Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

حلاوة زمان .. حلاوة اليوم : مستشفي السويس الاميرى

بقلم الكاتب : محمد عبد اللطيف حمدان
مع بدايه حفر قناة السويس كانت مدينة الزقازيق هي منطقة فرز العمال الذين يرسلون إلى منطقة الحفر في شق القناة حيث يتم أختيارهم من بين الأقوياء القادرين علي الحفر في حين يستبعد كبار السن وأصحاب الأجسام النحيلة وينم ارسال المختارون الي مناطق الحفر سيراً على الأقدام وهم مقيدين بالحبال يحمل كل فرد منهم علي ظهرة كيس من القماش به بعض اللقيمات الجافه وابريق به مياه عذبه او ( قله ) لزوم الشرب .. يصل عمال السخره إلى مناطق الحفر منهكي القوى وكانت عمليات الحفر القاسيه من المشاهد المثيرة التي يحرص على رؤيتها السائحون الأجانب فتره شق قناه السويس في ذلك العصر البغيض .. تمادت الشركة الفرنسيه في تعنتها مع العمال حيث استمر نقص المؤن والملابس والأحذية والعلاج ما جعل العمال المساكين يتعرضون للموت المحقق من شدة المرض الذى كان يفتك بهم وطبقاً للتقارير الطبية المحفوظة في مكتبة الإسكندرية كان أكثر الأمراض التي تفشت بين العمال المصريين وعصفت بهم النزلات الشعبية والامراض الصدرية ورمد العيون وحالات الإسهال الشديد والدوسنتاريا وأمراض الكبد والجدري والسل لدرجة أن الشركة لم تجد من يرفع جثث الموتى من مواقع العمل فكان يتم الدفن في الصحراء وكانت الامراض قد ظهرت بشكل كبير نتيجه افراز الارض لمادة طينية فوسفوريه حارقه أدت في كثير من الاحيان إلى إصابة العمال بامراض غامضة كانت السبب في الوفاه قبل الوصول الي علاج شافي .
وفي أواخر عهد سعيد باشا وبدايه عهد الخديوى إسماعيل كانت حكومه محمد شريف باشا قد اعدت بعض ألاصلاحت الصحيه والعلاجيه من بين تلك الاصلاحات ضروره أنشاء بعض المستشفيات ألاميرية في عدد من المدن المصرية والسودانية وكانت مستشفي السويس الاميرى التي في الصورة المنشورة احد تلك المستشفيات التي عرفت فيما بعد بــــ ( المستشفي السويس الاميرى ) .. ومستشفي السويس الاميرى القديمه كانت موضع عناية كل الحكومات المصريه المتعاقبه حيث استجلب لادارتها العديد من الأطباء المصريين النوابغ ممن كان همهم إلوحيد القضاء علي الامراض الغامضه المنتشره وتحسين أحوال المرضي من اهل السويس .
ويحكي ان مجلس الصحه العموميه بالقاهرة كان يرسل الي ( مستشفي السويس الاميرى ) وبصفه دائمه كل ما تحتاجه المستشفي في السويس من ادوية ولقاحات لاستخدامها في علاج مرضي المدينه والاغراب المارين بها اثناء مواسم الحج والعمره خاصه حجاج بيت الله الحرام وقد لوحظ في الخطابات المرسله الي ( محطه الكارنتينه ( ان أذونات الصرف الطبيه الوارده في تلك الفترة قد شملت العديد من انواع الادويه والامصال ومعدات التبخيروادوات ردم البرك والمستنقعات ولم تقتصر الاذونات المرسله من القاهره علي الادويه بانواعها فقط بل كانت هناك معدات خاصه من اجل القضاء علي حشرات الصيف ومنع انتشارها وقد وصلت قيمه الادويه المرسله حسب طلب الارسال الي حوالي 22422 قرشا و 30 بارة وكلها ادويه تستخدم في علاج مرض الجدرى والكوليرا .
والي هنا تنتهي حكايه ( مستشفي السويس الاميرى ) القديمه وغدا انشا الله حكايه جديده لو كان في العمر بقيه .
( الصورة من ارشيف المصور الفرنسي جي بيلير )

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady