الرموز الوطنية غالبًا ما تعكس تاريخ الشعوب وتطلعاتها، العلم السوري هو أحد تلك الرموز التي تحمل في طياتها صراعات، وحدات، وانقسامات عبر التاريخ، مع اندلاع الاحتجاجات الشعبية في سوريا عام 2011، عاد العلم الأخضر الذي يرمز لفترة الاستقلال ليكون رمزًا للمقاومة ضد النظام الحالي، فما هي قصة هذا العلم؟ ولماذا يعكس ألوانه محطات مفصلية في تاريخ سوريا؟

◄ لمحة تاريخية عن العلم السوري

1. الحكم العثماني والثورة العربية

كانت سوريا جزءًا من الدولة العثمانية منذ معركة مرج دابق عام 1516 وحتى عام 1918، حين رفعت البلاد علم الثورة العربية الكبرى.

2. الاحتلال الفرنسي والجمهورية السورية

في عام 1920، احتلت فرنسا سوريا بعد معركة ميلسون وقسمت البلاد إلى كيانات متعددة. عام 1932، تم رفع علم الجمهورية السورية للمرة الأولى، وهو العلم الذي تستخدمه المعارضة حاليًا.

◄ ألوان العلم ودلالاته:

الأخضر: يرمز للخلافة الراشدة.

الأبيض: يرمز للدولة الأموية.

الأسود: يرمز للدولة العباسية.

النجوم الحمراء الثلاث: كانت ترمز في البداية إلى ثلاث مناطق رئيسية: حلب، دمشق، ودير الزور، ومع ضم جبل الدروز وسنجق اللاذقية، أصبحت النجوم تمثل هذه المناطق أيضًا.

3. علم الوحدة العربية والجمهورية العربية المتحدة

في عام 1958، عند إعلان الوحدة بين مصر وسوريا، تم اعتماد علم الوحدة العربية بألوان الأحمر والأبيض والأسود، واستبدلت النجوم الحمراء بنجمتين خضراوين،بعد انهيار الوحدة عام 1961، أعيد استخدام العلم القديم.

4. حكم حزب البعث

بعد وصول حزب البعث إلى السلطة عام 1963، تم اعتماد العلم الحالي الذي يرمز للوحدة العربية، ويتكون من ثلاث مستطيلات أفقية (أحمر، أبيض، وأسود) مع نجمتين خضراوين في المنتصف.

◄ عودة العلم الأخضر في عام 2011

مع اندلاع الاحتجاجات في عام 2011 ضد النظام السوري، ظهر العلم الأخضر الذي يعود لفترة الاستقلال كرمز للمقاومة، تبنته المعارضة السورية والجيش السوري الحر، واستخدمته الحكومة السورية المؤقتة التي شكلتها المعارضة.

◄ تصميم علم الثورة السورية:

ثلاثة مستطيلات أفقية بألوان: الأخضر في الأعلى، الأبيض في الوسط، والأسود في الأسفل.

ثلاث نجوم خماسية حمراء داخل المستطيل الأبيض، تمثل ثلاث مناطق رئيسية.

◄ العلم في المناطق الخاضعة للنظام

أما العلم المستخدم في مناطق النظام السوري، فهو ذاته علم الجمهورية العربية المتحدة بألوان الأحمر والأبيض والأسود، مع نجمتين خضراوين ترمزان للوحدة العربية.

قصة العلم السوري هي انعكاس للتغيرات السياسية والاجتماعية التي مرت بها البلاد عبر التاريخ، فبين الاحتلال والاستقلال، الوحدة والانقسام، ظل العلم شاهدًا على نضال الشعب السوري وتطلعاته، ومع استمرار الصراع، يبقى العلم الأخضر رمزًا للمقاومة والأمل لدى المعارضة، بينما يعكس العلم الأحمر تمسك النظام الحالي بتاريخه السياسي.