Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

حلاوه زمان ...حلاوه اليوم : محافظ السويس الشاعر احمد باشا راسم

احمد باشا راسم احمد باشا راسم


كان في سالف الزمان محافظا لمدينتنا الغاليه ( السويس ) محافظا مثقفا يسمي احـــمــد بـــاشـــا راسم ... كان رحمه الله عليه شخصيه استثنائيه في مجال الادب قام ذات يوم بدور استثنائي من الممكن ان يصبح قدوه ونبراسا لمن باتي السويس ويتولي ذلك المنصب الرفيع . ... كان المحافظ الشاعر ( احمد باشا راسم ) واحد من أشهر المحافظين المثقفين ممن احتلوا منصب المحافظ في السويس وابرز من عشق الشعر وادمن الادب ... اسهم رحمه الله عليه في النهضه الأدبيه والتجديد في السويس و كان من ابرز رجال ألدوله المصريه المتحدثين لاكثر من لغه اجنبيه في تلك الفتره أهمها اللغه الفرنسية واللغه والانجليزية - ويبدو أن مطالعاته الكثيره كانت سببا في اجادته كتابه الشعر الفرنسي حيث طبع اول ديوان له بالفرنسيه عام 1916 وكان سنه وقتها عشرين عاما
ولد المحافظ الشاعر ( احمد باشا راسم ) بمدينه الا سكندريه يوم 25 يوليه عام 1895 وكان الابن الأصغر لأحد باشاوات الثغر كما كانت جدته أم والده الباشا جركسيه اما مربيته ومن اشرفت علي تربيته فكانت من احد البلاد الافريقيه الناطقه بالفرنسيه ... حصل علومه الاساسيه في مدارس الاسكندريه موطنا ومنها نال الشهادة الثانوية من مدرسه رأس التين الثانوية وكان منذ صباه مولعا بقراءه المجلات الاجنبيه التي يجدها بمكتبه والده فتاثر بعادات الغرب وكان من عشاق قراء الادب الغربي .
في عام 1915 ارسله والده الي القاهرة حيث التحق بمدرسه الحقوق الفرنسية التي تخرج فيها عام 1920 وفي القاهره ايضا تعلم الرسم والتصوير علي يد ابن خالته الفنان التشكيلي ( محمود سعيد ) .. في عام 1928 رأت حكومة الوفد الأولى برئاسة مصطفى النحاس إن تنتفع بمواهبه الادبيه والفنيه فأوفدته علي نفقتها الي أوربا ملحقا ثقافيا فطاف بعدة عواصم أوربيه كانت قد بدأت بايطاليا ثم اسبانيا وانتهت عام 1932 في تشيكوسلوفيا وخلال إقامته في اوربا درس الكثير من عادات الشعوب الاوربيه وبعد رحله عمل استغرقت اربع سنوات عاد الي مصر حيث عين سكرتيرا عاما لرئاسة مجلس الوزراء في الحكومة الوفديه الثانية .. وفي عام 1938 عين محافظا للسويس وخلال تقلده المنصب الرفيع صور بجانب مسئولياته السياسيه والاداريه كل انطباعاته الشعرية وصاغها في عدة دواوين شعريه حملت أسماء ( نيسان ) و ( جدتي تقول ) و ( الابتسامة الأخيرة ليسوع ) و ( من وحي براغ ) و ( زمبولا تقول ) و ( سقت جمارى ) و( الحديقة العتيقة ) و ( أستاذ علي ) و ( نثر لا جدوى منه ) و ( مـــلـك ) و ( حاتم الطائي ) و ( مجنون عتاقه ) وهو الديوان الشعري الذى وصف فيه عبقرية مدينه السويس وجبال عتاقه الساحر كما اصدر خلال اقامته بين اهل السويس ايضا كتابه التاريخي الذى حمل عنوان ( تاجر المسك ) وهو الكتاب الذى احتوى علي ( 1000) إلف حكمه شعبيه قديمه منذ الفراعنة حتي اقرب المحدثين ترجمت جميعها الي اللغه الفرنسية ومن بين أشهر كتبه ايضا كتاب ( الدين والإنسان ) وهو حوار قصصي خيالي كان قد دار بين فيلسوف مادي غربي ورجل مسلم شرقي ومن اشعارة المترجمة الكثيره قصيدة ( دعاء ) وفيها يقول :
إلهي يامن تعلم
ثقل الكلمات
أدعوك أن تجعل كل قصائدي أغنيات حب
مطرَزة بالصمت كأفئدة اليتامى
لأنه لم يبق في
غير إيقاعات خفية
لأنه لم يبق في
غير سر الكلمات
المتلاطمة حتى الضنى
أدعوك أن يتسنى لي مثلما تسنى للشاعر
تاوتسين
أن أتمتم بأغنيات على عود بلا وتر
لا يفهمها سوى حبيبتي
مثلما تفهم نظرتي
حين يستقر خجلى
على عري يديها الأنثويتين
وفي قصيدة اخرى بعنوان ( جميلة مثل لهب ) يقول :
جميلة مثل لهب
جميلة مثل فتاة صغيرة تلمع بالعرق
جميلة مثل امرأة في حقل من حقول القصب
مثل المهج الكسيرة
مثل الأكتاف المهزومة
جميلة مثل ثمرة معطرة بالبراءة
جميلة مثل ثمرة مترعة بالنقاء
جميلة مثل تربة ما عاد ينبت فيها شيء
جميلة مثل حلم
جميلة مثل بحر مجهول الأمواج
جميلة مثل رغبة صباحية
جميلة مثل الصورة التي تهتز في كل قلب
جميلة مثل لغة المروج الكوكبية
جميلة مثل فيض الشمس القزحي
جميلة مثل حريق
جميلة مثل طيف منتصب في الأفق
جميلة مثل البحر حين يسبح القمر في أمواجه عارياً
جميلة مثل انسجام رائق
جميلة مثل خاطر إلهي
جميلة مثل لهب
جميلة مثل الموت
( الجدير بالذكر ان كل تلك الكلمات الجميلة قام بترجمتها عن الأصل الفرنسي المؤرخ السكندري الشهير بشير السباعي )
كان المحافظ الشاعر ( احمد باشا راسم ) من أنصار الشعر الحر المنثور حيث لم يتقيد بالقوافي والأوزان وقد حظي شعرة بدراسات عديد من جانب أهم الكتاب والفلاسفة الغربيين كما كان رحمه الله صديقا لا هم شعراء فرنسا الكبار امثال ( ماكس جاكوب ) و ( جان موسكاتيلي ) وقريب الصلة من شعر حافظ الشيرازي من حيث الأعمدة التي تتقاطع فيها المعاني .
عاش المحاف الشاعر احمد باشا راسم مع عائلته الصغيرة في السويس قرابة أربع سنوات قدم خلالها عدد من الانجازات أهمها رصف شارع الكورنيش الرئيسي القديم الممتد من بوابة ديوان عام المحافظة القديمة علي كورنيش السويس القديم وحتي بدايه جبل عتاقه علي طريق البحر الأحمر بطبقة من الإسفلت مستفيدا من الكميات الهائلة التي كانت مصانع التكرير في السويس تنتجها كما قام بالسماح لحجاج بيت الله الحرام البقاء في المدينة لأكثر من يوم لاول مره .. وفي عام 1944 وقبل مغادرته السويس اصدر قرارا بضرورة رفع الحجر عن بيع أراضي السويس للمصريين خاصه أراضي حي الأربعين وتسجيلها بأسماء النساء بعد عزوف الرجال عن الشراء خوفا من ملاحقات الانجليز سمي ( كفر النسوان ) بهذا الاسم في عهده نسبة لعدد السيدات التي اشترت تلك الأراضي .
في النهاية مطلوب من مسئولي الثقافة في السويس تقديم جائزة سنوية تعطي للمبدعين أصحاب الإنجازات المتميزة يكون الهدف منها نشر ثقافة التفوّق في مختلف المجالات والميادين تسمي باسم المحافظ الشاعر احمد باشا راسم تكريما لدوره .

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady