459 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
بقلم الكاتب : محمد عبد اللطيف حمدان
توقفنا في الجزء الاول من موضوعنا السابق تحت عنوان ( رموز وطن ) عند شخصيه اثنين من ابناء السويس شهداء ( منظمه سيناء العربيه ) ممن كانوا رحمه الله عليهم في طليعة الشهداء الذين قدموا ارواحهم الغالييه رخيصه فدائآ للوطن يوم ان ارتوت رمال سيناء والسويس بدمائهم الذكيه .
من هذا المنطلق ياتي الجزء الثاني تحت نفس العنوان ( رموز وطن ) لتقديم باقي شهداء السويس الذين اختاروا قدرهم وباعوا ارواحهم الطاهره لله والوطن وجعلوا من مدينتهم مقبره للصهاينه يوم الرابع والعشرين من اكتوبر عام 1973 حيث كرمهم بعد ذلك القائد الاعلي للقوات المسلحه الرئيس محمد انور السادات في الجلسه التاريخيه التي عقدت بمجلس الشعب يوم 19 فبراير عام 1974 ومن بين طليعة هؤلاء الشهداء العظام :
الشهيد احمد ابو هاشم
والشهيد ( احمد ابو هاشم ) هو الشقيق الاكبر للشهيد ( مصطفي ابو هاشم ) قائد مجموعه الفدائيين في منظمه سيناء العربيه .
و البطل ( احمد ابو هاشم ) لم يكن يوما كباقي اعضاء المنظمه رياضيا ولم يكن يعرف شيئا عن كيفيه القتال ولم يكن مشاركا من قبل في اى اعمال مقاومه ولكن عندما استشهد شقيقه ( مصطفي ) رفض دفن جثمانه الا قبل ان يسجل اسمه في كشوف المنظمه حتي يتمكن من الثأر لاخيه ورغم كبر سنه الذى كان قد تعدى الاربعين من العمر الا انه انخرط في تدريبات المنظمه واصرعلي المشاركه في العمليات وكان قوى العزيمه حتي بات قبل يوم 24 اكتوبر عام 1973 قائدا لكمين ( مزلقان البراجيلي ) الذى دارت عنده اشهر المعارك التي تكبد خلالها الصهاينه خسائر كبيره في الاليات والزخائر وهي المعركه التي دارت بين المقاتل السويسي المترجل بسلاحة الخفيف واعتي دبابات العدو في مساحة من الارض لا تزيد عن عشرين متر استطاع خلالها الشهيد ( احمد ابو هاشم ) ورفاقه في الكمين قتل عدد كبير من جنود العدو الاسرائيلي بسلاح شخصي اخذا بثأر شقيقه الشهيد ( مصطفي ) ويحكي ان الشهيد ( احمد ابو هاشم ) كان قبل استشهاده يحوز ثلاثة قنابل نجح في القاها علي ثلاث عربات مصفحة تسببت في اعطبها جميعا .
اثناء المعركه لم يكن رحمه الله عليه يتخذ لنفسه ساترا يحتمي به وبالتالي سقط بنيران العدو شهيدا وسط مدرعاتهم التي كانت قد اكتظ بها شارع الجيش امام مزلقان البراجيلي ... سقط الشهيد ( احمد ابو هاشم ) بعد ان اخذ بثأر شقيقه ومنع اليات العدو الخسيس من ان تدنس تراب السويس الغاليه .
الشهيد البطل ابراهيم سليمان
وياتي الشهيد ( ابراهيم سليمان ) كاحد ابرز شهداء معركه قسم الاربعين التي دارت رحاها بين المقاتل السويسي ودبابات العدو المتغطرس يوم ان رفض رحمه الله عليه الاتحناء امام احد الدبابات التي حاولت اقتحام السويس عن طريق شارع الجيش ومنعها من اجتياز الكمين الثاني امام سينما ( رويال ) واجبر اطقمها المزعور الهروب الي داخل قسم الاربعين والاختباء فيه كالجرزان.
ولد الشهيد إبراهيم محمد السيد سليمان فى السويس عام 1941 بمنطقه زرب وكان العائل الوحيد لخمس اخوات وام مسنه وكان ينتظر حقل زفافه وهو نفس يوم استشــــهادة .
قضي رحمه الله عليه فتره شبابه عاشقا للرياضه خلوقا بطلاً فى رياضه الجمباز .. انضم الي صفوف ( منظمــة سيناء العربيه ) عام 1968 ضمن اول دفعه من ابناء السويس حيث لم يشغله وقتها لهو الشباب فشارك قبل استشهاده فى العديد من العمليات الفدائيه وعبور القناة الي سيناء في اكثر من عمليه كما قلده الرئيس جمال عبد الناصر نوط الشجاعه من الطبقة الثانية اثناء حرب الاستنزاف تقديراً لمشاركته في إخماد حريق شركة السويس للتصنيع البترول التي كان يعمل بها .
وفى يوم 24 أكتوبر المجيد عندما حاول الفوج الاول من مدرعات الصهاينه الدخول الي قلب السويس كان علي موعد مع القدر حيث تقدمت احد الدبابات ( السنتريون ) بالقرب منه في كمين سينما رويال ( بنك الإسكندرية الحالي ) وفي لحظه ثقه نجح رحمه الله عليه في اطلاق قذيفه ( اربيجيه ) استقرت في برج الدبابه واطاحت برأس قائدها وعادت باقي الدبابات هاربه خارج المدينه وفر افرادها الي داخل قسم الاربعين هربا من عنف المقاومه في الخارج وقبل غروب شمس هذا اليوم التاريخي قرر مع البطل ( اشرف عبد الدايم ) والبطل ( فايز حافظ امين ) اقتحام القسم من الامام لاصطياد الفارين وعندما اعتلي السور لمحه احد القناصه الذى اطلق عليه دفعه من الرصاص حالت دون تنفيذ المهمه ليدفع حياتة الغاليه رخيصه من اجل رفعه شان وطنه
الشهيد/ فايز حافظ أمــين
كان البطل الشهيد ( فايز حافظ امين ) ضمن اول شباب السويس المنضمين الي منظمه سيناء العربيه وكان انضمامه لصفوفها موظفا بشركه ( سينا للمنجنيز ) وكان قد شارك ايضا بعد عدوان يونيو 1967 ضمن كتائب المقاومه الشعبيه التي تكونت في تلك الفتره
شارك رحمه الله عليه في جميع العمليات الفدائيه التي نفذتها المنظمه طوال حرب الاستنزاف مثل عمليه ( وضح النهار ) يوم 5 نوفمبر 1969 التي استطاع خلالها مع زملائه الشهيد مصطفي ابو هاشم والبطل محمود عواد والبطل احمد العطيفي في اتمام تلك العمليه بنجاح ساحق واسر احد الجنود الصهاينه والعوده الي البر الغربي رغم تعطل اللنش المطاطي الذى استخدموه في العمليه وهي احد العمليات التي تدرسها الاكاديميه العسكريه العالميه حتي الان .
شارك البطل الشهيد ( فايز حافظ امين ) خلال السنوات التي سبقت استشهاده كجندى استطلاع داخل سيناء نظرا لمعرفته بالكثير من الطرق والمدقات وفي 24 اكتوبر كان رحمه الله عليه ضمن افراد الكمين الذى دمر اول فوج دبابات ( سنتريون ) امام قسم الاربعين كما كان ايضا ضمن القوه التي خططت لاقتحام القسم وكان دوره حمايه ظهر ابن خالته الشهيد ( اشرف عبد الدايم ) .
في معركه اقتحام ( قسم الاربعين ) كان رحمه الله قد نجح في عبور سياج القسم والوصول الي داخله بعد فتح نيران رشاشه علي الصهاينه المتمترسين علي شبابيك القسم ولكنه للاسف سقط علي سلالم القسم الداخليه ونال الشهاده وهو قابض علي سلاحة الشخصي بعد ان حفر اسمه الغالي بحروف من نور في ذاكره التاريخ .
الشهيد ابراهيم يوسف
منذ فجر يوم 23 أكتوبرعام 1973 كان الاسرائيليين قد انتهكوا قرار مجلس الأمن رقم 338 الخاص بوقف اطلاق النار حيث تقدمت الياتهم في اتجاه السويس بواسطه فرقتين مدرعتين بقيادة المدعو ( ابراهام أدان ) في محاوله لتحقيق اى مكاسب علي الارض تمكنهم عزل قوات الجيش الثالث الذى كان قد اكمل عبوره الي شرق القناة حاول العدو احتلال السويس لنكون ورقة مساومه في المحادثات مع مصر والتي عقدت بواسطه مجلس الامن في تلك الفتره التاريخيه الخالده من عمر الصراع الابدى بيننا وبين هذا العدو الخسيس كان في السويس قوات منظمه من رجال المقاومه الشعبيه الاشداء علي استعداد كامل لصد اى هجوم علي المدينه والدفاع عنها .. كان في الانتظار علي اطراف المدينه عدد من رجال منظمة سيناء العربيه وعدد اخر من ابطال ( فرقه حماية الشعب ) التي كانت قد تشكلت علي عجل عقب اندلاع المعركه في 6 اكتوبر من اجل القيام بأعمال الحراسه والدفاع عن المدينه في حالات الطوارئ .
وفي ليله 23 / 24 أكتوبر - 27 / 28 رمضان المبارك كان الشهيد المواطن ( ابراهيم محمد يوسف ) بائع اللبن في محل الحاج ( غندور عشماوى ) احدث المتطوعين الذين انضموا لصفوف ( فرقه حماية الشعب ) قبل عده ايام من اندلاع حرب اكتوبر .
وفي يوم 24 اكتوبر المجيد وبعد التكبير والصلاه علي النبي كانت اللحظه الحاسمه حيتما اعتلي المواطن ( ابراهيم محمد يوسف ) ظهر احد دبابات العدو التي كانت قد دلفت يسارا من مزلقان المثلث في طريقها الي داخل المدينه عبر طريق شارع الجيش وفي اكبار واجلال ووقفه خشوع مع الله والوطن تجاسر الشهيد ( ابراهيم يوسف ) والقي بقنبلته اليدويه في جوف الدبابه التي انفجرت علي الفور بمن فيها وكان دوى انفجارها نقطة تحول في خطط الاسرائيليون الذين توهموا ان دخول السويس نزهه وان علمهم سوف يرتفع على مبنى المحافظة خلال بضع ساعات من بدء الهجوم معتبرين السويس خالية من الرجال ولم يكن يخطر ببالهم أن عناصر استطلاعهم قد خدعتهم ... استشهد البطل ( ابراهيم يوسف ) نتيجه اصابته بشظيا ارتوت بعدها ارض السوبس بدمائه الذكيه ولم يكن قد مضي علي زواجه سوى بضعه اشهر .. سقط رحمه الله عليه قبل ان تضع زوجته اول مولود له ولم يكن قد اختار له اسما . . تحيه لشهيد السويس الذى قيل عنه الكثير ولم يكن يوما ضمن منظمه سيناء العربيه ولكنه سيبقي نبعا من ينابيع البطوله والاستبسال . أكتوبر 1983
الشهيد اشرف عبد الدايم امين
لا يمكن حصركم التضحيات التي قدمها المقاوم في السويس الا من خلال العظماء الذين اختاروا قدرهم وحملوا ارواحهم علي اكفهم في سبيل الله والوطن من بين هؤلاء المقاومين العظماء الشهيد اشرف عبد الدايم عبد الرازق احد ابرز شهداء معركه ( قسم الاربعين ) التي قدم فيها اغلي مالديه ونال بشهادته ارقي انواع التضحيه .
ولد الشهيد البطل (اشرف عبد الدايم امين ) في السويس عام 1945 ومنذ صباه وهو رياضيا صاحب خلق قويم لديه استعداد تام من اجل الدفاع عن وطنه .
عمل (اشرف عبد الدايم امين ) منذ بدايه حياته العمليه كهربائيا للسيارات في شركه البحر للمقاولات وما ان تم الاعلان عن قبول دفعه من شباب السويس في صفوف منظمه سيناء العربيه حتي كان مع ابن خالته الشهيد ( فايز حافظ امين ) ضمن المجموعه التي التحقت ومنذ انضمامه اصبح المسئول الاول عن كل عمليات تفجير الالغام واستطاع خلال بعض العمليات التي شارك فيها اثناء حرب الاستنزاف بتفجير الالغام في مواقع القوات الاسرائيليه في سيناء والتي كبدت العدو خسائر كبيره في افراده ومنشاته ومعداته
شارك رحمه الله عليه في الكثير من العمليات الفدائيه داخل سيناء وفي 24 اكتوبر كان يقوم بعمل متاريس في الشوارع المحتمل دخول العدو منها اثناء اقتحامه المدينه حيث وضع بعض السيارات القديمه في مداخل ومخارج الشوارع وتفخيخها وبعد اتمام مهمته عاد الي موقعه في كمين ( مزلقان البراجيلي ) مع البطل الشهيد ( احمد ابو هاشم ) وما ان دارت المعركه الرهيبه عند ( المزلقان ) وفرار اطقم الاليات باتجاه قسم الاربعين قرر رحمه الله عليه المشاركه في خطه اقتحام القسم وقتل واسر كل من فر اليه وكان دوره في عمليه اقتحام القسم حمايه ابن خالته الشهيد ( فايز حافظ امين ) ولكن شاءت الاقدار ان يلمحه احد قناصه العدو حيث اطلق عليه من داخل القسم دفعه من الرصاص ليسقط بعدها شهيدا علي درجات سلم القسم من الامام بعد ان ادى ما عليه من دور .
تحيه لكل شهداء السويس من رجال المقاومه الشعبيه الذين قدموا ( القدوه ) حتي لا تسقط السويس يوم ان قهروا الجيش الجبان الذى قيل انه لا يقهر .. والي الجزء الثالث قريبا ان كان في العمر بقيه .
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com