على الرغم من عدم العثور على جثة هتلر حتى الآن، والأقاويل التى تراوحت بين انتحاره عام 1945، أو اختفائه وهروبه إلى أمريكا اللاتينية حتى وفاته بشكل طبيعى، إلا أنه يمثل اسما مكروها وذكرى تتمنى أوروبا محوها من الذاكرة إلى الأبد.

فى محاولة جديدة لإبعاد هتلر عن الدماء الأوروبية صانعة الحضارة، ونسبه لعرق آخر، غير العرق الأبيض، ظهرت العديد من الدراسات فى هذا الشآن، لكن آخرها اعتمد ف ىإثباتاته وبراهينه على العلم الحديث، وآخر ما توصل إليه فى تقنية الـ "دى إن إيه".
الصحفى البلجيكى جان بول مولدرز، والمؤرخ مارك فيرميرين، قاما بالمحاولة الأخيرة، حيث تتبعا أقارب هتلر، وحللا جيناتهم، فى معامل طبية متخصصة فى ذلك، والتى أثبتت أن زعيم النازية له صلة قرابة بالأجناس التى هاجمها ووضعها فى المرتبة الأدنى، وأن جيناته تمت بصلة قرابة لأصول يهودية وشمال إفريقية.

تحليل الحمض النووى، شمل 39 من أقارب هتلر، حيث تم الحصول على عينات من لعابهم، وتحليلها فى جامعة "لوفان" الكاثوليكية فى بلجيكا، وأوضحت التحاليل أن الحمض النووى لعائلة هتلر، يحتوى على الكروموسوم "E1b1b1"، وهو كروموسوم نادر الوجود فى ألمانيا، بل ونادر وجوده أيضا فى غرب أوروبا، لكنه شائع فى منطقة المغرب العربى بشمال إقريقيا.
ويقول المؤرخ فيرميرين الذى ساهم فى جمع العينات، أن هذا الكروموسوم "شائع بين البربر، سكان شمال إفريقيا الأصليين، والذين يعيشون حاليا فى المغرب والجزائر وليبيا وتونس، وأيضا بين اليهود الأشكيناز والسفارديم".

تحليل الـ"دى إن إيه" لأقارب هتلر، كشف أن الكروموسوم "E1b1b1"، تصل نسبته لدى الأشكيناز "اليهود من أصول شرقية"، ما بين 18 – 20%، وتصل نسبته بين يهود السفارديم "اليهود من أصول غربية"، ما بين 8.6 – 30%.
ويذكر الصحفى البلجيكى، جان بول مولدرز، أنه طبقا لهذه المعطيات، يمكن تأكيد أن أصول هتلر تعود إلى أولئك البشر الذين احتقرهم، مؤكدا أن جمع العينات وإجراء تحليل الحمض النووى تم فى ظروف معملية صارمة.

يذكر، أن هتلر وضعا تصنيفا للشعوب، جاء على رأسه الجنس الأرى "الألمانى" والموجود فى ألمانيا وأجزاء من أوروبا الشرقية، بينما وضع العرب والغجر واليهود فى مرتبة أدنى.