مازالت عيونها السوداء الواسعة وابتسامتها العريضة تزين حياة أهلها بالكامل، فرحة وليد عيد، الطفلة التى لم يتخطَ عمرها 9 شهور، رحلت عن عالمنا قبل أيام قليلة فى إحدى المستشفيات، عقب رحلة طويلة يصفها الأهل بـ"رحلة الإهمال".

"فرحة" ولدت فى مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، وتعرضت لعملية قلب مفتوح، ولكن عقب إجراء العملية وتدهور حالتها أخبر الأطباء أهلها أن الطفلة تعانى من جلطة فى القلب، يقول ربيع صالح، خالها لصحافة المواطن: كيف يجرون للطفلة عملية بهذه الخطورة دون أن يدركوا أنها تعانى من جلطة فى القلب، وبدون فحوصات أو اهتمام، والمفاجأة الأكبر والإهمال لم يتوقف هنا، فطوال وجودها فى العناية المركزة عانت أشكال الإهمال كافة، لدرجة أنها فقدت بصرها قبل الوفاة ولم يعرف أحد سبب فقدانها له.

وتابع: البعض كان يدخل العناية المركزة بعلب الكشرى، وينزلون الشارع ويعودون بنفس الملابس ليدخلوا الغرف المعقمة، ويتحدثون فى الهواتف المحمولة، لدرجة أننا قدمنا شكوى قبل الوفاة بشهر ونصف بسبب الإهمال واللا مبالاة التى يتعاملون بها مع الطفلة التى كانت تعانى بكل قوة.

ومن جانبه قال الأب "أنا فوضت أمرى لله ومش عايز حاجة"، بينما تابع الخال "خلاص فرحة فى ذمة الله لكن مش عايزين حد يعانى زيها".

وأشار "فرحة فى آخر أيامها فقدت البصر بعد عملية الشق الحنجرى، كانوا دائما يقولون لنا الحالة كويسة ولكن الحالة كانت العكس، فرحة ماتت بعد ما اتعذبت وشافت الإهمال.. فرحة ماتت لكن مامتها فعلا بتموت من الحسرة عشان عارفة إن حق بنتها مش هييجى لأنهم غلابة"