بقلم الكاتب : محمد عبد اللطيف حمدان
الفنان عبد المنعم عمار مغني ومطرب شعبي تلقائي من فناني السويس القدامي اصحاب الموهبه الفطريه .. نظم الكثير من الاغنيات الجميله التي مازالت تتردد حتي اليوم .
كان عبد المنعم عمار رحمه الله فنانا شاملا يلقي القصائد ويلحن الكلمات الموزونه ويغنى بصوت رخيم يطرب بجانب قيادته لفرقه موسيقيه من زملائه فناني عصره .
ولد عبد المنعم عمار محمد عمار منتصر بحي الاربعين عام 1940 ونشا في اسره كبيره مكونه من اب وام وسبعه اشقاء وكان ابوه عم ( عمار محمد ) عاملا بسيطا من اهالي مديه ( منفلوط ) احد مدن محافظه اسيوط في صعيد مصر كان قد حضر الي السويس من اجل العمل في ورش الكهربا ( وأبورالنور ) القديم القريب من ديوان حي الاربعين .
عاش عبد المنعم عمار طفولته بالسويس مع عائلته الصغيره واراد والده ان يستحوذ عليه ويلحقه بوظيفه في ورش الكهربا ولكن الصبي اراد ان يتابع تعليمه فتعلم في الكتاب قدر من القراءة وقليل من الكتابة في ظل اوضاع شاذه رأى السويس خلالها وقد تحولت الي مدينه محتله من الانجليز لا كرامه فيها للبسطاء في الوقت الذى تمتع فيه الاجانب بكل الامتيازات .
توفي والدة وهو مازال في الخامسة عشر عمرة قخرج الي العمل من اجل اعاله اسرته فاشتغل في بدايه حياته في تجارة الاقمشه فكان دائما ما يجلب بضاعته من مدينه عزة .
ولأنة فنان شعبى حباه الله بمواهب متعددة فقد بدأت موهبته الفنيه تظهر مع اندلاع ثورة يوليو ١٩٥٢ وكانت انطلاقته متزامنة مع تحقيق اهداف تلك الثورة المجيدة فكان رحمه الله عليه ينظم الاناشيد الوطنيه ويغنيها مع اقرانه من جيل الثورة بدون إعداد سابق فنظم عشرات الاغاني الجميله التي اسعدت كل جماهير السويس من مرتادى مواليد اولياء الله الصالحين في المدينه .. استطاع بفطرته ان يحدث انقلابا في عالم فن الاغنيه فقدم الاغنيه الوطنيه والعاطفيه والموال وترك للمكتبه الموسيقيه ولعشاق فن السمسميه في السويس ترائا فنيا كبيرا بلغ حوالي اربعين عملا فنيا من ابرزه الاغنيه خالده الذكر ( احنا السوايسه الصيادين والبحر الاحمر بحرنا ) ورغم انه لم يكن من بين خريجي المعاهد الموسيقيه المتخصصة ولم يكن يوما من رواد ندوات الشعر الا انه غني على كل مسارح السويس تقريبا .. غني علي مقاهي المدينه الشعبيه ... في السرادقات غني في مو لد سيدى ( عبد الله الاربعين ) بحي الاربعين غني في كل المناسبات الوطنيه غني في اعياد ثورة 23 يوليو المجيد غني بمولد سيدى ( عبد الله الغريب ) بالكساره غني في مواكب النصر التي كان محافظ السويس واعيان المدينه يتقدمون صفوفها في تلك الفتره غني .
كون رحمه الله عليه اول فرقه موسيقيه من عازفي السمسميه الصهبجيه ضمت عدد فناني السويس المخضرمين الكبار امثال الفنان ابراهيم البلطي امهر عازفي السمسميه ( احد اعضاء فرقه ولاد الارض فيما بعد ) والفنان المرحوم خليل النقاش واحد من اشهر عازفي السمسميه بحي الاربعين في الخمسينات والفنان سيد كابوريا ( احد اعضاء فرقه ولاد الارض فيما بعد ) ورئيس جمعيه محبي السمسميه والفن الشعبي الحالي و الفنان محمود شخرم وكان صاحب محل اقمشه بحي الاربعين والفنان علي ذكي صاحب محل اصلاح كاوتش سيارات بحي الأربعين والفنان محمد روما وكان من اشهر اصحاب محلات الحلاقه في حي الاربعين ايضا والفنان محمد السيد عرفه وكان ملقبا بـــاسم ( محمد الحبليزى ) وآخرين .
كان عبد المنعم عمار طوال حياته الفنيه القصيرة يقدم الاغاني والأناشيد علي انغام السمسميه ومن اغنياته الكثيره علي سبيل الذكر لا الحصر اغنيه ( احـــــنا الابطال ) وأغنيه ( بلدى السويس غالية عليا ) وأغنيه ( احنا السوايسه الصيادين ) وأغنيه ( عشنا وشوقنا اشتراكيه ) و نشيد ( علي شط البحر الاحمر واقف مارد جبار ) وأغنيه ( اقيموا الزينات يا رجال ) .وغيرها من الاغاني الخالده .
ظل الفنان عبد المنعم يجاهد في محراب الفن الشعبي التلقائي حتي صنع لنفسه مكانه طيبه استطاع من خلالها نشر تراث اهل السويس القدامى من الاغاني القديمه ... وسرعان ما اختفى بعض الوقت حيث سافر الي اليمن عام 1962 ضمن رجال القوات المسلحه المصريه الباسلة ممن تم ارسلهم الي هناك لمحاربه القوات البريطانيه وظل في اليمن لمده ثلاث سنوات عاد بعدها الي السويس حيث اعاد لم شمل الفرقه القديمه في قصر ثقافه السويس القديم الذى كان قد تم انشائه والجدير بالذكر ان الفرقه ضمت كل فناني السويس من محترفي فن الغناء علي اله السمسميه في تلك الفتره .
رحله الفنان عبد المنعم عمار الفنيه رحله تستحق منا وقفه تأمل عميقه كونها رحله كفاح متصلة الحلقات بدأت منذ انطلاق ثورة 23 يوليو المجيدة وانتهت في احد ايام شهر يونيو من عام 1967 عندما سقط رحمه الله عليه شهيدا نتيجه اصابته بشظايا احد الصواريخ الاسرائيليه التي كانت قد القت بها احد الطائرات علي ميدان الاسعاف بحي الاربعين ..
تحيه للفنان عبد المنعم عمار الذى اضاء حياتنا بأغانيه المعبرة الجميله ويا ليتها تعود ونرددها في اعيادنا وبرامج اعلامنا حتي تتعود السنه ابنائنا الصغار عليها وحتي نرسخ في النشء الصغار معني الانتماء للسويس وتراثها ونؤكد المعاني التربويه الجميله التي ينبغي ان نتعاون علي نشرها بين السوايسه