Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

نموذج مشرف من سيدات السويس .. ( كريمه ) الممرضه الحسناء

بقلم الكاتب : محمد عبد اللطيف حمدان
تاريخ المرأة السوايسيه حافل بالكثير من المناضلات وسبق أن تحدثنا عن نماذج شبابيه مشرفة من بنات السويس ممن لم يأخذن حقهن في التكريم والإشادة من بين هؤلاء السيده الفاضله / كريمه محمد ياسين محمد بنت حاره القاضي المولوده في السويس بحي الغريب تلك السيده التي قدمت الكثير اثناء عملها ضمن اطقم التمريض وكان وجودها بالمستشفي العام مع بنات السويس في الحرب يخفف الكثير من الآم المصابين والجرجي
كانت الفتاه السويسيه ( كريمه ياسين ) المعروفه حاليا بام ( محمد صبحي ) تعمل قبل العدوان الاسرائيلي الغاشم علي السويس عام 1967 في احد محلات الاحذيه بشارع النمسا وما ان بدات عمليات التهجير القصريه حتي انضمت الي طاقم التمريض بمستشفى السويس العام ورفضت ان تترك المدينه وفضلت البقاء في عملها الجديد بالمستشفي وكانت متواجده في العمل منذ الليله المشئومه التي قامت فيها القوات الاسرائيليه باول غاره علي حي الاربعين سقط خلالها عدد كبير من الشهداء والجرحي .
عاصرت ( كريمه ) الحرب الشرسه منذ بدايتها في ظل القصف المدفعي اليومي المستمر علي المدينه وحينما قلت إمدادات الدم في بعض الاحيان كانت اول من تتبرع بدمها للجرحى ولم تثنيها شراسة العدو الذى لا يرحم ولم تنل خسته من عزيمتها وكانت عرضة للخطر الدائم ولكنها أبت أن تترك موقعها لحظه حيث لم تكن تدرك ان التاريخ سيخلد اسمها بعدما رفضت ان تركب قطار التهجير الذى حمل اسرتها الي مدينه ( الوسطي ) في محافظه بني سويف .
تزوجت ( كريمه ) من زميلها المواطن صبحي عبد المجيد عبد الفتاح احد رجال الدفاع الشعبي واختارت ان تبقي بجواره رغم قصف طيران العدو الاسرائيلي ومدفعيته التي لا تكن تعرف الرحمه .
عاشت ( كريمه ) سنوات الخراب والدمار التي شهدتها مدينه السويس منذ العدوان الاسرائيلي الغاشم عام 1967 مرورا بحرب الاستنزاف ولم تغادر مدينتها حتي موعد انطلاق شراره حرب أكتوبر المجيده عام 1973 حيث لم تغادر هي ولا زوجها ( صبحي ) المدينه طوال الستوات التاريخيه القاسيه التي عاشها الوطن حيث لم يكن متواجد في المدينه سوى عدد قليل من المدنيين من موظفي الحكومه ومستخدمي شركات البترول ورجال الدفاع المدني وممرضات مستشفي السويس العام التي هي منهم .
ادت ( كريمه ) دورها بكل اخلاص وتفاني وكان وجودها ضروريا من اجل تخفيف الآم الجرحي العسكريين والمدنيين حيث كانت ترعي الكبير والصغير وتعيد للجميع الامل في الشفاء .. كانت الاخت الوفيه التي تقدم المساعده الطبيه للمصابين والجرحي عن طيب خاطر .. لم يكن دورها الوظيقي يقتصر علي التمريض ومواساه الجرحي بل كانت تهتم بشئون زوجها ايضا .. كانت تمثل لكل من حولها الاخت الباسمه .. كانت شيئا غاليا عزيزا بالنسبه للجميع حيث يجد فيها كبار السن السلوى في غياب ابنائهم كما كانت بالنسبه لمن في سنها مثالا للاخت الوفيه .
وفي احد ليالي شهر اكتوبر المجيد ليله حصار المدينه وكان القصف الاسرائيلي في تلك الليله شديدا وعنيفا .. تاخرت ( كريمه ) في تلك الليله بالمستشفي بسبب شده القصف .. فذهب زوجها ( صبحي ) لاصطحابها الي المنزل كالعادته عند اشتداد الغارات .. استبقته وطلبت منه الانتظار قليلا حتي تننهي الغاره وتقوم بتضميد بعض الجرحي ممن لحقتهم اصابه نتيجه الغاره.. استحلفها زوجها ( صبحي ) ان تسرع وان تاتي معه كي تستريح قليلا خاصه وانها كانت في الشهور الاخيره من الحمل .. استجابت ( كريمه ) لرجاء زوجها الطيب ( صبحي ) ... مرت ( كريمه ) علي كل المصابين في العنبر الذى تشرف عليه وزعت ابتسامتها المعهوده علي الجميع وكانها كانت تشعر ان هذه اخر ليله تراهم فيها .. سألتهم عن احتياجتهم من مطعم رواش بتاع الفول والطعميه او من عند محل الحاج غندور عشماوى بتاع اللبن والزبادى .
في هذه الليله كانت قد وعدتهم ان تحضر لهم في الصباح الباكر كل ما يريدون ولكنها لم تستطع الوفاء بالوعد حيث تجددت الغاره وهي في طريق عودتها الي البيت ... سقطت ( كريمه ) علي الارض بعدما جائها مخاض الولاده معلنا عن وصول وليدها ( محمد ) اول طفل يولد بالسويس في شهر اكتوبر المجيد .
هكذا كانت المرأة السويسيه جسوره حيث اشتركت في تحقيق النصر وكانت مشاركتها عمليه حيث عملت بكل تفاني تحت قصف القنابل الإسرائيلية اليوميه ولم تتراجع لحظه عن تقديم كل ما تملك .. كانت بشهاده التاريخ شابه سويسيه صامده قوية لم تخف الموت ولم يكن لديها وقت للحزن والبكاء بل كانت بطله تعى دورها جيدا في سبيل تحقيق النصر لمصر .
تحيه لكل فتاه سوايسيه قدمت يوما الدواء والماء والطعام لرجالنا الابطال ممن اصيبوا ودخلوا مستشفي السويس العام للعلاج .. وتحيه خاصه للفتاه السويسيه الممرضه ( كريمه محمد ياسين محمد ) بنت حاره القاضي المولوده في السويس بحي الغريب التي تبلغ من العمر حاليا حوالي 70 عاما .

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady