بقلم الكاتب : محمد عبد اللطيف حمدان
في مصر تتعدد أوجه السياحة الدينيه التي تشمل كل المواقع الأثرية ذات الطابع الديني ومن بين اشهر الاثار الدينيه المسيحبه التاريخيه التي يعشقها اشقائنا المسيحيين دير ( الأنبا انطونيوس ) بجبال البحر الاحمر والموقع من توابع محافظه السويس اداريا منذ ان كانت مدن البحر الاحمر غارب - الغردقه - سفاجا - القصير حتي جبال الحويطات بالقرب من محافظه قنا قبل عام 1962 ويقع هذا الدير علي سفح جبل ألجلاله المطل علي البحر الاحمر ويمكن الوصول إليه عن طريق العين السخنه علي بعد 48 كيلو متر من الزعفرانة ويمكن دخول الديرعن طريق مدق اسفلتي بطول 9 كيلو متر ويعتبر الدير أول دير في العالم يرتاده المصريون الاقباط وتنسب تسميته إلي ( الأنبا أنطونيوس ) ابو الرهبان الاقباط المصريين في العالم .
ولد ( الأنبا انطونيوس ) عام 251 ميلاديا في قريه (قمن العروس ) احد قرى مركز الواسطى التابع لمحافظة بني سويف .. مات والده صاحب الغني متيسر الحال وهو مازال صبيا فوقف يتأمل العالم الزائل فتحولت مشاعره نحو الأبدية ومنذ تلك اللحظه قرر الاختلاء بنفسه حيث قضي كل أوقاته في الصلوات فهاجمته ألأفكار واعياه الملل والضجر حتي أصبح متضرعا إلى الله ليل نهار فظهر له ملاكا في لباس كنائسي على رأسه قلنسوة فقلده الملبي فصار الزى من أشهر ملابس الرهبان وصار العمل اليدوي لهم من أساسيات الحياة الرهبانية حتى لا يسقط الراهب في الملل
ويحيط بالدير ثلاثة أسوار شاهقه يعود بنائها إلى أزمنه قديمة ورئيس رهبان الدير في الوقت الحالي هو نيافه ( الأنبا يسطس ) ويوجد بالدير بئرا هميقه للمياه العذبه تنتج يوميا حوالى 100 متر مكعب من الماء النقي يوميا ويوجد في الدير ايضا ساقية خشبية اسطوانية الشكل يتم تثبتها بحبل سميك يمر على بكرة يتدلى من طرفها الى خارج السور والساقية تلك كانت قد أنشئت فى عصر البابا كيرلس عام 1859 وظلت تستخدم حتى منتصف القرن الماضي .
والدير متصل بنفق طبيعي طوله حوالي عشر أمتار وله عدد من القباب العالية يبلغ عددها 75 قبة بعضها يرجع بنائه الي القرن الرابع وفي كتاب ( تاريخ الكنائس والأديرة ) ذكر المؤرخ المصري القبطي ( أبو المكارم سعد الله بن جرجس بن مسعود ) أن الدير كانت عبارة عن حصن دائري الشكل به عدة بساتين تعج بكل أنواع الفاكهة والنخيل الكثيف وكان يوجد ايضا في الدير مكتبه ضخمه كلنت ارففها تضم اكثر من 1438 مخطوطا تاريخيا نادرا يعود تاريخه إلى القرن الـــ 13 الميلادي كما عثر في أحد سراديب الدير على مخطوط مكتوب باللغة القبطية القديمة .
وفي عام 305 ميلاديا اضطر ( الأنبا انطونيوس ) الي كسر خلوته من اجل لقاء تلاميذه من الباحثين عن العلم فكان ينزل إليهم ويعينهم علي فهم نظام الوحدة والرهبنة الحقيقية ثم يعود مجددا الي خلوته .
ويعتبر ( الأنبا أنطونيوس ) تاريخيا احد مؤسسي الحركة الرهبانية في العالم لجمع ويعرف في القبطية القديمه بـــ ( نيشتي افا انطوني ) وترجمتها في العربية ( الأب انطونيوس العظيم ) .
كان الشاب المؤتمن ( داود توماس بشوت ) صاحب إلــ 28 عاما هو اول مطران يتولي رئاسه دير ( الأنبا أنطونيوس ) وذلك في عام 1838 ثم تولي هذا المنصب بعده كثيرون من أبرزهم البطريرك ( كيرلس الرابع ) صاحب اول مدرسه بنات قبطيه تنشأ في مصر .
ويوجد في السويس حاليا عدد من الكنائس التي يرتادها للصلاه اشقائنا المسيحيين من أشهرها الكنيسه اللاتينيه بشارع سعد زغلول والتي كانت قد بنيت علي الطراز الاوربي عام 1840 والكنيسه الايطاليه بشارع سعد زغلول والتي بنيت علي الطراز الاوربي عام 1870 والكنيسه الانجليه بشارع الجيش التي كانت قد بنيت علي الطراز الاوربي المسيحي عام 1910 وكنيسة ( مارى جرجس ) بقرية ( جنيفه ) في القطاع الريفي وكنيسة ( العذراء مريم ) بشارع صدقي وسط حي الأربعين و كنيسة ( مارى جرجس ) بالصباح في حي فيصل وكانت اول كنيسة تحمل اسم ( الأنبا انطونيوس ) قد بنيت في السويس عام 1897 وهي الكنيسة العريقة ألموجوده حاليا بجوار مسجد ( أبو العزايم ) التي نجح في توسعتها الأنبا ( يوساب الثاني ) عام 1940 ... وكل عام واشقائنا المسحيين في السويس بخير .