بقلم : فاروق متولى

كانت القطارات البخاريه السوداء التي تعمل بالفحم تعربد في المدينه الهادئه ليل نهار سواء وهي في طريقها الي بورتوفيق او الي ميناء اﻻدبيه في مرورها امام منطقة ابراج الصفوه قبل ميلادها او علي الخط الفرعي الواصل لشركة شل انذاك امام قرية الحجاج الحاليه قبل وجودها وايضا لنقل المواشي السودانيه الوارده من السودان بعد قضاء فترة النقاهه بالحجر البيطري بذات المكان الي عموم المحروسه علاوه علي ماتصدره من جلبه واصوات كما الديناصورات المتصارعه عند التكاثر فتخيف اﻻطفال فيسرعون بالترديد الجماعي لﻻغنيه الفلكلوريه " ياوابور يامولع حط الفحم وبقولك ولع حط الفحم واوعي البعبع مستنيك راح يتغدي ويفطر بيك " ويهرعون الي مساكنهم خشية تطاول جنود اﻻحتلال اﻻنجليزي عليهم والمكلفين بحراسة المعدات واﻻسلحه فوق القطارات خلال الحرب العالميه الثانيه ( 1939 / 1945 ) والمتجهه من والي اﻻدبيه ....وبعد قيام ثورة 1952 تم استبدال تلك الوحوش الكاسره من القطارات بنوعيه تعمل بالديزل ...ويحدثنا شيخ الحاره ان " قطار الرحمه " كان من اوائل تلك القطارات التي دخلت محطة قطارات السويس والذي كان يجوب عموم القطر المصري وعلي متنه مجموعه من الفنانين المتطوعين لهذا المشروع اﻻنساني "معونة الشتاء " وكان منهم ليلي مراد وليلي فوزي وتحيه كاريوكا واحمد رمزي واخرين فاستقبلتهم الجماهير بالترحاب والتصفيق خلال اﻻحتفال الرياضي علي ارض ملعب البوليس وكان موقع محطة القطارات الرئيسيه علي المكان الذي تشغله حاليا محلات امة التوحيد في ميدان النمسا وﻻيختلف مبني المحطه عن شكل باقي محطات سكك حديد مصر وكان مدخلها الرئيسي المواجه للوكاندة الشرق التي مازالت موجوده حتي اﻻن فوق رصيف طلمبة بنزين الحاج ربيع ومحلات ايكونوماكس انذاك وبمشهد كانت تتراص فيه عربيات الحنطور بجوار سيارات التاكسي من احدث الموديلات من نوعية بلايموث وكريزلر واولدزموبيل وغيرها بدون اللون الموحد بجوار سور مبني مستوصف الوﻻده الحكومي القريب جدا من مبني دارالمناسبات الحالي وكان مزلقان المحطه يتم فتحه وغلقه يدويا عن طريق بوابتين معدنيتين من الجهتين مدعوما بممرات افعوانيه امنه للمشاه وكوبري حديد علوي ....ولم تكن هذه هي المره اﻻولي التي يستقبل فيها السوايسه ضيوفهم من الفنانين لكنهم في نهايات عام 1945 خرجوا ايضا للترحيب بالملك عبد العزيزال سعود برفقة الملك فاروق الذي كان يودع ضيفه الكبير بميناء بورتوفيق وهما يحيون الجماهير من داخل عربة القطار الملكي المكشوفه ..وكان الضيف العزيز يعتقد ان القطار يمر فوق اطول كوبري يخترق البحر في مصر علي الجانبين لكن سرعان ماتغير سوء فهمه عندما صحح له الملك فاروق المعلومه ...اما المره الثالثه التاريخيه التي اسعدت السوايسه عندما خرجوا عن بكرة ابيهم يستقبلون الزعيم جمال عبد الناصر لحظة وصوله الي محطة ركاب السويس قادما من القاهره وكادت الجماهير توقف قطارالرئاسه بينما كان يحييهم يمينا ويسارا من داخل عربة القطار الملكيه المكشوفه لحضوره ﻻفتتاح المشروعات البتروليه العملاقه في شركة السويس لتصنيع البترول في23 / 3 / 1966 ووسط هدير الجماهير بالسرادق المقام علي الساحه المقام عليها حاليا مجمع المحاكم قال في خطبته المسائيه " مامن مدينه ارتبط اسمها بالتاريخ كما مدينة السويس " ..وامام الضغط الشعبي الدائم مع جهود نواب الشعب تمكن النائب صلاح شﻻضم من اخذ موافقة الرئيس مبارك في 23 / 8/ 1998 برفع خط السكه الحديد القاتل خلف مبني قصرالشوق الحالي الي خارج المدينه والذي كان يفصل اﻻربعين عن السويس لينعم اﻻهالي باﻻمن واﻻمان ..بينما طموح اﻻهالي وحلمهم المشروع في وجود قطار يحترم ادميتهم وبمحطة ركاب تليق بمدينه دافعت عن مصر فاحترمها العالم ﻻنها كانت وﻻزالت مدينة الحب والحرب .