في عام 1926 عبر الفنان يوسف وهبي عن رغبته في تجسيد شخصية (النبي ) صلي الله عليه وسلم، وان يكون ذلك من خلال احد الادوار السينمائية، وبمجرد ان اشيع هذا الخبر اثار حفيظة الجمهور ومن بعده النقاد والعاملين بالوسط الفني كله وواجه وهبي انتقادات شديدة من قبل علماء الازهر الذين رفضوا وبشدة تجسيد الشخصيات المقدسة او التعرض لهم من قريب او من بعيد في اي عمل فني.

ونشرت جريدة الاهرام انذاك مقالا رفضت فيه وبشدة ما يفكر فيه الفنان يوسف وهبي وطالب علماء الازهر بالتدخل والبت في الموضوع وما ان نشر المقال حتي زاد الهجوم علي وهبي وكثر التساؤل حول كيف لوهبي ان يجسد شخصية الرسول الكريم وما هي مؤهلاته ليقدم علي ذلك الامر.

وعلي الجانب الاخر حاول هو الدفاع عن نفسه واقناع رجال الازهر بانه يريد القيام بهذا العمل لتقديم الاسلام بالصورة الصحيحة امام الغرب وانه اذا لم يقم بهذا العمل سيقوم به اي ممثل اجنبي اخر.

وقد اثار ذلك انزعاج الملك فاروق حاكم البلاد انذاك وتدخل لحسم الامر وهدد يوسف وهبي بسحب الجنسية المصرية اذا لم يتراجع عن هذا الامر فاعتذر وهبي وتخلي عن فكرته ومن وقتها اصدر الازهر فتوي بتخريم تجسيد الصحابة والانبياء علي شاشة السينما.

اسماعيل ياسين ومستشفي المجانين

ولد اسماعيل ياسين لاب يعمل صائغا في مدينة السويس ولكن مع ضربة من ضربات الحظ العثر اعلن افلاسه ليعاني ياسين من الفقر والتشرد ما جعله يعمل في العديد من المهن فخرج الي الشارع ليعمل مناديا امام محلات الاقمشة وفي عمر السابعة عشر قصد القاهرة ليمتهن اكثر من مهنة حيث استقر به المقام في كازينو بديعة مصابني كمونولوجست عندما رشحه لها رفيقه الكاتب ابو السعود الابياري.

ذاع صيته واصبح الحصان الرابح لدي المخرجين والمنتجين وصلت سمعته تلك الي الملك فاروق وفي احد الايام من عام 1950 امر احدا من حاشيته ان يحضروه له في استراحته كي يدخل عليه البهجة والسرور.

وبالفعل حضر ياسين الي استراحة الملك وبادره الملك بقوله (يلا بقي يا اسماعيل سمعنا نكتة جديدة ) ارتبك اسماعيل وتردد لبعض الوقت ثم انطلق يقول (كان في مرة واحد مجنون كدة زي جلالتك) ولم يكمل ياسين كلامه ليصرخ الملك (بتقول ايه يا مجنون انت).

وقع ياسين علي الارض مغشيا عليه متظاهرا بالاغماء لياتي الطبيب الخاص للملك الدكتور يوسف رشاد لينقذ الموقف ويعلن ان اسماعيل ياسين يعاني من اضطرابات نفسية ومصاب بضعف الذاكرة وعدم الادراك فيامر الملك فورا بايداعه مستشفي الامراض العقلية ويستمر بها 10 ايام الي ان غادرها وهو مصاب بالخوف والرعب من تكرار بطش الملك به والانتقام ممن تجرا عليه بهذه الصورة ليظل حبيس هذا التصرف لمدة عامين قامت بعدها ثورة يوليو في عام1952 ليكون هو من اوائل الفنانيين الذين خرجوا الي الشارع ليتغنوا بها منددين بالظلم والاستعباد.

سيارة شكوكو تغضب الملك

علي الرغم من خفة ظله وطيبة شخصيته لم ينجو من سخط العائلة المالكة التي غضبت عليه لمجرد ان كان اول فنان مصري يركب السيارة الانجليزية ماركة (بانتللي) ففي اواخر الاربعنيات من القرن الماضي اقتني شكوكو تلك السيارة والتي اقتصر اقتنائها علي اللوردات والسفراء والامراء فقط وهو ما اثار غضب افراد الاسرة المالكة وافراد العائلات الاروستقراطية انذاك لدرجة انهم اجبروه علي بيعها.

لم تكن تلك السيارة مجرد حدثا غريبا بالنسبة لشكوكو فقط بل انها لفتت اليه نظر هوانم المجتمع المصري انذاك ما جعل من تلك السيدة تتناسي الفوارق الاجتماعية بينها وبين شكوكو وتقع في حبه بل وتوافق علي الاقتران به والزواج منه.

صراع شكوكو مع يوسف وهبي لم يكن من اجل امتلاكه لهذه السيارة الفارهة مجرد صدفة او لعمله معه بالفن ولكن لان زوجة من سيدات المجتمع الراقي اسمها (عائشة هانم فهمي ) صاحبة القصر المعروف باسمها في الزمالك اعجبت بشكوكو وهامت به وارتبطت معه بقصة حب شديدة الاوصال ولم يكن هذا هو الامر الغريب بل لقد اعلنوا زواجهما في هذا المجتمع الراقي..

تلك السيدة الشهيرة ربيبة الحسب والنسب هي طليقة الفنان يوسف وهبي التي احبت شكوكو ذلك المواطن الذي ينتمي لاسرة شعبية تسكن احد الاحياء الشعبية القديمة بالقاهرة، وفضلته عن ابن الباشوات والبكوات وانتشرت القصة سريعا كالنار في الهشيم ليرفض هذا بشدة الفنان يوسف وهبي واستشاط غيظا وحقدا علي شكوكو وتحولت حياة شكوكو وتلك السيدة الي جحيم بعد ان حرض عليه ررجال القصر وحاشية الملك وبنات العلائلات الاورستقراطية ماجعلهم يطالبون الملك باجبار شكوك علي بيع تلك السيارة التي اعتبروها مصدرا لوجاهة وتألق وتميز شكوكو وبالتالي حالوا دون ا ستمرار هذا الزواج من اشهر هوانم المجتمع وهو ما اعتبره الملك ورجاله اهانة بالنسبة للأسر الاروستقراطية.