بقلم الكاتب : محمد عبد اللطيف حمدان
امتازت السويس القديمة بمبانيها ذات الطابع المملوكي منذ ان غدت موقعاً حربيا حصينا ترابط فيه القوات المدافعه عن مداخل مصر الشرقيه .. لذك ثم في السويس القديمه ما عرف بـــ قلعه القلزم ( الطابية ) تلك القلعه شديده التحصين التي شيدت فوق التله العاليه المشرِفه على شاطئ المدينه على ارتفاع يقدر بنحو خمسين متر فوق سطح البحر وكانت تلك القلعه قد استخدمت قديما في العديد من الاعراض مثل القيام بمهام الدفاع الحربية ومقر دائم للقوات وكذلك مدرسه عليا لنشر العلوم العسكريه وتعليم الجنود كيفيه خوض المعارك الحربيه في البر والبحر كما كانت ايضا دارا ومركزا لصناعة السفن الحربيه والتجاريه وترميم واصلاح القديم منها .
ويحكي ان قلعه القلزم ( الطابيه ) عاصرت الكثير من الأزمنة والفترات اهمها فترة حكم المماليك واثناء حكم الدولة العثمانية وانها كانت محاطة بسورين مزودين بالعديد من الاستحكمات العسكريه المزدوجه من الداخل والخارج ..كان السور الخارجي المحيط بالقلعة المطل على البحر قد بلغ عرضه حوالي مترين وارتفاعه ثمانية أمتار تخلله عدد من الأبراج أما السور الداخلي فكان سمكه أصغر من الاول تخلله عده أبراج مستديرة ومسقوف بفتحات ضيقة .
والقلعه القديمه المعروفه يـــ ( الطابيه ) كانت تضم مجموعة من الحجرات المتجاورة أعدت تلك الحجرات كثكنات لمبيت الجند لها أبواب ضخمه مزوده بفتحات ( مزاغل ) كانت قد خصصت للتهوية ... وكانت مساحه ( الطابيه ) وقت انشائها 330 متر X 150 متر والجزء الأكبر منها والذى بلغ قرابه الـــــ 200 متر تم التنقيب عنه بواسطه عدد من علماء الاثار الفرنسيين ويقال ان الاثارين الاجانب عثروا بين الاطلال علي ما يعزز المقولة التاريخية التى تؤكد دوراهل السويس التاريخي في الدفاع عن حدود مصرالشرقية حيث كانت القلعة تضم حصونا تاريخيه حصينه قبل ازالتها .
ويحكي في التاريخ ان عام 1516 شهد حملة مصريه كبيره مجهزه كانت قد أقلعت من قلعه القلزم ( الطابيه ) القديمه في طريقها لمحاربه البرتغاليين المعتدين وهي الحمله التي كانت بداية ضم بلاد اليمن السعيد واجبار الأسطول البرتغالي بقيادة ( استفاو داجاما ) حاكم الهند في تلك الفتره والإبن الثاني ( لفاسكوداجاما ) علي لإنسحاب باتجاه قاعدته في ( ارقيفو ) بميناء مصوع في اريتريا تاركا ورائه الكثير من العتاد والمقاتلين العبيد الذين وقعوا اسرى في ايدى رجال الحمله من السوايسه .
ظلت قلعة القلزم في السويس تبسط حمايتها علي القوافل التجاريه التي تحمل البضائع النفيسه والأخشاب الخاصه ببناء السفن الي السويس وظلت المدينه تلعب دورا هاما في الذود عن مصر فتره طويله منذ عصرالمماليك وحتي عصر الاحتلال العثمانى التركى لمصر ويحكي ان بعض الاغراض التي كانت تستخدم في الحروب الصليبيه مازالت بقاياها موجودة الي الان فى متحف محافظه الإسماعلية ويتم استعاده بعضها تباعا الي متحف السويس الجديد
الجدير بالذكر ان قلعة القلزم التي عرفت بــــ ( بالطابيه القديمه ) كان قد تم هدمها عام 1962 بحجة بناء عدد من المساكن الشعبية .
تم ازاله ( الطابيه ) الاثريه الا ان الأساطير والحكايات مازالت تسيطر على وجدان الكثيرين من اهالي السوبس القدامي حيث نسج البعض حكايات عن ان باني القلعه الملقب بــــالملك ( سوس ) كان دائم المرور علي بيوت فقراء المدينه كل ليله من اجل مساعده السوايسه وقضاء حوائجهم .. ويحكي ان الملك ( سوس ) باني القلعه فى روايات الروائي الكبير محمد الراوى كان ملكا طيبا كريما مع رعيته كما في روايه ( تل القلزم ) و قصه ( كنوز الملك سوس ) لعمنا الاديب على المنجى .
( الصورة المنشورة من ارشيف الصديق مكرم سلامه - للمصور الفرنسيالشهير بيلير) .
تلك حكايه طابيه القلزم القديمه وغدا انشاء الله حكايه مكان اخر جديد ان كان في العمر بقيه