888 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
بقلم : حسن منسي
لا شك أن عند المحن والشدائد يظهر الإنسان بما هو في داخله من مبادئ وقيم أو خبائث ونقم ،ولا شك أيضا أن نصرة المظلوم ورفع راية الحق لهى من أهم القضايا الإنسانية التي قاوم وحارب من اجلها الإنسان منذ بدء الخليقة ,وفى حقيقة الأمر لم يحارب الإنسان كائنات فضائية او كائنات شيطانية ولكنه كان يحارب مخلوقات أدمية اتصفت بالشكل البشرى ولم تكن أبدا ذات صفات إنسانية ,وفى تلك المحن والشدائد والحروب التي لا تنقطع مابين الإنسان والإنسان نجد دائما صورا مختلفة لانتصار الخير على الشر او العكس انتصار الشر على الخير ,سجلها التاريخ ليكرم أصحابها وفى صورا أخرى أهانهم وفضحهم ,وعرض صورا مختلفة لأيدلوجية الإنسان في التعامل مع تلك المعارك الدائمة والمستمرة منذ فجر التاريخ .
التضامن النضالي
جاءت صورة التضامن النضالي قليلة في أحداث التاريخ حيث فند المؤرخون والفلاسفة التضامن على انه الدعم والمساعدة للآخرين من اجل اعلاءا لهدف مشترك أو تحقيق غاية مشتركة ثم سرعان ما تغيرت أشكال هذا التضامن ليصبح فى أكمل صوره واشملها ما يطلق عليه التضامن النضالي وهو إرفاق النضال او الإرادة الحقيقية المستمرة والمتجددة على مفهوم التضامن من اجل الوصول فى النهاية الى تحقيق الإنسان لهدفه وغايته المنشودة .
والتى احيانا ما تكون غاية النبل والخير او انتصارا للقيم الانسانية والروحية او لرفع راية الحق الانسانى . او أحيانا تكون العكس تماما .
التضامن الساكسونى
صورة تاريخية سجلت نوع من التضامن الذى كان فى فترة تاريخية وحقبة تاريخية قديمة ولكنه أصبح تعريفا و انعكاسا للتضامن الهش القائم على مصالح وأهداف شخصية عكست صورة سلبية للتضامن وتكررت كثيرا باختلاف الاشخاص والمواقف ولكنها تمسكت بالمسمى الذى التصق بكل تضامن لم يكن حقيقيا او بريئا او لم يتشح بالنضال الذى هو الارادة الحقيقية لتحقيق الغايات النبيلة او لاعلاء راية الحق ونصرة القيم الروحية والإنسانية .
ففى القرن التاسع وفى عهد الملك شارلمان اتجهت نوايا الملك لتوسيع نطاق ملكه على حساب القبائل الساكسونية والتى سارعت بطلب العون من القبائل البفارية والنورماندية وقد دقت ناقوص الخطر فى ان وقوع الساكسونين هو بداية وقوع اراضى البفاريين و النورمانديين .
وعلى الفور استجابة القبائل البفارية و والنورماندية والومباردية وتضامنت مع الساكسونين بشكل علنى وواضح فى الوقت الذى كانت وفود القبائل تتردد على الساكسونين كان وجهاء ورؤساء تلك القبائل يجلسون فى بلاط الملك شارلمان ليسجلوا اتفاقا على توسيع ممتلكاتهم الشخصية والاحتفاظ بها مع اعطاءهم ألقابا سامية فى المملكة نظير عدم تدخلهم عسكريا او تقديم المساعدة للساكسونين .
ولعلى لن استطيع سرد الاحداث التاريخية المتعاقبة .فهو ليس موضوعنا الاساسى .
ولكن هكذا سمى النضال الساكسونى مصطلحا للنضال الفارغ الخاوي من إرادة حقيقية او ربما كان له أغراضا لمنفعة شخصية او طريقا للوصولية والتسلق .
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com