بقلم الكاتب : محمد عبد اللطيف حمدان
في شهر يوليو القادم سيكون عمر استاذنا الجليل ( علي افندى المنجي ) قد بلغ االثامنه والسبعين ... عاش اطال الله في عمره خلال تلك الحقبه روائيا متميزا امتلات سنواتها بالعطاء والعمل الادبي المفيد وكانت رحلته الادبيه قد بدأت منذ صباه .
عرف الاديب ( علي المنجي ) بانه روائي متميز وكاتب قصه قدير تمكن وهوشاب في مقتبل عمره من إنتاج الكثير من الأعمال ألادبية ذات المذاق الفلسفى الراقي فكان مفكرا متفردا في كل ما قدمه من ابداعات .
ولد علي احمد علي الملقب بـــــ ( علي المنجي ) في السويس يوم12يوليه من عام 1938 بحي الاربعين وتربي في منزل اسرتة في شارع صدقي ( مصطفي كامل ) حيث شاهد من نافذه حجرته جبال عتاقه وقلعه القلزم بمنطقه ( الطابية ) قبل إن تمتد اليها يد الهدم وتكتظ بالسكان والمباني العشوائيه ... شب الاديب ( علي المنجي ) علي حب السويس وكان مثلا صالحا للشاب المكافح .. أرسله والدة الحاج ( احمد علي ) الي كتاب الشيخ ( عبد الظاهر ) من اجل تلقي العلوم وحفظ القران فاستطاع بما وهبه الله من ذاكرة قويه ان يحفظ وان يقرأ وان يكتب وهو مازال في السابعة من عمرة وكان مولعا ايضا بقراءة المجلات والكتب الموجوده عند باعه الصحف مثل سلسله كتب ( أولادنا ) وروائع شكسبير ( حلم ليله صيف ) و( هملت ) و ( روميو وجوليت ) و ( مكبث ) و( عطيل ) و ( تاجر البندقية ) ... وسبح اطال الله في عمره منذ صباه في بحر إبداعات الاديب نجيب محفوظ صاحب ( خان الخليلي و زقاق المدق ) .
اتم تعليمه في المدارس الحكومية إلي إن حصل عام 1958 علي الثانوية العامه من مدرسه السويس الثانويه العسكرية وكان من أوائل طلاب المدرسة .
بدا يكتب القصه القصيره وهو مازال شابا وكانت بواكير إنتاجه الأدبي مابين عامي 1958 – 1959 حين قدم ثلاث اعمال مرة واحده العمل الاول كان قصه ( اللذة والعذاب ) والثاني قصه بعنوان ( البطل ) والثالث قصه قصيره بعنوان ( زهيرة ) وهي للاسف إعمال لم تنشر ....وفي تلك الفترة الزمنيه الهامه كانت اغلب الصحف والمجلات المصريه قد بدات بنشر ما يفدمه من اعمال من اشهر ما نشر له قصه ( كنوز الملك سوس ) ... ولكن وكما يقولون ( المقدر مكتوب ) ترك الاديب ( علي المنجي ) دراسته الجامعيه بكلية الحقوق جامعة القاهرة عام 1959 ( وهوفي الصف الثاني ) والتحق بكلية ضباط الاحتياط وعقب تخرجه ضابطا سافر إلي اليمن لمشاركه الثوار اليمنيين في حربهم وفي اليمن عاش بين الوديان وقمم الجبال لمدة عامين عاد بعدها الي ارض الوطن عام 1964 برتبة ( نقيب ) وتم تعينه كاتبا ملاحيا بأحد التوكيلات الملاحية .
وماهي الا سنوات حتي انطلق مجددا الي عالم السفر عبر البواخر التجاريه في تجربه فريدة تجول خلالها بين مواني اليونان ويوجوسلافيا وبريطانيا والأردن والسعودية الي ان حط رحاله في العراق وكانت الحرب العراقيه الايرانيه مازالت علي اشدها وفي تلك الفتره كاد ان يسقط قتيلا بسبب الصواريخ اليومية التى كانت تمزق سماء العاصمه ( بغداد ) فاضطر الي العوده الي السويس ليستقر فيها ويعيش بها باقي سنوات عمره .. بعد عودته الي مصر سالما بدا في قراءة الكثير من المؤلفات والمخطوطات العربيه والاجنبيه لــــــ ( مارسيل بروست ) و ( برنارد شو ) و( توماس مان ) و( توفيق الحكيم ) .. وما ان أمسك القلم حتي احتشدت في عقله الافكار والرؤي وخلال سنوات قليله قدم عشرات القصص القصيرة والروايات والراقية من بين اشهرها ( قصص من البحر ) وهي مجموعه قصصيه احتوت علي 21 قصه قصيرة و( عويس في ضوء القمر ) وهي مجموعه قصص قصيرة ضمت 21 قصه و( هدير المدافع ) وهي روايه حصلت علي جائزة الشئون المعنوية للقوات المسلحه و( الموت يضئ المدينة ) وهي رواية تحكي عن حصار ال100 يوم في السويس عام 1973 و ( أمواج القهر ) وهي مجموعه قصصيه احتوت علي 26 قصه تمت طباعتها تحت اسم ( حكايات بغداد ) .
كان الأديب الكبير ( علي المنجي ) واسع الاطلاع متعدد الاهتمامات نهل علومه من مدارس أدبية عديده تأثرت كلها بالأدب العربي وتاريخه ..
للاديب ( علي المنجي ) العديد من المجموعات القصصيه من اشهرها ( الهوا غلاب ) و( تعال نغطس في النهر ) و ( السيف والتابوت ) و ( رجع الصدى ) و ( النار والبارود ) و( أحلام الجنود ) وهي قصه تحي عن تجربته في الغربه ومعاناتة في العراق ... كما ان له عده روايات راقيه منها ( كنوز الملك سوس ) و ( قاف ) و ( سيد الحوت ) و( ليل دجلة ) وهي روايات تحكي عن تجاربه في كل الحروب والمعارك التي خاضها مع القوات المسلحه المصريه .
كرس الأديب الكبير علي المنجي جل حياته في التراجم والبحث والتصنيف وقائمه مؤلفاته تدل علي اهتمامه الشديد بتاريخ السويس القديم ومعظم اعماله البحثيه تم نشرها في صفحات الادب بكبرى المجلات المصريه مثل المساء والجمهورية والإخبار والأهرام والكاتب وأمواج وعالم القصة وأكتوبر .
بوركت اديبنا الكبير علي افندى المنجي عاشق السويس وشفاك الله وعفاك ووسع لك في رحاب عمرك وكل عام وانت بخير وسعادة يااستاذ علي .
والي حته حلاوه جديده غدا لو كان في العمر بقيه