تعيش إثيوبيا حاليًا أزمات عنيفة تضرب ولايتها المختلفة، نتيجة وقوع حروب أهلية وضد الإنسانية بين قوات الجيش والشرطة والمواطنين والعصابات المسلحة، وخاصة داخل إقليم تيجراي أكبر الأقاليم الإثيوبية والذي يشهد يومًا بعد الآخر قتلى وجرحى في صفوف الشعب الإثيوبي، وتسببت الأحداث هروب الآف المواطنين من مناطق الصراعات إلى الحدود.

والتزمت حكومة أديس أبابا الصمت عن الأحداث المؤسفة الجارية خلال تلك الفترة، وفرضَ بوسائل الإعلام والصحافة هدوءً تام في عدم تتناول المواقع الإخبارية مجريات الأمور، وخاصة بعد وقوع العديد من الهجمات والقتلى والمصابين، إلا أن المواقع المعارضة لسياسة آبي أحمد، وتعمل على إظهار الحقائق الموثقة بالصور ووضعها أمام الرأي العام.

وتحركت الولايات الأمريكية المتحدة فورًا إيذاء الانتهاكات والأزمة الإنسانية التي تحدث في جنوب إثيوبيا بإقليم تيجراي، وأجرى أنطوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي، مكالمة هاتفية مع آبي أحمد، رئيس الوزراء الإثيوبي، وأعرب عن قلق أمريكا من الأحداث الجارية تيجراي.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، إنه من الضروري اتخاذ إجراءات بشكل عاجل وفوري، لإنهاء الأعمال العدائية وحماية المواطنين المدنيين الإثيوبيين، وأن الولايات المتحدة مستعدة لتقديم المساعدة لإثيوبيا لحل النزاع

وطالبت الولايات المتحدة الأمريكية، في بيان شديد اللهجة إثيوبيا بضرورة التعاون مع المجتمع الدولي، تمهيدًا لاتخاذ خطوات نحو تشكيل لجنة تحقيق لمناقشة انتهاكات ضد حقوق الإنسان، وضرورة السحب الفوري لكافة القوات المتواجدة بإقليم تيجراي ومنها القوات الإقليمية الأمهرية والقوات الإرترية.

ووجه وزير الخارجية الأمريكية صدمة لرئيس الوزراء الإثيوبية بعد أن أشار إليه خلال المكالمة على وجود تقارير موثوقة تتضمن فظائع وانتهاكات ضد حقوق الإنسان

وشهدت المكالمة ضغط أمريكي على آبي أحمد من أجل الإنهاء الفوري لكافة الأعمال العدوانية وانسحاب القوات الخارجية من جنوب إثيوبيا.

ومن ناحية أخرى، وقال السفير سامح شكري، وزير الخارجية المصري، أن ما تشهده مفاوضات سد النهضة هو أمر عبثي، ولا يمكن أن تكون المفاوضات لا نهائية، أو إتخاذ إجراءات منفردة من طرف واحد، وأن هذا لا يؤدي إلا محاولة فرض إرادة على طرفين وتعريض شعبها للمخاطر

وأعلن وزير الخارجية المصري، خلال اجتماعه مع نظيره السوداني، أن مسار التفاوض الأخير بشأن ملف سد النهضة تعثر، وأدى إلى انقطاع المفاوضات، وأن هناك مقترح تم طرحه من جانب السودان بإعادة استئناف المفاوضات تحت رعاية 4 دول تدعم جهود رئاسة الاتحاد الإفريقي.

وقال السفير سامح شكري، إن مصر أبدت إرادتها السياسية أثناء توقيعها على اتفاق «واشنطن» وتضمن تناول قضية سد النهضة بشكل منصف وقانوني، وأن إثيوبيا لم تبدي أو تظهر إرادتها التي تم تتوفر حتى الآن.