بقلم الكاتب : محمد عبد اللطيف حمدان
المحار من الرخويات اللذيذة التي توفر للجسم البشري العديد من العناصر الغذائية والمعادن ذات الفوائد الصحية الكبيرة .. والمحار كائن رخوي تحميه صدفة ذات جزئين تبقى مفتوحة دائما حتى يستطيع ان يتغذى وكلما كبر حجم المحار كبرت صدفته .. وهناك أصناف متعددة من المحار البعض منه ذو قيمه سعريه كبيره مثل اللؤلؤ ومعظمه يتم انتاجه في المياة العذبة او المالحة وتعد الصين واليابان واندونيسيا وتاهيتي واستراليا من اكبر الدول المنتجة والمصدرة له في العالم ولا يستهلكه غير القادرين ... وهناك محارات رخويه كثيره تؤكل وهي التي تحمل اسم علمي وهو الـــــ Ostreidae او ماهو معروف لدينا بـــ ( السيرديا ) ذات الطعم الشهي اللذيذ ... وكان في سالف الزمان يتم جلب محار ( السرديا ) في السويس من المنطقة الواقعه بين كازينو ( ركس ) القديم علي كورنيش السويس الغربي تحديدا بالقرب من مدخل ميناء الزيتية القديم .
وتستخدم لحوم ( السرديا ) كغذاء شعبي رخيص يتم اكله مطبوخا في البامية والبرغر مع بعض السلطات والعيش وجميع لحوم محار السيرديا صالحه للأكل ومع ذلك نجد بعض الناسر يفضلون الجزء الأبيض المطبوخ في الحساء المعروف عند السوايسه بــــ ( الشوربه ) .
ولما كانت حدود العمار في سويسنا زمان محصورا بين نادي الشرطة القديم ومبني مستشفي الحميات القديمه بالقرب من حوض الروض والسكة الحديد القديمه وحتي اليهودية رائ بعض اليونانيين والمصريين من رجالات السويس ضروره اقامه مصنعا علي الارض الجافه في تلك المنطقه مصنعا لانتاج الازرار الصدف التي تتمتع بالعديد من الالوان غالية الثمن خاصه وان كميات كبيره من المحار كانت تجلب بانتظام من شواطئ البحر الاحمر المتراميه الاطراف بطول خليج السويس .. وكان مصنع ازرارالسويس في منطقه ( حوض الروض ) قد تم بنائه منذ اربعينيات القرن الماضي وكان الغرض من بنائه ايجاد فرص عمل وتشغيل عدد كبير من فتيات السويس في المصنع ... ويعد مصنع الازرار القديم من انجازات المرحوم احمد بك راسم محافظ السويس في تلك الفترة .
لسنوات عديده كان الصيادون يقومون بجلب اطنان من مخلفات البيئة الساحليه من المحار السويسي فيتم فتحه وتنظيفه ثم انتاجه داخل المصنع ثم عرضه وبيعه في الاسواق المصريه .. ظلت صناعه ازرار مصنع السويس مزدهره الي ان توقفت بسبب تدهور البيئه البحريه في شواطئ السويس المختلفه الامر الذى تسبب في قله الكميات الوارده من المحار واغلاق المصنع وبعدها انقراضت صناعه الازرارالصدف .
والجدير بالذكر ان بقايا مصنع الازرار القديم بحوض الروض كانت موجوده الي ما قبل عام 1967 تهدمت بعد ذلك بسبب الحروب .
والي هنا انتهت حكايه ( مصنع الزراير ) في السويس زمان وغدا انشاء الله حته حلاوه جديده لو كان في العمر بقيه .
( الصوره المنشوره للمصنع تم استعارتها من ارشيف الصديق مكرم سلامه )