946 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
فى الثلاثين من يناير 1948، أقدم الهندوسى المتعصب المتطرف ناتورم جوتسى، على اغتيال الزعيم الهندى الأسطورى المهاتما غاندى، أطلق عليه ثلاث رصاصات أردته قتيلاً، وكانت التهمة التى عوقب بسببها غاندى هى دعوته -وهو الهندوسى- إلى احترام حقوق الأقلية المسلمة، وهو ما اعتبره المهاويس من الهندوس خيانة عظمى تستحق القتل، ذلك أنه لا فارق فى فقدان البصيرة وليدة الجهل والتعصب وضيق الأفق، بين مسلم ومسيحى وهندوسى، فالإرهاب ملة واحدة.
فى الثامنة والسبعين من عمره رحل العظيم البسيط الزاهد، بعد أن أرسى دعائم مدرسة سياسية وفكرية تدعو إلى المقاومة السلبية ونبذ العنف، وتعلى من شأن التسامح والمساواة وغياب التمييز على أسس دينية أو عرقية. الحب عنده بديل للعنف، والكلمة تجدى أكثر من السلاح القاتل، والطموح النبيل الذى يسكنه أن يعم السلام ويتعايش البشر المختلفون تحت مظلة الانتماء الإنسانى العابر لكل خلاف وتناقض، أو هكذا ينبغى أن يكون.
بإمكانات هزيلة، استطاع غاندى أن يقاوم الإمبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس، حياته حافلة بالمحطات المهمة، فقد ولد فى الهند، وتعلم القانون فى لندن، وعاش سنوات فى جنوب أفريقيا، ثم عاد إلى وطنه ليقود شبه القارة الهندية إلى الاستقلال والحرية، ويعانى من السجن والاضطهاد، وخمس محاولات فاشلة لاغتياله، قبل أن تنجح المحاولة السادسة.التعايش السلمى بين الأديان والثقافات والمذاهب السياسية المختلفة ليس مستحيلاً، لكن الأمر يتطلب الإرادة الصادقة والرغبة الحقيقية، والتسليم بأن أحدًا لا يمتلك الحقيقة اليقينية المطلقة، ولا يمكن أن يمتلكها.
اعرف غادي
للتاريخ رجاله وأبطاله الذين تركوا بصماتهم بشكل بارز في حياة الشعوب، وأصبحوا علامات لها على مر العصور، ولعل أبرزهم السياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلالها، والذي كان رائداً للـ«ساتياغراها» وهي مقاومة الاستبداد من خلال العصيان المدني الشامل، التي تأسست بقوة عقب «أهمسا» أو اللاعنف الكامل، والتي أدت إلى استقلال الهند وألهمت الكثير من حركات الحقوق المدنية والحرية في جميع أنحاء العالم،،، الزعيم «موهانداس كرمشاند غاندي».
• غاندي،، السياسي البارز والزعيم الروحي للهند خلال حركة استقلال الهند، ولد في ٢ أكتوبر ١٨٦٩، ثم سافر إلى بريطانيا في ١٨٨٢ لدراسة القانون، وبعد حصوله على الإجازة التي تؤهله للاشتغال بالمحاماة عاد إلى الهند وعمل لفترة كاتبًا للعرائض، إلى أن تلقى عرضًا من مؤسسة هندية للعمل معها في جنوب إفريقيا، فسافر عام ١٨٩٣ وهناك عمل مدافعًا عن حقوق العمال الهنود والبوير وناهض التمييز العنصري.
• وتعتبر الفترة التي قضاها هناك فترة تطور ونضوج فكرى وسياسي لغاندي، وفى ١٩١٥عاد إلى الهند، وخلال سنوات من العمل الوطني صار الزعيم الأكثر شعبية، واهتم بشكل خاص بمشاكل العمال والفلاحين والمنبوذين وفى ١٩٢٢ قاد حركة عصيان مدني تحولت إلى صدام بين الجماهير والشرطة البريطانية، مما دفعه إلى إيقاف هذه الحركة، لكن حُكم عليه بالسجن ست سنوات، وأفرج عنه في ١٩٢٤.
• تحدى غاندي القوانين البريطانية التي كانت تحتكر استخراج الملح وقاد مسيرة الملح التي توجه بها إلى البحر وفى ١٩٣١ أنهى هذا العصيان بعد توصل الطرفين إلى حل وسط ووقُعِّت معاهدة (غاندى/ إيروين)، وفى عام ١٩٤٠ عاد إلى حملات العصيان مرة أخرى مطالبا بالاستقلال، واستمر هذا العصيان حتى ١٩٤١، وإزاء الخطر اليابانى المحدق حاولت السلطات البريطانية المصالحة مع الحركة الاستقلالية الهندية وقبل غاندى في ١٩٤٣ ولأول مرة، دخول الهند في الحرب ضد دول المحور على خلفية وعد بريطانى بالحصول على الاستقلال، وقال للإنجليز «اتركوا الهند وأنتم أسياد»، لكن هذا لم يعجب السلطات البريطانية فشنت حملة اعتقالات شملت غاندى ثم أفرج عنه عام ١٩٤٤.
• ومع اقتراب الهند من نيل الاستقلال في ١٩٤٥ ظهرت الدعوات الانفصالية لتقسيم الهند إلى دولتين بين المسلمين والهندوس، وحاول غاندي إقناع محمد على جناح الذي كان على رأس الداعين إلى هذا الانفصال بالعدول عن توجهاته لكنه فشل، وفى ١٦ أغسطس ١٩٤٧ أعلن «جناح» تقسيم الهند، وسادت الاضطرابات الدينية التي سقط فيها ستة آلاف قتيل وتزايد التوتر بين الهند وباكستان بشأن كشمير، وسقط العديد من القتلى في الاشتباكات المسلحة التي نشبت بينهما، وأخذ غاندي يدعو إلى إعادة الوحدة الوطنية بين الهنود والمسلمين طالبا بشكل خاص من الأكثرية الهندوسية احترام حقوق الأقلية المسلمة.
• ولم ترق دعوته للأغلبية الهندوسية باحترام حقوق الأقلية المسلمة، واعتبرتها بعض الفئات الهندوسية خيانة عظمى، فقررت التخلص منه، وبالفعل و«زي النهارده » في٣٠ يناير ١٩٤٨ قام أحد الهندوس المتعصبين باغتيال غاندي.
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com