عندما بدأ الأنف السيلان باستمرار وحكّة في العيون ووخز في الحلق، إعلمواأنّ حبوب اللقاح (Pollen) قد عادت وتحمل معها حمى القشّ (Hay fever). نعرضعليكم في ما يلي أبرز الطرق للتخلّص من هذه الحساسيّة.

 تعلق جسيمات حبوب اللقاح على الشعر والرموش والحاجبين، فمن المهمّإزالتها من خلال غسل الشعر والوجه لدى العودة إلى المنزل لئلا يتلوّث منهاالسرير عندما تخلدون للنوم. وبما أنّه من المعروف أنّ هذه الحبوب تكون فيذروة نشاطها في وسط النهار، فلذا يُنصح بتهوئة المنزل أو ممارسة الرياضة فيالخارج في الصباح الباكر أو مساءً. 

* مضادات الهيستامين للتخفيف من الحساسيّة

تتميّز هذه الأدوية بفعاليّة على العطس والحكّة في الأنف والعينينوسيلان الأنف، ولكن بشكلٍ أقلّ على الاحتقان. فالأجيال الجديدة من الجزيئاتالمستخدمة قد قلّصت بشكلٍ ملحوظ التعرّض للنعاس، بدءًا بمضادات الهيستامينمن الجيل الثاني (لوراتادين Loratadin، سيتيريزين Cetirizin، ديسلوراتادين Desloratadin...) والتي تتوفّر للبيع من دون وصفة طبيّة. تحتوي هذه العلبعلى 7 أقراص وتساعد في حال التعرّض المنتظم لحبوب اللقاح أثناء العطلات علىسبيل المثال. وبما أنّ حمى القشّ تدوم عادةً بضعة أسابيع، قد يتمّ اللجوءإلى العلب الكبيرة التي تحتوي على 30 قرصًا. أمّا مضادات الهيستامين منالجيل الثالث (البيلاستين المعروف بالإسم الطبي Bilaska أو Bilaska) التيلم تعد تحمل أي أثر مخدّر، فهي متوفّرة وفق وصفة طبيّة وحسب. 

 *رذاذ الأنف وقطرة العين هما من الحلول المكمّلة

غالبًا ما يكون من الضروري إكمال مضادات الهيستامين بعلاج موضعي فيحال كانت العينين حمراوين وملتهبتين أو الأنف يعاني الاحتقان. وينصحاختصاصيو الحساسيّة باستخدام قطرات العين المضادة للحساسيّة مثل Allergiflash أو  Ophtacalm طوال موسم حبوب اللقاح لأنّ القطرة العاديةلا تكفي إذا كانت العين تعاني إلتهابًا حادًا في باطن الجفن (Conjunctivitis).

أمّا للتخلّص من احتقان الأنف، فلا يجب أبدًا استخدام الرذاذ الذييحوي مضيّقات للأوعية (Vasoconstrictor) لأنّه ليس متكيّفًا للاستعمال علىفترة طويلة بل يُحدّد استخدامه بيومين أو ثلاثة كحدٍّ أقصى لما يحمله منخطر إفساد الغشاء المخاطي. من المفيد اللجوء إلى رذاذ للأنف يحتوي علىالكورتيزون على غرار (Humex rhume des foins, Rhinocort, Nasonex...)) مرّة أو مرّتين في اليوم. كما أنّ غسل الأنف برذاذ يحتوي على مياه البحريمكنه أن يفيد وإن كان لا يعالج المشكلة، لأنّه يسمح بإزالة حبوب اللقاح فيالأغشية المخاطية عند العودة إلى المنزل.

 *إزالة التحسّس تحسّبًا للعام المقبل 

إزالة التحسّس هو العلاج الوحيد الذي يسمح بالشفاء من حساسيّة حبوباللقاح وذلك من خلال معالجة آليّة ردّ الفعل المناعي المفرطة التي تسبّبهذه المشكلة. ينطوي العلاج على إعطاء مواد مسببة للحساسية بجرعات صغيرة لكييصبح الجسم أكثر تحمّلًا. ويتميّز السجلّ الطبي لدى اختصّاصي الحساسيّةبسهولة وسرعة كبيرين إذ يحوي اختبار وخز غير مؤلم مع نتائج تظهر في غضون 15دقيقة وتتطوّر على الفور عمليّة إزالة التحسّس. يتمّ هذا الأمر حاليًا منخلال نقاط توضع تحت اللسان وحتّى أقراص لبعض حالات حبوب اللقاح العشبيّةومن أبرز هذه العلاجات (Oralair و Grazax) وهي أكثر فعالية من سواها.

والجديد ذكره أنّه لا ينبغي البدء بعلاج إزالة التحسّس في منتصف موسمحبوب اللقاح بل قبل ما يقارب الأربعة أشهر على ذلك، أي في شهر أكتوبر لحبوب اللقاح الخاصة بالأشجار وفي ديسمبر أويناير للحبوب اللقاحية العشبيّة، كما يجب الحصول على هذاالعلاج لثلاث سنوات متتالية مع أنّ النتائج تبدأ بالظهور جليًا منذ العامالأول. 

 *إنذارات وقائيّة من حبوب اللقاح 

تقترح بعض المواقع الالكترونية أو تطبيقات الهواتف الذكيّة على غرارالموقع الفرنسي  www.pollens.fr وتطبيقة Alertes Pollens على هواتف آي فونوأندرويد الحصول على إنذارات مشخصنة تنبّه من وجودها في الجوّ وفق نوعهاوالمنطقة. تفيد هذه الأدوات متى أدرك الشخص على أيّ نوع من حبوب اللقاحيعاني حساسيّة وذلك لأخذ الاحتياطات قبل الذهاب في عطلة مثلًا أو لدىالتنقّل من منطقة إلى أخرى واصطحاب العلاج إن اقتضى الأمر لأنّ عمليّةالتلقيح (Pollination) قد تختلف بين منطقة وأخرى.

 *علاج لمكافحة الربو إذا لزم الأمر

يمكن أن تصبح الحساسيّة على حبوب اللقاح خطيرة وتسبّب الربو الذييتوجّب بالتأكيد معالجته بالتزامن مع الحساسيّة. من هنا تبرز ضرورةالاستشارة إذا ترافقت حمى القش مع أعراض تنفّسيّة والسعال لأنّ هذا الأمرقد يخبّئ مرض الربو. في حال الضرورة، يمكن أن يصف الطبيب علاجًا بالاستنشاقيقوم على الكورتيكوييد (Corticosteroids)، ويُكمّل أحيانًا بعلاجات توسّعالقصبات الهوائية (Bronchodilator) تعمل ببطء وتكون للوقاية أو بشكلٍ سريعكاستخدام الفنتولين (Ventoline) في حال التعرّض لأزمة ربو.