لم يكن الكاتب الصحفي، حسين العشي، مجرد مؤرخ رصد أحداث المدينة الباسلة، وعاش في السويس ثم بدأ يقدم ما عاصره في مجموعة كتب وحكايات.
لكن حسين العشي كان تاريخًا للسويس يمشي على الأرض، فالرجل العلامة الذي شهد أسوأ كوابيس المدينة أيام الهزيمة كان حاضرًا في أجمل لحظات النصر، وبريشة فنان وكاميرا مصوّر ولغة أديب حاول جاهدًا ونجح طول مسيرته في أن يرصد السويس بأيام المعاناة وذكريات النصر.
وكانت كتبه وكتاباته عن المدينة الباسلة وأهلها مرجعًا مهمًا للجميع سواء الباحثين، أو الصحفيين، أو حتى أبناء السويس نفسها وخاصة الشباب الذين لم يعاصروا هذه الفترة وعرفوا تاريخها عن طريق حسين العشي وما أرّخه من كتابات عنها.
لكن ما أستطيع قوله الآن أن الموسوعة التي كتبها عن المدينة الباسلة،  هي عصارة تاريخ السويس ...وكُتبت بكل نفس من حياة صاحبها الذي كان حريصًا على أن يستكملها رغم ظروف مرضه وظل يتابع، حتى وهو على سرير المرض، خطوات طباعة الموسوعة مع الصديق العزيز عصام كمال في المطابع التي حملت هي الأخرى أسرار السويس، وها هي الموسوعة تخرج للنور كما كان يريد بجهود مخلصة لرفاق دربه وللسيدة الفاضلة زوجته، ومحمد ووفاء العشي، عمل الرجل الطيب الذي لن ينقطع حب السويس والوفاء لها كما أراد أن يكونا.

حمل الراحل على عاتقه، توثيق تاريخ الكفاح والنضال في السويس، فأصدر أول كتاب له عام 1970، بعنوان «غناوى ولاد الأرض»، الذي اشتمل الكتاب على أشعار وأغاني فرقة ولاد الأرض التي أسسها كابتن غزالى وربطت المقاومة الشعبية بالأغاني، بجانب دراسات لعدد من الكتاب العرب.

وأصدر العشي عام 1989 دراسة عن معركة كفر أحمد عبده، وتعتبر الدراسة الوحيده الموثقة للمعركة في المكتبة المصرية، كما وثق تفاصيل معارك الفدائيين بمنطقة القناة، في عامى 1950 و1951 والتى انتهت بقيام ثورة 23 يوليو 1952.

وأصدر عام 1990 كتاب «خفايا حصار السويس – مائة يوم مجهولة في حرب أكتوبر»، والذى أرخ للمقاومة الشعبية في السويس، وأعادت وزارة الثقافة نشره عام 1996 وصدر منه 4 طبعات حتى الآن.

كما أصدر في عام 2012 كتاب «رجال صنعوا تاريخ السويس»، الذي يسجل 100 شخصية من أبناء السويس الذين تألقوا في مختلف المجالات عبر التاريخ المصرى وعصوره المختلفة.

وأصدر في 2013 كتاب «سنوات الحب والحرب»، والذى طبعته وزارة الثقافة، والذي تناول على حياة الكابتن غزالى وتجربة فرقة ولاد الأرض خلال سنوات حرب الاستنزاف وكيف خرجت النغمة الصحيحة والكلمات المعبرة من أرض السويس خلال تلك التجربة الهامة في حياة مصر.

أما أخر أعماله فكان كتاب «بياع الأحزان» الذي يجسد قصة حياة الشاعر عبدالرحمن الأبنودي، حيث جمعتهما علاقة صداقة قوية.

كما يعتبر العشي من أحد ابرز رواد الصحافة المحلية في مصر، حيث أصدر عام 1966 جريدة «الوعي»، والمستمرة حتى الآن، كما أصدر عام 1976 جريدة «صوت السويس» ورأس تحريرها حتى عام 1996.

أما عن مشاريعه الثقافية فقد طبع العشي على نفقته الخاصة كتيب عن قصة حياة الشهيدة شادية سلامة المضيفة الجوية، ابنه السويس.

كان رحمه الله عليه واحد من أبرز الشخصيات السويسيه التي انخرطت فى العمل السياسي منذ شبابه حيث انضم مبكرا الي الاتحاد الاشتراكى ثم منظمه الشباب وكان من بين الذين خاضوا تجربه المحليات مبكرا حيث كان وكيلا للجنه الثقافه والاعلام في اول مجلس محلي للمحافظه عقب نصر اكتوبر المجيد كما كان رائدا من رواد كتابه التاريخ الحديث حيث خط بقلمه الرشيق احداث كثيره مرت علي السويس خاصه احداث معارك كفر احمد عبده عام 1951 ورموزها في تلك الحقبه التاريخيه ضد المحتل البريطاني كما كتب عن العدوان الاسرائيلي وهزيمته المنكره في عام 1973. وله في هذا المجال لعديد من المؤلفات التي أثرت المكتبه المصريه والعربيه من اهمها ( مــعــركـــة كـــفـر احـمــد عـبــده ) و ( خـفـايــا حـــصـــار الـــسويـــس ) و ( 100 يــوم مـــجـــهــولـــه فـــى حــرب اكتوبر ) وصدر له قبل رحيله كتاب بعنوان ( شخصيات صنعت تاريخ السويس ) .
حصل علي عضويه مـجـلـس الشورى عن ( العمال ) منذ عام 1998 حتي 2004 وكان رحمه الله عليه اول نائب في تاريخ السويس يحصل علي المقعد بالتزكيه كما حظي ايضا برئاسه مجلس اداره نادى منتخب السويس . ... عملت معه بجريدته ( الوعي ) في القسم الرياضي طوال عده اعوام وأشهد أنني لم ارى منه يوما غير الأدب الجم وحسن اللقاء ونظافة اليد .