بقلم الكاتب : محمد عبد اللطيف حمدان
يعتبر الفحم الحجري من المصادر الهامه التي استغلها الإنسان في الطبخ والتدفئة واشياء اخرى وذلك قبل اكتشاف البترول .... ومن افضل أنواع الفحم القابل للاشتعال ممن يتم استخراجه في باطن ألارض ... ومن بين الدول التي تنتج الفحم بكميات كبيره إنجلترا وألمانيا لوجود عدد كبير من المناجم المكتشفه في تلك البلاد .
وتجارة الفحم في السويس ازدهرت وراجت رواجا كبيرا منذ بدايات القرن التاسع عشر وكانت عمليات نقله تبدا من انجلترا عن طريق مالطه اوالاسكندريه ثم ينقل في ترعه المحموديه وفرع رشيد الي القاهره وبعدها ينقل علي ظهور الابل عبر الطريق الصحراوى الي السويس ... ونظرا للزيادة المطردة في حجم تجارتة كانت عمليه نقله تستمر طوال العام حيث انشئت الحكومه المصريه مستودعات ضخمه واقيم في ميناء السويس اول رصيف بحرى عرف تاريخيا بين السوايسه بـــــاسم ( رصيف الفحم ) ضم بورصه للاوراق الماليه كانت هي الاولي في المنطقه العربيه وكانت المضاربات التجاريه فيها تجرى طوال العام وعلي اعلي مستوى
ازدهرت تجاره الفحم في مصر كما في العالم حتي أصبح الانجليزيان ( جون وريتشارد ) اول ملاك لاكبر مناجم الفحم في المملكة المتحدة وذلك بعد شرائهما عددا من المناجم في مدينة ويلز وكان الفحم ( الويلزي ) في تلك الفترة من اجود وأفضل انواع الفحم .. مع مرور السنين صار لــــ ( جون وريتشارد ) 118 وكالة ومستودع في كل الطرق الملاحية الرئيسية في العالم من بين تلك المستودعات والوكالات الشهيره حول العالم وكاله ( ابناء سليم عوض المحدوده ) بمنطقه الكساره بحي الغريب القديم بالسويس ووكاله ( موريس غاتينيو ) في القاهره ... و (غاتينيو ) هو مليونير يهودى من اشهر تجارة الفحم المصريين وهو الذى اقام محلات ( بنزايون ) الشهيرة .
ونظرا لحاجه السفن الدائمه للفحم كانت كل وكالات الفحم في مصر تتزود بالفحم الوارد من مقاطعه ( ويلز ) وكان الطريق الصحراوى القديم بين القاهرة والسويس لا يهدا طوال العام نظرا لزيادة حركه السفن في البحر الاحمر ليلا و نهارا وكان الدكتور جون يورنج عضو مجلس العموم البريطاني مبعوث الخارجيه الانجليزيه قد ذكر في تقريرة المؤرخ في 18 يناير 1838 ان متوسط استهلاك البواخر من الفحم قد ارتفع الي حوالي 2700 طن وهي كميه ضخمه في تلك الفتره وذكر ان هذه الكميات كانت تنقل علي ظهور الابل من القاهره الي السويس بانتظام ومن النادر ان يمر يوم دون تحرك قاقله محمله بالفحم الي السويس واشاد بالجهود التي تبذلها الحكومه المصريه من اجل توفير الابل والجمال لنقله وذكر صراحه انه لولا معاونه الكولونيل ( كمبل ) القنصل العام البريطاني في مصر بتلك الفتره لتعذر توفير هذا العدد الكبير من الابل خاصه خلال موسم الحج الذى يشتد فيه السفر الي السويس علي ظهور الابل والجمال .
والجدير بذكره بخصوص عمليات النقل ان شركه النقل المصريه هي الشركه الوحيده التي كانت مسيطره علي طريق السويس البرى خاصه بعد نجاحها في شراء كل المنشات والمستودعات التي كانت تمتلكها شركه ( P&O ) ومنذ ان ابتاعت الحكومه المصريه اسهم الشركه الاجنبيه اصبحت رقابه الطريق ونقل الفحم عليه مصريه 100 % .
انتعشت اسواق الفحم في السويس وتواجدت العديد من الوكالات والمستودعات التي تتاجر في الفحم من اشهر تلك الوكالات والمستودعات وكاله ( سليم عوض ) بميدان الكسارة والتي مازالت بقاياها قائمه حتي الان ومستودع ( الاخرس ) بالسوق العمومي القديم ووكاله ( جمعه ابو العلا ) بشارع قرقول السوارى ومستودع ( اولاد دياب ) بشارع صدقي ووكاله ( شحاته محمد احمد ) بالسلمانيه كما كان هناك ايضا عدد من الدكاكين الصغيرة التي تبيع بالتجزئه كدكان ( محمود البديوى ) بالاربعين ودكان ( السباعي ) ودكان ( ابو الجدايل ) علي الكورنيش القديم ويحكي ان كل الوكالات والمستودعات الكبيره في السويس كان بداخلها اسطبلا للخيول والابل مجهز بمرابط مزوده باحواض مياة رخاميه من اجل سقايه تلك الابل ....
الصورة المنشورة لــــ ( رصيف الفحم ) بميناء بورتوفيق من ارشيف صفحه ( زكريات السويس ) وهو واحد من أشهر الأرصفة التاريخيه في الميناء نظرا لأهميته الفائقه في امداد البواخر وتموينها بما يلزمها من فحم كان يستخدم في تشغيل ماكينات السفن في البحر الاحمر عن طريق الغلايات التي تولد ما يعرف بــ ( الـبـخـار ) او ( الاســــتـيـم ) وبدونه لا تتحرك السفن قبل اكتشاف البترول .
وغدا انشاء الله مع حته حلاوه جديده ان كان في العمر يقيه