805 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
ريا هي طفلة تبلغ من العمر احدى عشر عاما تعيش مع والدها بعد وفاة أمها , و لقد أعاد التاريخ قصة يوسف مع هذه الفتاة المسكينة , كانت بارة بوالدها , كانت له بمثابة الولد و البنت حيث أنها تقوم برعي الأغنام و حلبها و الأعمال المنزلية .
وفي يوم من الأيام بينما كانت في إحدى مناطق الرعي سرحت بخيالها مثل أي طفلة بريئة , و عندما انتبهت إلى أغنامها وجدت أن هنالك خمس من الأغنام مفقودة , و ظنت أن الأمر سيكون عادي , فذهبت إلى أبيها وأخبرته بما حصل , لكن كانت ردة فعله غير عادية , فغضب و امسك بعصاه و اخذ يضربها ضربا مبرحا حتى تكسرت عصاه , لم يكتفي بذلك , فأخذ سوطا و انهال عليها بالضرب و هي تصرخ و تستنجده قائلة : " سوف أحضرهن يا أبي " .
وقف لبرهة و هو يفكر ماذا يفعل بها , و فرحت ريا ظنا بأن أبيها اكتفي بذلك , لكن قلبه قاسي كان يفكر بطريقة بشعة , فأستل سكينا وخيرها بين الموت أو الموت , أذبحك أم أرميك في البئر ؟ .. فقالت له : كما قال إسماعيل لأبيه .. افعل ما تراه .. إلا أنها رأت البئر ارحم لها و لعل الله يسخر من ينقذها
حملها على كتفه في أتعس ليلة لها و قصد البئر , وهي مازالت تستنجد به ولكن لا حياة لمن تنادي كأنها ليست فلذة كبده , قالت له خوفا علي سمعته : " لا تقل لأهل القرية إني رميتها في البئر عقابا لها ولكن قل لهم اختطفتها قبيلة ما " . وهي تقول له هذا الكلام خوفا علي سمعته , و عندما وصل إلى البئر قال لها : " آخر يوم يا ريا الليلة " .. و رماها دون أدنى شفقة .
هبطت ملطخة بالدماء صارخة و صوتها لا يذهب بعيدا , و كان البئر يرهبه الفرسان من ظلامه و مصائبه التي تملئ بطنه من ثعابين و شوك و عقارب ولكن كيف الحال و هي طفلة صغيرة .
بعد شهر أو أكثر ظن أهل القرية أن ريا أكلتها الذئاب و السباع . و في يوم من الأيام كان أطفال القرية يلعبون بالقرب من البئر فسمعوا صوتها وهي تستغيث فذهبوا و اخبروا أهل القرية بأن داخل البئر طفلة , ولكن قالوا لهم بأن البئر مسكون منذ القدم ولا يمكن أن يكون فيه احد و حذروهم من الاقتراب منه مرة أخرى .
لكن كان هنالك احد فرسان هذه القرية يدعى عبد الخير سعيد , قال سأذهب لأري سواء كان بالبئر جن أو انس , وفعلا ذهب و معه أهل القرية بانتظاره خارج البئر .
و عندما نزل إلى البئر كان مترددا فسألها : " هل أنتي بشر أم جن ؟ " . فقالت له : " بشر .. لكني مظلومة " .
وبرغم قساوة البئر و ما فيه من مصائب إلا أن إصراره و عزمه كان أقوى بالوصول إليها و إخراجها . وكانت تعتري وجوه أهل القرية الدهشة , و قام عبد الخير باستجوابها : " من أين أنت ؟ .. و كيف أتيتِ إلي هنا ؟؟!!! .. كيف لكِ أن تعيشي بداخل بئر مليء بالعقارب والثعابين ؟ " .
فقالت له : " إلهي رعايته كفيلة " .
قال : " كيف شهر و زيادة تعيشي داخل البئر ؟ " .
فقالت : كان يأتيني رجل وجهه نير وكان يعطيني إناء من الحليب كل يوم ولم يكن يتحدث إلي مطلقا ولكن قال لي في آخر مرة بأني سأخرج من البئر قريبا " .. و كل من حضر هذا المشهد تأسف على الفتاة وقصتها .
كانت حالة ريا يرثي لها وتم إحضارها إلي مشفي بالعاصمة و تكفلت الدولة برعايتها , ولكن بالرغم من كل هذا سامحت والدها أمام القاضي و غفرت له ذنبه الذي لا يغتفر . لكنها عاشت بعد ذلك مع جدتها حتى بلغت سن الرشد و هي الآن متزوجة وتعيش مع زوجها و جدتها بإحدى المناطق بالعاصمة الخرطوم بكل سعادة .
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com