308 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
هو السلطان الظاهر بيبرس البندقداري، الذي لقب بلقب ركن الدنيا و الدين، و إليه ينسب حي الظاهر بالقاهرة.
كان مملوكاً للسلطان الأيوبي الصالح نجم الدين أيوب الذي حكم مصر عشر سنوات ( 1240 – 1250 م). كان بيبرس فارساً متميزاً و يتمتع بالذكاء و الشجاعة و الإقدام، فترقي في المناصب في قصر سيده السلطان الصالح حتي بلغ مكانة عالية. برز في معركة المنصورة (648 هج/ 1250 م) ضد الحملة الصليبية السابعة، عندما تولي قيادة المماليك بعد مقتل قائدهم فخر
لويس التاسع
الدين بن الشيخ، و شن هجوماً مضاداً علي الفرنجة بقيادة لويس التاسع و هزمهم هزيمة منكرة و أُسر ملكهم لويس.
كما شارك سيف الدين قطز في هزيمة المغول في عين جالوت 658 هج/ 1260م. و كان أرسل هولاكو قد أرسل رسلاً إلي قطز يحملون كتاباً فيه تهديد و وعيد إن لم يخضعوا له, فعقد سيف الدين قطز اجتماعا مع وجهاء الدولة وعلمائها وتم الإتفاق على التوجه لقتال المغول إذ لا مجال لمداهنتهم.
وقد اختلى قطز ببيرس البندقداري الذي كان أمير الأمراء واستشاره في الأمر فأشار عليه بأن يقتل الرسل و أن نذهب إلى كتبغا متضامنين فإن انتصرنا أو هزمنا فسوف نكون في كلتا الحالتين معذورين فاستصوب قطز هذا الكلام وقام بقتل رسل المغول.
وقد زاد من عزيمة المسلمين وصول رسالة من صارم الدين الأشرفي، وقد وقع أسيراً في يد المغول أثناء غزوهم الشام ثم قبل الخدمة في صفوفهم، أوضح لهم في الرسالة قلة عددهم وشجعهم على قتالهم وألا يخافوا منهم. وقد استفاد قطز من رحيل هولاكو إلى فارس على رأس معظم جيشه بعد سماعه بوفاة أخيه الخان الأعظم و تبقى بالشام من عساكر المغول تحت قيادة كتبغا عدد يتراوح ما بين 10 آلاف إلى 20 ألف رجل.
و قام سيف الدين قطز بتقسيم جيشه لمقدمة بقيادة بيبرس وبقية الجيش يختبيء بين التلال وفي الوديان المجاورة كقوات دعم أو لتنفيذ هجوم مضاد أو معاكس، فقامت مقدمة الجيش بقيادة بيبرس بهجوم سريع ثم انسحبت متظاهرة بالانهزام لسحب خيالة المغول إلى الكمين. وانطلت الحيلة على كتبغا فحمل بكل قواه على مقدمة جيش المسلمين واخترقه وبدأت المقدمة في التراجع إلى داخل الكمين، وفي تلك الأثناء خرج قطز وبقية مشاة وفرسان الجيش وعملوا على تطويق ومحاصرة قوات كتبغا، فعندئذ استحر القتل ولم يمض كثيراً من الوقت حتى هزم الجيش المغولي وقتل معظمهم بمن فيهم قائدهم كتبغا.
بعد الانتصار في موقعة عين جالوت، انتهز بيبرس فرصة تحول الحكم للمماليك و انجازاته في هزيمة المغول في عين جالوت 1260م/ 658 هج، فقام بالتآمر مع قواد الجيش لاغتيال سيف الدين قطز لخلاف بينهم، و تولي هو حكم مصر، و ظل يحكم لمدة 17 عاماً.
يعتبر هو المؤسس الحقيقي لدولة المماليك في مصر، فهو الذي ركز دعائمها، و شن حملات علي المغول و الصليبيين فهزمهم في الشام و كسر و شوكتهم. كما أنه أحيا الخلافة العباسية عندما أحضر أحد أولاد الخلفاء العباسيين الذين نجوا من مذابح المغول في بغداد، و نادي به خليفة للمسلمين.
الأسد رمز الظاهر بيبرس
وسع مملكته فشملت مصر و الشام و كل المدن المحررة من الاحتلال الصليبي.
أصلح نظام القضاء بأن عين قضاة من المذاهب الأربعة للفصل في الخصومات.
يعد بيبرس هو واحد من أربع سلاطين بنائين عمٌروا القاهرة بالعمارة المملوكية الجميلة، فأقام المساجد و المدارس، و القناطر في مدن مصر و الشام. و من منشآت الظاهر بيبرس التي ما زالت موجودة حتي الآن جامع الظاهر بحي الظاهر.
توفي بيبرس في يوليو 1277م 675 هج بالحمي أثناء حملة له في الشام، و كان في الستين من عمره و دفن في دمشق، و مرقده فيها معروف أقيمت حوله المكتبة الظاهرية.
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com