بقلم الكاتب : محمد عبد اللطيف حمدان

عم احمد عبده هو صاحب الكفر الشهير معقل رجال المقاومه الشعبيه في السويس التي حاولت القوات البريطانيه بسط سيطرتها عليه ... وعم ( احمد عبده ) هو واحد من الشخصيات الوطنية التي عرفت في التاريخ النضالي في السويس بصاحب تجربه ايواء الفدائيين واقامه مجتمع سويسي بالقرب من المعسكرات البريطانيه .
انتمى العم ( احمد عبده ) إلى اسرة مصريه فقيرة معدمة كانت قد هاجرت من قريتها في صعيد مصر الي السويس من اجل العمل اواخر العشرينات .
اسس رحمه الله عليه مع بعض رفاقه السوايسه عده بيوت من دور واحد علي اطراف المدينه في المنطقه الواقعه بين محطة ( وأبور تكريرالمياه ) وعدد من المعسكرات البريطانيه تحديدا بين ترعه ( المغربي ) القديمه وشريط السكه الحديد القديم ايضا .
وكانت المنطقه التي تم بنائها وعرفت بـــــ ( كفر عبده ) من افقر مناطق حي الاربعين وكانت مساحتها وقت البناء حوالي ثمانيه افدنه .. سكن الكفر كما هو مثبت في التاريخ ثلاثمائة اسرة اغلبهم من العاملين في المعسكرات البريطانيه وكان عددهم وقت صدور قرار هدم الكفر قرابة 1000 نسمة .
اقام العم احمد عبده في الكفر متجرا لبيع الخضر والفاكهه وحقق منه ارباحا مرضية تحولت تجارته مع الوقت الي متجر كبير لبيع كل انواع السلع الاستهلاكيه وبعد فترة من الزمن تبدل حال ( العم احمد عبده ) وتنوعت السلع التى يحتاجها سكان الكفر حتي اصبح كبير الكفر وصاحبه وشيخ الحارة الابرز في حي الاربعين .
وكما يقول ( عبد الرحمن الرافعي ) في كتابه ( مقدمات ثورة 23 يوليو ) كان الانجليز قد اعدوا العده من اجل إزالة كفر ( عم احمد عبده ) من الوجود بحجة إنشاء طريق بين المعسكرات البريطانية ومحطة تكرير المياه وتحدد يوم 7 ديسمبر من عام 1950 موعدا للازاله كإجراء ظاهرة التطوير وباطنه منع رجال المقاومه الشعبيه الوصول الي ثكناتهم .
اوقف محافظ السويس في تلك الفتره اجراء عمليه الازاله حتي اليوم التالي من اجل التواصل القياده المصريه في القاهره وتدبرالامر الا ان مستر ( ارسكين ) القائد العام للقوات البريطانية في منطقة القناة ابلغه ضرورة اخلاء الكفر قبل التنفيذ .
في السويس عقد المحافظ اجتماعا طارئا مع كبار المسئولين وأعيان المدينة لدراسة الموقف واستقر رأي الاغلبيه على عدم التعرض للقوات البريطانية وان يغادر الاهالي منازلهم وفي صباح يوم السبت 8 ديسمبر كان الإنجليز قد حاصروا الكفر باكثر من ستة آلاف جندى مدعومين بــــالدبابات والمدرعات وعشرات من الرماة لاغلب الاسلحه الثقيله كالمدفعيه ... وفي الموعد المحدد تم نسف كل مباني الكفر بالقنابل الموقوته ولم يكتفوا بذلك بل أشعلوا النيران في كل شبر بالكفر ويقال ان خلال ساعات قليله تم محوه ..
وعقب عمليه الازاله قام محافظ السويس في تلك الفترة ( ابراهيم الخولي ) اعتماد مبلغ 150 الف جنيه مصرى من ميزانيه وزارة الاشغال لبناء مساكن بديله في المنطقه القريبه من شركات البترول المعروفه حاليا بــــــ ( كفر احمد عبده الجديد ) وكان شاهدا علي عمليه بناء المساكن وتسليمها للاهالي المضارين اعضاء المجلس البلدى وعدد من الشخصيات السوايسيه في مقدمتهم محمد احمد البديوى نائب السويس وكامل حسن حمزة المقاول وصلاح خيرى كبير مهندسي قناة السويس وسمحه الخولي وفكيهه السيد فؤاد عضوات الهلال الاحمر واخرين .
تلك حكايه كفر عم احمد عبده وغدا انشاء الله حكايه مكان اخر ان كان في العمر بقيه