343 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
تعد منطقة "السبع بنات" الأثر الأبرز في مدينة البهنسا بمركز بني مزار بالمنيا، وهي قبلة الزائرين الأولى في المدينة ، واكتسبت قدسيتها من خلال الطقوس التي تمارس بالمكان، وكذا القصص والروايات التي تدور حول صاحبات الأضرحة وقد امتزجت بها الأساطير.
مسجد قبة السبع بنات، آيل للسقوط منذ 40 عاما وتحولت المنطقة إلى قبلة لراغبى الشفاء من الأمراض وراغبى الزواج والحمل بحسب اعتقادهم، بينما في أغلب الأوقات لا تقام فيه أي صلاة ولا تسمع أية أصوات للأذان من كثرة إقبال المواطنين على الأضرحة للدعاء فقط والتمرغ في الرمال اعتقادا في أن هذا يجلب الإنجاب.. لكن الحقيقة أن كل هذا رزق مقدر بأمر الله فقط.
الأصل التاريخي للسبع بنات
أجمعت أشهر الروايات وأقربها للحقيقة، أن السبع بنات مجموعة من النسوة لحقن بجيش عمرو بن العاص لقتال الروم فى البهنسا، ولبسن ملابس الرجال وقاتلن معهم، وفى إحدى الجولات التي انتصر فيها جيش الإسلام غلبتهن طبيعتهن كإناث، فزغردن ابتهاجًا بالنصر، ففطن الروم لكونهن نسوة، فتسلل الروم ليلاً وذبحوهن، وبعدها دفن معًا، وكانت الأرض قد امتلأت بدمائهن.
يقول مصدر أثري بالمنيا، إن السبع بنات اشتركن في فتح البهنسا، ودافعن عن المكان حتى قتلهن الروم، وأن هذا المكان به أرض زاوية ميل وانحدار يتمرغ فيها الناس طلبًا للشفاء، ثم تم بناء الأضرحة تكريمًا للمكان ومن به، وظل هذا المكان إلى الأن معلم أثري وسياحي واضح.
مقابر وأضرحة وبئر
يشامل ضريح السبع بنات، على القبة الأثرية التي تضم 3 مقابر والسور الحديدي من الجانب الشرقي، ويضم 3 مقابر أخرى، ويقع القبر السابع بجوار البئر الأثري من الناحية الغربية، ويوصف المكان من الخارج يعلوه خوذة مدببة ملساء بها فتحة باب مستطيلة بالجدار الشمالي الشرقي، وهي محاطة بسور حديدي، وعند وصفه من الداخل فهو عبارة عن مربع يعلوه 4 مناطق انتقال عبارة عن جسور خشبية يعلوها خوذة مدببة ملساء.
ويحوي المكان أيضًا بئرًا قديمًا أثريا على عمق 15 مترًا تحت الأرض وبه مياه لا تنقص، كما يضم ساحة المراغة، وكان بها ما يعرف بمجرى الحصى أو مجرى الدم أو مجرى السيل، ويضم مسجدًا صغيرًا قديمًا ومتهالكًا غير مهيئ للصلاة.
كما يوجد بها عدد كبير من القباب والأضرحة التي تنسب للصحابة الذين شاركوا في فتح مصر.
الاعتقاد في الحمل والإنجاب
"بوابة أخبار اليوم" انتقلت إلى "السبع بنات " بقرية البهنسا بمركز بني مزار بمحافظة المنيا، لمعرفة سبب إقبال الزائرين على هذه المناطق وعن أسباب هذه الطقوس مثل التمرغ في الرمال بمقام السبع بنات بمدينة البهنسا.
ففى البداية تقول الحاجة هناء إبراهيم 56 سنه، مقيمة بقرية العباسية بمركز مغاغة، إنها تصطحب نجلتها العاقر وتذهب إلى مقامات السبع بنات بالبهنسا لكي تتمرغ في تراب ورمال السبع بنات لكى تنجب ويرزقها الله بطفل.
وأضافت، أن نجلتها الكبرى كانت تعانى من نفس المشكلة وهي عدم الانجاب وبعد عدة زيارات لمقامات البهنسا رزقها الله بطفلين على حسب قولها .
وبسؤال "صفية" خادمة المكان بمقامات البهنسا، قالت: "إن المرأة العاقر إذا تمرغت في تراب السبع بنات أنجبت، وإذا تمرغ المريض زال مرضه ومُحِيَ ذنب المخطئ وهموم المهموم وهذه هي عقيدة زوار المكان".
وأكدت أنها تقوم بدفع الرجال والنساء للتدحرج على الرمال من أجل الإنجاب، مضيفة أن عملية الدحرجة تبدأ بأن يقوم الزائر بالنوم على جنبه الأيمن ثم تقوم هي بدفعه على الرمال وذلك للتبرك والإنجاب.
وتابعت: "المكان يتحول إلى ما يشبه العيد القومي للبهنسا صبيحة كل يوم جمعة، حيث يتوافد أعداد غفيرة من شتى بقاع الجمهورية بقصد التبرك والشفاء وغسل الذنوب ومسح الهموم".
وأضافت أنه برغم الصقيع في فصل الشتاء وأشعة الشمس الحارقة وسخونة الرمال تحت الأقدام في فصل الصيف الإ أن الزوار يمارسون طقوس عدة، فبعد أن يخلعوا عنهم أحذيتهم ينطقون "باسم الله" ثم يأخذون في الدعاء مع التمسح وتقبيل سطح الأضرحة، وبعدها يطوفون في شكل دائري حول الأضرحة المتباعدة قليلاً، ومنها للمنحدر الرملي وبه يتمرغ أو يتدحرج الرجال والنساء، ويتدحرجون على الرمال مع الدوران إما في خط مستقيم أو في منحنى نصف دائري، وذلك بتشبيك اليدين خلف الرأس.
بخلاف الخدم الدائمين في المقامات، وجدنا زوارًا عادتهم التردد على المكان بشكل أسبوعي، منهم سعاد مصطفى، 40 سنة ،من مركز مطاي, التي ذكرت أنها تأتي أسبوعيا لزيارة السبع بنات بمدينة البهنسا, رغم بعد المسافة، فهي لا تقطع تلك العادة, لأن والدتها مدفونة بالمكان منذ سنوات, كذلك تأتي مع زوجة ابنها، لأنها عاقر وتتمنى أن يرزقها الله بطفل، فتمر على الأماكن المباركة هناك وتدعو بالذرية الصالحة.
يوسف سيد, أحد الزوار، من مركز أبو قرقاص, أتى مع خطبيته لرؤية مقامات السبع بنات بالبهنسا والتبرك به, وأوضح أنه كان يأتي وهو صغير مع والدته لزيارة المقامات والاضرحة , وذكر أنهما قرروا الذهاب للبهنسا تبركاً بطهارة المكان قبل زفافهما الذى من المحتمل انه بعد اسبوعين ،حتى تزيل عنهما الهموم او أى عقبات قد تواجههما حتى يتم زفافهما على خير "،مضيفاً أن شقيقته الكبرى قد واجهت مشكلة الإنجاب بعد عرسها ولكن بعد زياراتها المتعدده لمقامات البهنسا رزقها الله بطفل يملأ عليها حياتها لذلك أتبرك بهذا المكان "على حد قوله".
وأكد "أحمد سيد "أحد الخادمين بمقامات البهنسا :أن الأهالي تتبارك بمقابر السبع بنات والبئر الذي يحمل أسمائهن،يعتقدون فى بركة المكان، ولديهم معتقدات راسخة بأن زيارته والتضرع إلى الله فيه، أفضل من أي مكان آخر.
ومن جانبه ، قال الدكتور "محمد حسن " أخصائي نساء وولادة بمركز بني مزار بالمنيا ،أن معظم الزوار للمقامات والأضرحة بالسبع بنات بمركز بنى مزار ،يعتقدون ببعض الطقوس الغريبة والخرافات ومنها القدرة على الانجاب وهذه معتقدات خاطئه وليس لها اى أساس من الصحة ، مؤكداً أن علاج عقم المرأة يعتمد على التشخيص فهناك حالات تحتاج الى دواء بكمية مختلفة وتحتاج الى متابعة وتشخيص طبى ومنها فحص حجم البويضة بجهاز الأمواج فوق الصوتية أو قياس الهرمونات أو كلاهما، وفي الوقت الذي يصبح فيه عدد البويضات وحجمها مناسباً يعطي الطبيب هرمون (H C G) عن طريق حقنة ليساعد على العلاج والقدرة على الانجاب ،وأضاف أنه من المحتمل تصادف شفاء احدى السيدات من العقم وحملها فى نفس التوقيت التى ذهبت فيه إلى المقامات لذلك تعتقد أن السبب الرئيسى هو زيارة المشايخ والمقامات وذلك نظراً لكثرة الجهل والأميه وعدم التوعية الدينية فى محافظات الصعيد .
وتقول " فتحيه حسن ، 34 عاماً ، ربة منزل ، من مركز مغاغة بالمنيا ، أنها تذهب لزيارة السبع بنات " دائماً للدعاء والتبرك بالمكان وعندما تدعوا بما فى داخلها يستجيب الله لها ويتحقق ما تتمناه بعد زيارتها هذا المكان،حيث يقدم البعض النذور والذبائح، ويلتف البعض في حلقة ذكر داخل مقام السبع بنات.
ويقول " محمد معروف" أحد زوار مقام السبع بنات بالبهنسا ،أنه يذهب لزيارة المقام للصلاة والعبادة حتى يجلب له الرزق والبركه ،مؤكداَ أنه يتفائل بهذا المكان بعد أن حصل على بركة هذا المكان وتم شفاءه من مرض السكر على حسب قوله ،وأضاف انه منذ هذه اللحظة اصبح يتردد أسبوعياَ على هذا المكان .
وأضاف "علي حسان ، موظف من قرية قلوصنا بمركز سمالوط ، أنه اصطحب حفيده لمقام الشيخ الحداد بمركز بني مزار ليحصل على البركه بعد أن أصاب حفيده مرض الصرع حتى يتم شفاءه والوقاية من الحسد ،مؤكداً أن أحد أقاربه كان مريض ويذهب للدعاء في هذا المقام وتم شفاءه بفضل الله عز وجل ثم هذا الوالي بعد التبرك عنده .
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com