422 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
في كل ركن من جوانب حياة الزعماء حكاية مختلفة أصلها الحكمة والهدوء والروعة والابداع ؛ وفي حياة زعيم مصر وقائد الثورة العرابية ” أحمد عرابي ” ملمح قد يغفله البعض في قراءته للجوانب الثورية الوطنية .
الجانب الديني والسياسي , حيث أن الطفل الذي نشأ في مجتمع ريفي لم يتوه عن الدين ولم يحجبة قلة المستوي المعيشي عن الثقافة والقراءة بل ختم تعاليم القرآن الكريم بحفظة كاملاً منذ السنوات الأولي في حياته ؛ أسمه بالكامل أحمد محمد عرابى محمد وافى محمد غنيم عبد الله الحسيني، والدته كان أسمها فاطمة بنت السيد سليمان ابن السيد زيد و تجتمع مع والده في الجد الثالث عشر المسمى إبراهيم مقلد والعارف بالله السيد صالح الذي جاء إلى مصر في منتصف القرن السابع للهجرة ويعد أول من قدم لمصر من بلاد العراق و ينتمي إلى نسل الإمامعلي الرضا ابن الإمام موسى الكاظم من سلالة الإمام الحسين ابن علي بن أبي طالب و ابن السيدة فاطمة الزهراء.
التحق بالخدمة العسكرية حين أمر الخديوي سعيد بإلحاق ابناء المشايخ و الأعيان بالجيش ضمن جهوده للمساواة بين الشركس و المصريين. بدأ كضابط صف بدرجة أمين بلوك و استفاد من نظام للترقي بالامتحانات فوصل إلى رتبة الملازم ثاني بعد اربعة سنوات فقط في الخدمة. ارتقى عرابي سلم الرتب العسكرية بسرعة حيث أصبح قائمقام في سن العشرين.
وكان محمد سعيد باشا الوإلى الثالث من أسرة محمد على يفضل المصريين ولا يحب الاتراك, ارتقي عرابى في سلم الرتب العسكرية بسرعة حيث أصبح نقيبا في سن العشرين, شارك في حروب الخديوي إسماعيل في الحبشة وترقي في الجيش إلي أن وصل إلي رتبة أميرالاي ما يعادل عقيد في عهد الخديوى سعيد باشا و كان أحد المصريين القلائل الذين وصلوا اإلي هذه الرتبة بسبب انحياز قادة الجيش إلى الضباط الشركس والاتراك, اختارنه الضباط المصريين المتحدث الرسمى بأسمهم ، فكنان أول زعيم مصري من أصل فلاح في العصر الحديث و كان سعيد باشا يثق به إلى درجة أنه كان يشركه معه في ترتيب المناورات الحربية و وصلت درجة التقارب بينه وبين سعيد باشا أن أهداه كتاباً عن تاريخ نابليون بونابرت مكتوباً باللغة العربية.
تغيرت الاوضاع بعد وفاة الخديوي سعيد و تولي خلفه إسماعيل حيث عادت التفرقة بين المصريين و الشراكسة في الجيش. اختلف مع خسرو باشا الذي سعى لإقالته بدعوى “شراسة الخلق وقوة الرأس” و نجح في ذلك حتى اعاده الخديوي إلى الخدمة بعد التماس قدمه عرابي الذي طلب العمل في مجال مدني فعين محافظا وكلف بعدد من المهام حتى اعيد للجيش في عام 1288 هـ ثم ارسل إلى الحجاز ثم إلى حرب الحبشة.
خطبته الشهيرة
الخديوي توفيق: كل هذه الطلبات لا حق لكم فيها، وأنا ورثت ملك هذه البلاد عن آبائي وأجدادي، وما أنتم إلا عبيد إحساناتنا.
عرابي: لقد خلقنا الله أحرارًا، ولم يخلقنا تراثًا أو عقارًا؛ فوالله الذي لا إله إلا هو، لا نُورَّث، ولا نُستعبَد بعد اليوم.
تبقي الكثير من حياة ذلك الرجل المناضل الثوري الذي أظهر جانب وملمح عظيم داخل كل انسان مصري أصيل بأنه مهما كانت الظروف والمعوقات فلابد من النجاح والفوز بسباق التميز , رحم الله البطل .
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com