمرة في السعودية سيأتون إلى «سواكن» ومنها يذهبون إلى العمرة في سياحة مبرمجة.
الحكم العثماني في سواكن
وفقًا لموقع فرانس 24 فإن الجزيرة لها أهمية تاريخية كبيرة بالنسبة للأتراك، الأمر الذي يفسر اهتمام الرئيس التركي بها، حيث سبق للدولة العثمانية استخدام «جزيرة سواكن» على أن تكون مركزا لأسطولها في البحر الأحمر، كما ضم الميناء مقر الحاكم العثماني لمنطقة جنوب البحر الأحمر بين عامي 1821 و1885.
يسكن جزيرة سواكن ما يقارب الـ50 ألف نسمة، إلا إن عدد كبير من مواطنيها رحلوا بسبب العوامل الطبيعية التي أثرت سلبًا على المدينة وآثارها.
وفي تصريحات لوكالة «سونا» السودانية، الثلاثاء 26 ديسمبر، أكد عمدة سواكن محمود الأمين أن المدينة كانت قديمًا تمثل عاصمة الديار الإسلامية علي ساحل البحر الأحمر وشرق أفريقيا.
كما أشار الأمين إلى أن الأسطول التركي كان يرابط علي طول ساحل البحر الأحمر لحماية المدينة من أي اعتداءات خارجية ولإرشاد السفن والبواخر. وكان أمير قبيلة «الأرتيقا» في ذلك الوقت هو المسؤول المدني عن حركة البضائع الصادر والوارد والجمارك، مؤكدًا على انه كان هناك تنسيق وتعاون تاما بين أمير «الارتيقا» والباب العالي في الإمبراطورية التركية عبر المكاتبات .
وأوضح الأمين أن المنطقة في ذلك التاريخ شهدت استقرارا تنمويا و تجاريا واقتصاديا بجانب انتشار الآداب والثقافة والفنون بفضل الأمن والاستقرار الذي عم المنطقة مما أدى لتقدمها وتطورها في كافة المجالات خاصة الجانب الديني والدعوي .
و«الأرتيقا» هم قبيلة عربية حكم منطقة سواكن لفترة امتدت إلى ثمانية قرون متواصلة تحت حكم الدولة العثمانية.
وأشار عمدة «سواكن» في تصريحاته إلى أن كل حجاج غرب أفريقيا كانوا يمرون عبر ميناء المدينة إلى أرض الحجاز وكانوا يجدون كل الرعاية والاهتمام، لافتًا إلى أن الباب العالي كان قد أصدر قرارا باعتبار كل الأتراك القادمين من تركيا و الإمبراطورية التركية وكل وافد يقطن مدينة سواكن أكثر من ثلاث سنوات هو «سواكني» وبالتالي بموجبه يمنح «الجنسية السواكنية» مما كان لهذا القرار الأثر الكبير في تقدم المدينة وتطورها في المجال الهندسي والآداب والعلوم وغيرها.
وأكدت الوكالة السودانية على أن عمدة القبيلة التاريخية « محمود ارتيقا» مازال حتى الآن يحتفظ بعملة معدنية منذ العهد العثماني «الريال المجيدي» والذي يرجع تاريخه للعام 1212 هجرية في عهد الأمير «جيلاني بيك ارتيقا» ممثل الباب العالي في شرق أفريقيا والذي يشمل إثيوبيا واريتريا والصومال في ذلك الوقت.
زيارة أردوغان
جدير بالذكر أن زيارة أردوغان للسودان تعتبر الأولى من نوعها، حيث لم يقم أي رئيس تركي بزيارة السودان من قبل، إلا إنه خلال زيارته أكد على عمق العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين الشعبين.
وبدأ أردوغان زيارته، الأحد 24 ديسمبر، حيث قام بتوقيع ما لا يقل عن 9 اتفاقيات بقيمة 650 مليون دولار وفقًا لموقع فرانس24.
وكان الرئيس السوداني عمر البشير، قد أعلن عن تسليم نظيرة التركي رجب رطيب أردوغان إدارة جزيرة سواكن الواقعة في البحر الأحمر، لفترة زمنية لم يحددها.
من جانبها أكدت تركيا موافقتها على إدارة الجزيرة على أن تتولى بلاده مهمة إعادة تأهيلها وإدارتها لفترة زمنية لم يتم تحديدها.
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com