630 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
عندما يشعر الإنسان بالملل فى وقتنا الحالى، فإن هناك الكثير من الوسائل والاختراعات الحديثة التى يمكن أن يلجأ إليها، مثل تصفح شبكات التواصل الاجتماعى كـ"فيس بوك" و"تويتر" أو مشاهدة التليفزيون أو الذهاب إلى السينما والمسرح إلى آخره.
لكن هل تساءلت يوما عما كان يفعله الناس قديما عند شعورهم بالملل قبل ظهور كل تلك الاختراعات؟.
قديما، كان الناس يقومون بالكثير من الأمور الجنونية من أجل قضاء وقت فراغهم والتخلص من الملل، حتى أن الكثير من تلك الأمور تعتبر جرائم يعاقب عليها القانون فى الوقت الحالى؛ وكان من أبرز تلك الأمور حرق القطط حية أو محاولتهم الحصول على أسنان سوداء أو الاحتفاظ بدموعهم داخل زجاجات.
وسنتناول فى التقرير التالى أغرب طرق قضاء وقت الفراغ والتغلب على الملل فى التاريخ:
1. حرق القطط حية:
بالرغم من أن قتل بعض الحيوانات يعتبر جريمة يعاقب عليها القانون فى الوقت الحالى، إلا إن قتل القطط خلال القرن السابع عشر فى فرنسا كان طريقة شائعة للتسلية وقضاء وقت الفراغ.
فكان الفرنسيون قديما يقومون بجمع القطط الحية ووضعها داخل أكياس ثم إلقائها فى النار ومشاهدتها وهى تموت ببطء؛ ويرجع السبب وراء اختيارهم للقطط تحديدا إلى أن هناك اعتقاد أو خرافة تشير إلى أن القطط تعتبر رمزا للشيطان وأن الجن والشياطين يتشكلون على هيئة قطط، فضلا عن أن البعض يعتقدون أن القطط تخدم الساحرات.
والجدير بالذكر أن الملوك الفرنسيين كانوا بدورهم يمارسون ذلك الفعل الشنيع للتسلية؛ وبعد احتراق القطط تماما كان الفرنسيون يقومون بأخذ رمادها ووضعه فى منازلهم على اعتبار أنه يجلب الحظ الجيد.
2. معارض الحضانات الطبية:
فى الماضى، كان الموت هو مصير أغلب الأطفال الذين ولدوا قبل موعدهم، لكن ذلك الأمر تغير تماما بعد أن تمكن طبيب يدعى "مارتن كورنى" من اختراع "الحضانات الطبية"، التى يمكن للرضيع استكمال نموه بداخلها؛ لكن عند بداية ظهور تلك الفكرة رفضتها المستشفيات والستثمرين تماما، إذ أن الأباء والأمهات اعتبروها غير آمنة ولم يقبلوا وضع أطفالهم بداخلها.
وللتغلب على تلك المشكلة قام "كورنى" بإنشاء معارض لحضانات الأطفال فى الحدائق وداخل المعارض الفنية، وضم المعرض أطفال رضع موضوعين داخل حضانات طبية؛ وتم افتتاح أول معرض لحضانات الأطفال فى برلين بألمانيا عام 1896.
ثم قام بإنشاء معرض مماثل فى الولايات المتحدة الأمريكية، ولاقى المعرض نجاحا كبيرا، وقام الكثير من الأباء والأمهات بإحضار أطفالهم الذين لم يكتمل نموهم بعد إلى "كورنى" لوضعهم داخل الحضانات دون الحاجة إلى دفع نفقات علاجية.
والغريب فى الأمر أن المعرض شهد إقبالا واسعا من الكثير من الأشخاص الذين كانوا يأتون للمعرض للمشاهدة والتسلية وكأنه أحد دور السينما، ويقومون بدفع نحو 25 سنتا لزيارة المعرض، وكان يتم استخدام تلك الأموال فى تغطية تكاليف العلاج بدلا من مطالبة أسر الأطفال؛ واستمر تواجد تلك المعارض فى عدة أماكن حول العالم لنحو أربعة عقود، حتى اقتنع الناس أن الحضانات الطبية آمنة تماما، وتعتبر حلا جذريا لإنقاذ الأطفال الذين ولدوا قبل موعدهم.
3. الأسنان السوداء:
ظهرت موضة غريبة فى بريطانيا خلال القرنين السادس عشر والسابع عشر، وهى "الأسنان السوداء"، التى اعتبرها الكثيرون آنذاك رمزا للثروة والمكانة العالية، على الرغم من أن السبب الرئيسى فى حدوثها هو عدم الاهتمام بنظافة الأسنان.
ويرجع السبب فى ظهور تلك الموضة إلى إنه خلال القرن السادس عشر، كان سعر السكر مرتفعا جدا نظرا لأنه كان يتم استيراده من خارج البلاد، ولذلك لم يقدر أحد على شرائه سوى الأسرة الحاكمة فى بريطانيا.
ونظرا لأن تناول الكثير من السكر والحلوى يتسبب فى تسوس الأسنان، فقد خسرت الملكة "إليزابيث الأولى" معظم أسنانها تقريبا فيما أصبحت الأسنان المتبقية فى فمها سوداء ومتهالكة، وذلك بسبب حبها الشديد للحلوى، حتى أن المحيطين بها أصبحوا غير قادرين على فهم ما تقوله؛ والغريب فى الأمر أن الكثيرين اعتبروا الأسنان السوداء رمزا للمكانة العالية، وتحولت إلى موضة وطريقة للتسلية، حيث قام العديد من الأشخاص باستخدام مستحضرات تجميل وحتى الفحم للحصول على أسنان سوداء.
4. اللوحات مقطوعة الرأس:
فيما يعتبر التقاط صور "السيلفى" من أكثر طرق التسلية شيوعا الآن والتى يعتبرها البعض غريبة، إلا إنه بعد اختراع التصوير الفوتوغرافى، ظهرت الكثير من الأفكار شديدة الغرابة لالتقاط الصور الفوتوغرافية، وكان أبرز تلك الأفكار هى "اللوحات مقطوعة الرأس"، والتى قام بابتكارها مصور يدعى "أوسكار ريجلاندر" عام 1853، حيث كان يقوم بالتقاط صور لأشخاص بدون رأس يحملون رؤسهم فى أيديهم؛ وأقبل الكثيرون على التقاط مثل تلك الصور وحتى الأطفال بهدف المرح والتسلية.
5. زجاجات الدموع:
لا يمكن تحديد تاريخ أو سبب ظهور "زجاجات الدموع"، لكن يعتقد البعض أنها ظهرت خلال العصر الرومانى وكان يتم استخدامها خلال الجنازات، حيث كان المعزين يحرصون على ملأ زجاجات صغيرة بدموعهم ثم تركها فى المقابر بالقرب من المتوفى كتعبير عن مدى احترامهم وحبهم له،وكان بعض الأشخاص يقومون بشراء دموع الفتيات مقابل مبلغ مالى، إذ أنه كان هناك اعتقاد بأن قيمة الشخص تتحدد من مقدار الدموع التى ذرفها الأشخاص من أجله خلال جنازته.
وظهر ذلك التقليد أيضا خلال الحرب الأهلية فى الولايات المتحدة الأمريكية، حيث كانت النساء تقمن بالاحتفاظ بالدموع التى ذرفنهن داخل زجاجات لحين عودة أزواجهن من الحرب ليكون ذلك دليلا على مدى اشتياقهم وخوفهم على أزواجهن.
6. الجلوس على اليورانيوم المشع:
فى عام 1953، ظهرت موضة غريبة فى أحد مزارع الألبان بولاية تكساس الأمريكية، وهى "الجلوس على اليورانيوم"، وبدأ الأمر عندما ادعى مالك تلك المزرعة، ويدعى "جيسى ريس"، أن قدمه المصابة شفيت تماما بعد أن دفنها فى أرض مزرعته، التى اكتشف العلماء فيها قبل وقت قصير أثار لليورانيوم المشع، حيث اعتقد الكثيرون آنذاك أن اليورانيوم يساعد على علاج الأمراض، وبالفعل أقبل على "ريس" أشخاص مصابين بمختلف أنواع الأمراض من الزكام وحتى السرطان، طلبا للعلاج.
فقام "ريس" بتحويل مزرعته إلى "مركز للعلاج باليورانيوم"، وتم افتتاح عدد كبير من مثل تلك المراكز فى جميع أنحاء الولاية؛ وكان ثمن جلسة العلاج باليورانيوم الواحدة نحو 20 دولارا، فيما لاقت تلك المراكز اعتراضا واسعا من الأطباء والخبراء الذين أشاروا إلى أن العلاج باليورانيوم من الممكن أن يشكل خطرا على صحة الإنسان.
لكن موضة "العلاج باليورانيوم" انتهت تماما بحلول عام 1957، عندما طالبت مصلحة الضرائب الأمريكية "ريس" بضرائب ضخمة على الأرباح التى جناها من العلاج باليورانيوم، وهو ما تسبب فى تعرضه لأزمة مالية ضخمة انتهت بقيامه بقتل نفسه.
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com