بقلم : خالد الهواري

جلد النمر , كلمة لايعرفها غير هؤلاء السوايسة الذين حين عادوا الى السويس بعد الهجره , , وجدوها قد تخلصت من الاحتلال الاسرائيلى على ايدى المقاومة الشعبية , ولكنها سقطت تحت احتلال كتائب وميلشيات الجلاليب التى كانت تحتل ميدان الترعة القديم قبل ردم الترعة , وشارع احمد عرابى من اوله الى اخره .. كانت حالة من الفوضى العارمه , لهجات متداخله فى بعضها . معارك بين المقاول والانفار , رائحة الفول والطعمية والعدس , ومن اسقطه القدر ليقع اسيرا فى معسكرات ميلشيات الجلاليب , كانت تأخذه اقدامه الى كفر كامل الذى كان حجر الاساس لاستقرار هذه الميلشيات واقامة معسكراتها التى عرفت فيما بعد بالجمعيات , ثم تمدد نفوذها واستدعت قوات الاحتياط واقامة وزارتها وفرقها المسلحة بالنبابيت فى ميدان الاسعاف الذى خرج من جغرافيا مدينة السويس والحق بالصعيد , وبدءنا نحن الشباب الصغار السن فى ذلك الوقت نتعرف على الفنان متقال قناوى , ونتغنى برائعته التاريخية الفراولة بتاع الفراولة ...
الهجره , السفر , حق مشروع لكل انسان , وحق اللجوء الى اى مكان فى العالم تكفله القوانين , على شرط ان لايمارس المهاجر او اللاجئ العمل السياسى والاعلامى بدون الحصول على تصريح من الهيئات الامنية المتختصه فى البلد المستضيف , او يكون قد حصل على جنسيتها واصبح من مواطنيها , ولكن فساد النظام السياسى للرئيس السادات , ومن بعده مبارك , فتح الطريق امام البعض من الذين خلعوا الجلابية , وادخلوا انفسهم فى طوابير الافندية , ان يخترقون الحزب الوطنى الحاكم فى ذلك الوقت , ويقيمون علاقات مع الاجهززة الامنية , ثم لعب القدر لعبته , وجاءت شركة مصر ايران للغزل والنسيج , وصاحبها عبد الحكيم حجاج , لتضيف الى الاحتلال عناصر جديده قدموا من الفلاحيين والارياف , لتضيع السويس نهائيا وللابد ..
الهجره , حق مشروع , لكن الاحتلال وطمس معالم المدن التى تقع تحت الاحتلال , جريمة تحرمها كل القوانين , بل تفرض على كل انسان حر ان يقاوم الاحتلال ويحرر مدينته , وكانت من سخرية القدر اننا عندما حاولنا ان ندافع عن مدينتنا , ان نحررها من الاحتلال السياسى , جرجرونا المحتلين الى المحاكم , ليعلوا صوت كاظم الساهر , نفيت واستحكم الغرباء فى وطنى
خالد الهوارى