بقلم الكاتب: محمد عبد اللطيف حمدان
يعد مقهي نيو سوريا واحد من أشهر المقاهي الشعبية في السويس ويعود تاريخ إنشائه الي ماقبل عام 1977 وكان يتكون قبل تطويره من طابقين ومنذ انشائه وهو معقل كبار الساسه والأدباء والشعراء والفنانين والمثقفين وشباب المسرح السويسي ونجوم كره القدم .. زاره العديد من ادباء وشعراء مصر ولهم فيها زكريات كثيره .
مقهي نيو سوريا عالم من البشر ودنيا من الناس تشتم في اروقته عبق الماضي البعيد وغبار السنين والأيام عبر التاريخ
تسافر في رحله قصير او طويله وتعود اليه تجد كل رواده مستنظرينك بكل حب وتجد اسمك مازال محفوظا وبجانبه لقبك و مهنتك واين تسكن .
مسئولي مقهي ( نيو سوريا ) والعاملين فيه كلهم ذوق تجيب ( سندوتش ) من مطعم او من بيتكم لا احد يعترض او يمتعض بالعكس القهوجي المحترم يقدملك كوبايه المية السقعه المشبره في عز الحر ببلاش .
في مقهي ( نيو سوريا ) تقعد بصحبه نفسك ( لوحدك ) او تتحدث مع ذاتك ومفيش حد معاك لااحد ينظر اليك ومفيش تناحة من حد والجميع مع انفسهم .
في مقهي ( نيو سوريا ) القهوجى حافظ كل اسماء الرواد ويعرف كل مشاريب الزبائن وحافظ بدل المشروب ١٠ مشاريب ويقدر يبلغهم للي علي الناصبة بسرعة البرق و ميغلطش في حساب مشروب واحد ولا ينسي طلب حد ... عن المرحوم ( رمضان اللالي ) اتحدث
في مقهي ( نيو سوريا ) المشروب السخن او الطلب الساقع يوصلك في صينيه ستانلس استيل نظيفة جدا زى الفل كالتي في البيت تماما .
في مقهي ( نيو سوريا ) القهوجى عمره ما يغلط في الحساب و لا يقولك ( سوري ) لان المدير المصحصح عم السيد الجنايني ( رامي الماركه ) عارف الحساب كويس وحقك يجي لحد عندك بالأدب حتي لوكأن الغلط في الحساب قرشين ومحدش يعترض علي الحساب لان ( عربي وحسني وشادى ) رجال في منتهي الذوق ومتربين علي الغالي .
في مقهي ( نيو سوريا ) تتخن او تخس .. تغتني اوتفتقر ما حدش بيسأل عن حد والقهوة موجودة زي ما هيه ثابتة في مكانها وصامدة في وش النافورة ومبتنامش ابدا ولا فيها صنيعيه عايزين يروحوا بدرى والكل مصحصح 24 ساعه لا واحد يقولك ( لوسمحت ) يا أفندم الساعة بقت 12 و نص ولا حد يقولك خلاص شطبنا وحنقفل .
في مقهي ( نيو سوريا ) اناس كتيرون يحصلوا علي عدد من المشاريب بالمجان وبعضهم بيشرب على النوتة من ايام المرحوم المعلم يحي عارف وكله بثوابه .. والصبي بتاع الشيشة عليه ابتسامه صفراء وضحكه باهته بيوزعها علي اصحاب الكيف بالتساوى وهو دائما مش عايز بقشيش ولو طلب مش اقل من خمسه جنيه وهو في الحقيقه مش تنح ولا حاجه ولا يقبل القيام بدور القهوجي عند دفع الحساب .
مفيش تفرقة عنصرية في مقهي ( نيو سوريا ) وكله جالس جنب بعضه .. الغنى جنب الفقير والطويل بجوار القصير والصحفي جنب المحامى و الدكتور جنب المهندس والباشا جنب الصعلوك والافندى جنب المدير ... ومسموح لكل رواد المقهي صغيرهم وكبيرهم الجلوس الي الكابتن غزالي والتحدث معه بحريه .
في مقهي ( نيو سوريا ) الكل علي حريته وواخد راحته وسلطان زمانه ومش قاعد متكتف ... واثناء مباريات الكوره التي تجرى بين ريال مدريد وغريمه برشلونه تطلب من القهوجي كرسى تتحاسب علي اتنين وممنوع علي الرواد الجلوس علي الترابيزه . دردشة الرواد ودوشة الطاولة والدومنه وخبط المعالق وتكسير الكوبيات شغال علي ودنه وصوت مذيع المباراة وأهات المشجعين من الجانبين حاجات تعود عليها رواد المقهي امثالي وهي سيمفونيات عظيمه وليست مزعجه كما يعتقد البعض .
في قهوتنا ( نيو سوريا ) كل مشاكل الدنيا يتم حلها في سهرة واحده مع الحاج ( ابراهيم مهايا ) والاديب المبدع ( سيد نبوى ) ولا تمل من صحبه الحاج ( علي صقر ) .
في مقهي ( نيو سوريا ) الكل دايما متصالح مع بعضه .