Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

المرأة رائدة للعمل التطوعي بطبيعتها ودورها الحياتي

للمرأة دائما دور فعال في الكثير من الأعمال التطوعية الخيرية، فمن النادر ان نجد رجلاً يرأس جمعيات خيرية، وإذا تواجد الرجال في تلك الجمعيات نجد أن أعداد النساء يفوقهن بكثير، فالمرأة بطبيعتها الحنونة والمعطاءة خلقها الله سبحانه وتعالى رمزا للإثار والإهتمام بالآخرين ومساعدتهم لتجاوز الأزمات والمحن.

وهي المربية الأولى للنشء الذي تزرع بداخله بذور حب المجتمع والتعاون مع أفراده ومد يد العون للمحتاجين، وتحثهم على التكافل الاجتماعي الذي أمرنا به ديننا الإسلامي الحنيف، لذلك فليس بعيدا عن تركيبتها الإنسانية أن تكون رائدة في العمل التطوعي الذي يتناسب تماما مع شخصيتها. وهناك نماذج نسائية مضيئة في عمل الخير، ورائدات في العمل التطوعي في الإسلام ينبغي الاقتداء بهن.فخديجة بنت خويلد مثلا بذلت جهدها ومالها في مؤازرة الرسول «صلى الله عليه وسلم» فقال عنها: «وواستني بمالها إذ حرمني الناس»، وهذه أسماء بنت أبي بكر: تضحي بنطاقها وتشقه نصفين وهو أغلى وأثمن ما تملك. وتقول: «صنعت سفرة للنبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر حين أراد المدينة فقلت لأبي: ما أجد شيئا أربطه الا نطاقي قال: فشقيه ففعلت فسميت ذات النطاقين».

تركيبة إنسانية خاصة: ميثاء الحبسي مديرة برنامج (تكاتف للتطوع الاجتماعي) تؤكد ان الله سبحانه وتعالى خلق المرأة ذات تركيبة إنسانية خاصة، تمتاز بالحب والحنان والعطاء والصبر، كما أنها ومنذ بدء الخليقة وقع على عاتقها الاهتمام بالنشء وتربية الجيل وغرس الثقافة والدين والأخلاق فيهم. ونعرف جميعا أن الصفات الحميدة والسلوكيات المحمودة التي حثنا عليها ديننا الإسلامي الحنيف تعلمناها من الأمهات والجدات، فالأم هي المدرسة الأولى على مر العصور، وهذا يجعلها مؤهلة أكثر من الرجل للمشاركة في العمل التطوعي الذي يتناسب مع شخصيتها وطبيعتها. كما أن العمل التطوعي أصبح ضرورة عصرية أكثر من كونه عملا انسانيا فقط، وصار عملا منظما يحتاج الى كثير من المهارات مثل مهارات الاتصال والدبلوماسية، والمرأة أثبتت نجاحات كثيرة في عصرنا الحالي في تلك المجالات حيث إنها تمتلك الكثير من صفات الصبر والتأني والقدرة على التواصل والتحاور والإقناع والقيادة.

وتحمل المسؤولية الاجتماعية مع كل الظروف الحياتية التي يمكنها أن تمر بها، ولدينا في برنامج تكاتف 7200 متطوع تبلغ نسبة النساء فيها النصف، والحقيقة أنهم جميعا على نفس القدر من الحماس والمسؤولية. وقد كانت مفاجأة ان اشتراك الفتيات في البرنامج غير كثير من الشخصيات المدللة التي لم تكن تعرف أن في الحياة إناس فقراء يحتاجون المساعدة، وأصبحت الكثيرات منهن لا يكتفين فقط بالبرامج التي نحددها لهن بل اقتحمن عالم الأفكار والرؤى الجديدة وهن الآن يدلون بآرائهن ومقترحاتهن وأفكارهن الجديدة. وللمرأة دور كبير في تثقيف المجتع في الجوانب التربوية والتعليمية وفي مجال الطفولة ورعايتها، ومجال الادب والثقافة ومجال العمل التطوعي، ولم تعق التزامات المرأة الأسرية والمهنية مشاركتها في خدمة المجتمع.

وهناك تفاعل مباشر للمرأة في هذا المجال من خلال نشر الوعي والثقافة المطلوبة في المجتمع وكيفية ايجاد أسرة وطفل ايجابي يخدم المجتمع والأسرة الايجابية، اضافة الى دورها في التعليم والسياسة والأرقام والأحصائيات تدلل على ذلك.

الجدات رائدات التطوع

تقول ريحانة جمعة، أمينة سر جمعية متطوعي الإمارات: للمرأة دور كبير في العمل التطوعي حيث إنها ومنذ البداية يقع على عاتقها تأسيس ونشأة أبنائها وتدريبهم على العمل التطوعي ومساعدة الآخرين، حيث يبدأ هذا الأمر من البيت.

واضرب مثالا على ذلك بأن المرأة الإماراتية كانت تمارس هذا العمل دون أن تعي مفهومه في البداية، فهي عندما ترسل أبناءها بالطعام للجيران، أو لمساعدتهم إذا طلبوا ذلك فهذا في حد ذاته عمل تطوعي، وهي التي تغرس في الأبناء حب عمل الخير، وذلك إنطلاقا من تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي حثنا على التكافل والإيثار والأمانة وحسن التعامل مع الآخرين، بجانب طبيعة المراة التي خلق فيها الله سبحانه وتعالى العاطفة والحب والحنان مما جعلها اكثر رقة واحساسا بمشاعر الآخرين.

كما أن اهتمامها بالتفاصيل يجعلها أكثر دقة في الإلمام بكافة جوانب المشكلة ووضع تصورات لحلها والعمل التطوعي ظاهرة إجتماعية صحية تحقق الترابط والتآلف والتآخي في المجتمع، وهذا ما تفعله الأم في بيتها في مجتمعها الصغير، لذلك من الطبيعي أن نجد المرأة متواجدة بقوة في العمل التطوعي، وعلى سبيل المثال تقدم للجمعية الأسبوع الماضي 20 طلبا للعضوية كان بينهم 15 أمرأة.

شكور بنت محمد الغمارية، اول أمرأة في برلمان خليجي والحائزة على جائزة المرأة العربية المتميزة رئيسة مجلس إداراة جمعية المرأة العمانية تقول: قبل انطلاق قانون عمل الجمعيات التطوعية كانت المرأة هي الرائدة والسباقة في العمل التطوعي، وهي أول من أسس وترأس تلك الجمعيات.

ومنذ القدم كانت الأعمال التطوعية ومازالت تحت مظلتها، وبعد أن تغيرت الرسالة التي تقدمها تلك الجمعيات للمجتمع، انبثقت منها الجمعيات التخصصية كجمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة، وجمعيات المساعدات العينية وغيرها، وبدأت تتجه لرسالة أخرى ألا وهي (تمكين المرأة)، بمعنى تقويتها من الناحية الإجتماعية والمادية والمهنية، وتعزيز إمكانياتها لتصبح قادرة على مواجة الزمن، وانسانة تشارك في عملية التنمية.

الشعور بالمسؤولية والانتماء

وأضافت الغماري: ان العمل التطوعي جعلها تنطلق من خلاله لبناء شخصيتها ومجتمعها، وان الفضل يعود لجمعية المرأة العمانية التي أنشئت عام 1970، وأن العمل التطوعي يعد واحدا من أبرز الصفات النبيلة التي تتصف بها المجتمعات.

فهو كمفهوم يمثل تجاوز الفرد لذاته وتقديمه لحاجة المجتمع على راحته الشخصية ومنفعته الذاتية، والمرأة دائما وأبدا تفعل ذلك من خلالها بيتها وأسرتها ومجتمعها، لذلك نجد المرأة هي العنصر الأكثر اقبالا على الانضمام لتلك الجمعيات بينما يتجه الرجل أكثر الى المشاركة في الجمعيات المهنية والتخصصية اكثر من جمعيات العطاء.

وربما تشعر المرأة بأن ما يصلها قليل لذلك تحاول أن تغوص في هذا العمل وتقوم بدور معاكس، فالمرأة غالبا تشعر بمعاني المسؤولية والانتماء ودائما لديها القدرة على العطاء والتضحية، لذلك فهي سباقة في العمل التطوعي.

وقالت: وقد لعبت الجمعيات النسائية الدور الأكبر في توعية المرأة العمانية بضرورة المشاركة السياسية، ويعد وصول المرأة العمانية إلى هذا النجاح الملموس في كيفية إدارة العمل التطوعي بجدارة واقتداء نابعا من عدة عوامل اساسية اهمها الايمان الكامل من قبل القيادة السياسية بأهمية العمل التطوعي لاسيما النسائي.

خاصة وان المجتمع العماني نفسه يسوده ثقافة التعاون والتكاتف المتأصله في نفوس أفراده، اضافة الى ان المرأة العمانية وجدت في العمل التطوعي ملاذها في المشاركة للنهوض بالمجتمع العماني.

الصبر وقوة التحمل

مريم الزدجالي، رئيسة جمعية دار العطاء في سلطنة عمان تؤكد: أن المرأة هي أول من يغرس بذور العمل التطوعي في نفوس أولادها منذ الصغر، وهذا ماحثنا عليه ديننا الإسلامي الحنيف من مساعدة الآخرين وتقديم يد العون للمحتاجين والعطف عليهم.

وخدمة الأسر المحتاجة أصحاب الدخل المحدود هي احد أولويات جمعيتنا، والتي تأسست على يد مجموعة من الفتيات المتطوعات واللواتي بذلن الكثير من الجهد والعطاء من أجل إنجاح أهداف الجمعية.

والعمل التطوعي يناسب المرأة وطبيعتها العاطفية، كما أن من يعمل فيه لابد أن يتحلى بالصبر وطول البال، وقوة التحمل وجميعها صفات خلقها الله سبحانة وتعالى في المرأة، التي تستطيع ان تحمل وتلد وتربي أولادها وتعمل أيضا، فالمرأة دائما متعددة الأدوار رغم حصار البعض لها في دور واحد.

ونحن في جمعيتنا نركز أيضا على مساعدة المرأة من خلال زيارات ميدانية لمعرفة مشاكلها ومشاكل اسرها ثم تقديم يد العون سواء ذلك بمعونات مادية او عينية أو بتقديم مساعدات لترميم بيتها أو بناءة، كما أن دورنا لا يقف عند هذا الحد بل نحاول أن نساعدها بالاعتماد على نفسها من خلال تعليمها حرفة تكسب منها، ولا نتركها عالة على المجتمع تمد يدها وخاصة اذا كانت قادرة على الكسب.

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady