رفع الجيش السودانى درجة الاستعداد فى منطقة الفشقة الصغرى والكبرى الحدودية مع إثيوبيا، قبل ساعات من وصول وفد من الاتحاد الأوروبى إلى الخرطوم، لمناقشة قضايا من ضمنها الأزمة الحدودية. ونقلت وسائل إعلام سودانية عن مصادر عسكرية قولها إن رفع درجة الاستعداد جاء بعد ساعات من تجدد الاشتباكات على الحدود، والتى راح ضحيتها جندى سودانى، وعدد من الجنود الإثيوبيين، مشيرة إلى أنها تأتى فى سياق «الاستعداد لهجوم إثيوبى محتمل». وقتل ما لا يقل عن 50 جنديًا إثيوبيًا فى اشتباكات مع القوات السودانية بمنطقة الفشقة الحدودية المتنازع عليها، حسبما ذكرت مصادر بالجيش السودانى. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ضابطين رفيعى المستوى بالجيش السودانى، لم تكشف عن هويتهما، قولهما إن القتال بدأ بعد أن شن جنود إثيوبيون هجمات متفرقة على الجيش السودانى فى إحدى مناطق الفشقة، يوم الخميس. ويصل اليوم، وفد رفيع من الاتحاد الأوروبى إلى الخرطوم، لتقصى الأحداث على الحدود السودانية– الإثيوبية، وبحث قضية سد النهضة مع الحكومة الإثيوبية، قبل أن يغادر الثلاثاء إلى أديس أبابا للقاء الجانب الإثيوبى لمناقشة القضايا ذاتها.

وفوض الاتحاد الأوروبى وزير الخارجية الفنلندى باكو هافيستو، ومبعوثه للقرن الإفريقى اليونانى ألكساندر روندوس، و7 خبراء فى الأمن المائى وحل النزاعات والقرن الإفريقى، للتوسط بين السودان وإثيوبيا فى أزمتى الحدود وسد النهضة. كانت الخرطوم قالت فى وقت سابق إنها ستلجأ لوسطاء أكثر قوة ونفوذا للضغط على إثيوبيا، بخصوص سد النهضة الذى تبنيه على بعد 20 كيلو مترًا من حدود السودان، الذى يطالب بتوقيع اتفاق ملزم للملء والتشغيل قبل البدء فى الملء الثانى فى يوليو المقبل.

من جانبها أعلنت إثيوبيا أن نسبة بناء سد النهضة بلغت 78.3٪، وقال وزير المياه والرى والطاقة الإثيوبى المهندس سيليش بيكيلى فى مؤتمر صحفى، نقلت عنه وكالة الأنباء الإثيوبية، إن الأداء الذى تم تحقيقه خلال الأشهر الستة الماضية هو الأسرع منذ بدء بناء السد على نهر النيل. وأضاف أن المشروع، الذى اكتمل بنسبة 74% فى يونيو 2020، سجل الآن 4.3% إضافية.

وحمل الوزير الإثيوبى مصر والسودان مسؤولية عدم التوصل لاتفاق بشأن سد النهضة، وقال إن أديس أبابا «مرنة جدا» بالمفاوضات، وجدد الاتهامات الإثيوبية للقاهرة والخرطوم بتعطيل المفاوضات، مشيرا إلى أن إثيوبيا ستبدأ عملية الملء الثانية للسد خلال الأشهر القليلة المقبلة