Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

حلاوة زمان .. حلاوة اليوم :الشاعر علي السوهاجي

بقلم الكاتب : محمد عبد اللطيف حمدان
على محمود على السوهاجى شاعر مصري من أفضل وأشهر شعراء العربية في العصور الحديثة لقب بـ ( علي السوهاجي ) كان رحمه الله عليه شاعرا غاية فى الرقة والادب عاشق لتراب السويس ولم يترك مناسبة وطنية الا وكتب فيها عن معشوقته السويس .. كان شاعرا متميزا من طراز فريد امتلك قدرا كبيراً من الثقافه وقوة إلاحساس وصدق المشاعر .. عاش ورحل عن دنيانا كريما حنونا زاهدا فى الحياه هادى الطباع .
ولد ( علي السوهاجي ) في محافظه بورسعيد عام ١٩١٧ وانشأ في اسره طيبه كان والده صيادا لطائرالسمان المهاجر لشاطئ بورسعيد ثم عين بعدها بحارا في احد شركات الملاحه ( شركه القناه لرباط السفن ) اما والدته ( بهية محمود دهب ) كانت من اسره غنيه من أصول ( بوسنية ) في حين كانت جدته لأمه على جانب كبير من الغنى والثراء وهي التي تكفلت بتربيتة ونشأته في سعه من العيش .. وما ان بلغ الفتي ( علي ) الرابعة من عمره حتي ارسل الي الكتاب من اجل حفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءه والكتابة و منذ صباه أظهر نبوغًا واضحا حيث انكب على متابعه الشعر وجرى لسانه علي نظمه وبدأت موهبته الشعرية تلفت نظر من حوله خاصه عمه الشاعر الراحل حسن السوهاجى صاحب القصيده الدينيه الشهيره ( ماشي بنور الله ) ... رأى العم في الصغير مشروع شاعر كبير فشجعه ... صعد ( علي السوهاجي ) درجات التعليم بالمدارس الابتدائيه والاعداديه بدائب وصبره حتي حصل علي البكالوريا عام 1936 و( البكالوريا ) هي شهادة تعطي لمن ختم التعليم الثانوي .. فور اتمام دراسته تم تعينه في شركه قناه السويس ولم يستمر في العمل طويلا حيث انتقل الي القاهره واستقر فيها محترفا تأليف الأغاني التي اشتهر بها معظم نجوم الطرب المصريين في الاربعينيات وكان دائم التواجد بالسويس بصحبه الكثير من عائلته وأهل الفن من نجوم السينما خاصه مع الفنان عبد العزيز محمود وزوجته ويقال انه كان يفضل اكل السمك البربوني المقلي من يد خالته جده المهندس ابراهيم الغزولي وكان يفضل الجلوس في كازينو وبار ( ستيلا ) الشهير بضاحيه بورتوفيق اوعلي مقهى ( التليغراف ) القديم وسط البلد
منحه الله موهبة فذه وبديهة فطريه حيث لم يجد يوما مشقه في نظم قصائده ودائما كانت المعاني تنساب علي اوراقه كالمطر فكان رحمه الله عليه يكتب الشعر وهو ماشيًا أو جالسًا وفي اى مكان إذ بلغ أنتاجه الشعري عشرات القصائد الخالده ولعل ما قدمه من ابداع لم يبلغه شاعر من قبل . .. تعرف الي صديقه عبد العزيز محمود بالقاهره وهو في مطلع شبابه حيث سمع ( عبد العزيز محمود ) منه الازجال فى مقهى ( ريش ) ومنذ تلك الفتره تآلف الاثنان وتعاونا علي اعمال فنيه كثيره حتي انهما سكنا معا في عمارة واحده ( الايموبليا ) .
اخذ ( علي السوهاجي ) ينظم الازجال الشعريه ليغنيها ويلحنها ( عبد العزيز محمود ) ومن بين ما نظمه ( السوهاجي ) وغناه ( عبد العزيز ) في تلك الفتره اغنيه ( شوف.. شوف.. قلبي الملهوف ) واغنيه ( اكتب له يا قلم وراعينى بنظره وشوف قلبى من قلبك ) و اغنيه ( ليه قلبى تجرحه ) و اغنيه ( حب العزيز الربعه بقرش ) و اغنيه ( الورد زاهى ) و اغنيه ( فجر جديد ) و اغنيه ( يا صاحب القدره ) وهي اغنيه دينيه واغنيه ( مليون سلام ) التي كانت مشهورة في أوساط العمال والتي كانت تتكلم عن المصانع والعمال في العصر الناصري وتقول كلماتها :
مليون سلام يا مبدلين الخوف أمل
مليون سلام يا مبدلين النوم عمل
مليون سلام يا مكسرين بطن الجبل
فوق الجبين شايف بحور جهد وعرق
طول ما المكن يفضل يدور راح يتخلق
إنتاج وتكتر ثروتك والخير يعود علي أمتك
بلدي ياحتة سكرة حسنك عجب
شمسك يا حلوة منورة بشعور دهب
وآدي الصبايا مبدرة تقطف عنب
واحنا يا أمنا بنقول وجب
ومن بين ما نظمه ( السوهاجي ) ايضا أغنيه ( اسأل مره عليا ) التي غناها الفنان محمد عبد المطلب من تلحين سيد مكاوي واغنيه ( ياللى انت قلبك مش دارى بى ) التي غنتها المطربه شاديه من الحان عبد العزيز محمود واغنيه ( خلاص يا دنيا ) التي غنتها الفنانه هــدى ىسلطان من الحان عبد العزيز محمود واغنيه ( حلوين من يومنا والله ) والتي لحنها وغناها الفنان سيد مكاوي
كان الفنان ( علي السوهاجي ) فنان كريم وحنون زاهد فى الدينا لابعد الحدود هادى الطباع ويحكي انه كان معجب بالفنانه تحية كاريوكا وانه كان دائم زياره الكازينو التي ترقص به وانه ذات مره قام بأعطائها ( نقطه ) بلغت 50 قرش علي سبيل التحيه . ... عمل ( السوهاجي ) فتره من الوقت كاتبا فى شركة ( ابار الزيوت المصريه الانجليزيه ) فرع عجرود بالسويس ثم استقال بعد عام من اجل التفرغ للكتابه ونظم الشعر .
وعقب ثوره يوليو المجيده كتب لثوار مصر أغنية ( ابيض واسمر واحمر .. رمز لعهد جديد ) كما كتب ايضا لثورة الجزائر اغنيه ( قضبان حديد اتكسرت ... والشمس طلعت نورت ) التي غناها الفنان محمد قنديل في الجزائر وشدى بها بعد ذلك الفنان عبد الحليم حافظ .
كان رحمه الله عليه عضوا مؤسسا بجمعيه المؤلفين والملحنين المصريه منذ انشائها وعضوا بالاتحاد الدولي للتاليف بباريس وعضوا مراسلا بالمجمع العربي بدمشق كما كان من مشاهير مقهي ( التلغراف ) وكان دائم الجلوس علي الطاوله رقم ( 3 ) بصحبه صديقه الفنان حمدى ابو طالب ودائما ما كان يضع في جاكته البدله التي يرتديها قلم رصاص صغير ونوته ورقيه لزوم الكتابه .
جأه الاجل المحتوم صبيحه يوم 23 ديسمبر عام 1999 وهو جالس في مقهاه يتهيأ لمواصله جهده الفني في نظم الشعر الذى كرس له حياته وافني فيه عمره .
تحيه للشاعر المحترم عاشق السويس الذى غادر دنيانا في هدوء وسكينه .
والي حته حلاوه جديده غدا انشاء الله أن كان في العمر بقي

قيم الموضوع
(0 أصوات)
آخر تعديل الخميس, 23 حزيران/يونيو 2016 16:05

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady