بقلم : اشرف دياب
أيدولوجية الباعث القومى ومحورية النازع الدينى فى عقول المصريين
جاء وصف الحالة دقيقا كما أفردها مبدعنا المصرى جمال حمدان شرحا فى مجلدات تحفته ( شخصية مصر ) فنحن شعوب تتفاعل كيمياء خصائصها مع ثقافة الأرض وطبيعة المكان بملحقات النزعة دينية وتوابع البواعث القومية لتظل سمات الشخصية المصرية دائما عبر الزمان متعاقدة ومتشابكة مع الأرض فى حيزها المادى الضيق بجغفرافيا المكان ومع الوطن بمداره المعنوى المتسع بتاريخ الزمان .
توقفت كثيرا عند فيديو الفلس الفكرى الذى بثته مجموعة عناصر خوارج العصر ( الداعشيون ) والذى حمل تنويها فاشلا ونصيحة فاقدة للشئ المفقود بداخل عقولهم حول تحذير المصريين من المشاركة او التواجد حول مقار التصويت والإدلاء بالأصوات خلال الإنتخابية الرئاسية فى مصر .
ما لا يعرفه عناصر داعش عن المصريين انهم شعب يتنافر إذا أراد وقت الرخاء ولكنه يلتقى ويتقابل بكل مقومات البقاء فى ساعات الشدة وهى نظرية لاحت فى الأفق عوامل تطبيقها فى الكثير من المحطات التاريخية لعل أشهرها محطات التلاقى بين الأرض والمصرى والوطن فى معارك ( قادش 1285ق . م _ حطين 1187 م _ عين جالوت 1260 م _ معركة مورة 1824 م _ عكا 1831 م _ قونية 1832 م _ نصيبين 1839 م _ اكتوبر 1973 )
لا أظن ان رسالة التهديدات الهشة التى بثوها لإثارة الخوف فى عقول وقلوب البعض ستؤتى بهشاشة الغرض المراد منها فعناد المصرى ثقافة متوارثة منذ فجر التاريخ لأجل اثبات الذات حتى لو كانت علاقة تبادلية مبنية على شئ من العناد وهو ما يؤكد من الآن أن المصريين لن يخضعوا لإبتزاز خوارج العصر .
المشهد واضح والغالبية العظمى من الشعب المصرى ستتدفق على صناديق الإنتخابات وإن كانت كل الحقائق تؤكد على أن نسبة المشاركة لن تصل لنسبة مشاركة الإنتخابات السابقة لسبب بسيط ترسب فى عقول بعض الداعمين خلفتها توابع عملية تحول صورة شخص السيسى من صورة إلتفاف حول الزعيم إلى صورة قياس المحاسبة على إنجازات رئيس وهى عملية نسبية تختلف من شخص لآخر فيما بقيت الرسالة مطلوب من كل المصرى أن يستوعب نصوصها جيدا فيكون الرد هو إيجابية المشاركة حفاظا على روح الوطن .
#مصر_باقية
#اشرف_دياب
15 فبراير 2018