012_f4d71.jpg

كشفت صحيفة (الجارديان) البريطانية اليوم الأربعاء النقاب عن أن الحكومة البريطانية تواجه مأزقا بسبب رفضها دفع فدية لتحرير رهينة بريطاني من أيدي تنظيم “داعش”.

وقالت الصحيفة – في تقرير لها بثته على موقعها الألكتروني- إن قيام العديد من الحكومات الأوروبية الأخرى بدفع الفديات أنقذ رهائنهم بالفعل من أيدي مقاتلي داعش، لكنه شجع التنظيم على تنفيذ المزيد من عمليات الاختطاف لتعزيز خزائنهم وفعاليتهم القتالية.

وأضافت:” أن خطر إعدام الرهينة البريطاني على ايدي مقاتلي داعش سوف يلقي الضوء على إصرار الحكومة البريطانية على عدم دفع الفدية، على عكس الدول الأوروبية الأخرى التي تم اتهامها بالتشجيع على القيام بالمزيد من عمليات الاختطاف نتيجة لأفعالهم”.

واعتبرت الصحيفة أنه تم تسليط الضوء على القضية إثر مقتل الصحفي الأمريكي جيمس فولي والذي أعقبه مقتل زميله ستيفن سوتلوف، وذلك عقب أشهر قليلة من تحرير رهائن أوروبيين تم احتجازهم من جانب نفس التنظيم، لكن اختلاف مصائرهم يعكس التناقض في سياسات حكومات بلادهم حيال مسألة دفع الفديات.

وأشارت إلى أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون وضع القضية في صلب اجتماعات مجموعة الثماني الكبار لعام 2013، محاولا اقناع القادة الاوروبيين بالتوقيع على مذكرة مشتركة تشدد على أن دفع الفديات من شأنه أن يمكن الجماعات الارهابية من تجنيد وتعزيز قدراتهم القتالية.

وأوضحت أن مقترحات كاميرون لقيت الدعم من قبل مجلس الأمن الدولي والولايات المتحدة، في حين قررت فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وألمانيا البحث عن طرق لتوصيل الأموال إلى من يوصفون بالارهابيين في مقابل تحرير مواطنيهم المختطفين.

وأفادت الصحيفة بأن جدار الصمت الذي شيدته الحكومة البريطانية فيما يخص مصير رهائنها قد شمل أيضا وسائل الإعلام؛ حيث اعتبرت أن نشر اسماء أو صور الرهائن سوف يقدم “اوكسجين دعائي” للخاطفين، فضلا عن أنه سوف يعقد جهود تأمين تحريرهم.

بدورهم، رأي خبراء أن موقف الحكومة البريطانية حيال هذه المسألة يتسم بالحزم الشديد، رغم وجود عدة أسئلة حول جدوى فعاليته، خاصة فيما يتعلق بالموقف من داعش…مشيرين إلى أن دوافع الخاطفين تنتج من فكر ايديولوجي وليس مادي.

وأردفت (الجارديان) تقول:” إن عواقب دفع الفدية للخاطفين تكون وخيمة للغاية عندما يكونوا منتمين إلى جماعات ارهابية وليسوا مجرد مجرمين، فتنظيم القاعدة في بلاد المغرب، على سبيل المثال، جنى مكاسب طائلة من الدخل الذي يحصلون عليه من دفع الفدية، والذي قدر بنحو 1ر55 مليون جنيه استرليني.

وأشارت الصحيفة البريطانية إلى تحرير أربعة صحفيين فرنسيين في شهر أبريل الماضي كانوا قد اختطفوا في سوريا، من بينهم ديدييه فرانسوا ونيكولا هينان، اللذان اختطفا في ذات وقت اختطاف جيمس فولي، بينما أصر الرئيس الفرنسي فرانسوا اولاند، الذي رحب بعودة المختطفين، على أن بلاده لن تدفع أي فدية.