بقلم البطل :محمد طه

اندهشنا جدا لما كنا في حصار الفرقة 19 وخلص الاكل الميداني اللي دخلين به الحرب وبدأنا نبحث عن اكل في المنطقة المتواجدين فيها لم نجد الا الثعابين والجرابيع هذه كانت الوجبة الدسمة المتوفرة لدينا لدرجة بعد مرور اسبوع كنا نظفنا المكان ولم نري اي من هذه الوجبات فكان لابد من البحث عن اي وسيلة لاحضار طعام بدأنا عمل فرق لدخول دشم وملاجئ العدو التي كنا دمرناها قبل الحصار وعند دخولنا هذة الاماكن ذهلنا لماذا كان الذهول اقولك كنا ندخل الملجئ نجد سراير ثلاجة زجاجات مياة معدنية معلبات عصاير والاغرب وجدنا معلبات لجميع انواع الخضار وحتي الفرخة مسلوقه بالشوربة وكله جاهز للتسخين فقط لانه مطبوخ سخن وكل معلبات مربه وفواكه خد الغريبة اكتشفنا مكعبات صغيرة لو دوبتها في شوية مياه تشبعك يوم بحاله تعتبر وجبة كامله كان كل واحد فينا معاه في جيبه شوية من هذه المكعبات لما شوفت كل هذا الترفيه لجنود العدو عرفت احنا انتصرنا ليه نحن انتصرنا في اصعب ظروف لايمكن لاي جيش في العالم حاربنا في عز الشمس حاربنا ونحن صائمون حاربنا ونحن نعبر مانع مائي وهذا صعب في الحروب ثم يليه خط قوي اسمه خط بارليف وبالصمود قهرنا المانع المائي مع اننا كنا مكشوفين للعدو بصدورنا بقوارب من المطاط كنا نعلم انه يوجد نابلم يجعل مياه القناة تغلي بدرجة 700درجة مئوية للغلايان ومع ذلك عبرنا وكنا لا نعلم ان رجال الصاعقة قاموا بسد انابيبها وقهرنا خط بارليف المنيع ونحن حاملين اوزان ثقيلة وشدة تزن لوحدها 50كيلو وشاركنا في اشرس معارك الدبابات لمدة 12 ساعة بدون دبابات ولا مجنزرات لان المعابر لم تبني الا بعد 12 ساعة وبعدها دخل العجل لكننا صمدنا بأسلحة مشاة خفيفة وكانت خسائرهم كبيرة ودخلنا بعمق 10كيلو في سيناء وهذا دليل علي هزيمتهم في ساعات فهمت معني التدريبات الشاقة التي لا يتحملها الا المقاتل المصري فهمت ما تعلمناه من الصمود وقوة التحمل في كل الظروف قبل الحرب تدربنا علي تحمل الجوع والعطش وعدم النوم لمدة 24ساعة مع التدريبات المستمرة ليل ونهار برد حر في كل الظروف لم ننام علي سرير نومنا في خندق تحت الارض شربنا من جركن علي سطح المياه طحلب اخضر اكلنا الطبخة السوده مش معلبات ولا عصائر فهمت لماذا انتصرنا علي الجيش الذي لا يقهر لاننا دخلنا الحرب للشهادة وهذه كانت عقيدتنا يا النصر او الشهادة انهم الان ابنائنا في سيناء يحاربون بنفس العقيدة جينات ابطال 73 ستظل مصر جنودها خير اجناد الارض ليوم القيامة محمد طه يعقوب