Login to your account

Username *
Password *
Remember Me
السويس بلدي

السويس بلدي

أصدر الدكتور أحمد السبكي، رئيس الهيئة العامة للرعاية الصحية، قرارًا بتكليف الدكتور إسماعيل الحفناوي، للعمل مديرًا لفرع الهيئة بمحافظة السويس.

وقد تخرج الدكتور إسماعيل الحفناوي، في كلية الطب جامعة القاهرة عام 2002، وحاصل على بكالوريوس الطب والجراحة، كما حصل على ماجستير أمراض النساء والتوليد من كلية الطب جامعة عين شمس عام 2010، والزمالة المصرية في 2015، وحصل على درجة الدكتوراه في أمراض النساء والتوليد جامعة الأزهر عام 2018، ودبلومة بجامعة برمنجهام بإنجلترا عام 2019، وزمالة مدربي مدربين الزمالة T2T بجامعة هارفارد.

وهذا، إلى جانب حصوله على ماجستير إدارة الأعمال MBA من جامعة ESLSCA، ودبلومات "إدارة الجودة الشاملة، إدارة المستشفيات" عام 2017.

وقد شغِّل الدكتور إسماعيل الحفناوي، عدة مناصب في قطاع الرعاية الصحية المصري، أبرزها:-

- رئيسًا لقسم أمراض النساء والتوليد بمستشفى دمياط التخصصي.

- وكيلًا أول بمستشفى دمياط التخصصي.

- مديرًا عامًا لمستشفى دمياط العام.

- وكيلًا لوزارة الصحة بمحافظة السويس.

- إلى أن شغِّل منصب مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالسويس في إبريل 2023.

في عام الرمادة، وحيث أصاب العباد والبلاد قحط وبيل، خرج أمير المؤمنين عمر والمسلمون معه الى الفضاء الرحب يصلون صلاة الاستسقاء، ويضرعون الى الله الرحيم أن يرسل اليهم الغيث والمطر ..
ووقف عمر وقد أمسك يمين العباس بيمينه، ورفعها صوب السماء وقال : " اللهم انا كنا نسقى بنبيك وهو بيننا .. اللهم وانا اليوم نستسقي بعمّ نبيّك فاسقنا " ..
ولم يغادر المسلمون مكانهم حتى حاءهم الغيث، وهطل المطر، يزفّ البشرى، ويمنح الريّ، ويخصب الأرض .. وأقبل الأصحاب على العباس يعانقونه، ويقبّلونه، ويتبركون به وهم يقولون : " هنيئا لك .. ساقي الحرمين " ..
فمن كان ساقي الحرمين هذا .. ؟؟
ومن ذا الذي توسل به عمر الى الله ومعر من نعرف تقى وسبقا ومكانة عند الله ورسوله ولدى المؤمنين .. ؟؟
انه العباس عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
كان الرسول يجلّه بقدر ما كان يحبه، وكان يمتدحه ويطري سجاياه قائلا : " هذه بقيّة آبائي " ..
هذا العباس بن عبد المطلب أجود قريش كفا وأوصلها ".. !!
وكما كان حمزة عمّ الرسول وتربه، كذلك كان العباس رضي الله عنه فلم يكن يفصل بينهما في سنوات العمر سوى سنتين أو ثلاث، تزيد في عمر العباس عن عمر الرسول ..
وهكذا كان محمد، والعباس عمه، طفلين من سن واحدة، وشابين من جيل واحد ..
فلم تكن القرابةالقريبة وحدها، آصرة ما بينهما من ودّ، بل كانت كذلك زمالة السنّ، وصداقة العمر ..
وشيء آخر نضعه معايير النبي في المكان الأول دوما.. ذلك هو خلق العباس وسجاياه ..
فلقد كان العباس جوّادا، مفرط الجود، حتى كأنه للمكلرم عمّها أو خالها .. !!
وكان وصولا للرحم والأهل، لا يضنّ عليهما بجهد ولا بجاه، ولا بمال ...

وكان الى هذه وتلك، فطنا الى حدّ الدهاء، وبفطنته هذه التي تعززها مكانته الرفيعة في قريش، استطاع أن يدرأ عن الرسول عليه الصلاة والسلام حين يجهر بدعوته الكثير من الأذى والسوء ..
كان حمزة كما رأينا في حديثنا عنه من قبل يعالج بغي قريش، وصلف أبي جهل بسيفه الماحق ..
أما العباس فكان يعالجها بفطنة ودهاء أدّيا للاسلام من لنفع مثلما أدّت السيوف المدافعة عن حقه وحماه .. !!
فالعباس لم يعلن اسلامه الا عام فتح مكة، مما جعل بعض المؤرخين يعدونه مع الذين تأخر اسلامه ..
بيد أن روايات أخرى من التاريخ تنبئ بأنه كان من المسلمين المبكّرين، غير أنه كان يكتم اسلامه ..
يقول أبو رافع خادم الرسول صلى الله عليه وسلم : " كنت غلاما للعباس بن عبد المطلب، وكان الاسلام قد دخلنا أهل البيت، فأسلم العباس، وأسلمت أم الفضل، وأسلمت ... وكان العباس يكتم اسلامه " ..
هذه رواية أبو رافع يتحدث بها عن حال العباس واسلامه قبل غزوة بدر ..
كان العباس اذن مسلما ..
وكان مقامه بمكة بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه خطة أدت غايتها على خير نسق ..
ولم تكن قريش تخفي شكوكها في نوايا العباسو ولكنها أيضا لم تكن تجد سبيلا لمحادّته، لا سيما وهو في ظاهر أمره على ما يرضون من منهج ودين ..
حتى اذا جاءت غزوة بدر رأتها قريش فرصة تبلو بها سريرة العباس وحقيقته ..
والعباس أدهى من أن يغفل عن اتجاهات ذلك المكر السيء الذي تعالج به قريش حسراتها، وتنسج به مؤامراتها .. ولئن كان قد نجح في ابلاغ النبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة أنباء قريش وتحرّكاتها، فان قريشا ستنجح في دفعه الى معركة لا يؤمن بها ولا يريدها .. بيد أنه نجاح موقوت لن يلبث حتى ينقلب على القرشيين خسارا وبوارا ..
ويلتقي الجمعان في غزوة بدر ..
وتصطك السيوف في عنفوان رهيب، مقررة مصير كل جمع، وكل فريق ..
وينادي الرسول في أصحابه قائلا : " ان رجالا من بني هاشم، ومن غير بني هاشم، قد أخرجوا كرها ، لا حاجة لهم بقتالنا .. فمن لقي منكم أحدهم فلا يقتله .. ومن لقي البختريّ بن هشام بن الحارث بن أسد فلا يقتله .. ومن لقي العباس بن عبد المطلب فلا يقتله، فانه انما أخرج مستكرها " ..
لم يكن الرسول بأمره هذا يخصّ عمّه العباس بميّزة، فما تلك مناسبة المزايا، ولا هذا وقتها ..
وليس محمد عليه الصلاة والسلام من يرى رؤوس أصحابه تتهاوى في معرة الحق، ثم يشفع والقتال دائر لعمه، لو كان يعلم أن عمه من المشركين ..
أجل .. ان الرسول الذي نهى عن أن يستغفر لعمه أبي طالب على كثرة ما أسدى أبو طالب له وللاسلام من أياد وتضحيات ..
ليس هو منطقا وبداهة من يجيء في غزوة بدر ليقول لمن يقتلون آباءهم واخوانهم من المشركين : استثنوا عمي ولا تقتلوه .. !!
أما اذا كان الرسول يعلم حقيقة عمه، ويعلم أنه يطوي على الاسلام صدره، كما يعلم أكثر من غيره، الخدمات غير المنظورة التي أدّاها للاسلام .. كما يعلم أخيرا أنه خرج مكرها ومحرجا فآنئذ يصير من واجبه أن ينقذ من هذا شأنه، وأن يعصم من القتل دمه ما استطاع لهذا سبيلا ..
واذا كان أبو البختري بن حارث وهذا شأنه، قد ظفر بشفاعة الرسول لدمه حتى لا يهدر، ولحياته كي لا تزهق ..
أفلا يكون جديرا بهذه الشفاعة، مسلم يكتم اسلامه ... ورجل له في نصرة الاسلام مواقف مشهودة، وأخرى طوي عليها ستر الخفاء .. ؟؟
بلى .. ولقد كان العباس ذلك المسلم، وذلك النصير ..
ولنعد الى الوراء قليلا لنرى ..
في بيعة العقبة الثانية عندما قدم مكة في موسم الحاج وفد الأنصار، ثلاثة وسبعون رجلا وسيدتان، ليعطوا الله ورسوله بيعتهم، وليتفقوا مع النبي عليه الصلاة والسلام على الهجرة الى المدينة، أنهى الرسول الى عمه العباس نبأ هذا الوفد، وهذه البيعة .. وكان الرسول عليه الصلاة والسلام يثق بعمه في رأيه كله ..

ولما جاء موعد اللقاء الذي انعقد سرا وخفية، خرج الرسول وعمه العباس الى حيث الأنصار ينتظرون ..
وأراد العباس ان يعجم عود القوم ويتوثق للنبي منهم ..
ولندع واحدا من أعضاء الوفد يروي لنا النبأ، كما سمع ورأى .. ذلكم هو كعب بن مالك رضي الله عنه : " .. وجلسنا في الشعب ننتظر رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى جاءنا ومعه العباس بن عبد المطلب، وتكلم العباس فقال : يا معشر الخزرج، ان محمدا منا حيث قد علمتم، وقد منعناه من قومنا فهو في عز من قومه ومنعة في بلده، وانه أبى الا النحياز اليكم واللحوق بكم فإن كنتم ترون أنكم وافون له بما دعوتموه اليه ومانعوه ممن خالفه فأنتم وما تحملتم من ذلك وان كنتم ترون أنكم مسلموه خاذلوه بعد خروجه اليكم فمن الآن فدعوه " ..
كان العباس يلقي بكلماته الحازمة هذه، وعيناه تحدقان كعيني الصقر في وجوه الأنصار .. يتتبع وقع الكلام وردود فعله العاجلة ..
ولم يكتف العباس بهذا، فذكاؤه العظيم ذكاء عملي يتقصّى الحقيقة في مجالها المادي، ويواجه كل أبعادها مواجهة الحاسب الخبير ..
هناك استأنف حديثه مع الأنصار بسؤال ذكي ألقاه، ذلك هو : " صفوا لي الحرب، كيف تقاتلون عدوّكم " !! ؟؟
ان العباس بفطنته وتجربته مع قريش يدرك أن الحرب لا محالة قادمة بين الاسلام والشرك، فقريش لن تتنازل عن دينها ومجدها وعنادها ..
والاسلام ما دام حقا لن يتنازل للباطل عن حقوقه المشروعة ..
فهل الأنصار، أهل المدينة صامدون للحرب حين تقوم .. ؟؟
وهل هم من الناحية الفنية، أكفاء لقريش، يجيدون فنّ الكرّ والفرّ والقتال .. ؟؟
من اجل هذا ألقى سؤاله السالف : " صفوا لي الحرب، كيف تقاتلون عدوّكم ".. ؟؟
كان الأنصار الذين يصغون للعباس رجالا كالأطواد ...
ولم يكد العباس يفرغ من حديثه، لا سيما ذلك السؤال المثير الحافز حتى شرع الأنصار يتكلمون ..
وبدأ عبد الله بن عمرو بن حرام مجيبا على السؤال : " نحن، والله، أهل الحرب.. غذينا بها، ومرّنا عليها، وورثناها عن آبائنا كابرا فكابر .. نرمي بالنبل حتى تفنى..
ثم
 نطاعن بالرماح حتى تنكسر .. ثم نمشي بالسيوف، فنضارب بها حتى يموت الأعجل منا أو من عدونا " .. !!

وأجاب العباس متهللا : " أنتم أصحاب حرب اذن، فهل فيكم دروع ".. ؟؟
قالوا : " نعم .. لدينا دروع شاملة " ..
ثم دار حديث رائع وعظيم بين رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبين الأنصار .. حديث سنعرض له ان شاء الله فيما بعد ..
هذا موقف العباس في بيعة العقبة ..
وسواء عليه أكان يومئذ اعتنق الاسلام سرا، أم كان لا يزال يفكّر، فان موقفه العظيم هذا يحدد مكانه بين قوى الظلام الغارب، والشروق المقبل، ويصوّر أبعاد رجولته ورسوخه .. !!
ويوم يجيء حنين ليؤكد فداءية هذا الهادئ السمت، اللين الجانب، حينما تدعو الحاجة اليها، ويهيب المواقف بها، بينما هي في غير ذلك الظرف الملحّ، مستكنّة تحت الأضلاع، متوارية عن الأضواء .. !!
في السنة الثامنة للهجرة، وبعد ان فتح الله مكة لرسوله ولدينه عز بعض القبائل السائدة في الجزيرة العربية أن يحقق الدين الجديد كل هذا النصر بهذه السرعة ..
فاجتمعت قبائل هوزان وثقيف ونصر وجشم وآخرون .. وققروا شنّ حرب حاسمة ضدّ الرسول والمسلمين ..
ان كلمة قبائل لا ينبغي أن تخدعنا عن طبيعة تلك الحروب التي كان يخوضها الرسول طوال حياته .. فنظن انها كانت مجرّد مناوشات جبلية صغيرة، فليس هناك حروب أشدّ ضراوة من حروب تلك القبائل في معاقلها .. !!
وادراك هذه الحقيقة لا يعطينا تقديرا سديدا للجهد الخارق الذي بذله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه فحسب، بل يعطينا تقديرا صحيحا وأمينا لقيمة النصر العظيم الذي أحرزه الاسلام والمؤمنون، ورؤية واضحة لتوفيق الله الماثل في هذا النجاح وذلك الانتصار ..
احتشدت تلك القبائل في صفوف لجبة من المقاتلين الأشدّاء ..
وخرج اليهم المسلمون في اثني عشر ألفا ..
اثنا عشر ألفا .. ؟؟
وممن .. ؟؟
من الذين فتحوا مكة بالأمس القريب، وشيعوا الشرك والأصنام الى هاويتها الأخيرة والسحيقة، وارتفعت راياتهم تملأ الأفق دون مشاغب عليها أو مزاحم لها .. !!
هذا شيء يبعث الزهو ..
والمسلمون في آخر المطاف بشر، ومن ثم، فقد ضعفوا امام الزهو الذي ابتعثته كثرتهم ونظامهم، وانتصارهم بمكة، وقالوا : " لن نغلب اليوم عن قلة " ..
ولما كانت السماء تعدّهم لغاية أجلّ من الحرب وأسمى، فان ركونهم الى قوتهم العسكرية، وزهزهم بانتصارهم الحربي، عمل غير صالح ينبغي أن يبرؤا منه سريعا، ولو بصدمة شافية ..
وكانت الصدمة الشافية هزيمة كبرى مباغتة في أول القتال، حتى اذا ضرعوا الى الله، وبرؤا من حولهم الى حوله، ومن قوتهم الى قوته، انقلبت الهزيمة نصرا، ونزل القرآن الكريم يقول للمسلمين : " .. وَيَوْمَ حُنَيْنٍ ۙ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ (25) ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَذَٰلِكَ جَزَاءُ الْكَافِرِينَ) ..
كان صوت العباس يومئذ وثباته من ألمع مظاهر السكينة والاستبسال ..
فبينما كان المسلمون مجتمعين في أحد أودية تهامة ينتظرون مجيء عدوّهم، كان المشركون قد سبقوهم الى الوادي وكمنوا لهم في شعابه وأحنائه، شاحذين أسلحتهم، ممسكين زمام المبادرة بأيديهم ..
وعلى حين غفلة، انقضّوا على المسلمين في مفاجأة مذهلة، جعلتهم يهرعون بعيدا، لا يلوي أحد على أحد ..
ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أحدثه الهجوم المفاجئ الخاطف على المسلمين، فعلا صهوة بغلته البيضاء، وصاح : " الى أين أيها الناس .. ؟؟
هلموا اليّ .. أنا النبي لا كذب ..
انا ابن عبد المطلب " ..
لم يكن حول النبي ساعتئذ سوى أبي بكر، وعمر، وعلي بن أبي طالب، والعباس بن عبد المطلب، وولده الفضل بن العباس وجعفر بن الحارث وربيعة بن الحارث وأسامة بن زيد وأيمن بن عبيد، وقلة أخرى من الأصحاب ..
وكان هناك سيدة أخذت مكانا عاليا بين الرجال والأبطال ..
تلك هي أم سليم بنت ملحان ..
رأت ذهول المسلمين وارتباكهم، فركبت جمل زوجها أبي طلحة رضي الله عنهما، وهرولت بها نحو الرسول ..
ولما تحرك جنينها في بطنها، وكانت حاملا، خلعت بردتها وشدّت بها على بطنها فيحزام وثيق، ولما انتهت الى النبي صلى الله عليه وسلم شاهرة خنجرا في يمينها ابتسم لها الرسول وقال : " أم سليم ؟؟ " ..
قالت : " نعم بأبي أنت وأمي يا رسول الله .. اقتل هؤلاء الذين ينهزمون عنك، كما تقتل الذين يقاتلونك، فانهم لذلك أهل " ..
وازدادت البسمة ألقا على وجه الرسول الواثق بوعد ربه وقال لها : " ان الله قد كفى وأحسن يا أم سليم ".. !!
هناك ورسول الله صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف، كان العباس الى جواره، بل كان بين قدميه بخطام بغلته يتحدى الموت والخطر ..
وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يصرخ في الناس، وكان العباس جسيما جهوري الصوت، فراح ينادي : " يا معشر الأنصار .. يا أصحاب البيعة " ...
وكانما كان صوته داعي القدر ونذيره ..
فما كاد يقرع أسماع المرتاعين من هول المفاجأة، المشتتين في جنبات الوادي، حتى أجابوا في صوت واحد : " لبّيك .. لبّيك " ..
وانقلبوا راجعين كالاعصار، حتى ان أحدهم لينحرن بعيره أو فرسه، فيقتحم عنها ويترجل، حاملا درعه وسيفه وقوسه، ميممّا صوب موت العباس ..
ودارت المعركة من جديد .. ضارية، عاتية ..
وصاح رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الآن حمي الوطيس " ..
وحمي الوطيس حقا ..
وتدحرج قتلى هوزان وثقيف، وغلبت خيل الله خيل اللات، وأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين .. !!!
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب العباس عمه حبا كبيرا، حتى انه لم ينم يوم انتهت غزوة بدر، وقضى عمه ليله في الأسر ..
ولم يخف النبي عليه السلام عاطفته هذه، فحين سئل عن سبب أرقه، وقد نصره الله نصرا مؤزرا أجاب : " سمعت أنين العباس في وثاقه " ..
وسمع بعض المسلمين كلمات الرسول، فأسرع الى مكان الأسرى، وحلّ وثاق العباس، وعاد فأخبر الرسول قائلا : " يا رسول الله .. اني أرخيت من وثاق العباس شيئا " ..
ولكن لماذا وثاق العباس وحده .. ؟
هنالك قال الرسول لصاحبه : " اذهب، فافعل ذلك بالأسرى جميعا " ..
أجل فحب النبي صلى الله عليه وسلم لعمه لا يعني أن يميزه عن الناس الذين تجمعهم معه ظروف مماثلة .. وعندما تقرر أخذ الفدية من الأسرى، قال الرسول لعمه : " يا عباس .. افد نفسك، وابن اخيك عقيل بن أبي طالب، ونوفل بن الحارث، وحليفك عتبة بن عمرو وأخا بني الحارث بن فهر، فإنك ذو مال " .. وأرد العباس أن يغادر أسره بالفدية، قائلا : " يا رسول الله، اني كنت مسلما، ولكن القوم استكرهوني " ..
ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم أصرّ على الفدية، ونزل القرآن الكريم في هذه المناسبة يقول : " ييَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّمَن فِي أَيْدِيكُم مِّنَ الْأَسْرَىٰ إِن يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ " .
وهكذا فدى العباس نفسه ومن معه، وقفل راجعا الى مكة .. ولم تخدعه قريش بعد ذلك عن عقله وهداه، فبعد حين جمع ماله وحمل متاعه، وأدرك الرسول بخيبر، ليأخذ مكانه في موكب الاسلام، وقافلة المؤمنين .. وصار موضع حب المسلمين واجلالهم العظيم، لا سيما وهم يرون تكريم الرسول له وحبه اياه وقوله عنه : " انما العباس صنو أبي ..
فمن آذى العباس فقد آذاني " .
وأنجب العباس ذريّة مباركة .. 
وكان حبر الأمة عبد الله بن عباس واحدا من هؤلاء الأبناء المباركين .. 
وفي يوم الجمعة لأربع عشرة سنة خلت من رجب سنة اثنتين وثلاثين سمع اهل العوالي بالمدينة مناديا ينادي : " رحم الله من شهد العباس بن عبد المطلب " .
فأدركوا أن العباس قد مات ..
وخرج الناس لتشييعه في أعداد هائلة لم تعهد المدينة مثلها ..
وصلى عليه خليفة المسلمين يومئذ عثمان رضي الله عنه ..
وتحت ثرى البقيع هدأ جثمان أبي الفضل واستراح ..
ونام قرير العين، بين الأبرار الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه !!

برعاية أ.د. السيد الشرقاوي رئيس  الجامعة واشراف أ.د. علي حسين عطا نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب قامت أسرة طلاب من أجل مصر بإعداد كرتونة رمضان وذلك لتوزيعها داخل وخارج الجامعة وذلك بتنسيق د. أحمد الدسوقي رائد أسرة طلاب من أجل مصر بالجامعة. 

وقد شارك رئيس الجامعة ابناؤه الطلاب في تعبئة الكراتين وسط جو من السعادة والفرحة من الجميع لما يمثله هذا النشاط من أهمية وقيمة كبيرة في نفوس الجميع في هذه الأيام المباركة.

وقد أعرب "الشرقاوي" عن سعادته بهذا العمل الخيري الذي تنظمه الجامعة ممثلة في الأسرة موضحا أن هذه الهدايا سيخصص جزء كبير منها للمجتمع المحيط خارج الجامعة، حيث تعد هذه الأنشطة أحد المهام التي تضطلع بها الجامعة في خدمة البيئة المحيطة ومشاركة أبناء المحافظة في هذه الأيام المباركة. 

0187D359 B122 4C8D 86EF DB1C1E1BD79B

76E20DA3 B37B 400C AFF8 0EE145FD594A

CA62B7F1 C9B2 4814 86FE 62CF98D93723

صحيح أن ذكاء المرء محسوب عليه ..
وأصحاب المواهب الخارقة كثيرا ما يدفعون الثمن في نفس الوقت الذي كان ينبغي أن يتلقوا فيه الجزاء والشكران .. !!
والصحابي الجليل أبو هريرة واحد من هؤلاء ..
فقد كان ذا موهبة خارقة في سعة الذاكرة وقوتها ..
كان رضي الله عنه يجيد فنّ الاصغاء، وكانت ذاكرته تجيد فن الحفظ والاختزان ..
يسمع فيعي، فيحفظ، ثم لا يكاد ينسى مما وعى كلمة ولا حرفا مهما تطاول العمر، وتعاقبت الأيام .. !!
من أجل هذا هيأته موهبته ليكون أكثر أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم حفظا لأحاديثه، وبالتالي أكثرهم رواية لها ..
فلما جاء عصر الوضّاعين الذين تخصصوا في الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، اتخذوا أبا هريرة غرضا مستغلين أسوأ استغلال سمعته العريضة في الرواية عن رسول الله عليه السلام موضع الارتياب والتساؤول .. لولا تلك الجهود البارة والخارقة التي بذلها أبرار كبار نذور حياتهم وكرّسوها لخدمة الحديث النبوي ونفي كل زيف ودخيل عنه ..
هنالك نجا أبو هريرة رضي الله عنه من أخطبوط الأكاذيب والتلفيقات التي أراد المفسدون أن يتسللوا بها الى الاسلام عن طريقه، وأن يحمّلوه وزرها وأذاها .. !!
والآن .. عندما نسمع واعظا، أو محاضرا، أو خطيب جمعة يقول تلك العبارة المأثورة : " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. " .
أقول : عندما تسمع هذا الاسم على هذه الصورة، أ، عندما تلقاه كثيرا، وكثيرا جدّا في كتب الحديث، والسيرة والفقه والدين بصفة عامة، فاعلم أنك تلقى شخصية من أكثر شخصيات الصحابة اغراء بالصحبة والاصغاء ..

ذلك أن ثروته من الأحاديث الرائعة، والتوجيهات الحكيمة التي حفظها عن النبي عليه السلام، قلّ أن يوجد لها نظير ..
وانه رضي الله عنه بما يملك من هذه الموهبة، وهذه الثروة، لمن أكثر الأصحاب مقدرة على نقلك الى تلك الأيام التي عاشها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، والى التحليق بك، اذا كنت وثيق الايمان مرهف النفس، في تاك الآفاق التي شهدت روائع محمد وأصحابه، تعطي الحياة معناها، وتهدي اليها رشدها ونهاها ..
واذا كانت هذه السطور قد حرّكت أشواقك لأن تتعرّف لأبي هريرة وتسمع من أنبائه نبأ، فدونك الآن وما تريد ..
انه واحد من الذين تنعكس عليهم ثروة الاسلام بكل ما أحدثته من تغيرات هائلة .
فمن أجير الى سيّد ..
ومن تائه في الزحام، الى علم وامام .. !!
ومن ساجد أمام حجارة مركومة، الى مؤمن بالله الواحد القهار ..
وهاهو ذا يتحدّث ويقول : " نشأت يتيما، وهاجرت مسكينا .. وكنت أجيرا لبسرة بنت غزوان بطعام بطني .. !!
كنت أخدمهم اذا نزلوا، وأحدو لهم اذا ركبوا .. وهأنذا وقد زوّجنيها الله، فالحمد لله الذي جعل الدين قواما، وجعل أبا هريرة اماما " .. !
قدم على النبي عليه الصلاة والسلام سنة سبع وهو بخيبر، فأسلم راغبا مشتاقا ..
ومنذ رأى النبي عليه الصلاة والسلام وبايعه لم يكد يفارقه قط الا في ساعات النوم ..
وهكذا كانت السنوات الأربع التي عاشها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلم الى أن ذهب النبي الى الرفيق الأعلى ..
نقول : كانت تلك السنوات الأربع عمرا وحدها .. كانت طويلة عريضة، ممتلئة بكل صالح من القول، والعمل، والاصغاء ..
أدرك أبو هريرة بفطرته السديدة الدور الكبير الذي يستطيع أن يخدم به دين الله ..
ان أبطال الحرب في الصحابة كثيرون ..
والفقهاء والدعاة والمعلمون كثيرون ..
ولكن البيئة والجماعة تفتقد الكتابة والكتّاب ..
ففي تلك العصور، وكانت الجماعة الانسانية كلها، لا العرب وحدهم، لا يهتمون بالكتابة، ولم تكن الكتابة من علامات التقدم في مجتمع ما ..
بل انّ أوروبا نفسها كانت كذلك منذ عهد غير بعيد ..
وكان أكثر ملوكها وعلى رأسهم شارلمان أميّين لا يقرءون ولا يكتبون، مع أنهم في نفس الوقت كانوا على حظ كبير من الذكاء والمقدرة ..

نعود الى حديثنا لنرى أبا هريرة يدرك بفطرته حاجة المجتمع الجديد الذي يبنيه الاسلام الى من يحفظن تراثه وتعاليمه، كان هناك يومئذ من الصحابة كتّاب يكتبون ولكنهم قليلون، ثم ان بعضهم لا يملك من الفراغ ما يمكّنه من تسجيل كل ما ينطق به الرسول من حديث ..
لم يكن أبا هريرة كاتبا، ولكنه كان حافظا، وكان يملك هذا الفراغ، أو هذا الفراغ المنشود، فليس له أرض يزرعها ولا تجارة يتبعها !!
وهو اذا رأى نفسه وقد أسلم متأخرا، عزم على أن يعوّض ما فاته، وذلك بأن يواظب على متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وعلى مجالسته ..
ثم انه يعرف من نفسه هذه الموهبة التي أنعم الله بها عليه، وهي ذاكرته الرحبة القوية، والتي زادت مضاء ورحابة وقوة، بدعوة الرسول صلى الله عليه وسلم لصاحبها أن يبارك الله له فيها ..
فلماذا اذن لا يكون واحدا من الذين يأخذون على عاتقهم حفظ هذا التراث ونقله لللأجيال .. ؟؟
أجل .. هذا دوره الذي تهيئه للقيام به مواهبه، وعليه أن يقوم به في غير توان ..
ولم يكن أبو هريرة ممن يكتبون، ولكنه كان كما ذكرنا سريع الحفظ قوي الذاكرة ..
ولم تكن له أرض يزرعها، ولا تجارة تشغله، ومن ثمّ لم يكن يفارق الرسول في سفر ولا في حضر ..
وهكذا راح يكرّس نفسه ودقة ذاكرته لحفظ أحاديث رسول الله عليه الصلاة والسلام وتوجيهاته ..
فلما انتقل النبي صلى الله عليه وسلم الى الرفيق الأعلى، راح أبو هريرة يحدث، مما جعل بعض أصحابه يعجبون : أنّى له كل هذه الحاديث، ومتى سمعها ووعاها ..
ولقد ألقى أبوهريرة رضي الله عنه الضوء على هذه الظاهرة، وكانه يدفع عن نفسه مغبة تلك الشكوك التي ساورت بعض أصحابه فقال : " انكم لتقولون أكثر أبو هريرة في حديثه عن النبي صلى الله عليه وسلم .. وتقولون : ان المهاجرين الذين سبقوه الى الاسلام لا يحدثون هذه الأحاديث .. ؟؟ ألا ان أصحابي من المهاجرين، كانت تشغلهم صفقاتهم بالسوق، وان أصحابي من الأنصار كانت تشغلهم أرضهم .. واني كنت امرءا مسكينا، أكثر مجالسة رسول الله، فأحضر اذا غابوا، وأحفظ اذا نسوا .. وان النبي صلى الله عليه وسلم حدثنا يوما فقال : من يبسط رداءه حتى يفرغ من حديثي ثم يقبضه اليه فلا ينسى شيئا كان قد سمعه مني .. ! فبسطت ثوبي فحدثني ثم ضممته اليّ فوالله ما كنت نسيت شيئا سمعته منه .. وأيم والله، لولا آية في كتاب الله ما حدثتكم بشيء أبدا، وهي : " إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَابَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ " .. هكذا يفسر أبو هريرة سر تفرّده بكثرة الرواية عن الرسول صلى الله عليه وسلم ..
فهو أولا كان متفرغا لصحبة النبي أكثر من غيره
 ..
وهو ثانيا كان يحمل ذاكرة قوية، باركها الرسول فزادت قوة
 ..
وهو
 ثالثا لا يحدّث رغبة في أن يحدّث، بل لأن افشاء هذه الأحاديث مسؤولية دينه وحياته، والا كان كاتما للخير والحق، وكان مفرطا ينتظره جزاء المفرّطين ..
من
 أجل هذا راح يحدّث ويحدّث، لا يصدّه عن الحديث صادّ، ولا يعتاقه عائق .. حتى قال له عمر يوما وهو أمير المؤمنين : " لتتركنّ الحديث عن رسول الله، أو لألحقنك بأرض دوس " ..
أي أرض قومه وأهله
 ..
على أن هذا النهي من
 أمير المؤمنين لا يشكل اتهاما لأبي هريرة، بل هو دعم لنظرية كان عمر يتبنّاها ويؤكدها، تلك هي : أن على المسلمين في تلك الفترة بالذات ألا يقرؤوا، وألا يحفظوا شيئا سوى القرآن حتى يقرّ وثبت في الأفئدة والعقول ..
فالقرآن
 كتاب الله، ودستور الاسلام، وقاموس الدين، وكثرة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، لا سيما في تلك التي أعقبت وفاته عليه الصلاة والسلام،والتي يجمع القرآن خلالها قد تسبب بلبلة لا داعي لها ولا جدوى منها ..
من أجل هذا كان عمر يقول : " اشتغلوا بالقرآن، فان القرآن كلام الله
 " ..
ويقول : " أقلوا الرواية عن رسول الله الا فيما يعمل به
 " ..
وحين
 أرسل أبو موسى الأشعري الى العراق قال له : " انك تأتي قوما لهم فيمساجدهم دويّ القرآن كدويّ النحل، فدعهم على ما هم عليه، ولا تشغلهمبالحديث، وأنا شريكك في ذلك " ..
كان القرآن قد جمع بطريقة مضمونة دون أن يتسرب اليه ما ليس منه
 ..
اما الأحاديث فليس يضمن عمر أن تحرّف أو تزوّر، أو تخذ سبيل للكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنيل من الاسلام
 ..
وكان
 أبو هريرة يقدّر وجهة نظر عمر، ولكنه أيضا كان واثقا من نفسه ومن أمانته، وكان لا يريد أن يكتم من الحديث والعلم ما يعتقد أن كتمانه اثم وبوار .
وهكذا .. لم يكن يجد فرصة لافراغ ما في صدره من حديث سنعه ووعاه الا حدّث وقال
 .. على أن هناك سببا هامّا، كان له دور في اثارة المتاعب حول أبي هريرة لكثرة تحدثه وحديثه ..
ذلك
 أنه كان هناك يومئذ محدّث آخر يحدّث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ويكثر ويسرف، ولم يكن المسلمون الأصحاب يطمئنون كثيرا لأحاديثه ذلكم هو كعب الأحبار الذي كان يهوديا وأسلم.
أراد مروان بن الحكم يوما أن يبلو
 مقدرة أبي هريرة على الحفظ، فدعاه اليه وأجلسه معه، وطلب منه أن يحدثه عنرسول الله صلى الله عليه وسلم، في حين أجلس كاتبه وراء حجاب، وأمره أن يكتبكل ما يقول أبو هريرة .. وبعد مرور عام، دعاه مروان بن الحكم مرة أخرى، أخذيستقرئه نفس الأحاديث التي كان كاتبه قد سطرها، فما نسي أبو هريرة كلمة منها !!
وكان
 يقول عن نفسه : " ما من أحد من أصحاب رسول الله أكثر حديثا عنه مني، الا ما كان من عبد الله بن عمرو بن العاص ، فانه كان يكتب، ولا أكتب " ..
وقال عنه الامام الشافعي أيضا : " أبو هريرة أحفظ من روى الحديث في دهره
 " .
وقال البخاري رضي الله عنه : " روي عن أبو هريرة مدرسة كبيرة يكتب لها البقاء والخلود
 ..
وكان
 أبو هريرة رضي الله عنه من العابدين الأوّابين يتناوب مع زوجته وابنته قيام الليل كله فيقوم هو ثلثه وتقوم زوجته ثلثه وتقوم ابنته ثلثلهوهكذا لا تمر من الليل ساعة الا وفي بيت أبي هريرة عبادة وذكر وصلاة !!
وفي سبيل أن يتفرّغ لصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عانى من قسوة الجوع ما لم يعاني مثله أحد
 ..
وانه
 ليحدثنا : كيف كان الجوع يعض أمعاءه فيشدّ على بطمه حجرا ويعتصر كبده بيديه، ويسقط في المسجد وهو يتلوى حتى يظن بعض أصحابه أن به صرعا وما هو بمصروع .. !
ولما أسلم لم يكن يئوده ويضنيه من مشاكل حياته سوى مشكلة واحدة لم يكن رقأ له بسببها جفن
 ..
كانت هذه المشكلة أمه : فانها يومئذ رفضت أن تسلم
 ..
ليس ذلك وحسب، بل كلنت تؤذي ابنها في رسول الله صلى الله عليه وسلم وتذكره بسوء
 ..
وذات يوم أسمعت أبا هريرة في رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يكره، فانفضّ عنها باكيا محزونا، وذهب الى مسجد الرسول
 ..

ولنصغ اليه وهو يروي لنا بقيّة النبأ : ".. فجئت الى رسول الله وأنا أبكي، فقلت: يا رسول الله، كنت أدعو أم أبي هريرة الى الاسلام فتأبى علي، واني دعوتهااليوم فأسمعتني فيك ما أكره، فادع الله أن يهدي أم أبا هريرةالى الاسلام .. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : اللهم اهد أم أبي هريرة .. فخرجت أعدو أبشرها بدعاء رسول الله، فلما أتيت الباب اذا هو مجاف، أي مغلق، وسمعتخضخضة ماء، ونادتني يا أبا هريرة مكانك .. ثم لبست درعها، وعجلت عن خمارها وخرجت وهي تقول : أشهد أن لا اله الا الله، وأِشهد أن محمدا عبده ورسوله .. فجئت أسعى الى رسول الله صلى الله عليه وسلم أبكي من الفرح، كما بكيت من الحزن، وقلت : أبشر يا رسول الله، فقد أجاب الله دعوتك .. قد هدى أم أبي هريرة الى الاسلام .. ثم قلت يا رسول الله : ادع الله أن يحبّبني وأمي الىالمؤمنين والمؤمنات .. فقال : اللهم حبّب عبيدك هذا وأمه الى كل مؤمن ومؤمنة " ..
وعاش أبو هريرة عابدا، ومجاهدا .. لا يتخلف عن غزوة ولا عن طاعة
 ..
وفي خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولاه امارة البحرين
 ..
وعمر كما نعلم شديد المحاسبة لولاته
 ..
اذا
 ولّى أحدهم وهو يملك ثوبين، فيجب أن يترك الولاية وهو لا يملك من دنياهسوى ثوبيه .. ويكون من الأفضل أن يتركها وله ثوب واحد .. !!!
أما اذا خرج من الولاية وقد ظهرت عليه أعراض الثراء، فآنئذ لا يفلت من حساب عمر، مهما يكن مصدر ثرائه حلالا مشروعا
 !
دنيا أخرى
 .. ملأها عمر روعة واعجازا .. !!
وحين وليّ أبو هريرة البحرين ادّخر مالا، من مصادره الحلال، وعلم عمر فدعاه الى المدينة
 ..
ولندع أبو هريرة يروي لنا ما حدث بينهما من حوار سريع
 : " قال لي عمر : يا عدو الله وعدو كتابه، أسرقت مال الله .. ؟؟ قلت : ما أنا بعدو لله ولا عدو لكتابه .. لكني عدو من عاداهما .. ولا أنا من يسرق مال الله .. ! قال : فمن أين اجتمعت لك عشرة آلاف ؟؟ قلت : خيل لي تناسلت وعطايا تلاحقت .. قال عمر : فادفعها الى بيت مال المسلمين " ودفع أبو هريرة المال الى عمر ثم رفع يديه الى السماء وقال : اللهم اغفر لأمير المؤمنين " ..
وبعد حين دعا عمر أبا هريرة، وعرض عليه الولاية من حديد، فأباها واعتذر عنها
 ..
قال له عمر : ولماذا ؟  
قال أبو هريرة : حتى لا يشتم عرضي، ويؤخذ مالي، ويضرب ظهري .. ثم قال : وأخاف أن أقضي بغير علم وأقول بغير حلم ..

وذات يوم اشتد شوقه الى لقاء الله ..
وبينما كان عوّاده يدعون له بالشفاء من مرضه، كان هو يلحّ على الله قائلا : " اللهم اني أحب لقاءك، فأحب لقائي " ..
وعن ثماني وسبعين سنة مات في العام التاسع والخمسين للهجرة ..
وبين ساكني البقيع الأبرار يتبوأ جثمانه الوديع مكانا مباركا ..
وبينما كان مشيعوه عائدين من جنازته، كانت ألسنتهم ترتل الكثير من الأحاديث التي حفظها لهم عن رسولهم الكريم .. ولعل واحدا من المسلمين الجدد كان يميل على صاحبه ويسأله : لماذا كنّى شيخنا الراحل بأبي هريرة .. ؟؟ فيجيبه صاحبه وهو الخبير بالأمر : لقد كان اسمه في الجاهلية عبد شمس، ولما أسلك سمّاه الرسول عبد الرحمن .. ولقد كان عطوفا على الحيوان، واكنت له هرة، يطعمها، ويحملها، وينظفها، ويؤويها .. وكانت تلازمه كظله ..
وهكذا دعي : أبا هريرة رضي الله عنه وأرضاه ..

تصدر فريق ابناء شكل المجموعه الثانيه ببطوله الملك الرمضانيه النسخه السابعه بعد تغلبه علي كهرباء عتاقه بثلاثه اهداف مقابل هدف أحرز هم معتصم محمد هدفين وأحمد وليد ورده هدف وسجل لكهرباء عتاقه يوسف ابراهيم ليصل للعلامه الكامل ب ٦ نقاط من مباريتان ويقف رصيد كهرباء عتاقه ل ٣ نقاط

ويعود فريق المدينه المنافسه بعد فوزه علي ابناء عادل يحيي  بهدفين مقابل هدف بعد تأخره بهدف لعيد سعيد يعود المدينه بهدفين ل اسماعيل حسن و أسامه ابراهيم  ليحصد ٣ نقاط ويظل فريق ابناء عادل يحيي بدون نقاط

عندما بعثه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الى البصرة، ليكون أميرها وواليها، جمع أهلها وقام فيهم خطيبا فقال : " ان أمير المؤمنين عمر بعثني اليكم، أعلمكم كتار بكم، وسنة نبيكم، وأنظف لكم طرقكم " ..
وغشي الانس من الدهش والعجب ما غشيهم، فانهم ليفهمون كيف يكون تثقيف الناس وتفقيههم في دينهم من واجبات الحاكم والأمير، أما أن يكون من واجباته تنظيف طرقاتهم، فذاك شيء جديد عليهم بل مثير وعجيب ..
فمن هذا الوالي الذي قال عنه الحسن رضي الله عنه : " ما أتى البصرة راكب خير لأهلها منه " .. ؟
انه عبد الله بن قيس المكنّى بـ أبي موسى الأشعري ..
غادر اليمن بلده ووطنه الى مكة فور سماعه برسول ظهر هناك يهتف بالتوحيد ويدعو الى الله على بصيرة، ويأمر بمكارم الأخلاق ..
وفي مكة، جلس بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلقى منه الهدى واليقين ..
وعاد الى بلاده يحمل كلمة الله، ثم رجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلقى منه الهدى واليقين ..
وعاد الى بلاده يحمل كلمة الله، ثم رجع الى رسول الله صلى الله عليه وسلم اثر فراغه من فتح خيبر ..
ووافق قدومه قدوم جعفر بن أبي طالب مقبلا مع أصحابه من الحبشة فأسهم الرسول لهم جميعا ..
وفي هذه المرّة لم يأت أبو موسى الأشعري وحده، بل جاء معه بضعة وخمسون رجلا من أهل اليمن الذين لقنهم الاسلام، وأخوان شقيقان له، هم، أبو رهم، وأبو بردة ..
وسمّى الرسول هذا الوفد.. بل سمّى قومهم جميعا بالأشعريين ..
ونعتهم الرسول بأنهم أرق الناس أفئدة ..
وكثيرا ما كان يضرب المثل الأعلى لأصحابه، فيقول فيهم وعنهم : " ان الأشعريين اذا أرملوا في غزو، أو قلّ في أيديهم الطعام، جمعوا ما عندهم في ثوب واحد، ثم اقتسموا بالسويّة "فهم مني وانا منهم " .. !!
ومن ذلك اليوم أخذ أبو موسى مكانه الدائم والعالي بين المسلمين والمؤمنين، الذين قدّرلهم أن يكونوا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلامذته، وأن يكونوا حملة الاسلام الى الدنيا في كل عصورها ودهورها ..
أبو موسى مزيج عجيب من صفات عظيمة ..
فهو مقاتل جسور، ومناضل صلب اذا اضطر لقتال ..
وهو مسالم طيب، وديع الى أقصى غايات الطيبة والوداعة .. !!
وهو فقيه، حصيف، ذكي يجيد تصويب فهمه الى مغاليق الأمور، ويتألق في الافتاء والقضاء، حتى قيل : " قضاة هذه الأمة أربعة : " عمر وعلي وأبو موسى وزيد بن ثابت " .. !!
ثم هو مع هذا، صاحب فطرة بريئة، من خدعه في الله، انخدع له .. !!
وهو عظيم الولاء والمسؤولية ..
وكبير الثقة بالناس ..
لو أردنا أن نختار من واقع حياته شعارا، لكانت هذه العبارة :
" الاخلاص وليكن ما يكون " ..
في مواطن الجهاد، كان الأشعري يحمل مسؤولياته في استبسال مجيد مما جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول عنه : " سيّد الفوارس، أبو موسى " .. !!
وانه ليرينا صورة من حياته كمقاتل فيقول : " خرجنا مع رسول الله في غزاة، نقبت فيها أقدامنا، ونقّبت قدماي، وتساقطت أظفاري، حتى لففنا أقدامنا بالخرق " .. !!
وما كانت طيبته وسلامة طويته ليغريا به عدوّا في قتال ..
فهو في موطن كهذا يرى الأمور في وضوح كامل، ويحسمها في عزم أكيد ..
ولقد حدث والمسلمون يفتحون بلاد فارس أن هبط الأشعري يجيشه على أهل أصبهان الذين صالحوه على الجزية فصالحهم ..
بيد أنهم في صلحهم ذاك لم يكونوا صادقين .. انما ارادوا أن يهيئوا لأنفسهم الاعداد لضربة غادرة ..
ولكن فطنة أبي موسى التي لا تغيب في مواطن الحاجة اليها كانت تستشف أمر أولئك وما يبيّتون .. فلما همّوا بضربتهم لم يؤخذ القائد على غرّة، وهنالك بارزهم القتال فلم ينتصف النهار حتى كان قد انتصر انتصارا باهرا .. !!
وفي المعارك التي خاضها المسلمون ضدّ امبراطورية الفرس، كان لأبي موسى الأشعري رضي الله عنه، بلاؤه العظيم وجهاده الكريم ..
وفي موقعة تستر بالذات، حيث انسحب الهرزمان بجيشه اليها وتحصّن بها، وجمع فيها جيوشا هائلة، كان أبو موسى بطل هذه الموقعة ..
ولقد أمدّه أمير المؤمنين عمر يومئذ بأعداد هائلة من المسلمين، على رأسهم عمار بن ياسر، والبراء بن مالك، وأنس بن مالك، ومجزأة البكري وسلمة بن رجاء ..والتقى الجيشان ..
جيش المسلمين بقيادة أبو موسى .. وجيش الفرس بقيادة الهرزمان في معركة من أشد المعارك ضراوة وبأسا .. وانسحب الفرس الى داخل مدينة تستر المحصنة ..
وحاصرها المسلمون أياما طويلة، حتى أعمل أبو موسى عقله وحيلته ..
وأرسل مائتي فارس مع عميل فارسي، أغراه أبو موسى بأن يحتال حتى يفتح باب المدينة، أمام الطليعة التي اختارها لهذه المهمة ..
ولم تكد الأبواب تفتح، وجنود الطليعة يقتحمون الحصن حتى انقض أبو موسى بجيشه انقضاضا مدمدما ..
واستولى على المعقل الخطير في ساعات .. واستسلم قادة الفرس، حيث بعث بهم أبو موسى الى المدينة ليرى أمير المؤمنين فيهم رأيه ..
على أن هذا المقاتل ذا المراس الشديد، لم يكن يغادر أرض المعركة حتى يتحوّل الى أوّاب، بكّاء وديع كالعصفور ...
يقرأ القرآن بصوت يهز أعماق من سمعه .. حتى لقد قال عنه الرسول : " لقد أوتي أبو موسى مزمارا من مزامير آل داود " .. !
كان عمر رضي الله عنه كلما رآه دعاه ليتلو عليه من كتاب الله قائلا له : " شوّقنا الى ربنا يا أبا موسى "  كذلك لم يكن يشترك في قتال الا أن يكون ضد جيوش مشركة، جيوش تقاوم الدين وتريد أن تطفئ نور الله .. أما حين يكون القتال بين مسلم ومسلم، فانه يهرب منه ولا يكون له دور أبدا ..
ولقد كان موقفه هذا واضحا في نزاع عليّ ومعاوية، وفي الحرب التي استعر بين المسلمين يومئذ أوراها .. ولعل هذه النقطة من الحديث تصلنا بأكثر مواقف حياته شهرة، وهو موقفه من التحكيم بين الامام علي ومعاوية ..
هذا الموقف الذي كثيرا ما يؤخذ آية وشاهدا على افراط أبي موسى في الطيبة الى حد يسهل خداعه ..
بيد أن الموقف كما سنراه، وبرغم ما عسى أن يكون فيه تسرّع أو خطأ، انما يكشف عن عطمة هذا الصحابي الجليل، عظمة نفسه، وعظمة ايمانه بالحق، وبالناس، ان راي أبي موسى في قضية التحكيم يتلخص في أنه وقد رأى المسلمين يقتل بعضهم بعضا، كل فريق يتعصب لامام وحاكم .. كما رأى الموقف بين المقاتلين قد بلغ في تأزمه واستحالة تصفيته المدى الذي يضع مصير الأمة المسلمة كلها على حافة الهاوية ..
نقول : ان رأيه وقد بلغت الحال من السوء هذا المبلغ كان يتلخص في تغيير الموقف كله والبدء من جديد .
ان الحرب الأهلية القائمة يوم ذاك انما تدور بين طائفتين من المسلمين تتنازعان حول شخص الحاكم، فليتنازل الامام علي عن الخلافة مؤقتا، وليتنازل عنها معاوية، على أن يرد الأمر كله من جديد الى المسلمين يختارون بطريق الشورى الخليفة الذي يريدون ..
هكذا ناقش أبو موسى القضية، وهكذا كان حله ..
صحيح أن عليّا بويع بالخلافة بيعة صحيحة ..
وصحيح أن كل تمرد غير مشروع لا ينبغي أن يمكّن من غرضه في اسقاط الحق المشروع. بيد أن الأمور في النزاع بين الامام ومعاوية وبين أهل العراق وأهل الشام، في رأي أبي موسى، قد بلغت المدى الذي يفرض نوعا جديدا من التفكير والحلول .. فعصيان معاوية، لم يعد مجرّد عصيان .. وتمرّد أهل الشام لم يعد مجرد تمرد .. والخلاف كله يعود مجرد خلاف في الرأي ولا في الاختيار ..
بل ان ذلك كله تطوّر الى حرب أهلية ضارية ذهب ضحيتها آلاف القتلى من الفريقين.. ولا تزال تهدد الاسلام والمسلمين بأسوأ العواقب.
فازاحة أسباب النزاع والحرب، وتنحية أطرافه، مثّلا في تفكير أبي موسى نقطة البدء في طريق الخلاص..
ولقد كان من رأي الامام علي حينما قبل مبدأ التحكيم، أن يمثل جبهته في التحكيم عبد الله بن عباس، أو غيره من الصحابة لكن فريقا كبيرا من ذوي البأس في جماعته وجيشه فرضا عليه أبا موسى الأشعري فرضا ..
وكانت حجتهم في اختيار أبا موسى أنه لم يشترك قط في النزاع بين علي ومعاوية، بل اعتزل كلا الفريقين بعد أن يئس من حملهما على التفاهم والصلح ونبذ القتال .. فهو بهذه المثابة أحق الناس بالتحكيم ..
ولم يكن في دين أبي موسى، ولا في اخلاصه وصدقه ما يريب الامام.. لكنه كان يدرك موايا الجانب الآخر ويعرف مدى اعتمادهم على المناورة والخدعة .. وأبو موسى برغم فقهه وعلمه يكره الخداع والمناورة، ويحب أن يتعامل مع الناس بصدقه لا بذكائه .. ومن ثمخشي الامام علي أن ينخدع أبو موسى للآخرين، ويتحول التحكيم الى مناورة من جانب واحد، تزيد الأمور سوءا ...
بدأ التحيكم بين الفريقين ..
أبو موسى الأشعري يمثل جبهة الامام علي ..
وعمرو بن العاص، يمثل جانب معاوية ..
والحق أن عمرو بن العاص اعتمد على ذكائه الحاد وحيلته الواسعة في أخذ الراية لمعاوية ..
ولقد بدأ الاجتماع بين الرجلين، الأشعري، وعمرو باقتراح طرحه أبو موسى وهو أن يتفق الحكمان على ترشيح عبد الله بن عمر بل وعلى اعلانه خليفة للمسلمين، وذلك لما كان ينعم به عبد الله بن عمر من اجماع رائع على حبه وتوقيره واجلاله ..
ورأى عمرو بن العاص في هذا الاتجاه من أبي موسى فرصة هائلة فانتهزها ..
ان مغزى اقتراح أبي موسى، أنه لم يعد مرتبطا بالطرف الذي يمثله وهو الامام علي ..
ومعناه أيضا أنه مستعد لاسناد الخلافة الى آخرين من أصحاب الرسول بدليل أنه اقترح عبد الله بن عم ..
وهكذا عثر عمرو بدهائه على مدخل فسيح الى غايته، فراح يقترح معاوية.. ثم اقترح ابنه عبد الله بن عمرو وكان ذا مكانة عظيمة بين أصحاب رسول الله ..
ولك يغب ذكاء أبي موسى أمام دهاء عمرو .. فانه لم يكد يرى عمرا يتخذ مبدأ الترشيح قاعدة الترشيح للحديث والتحكيم حتى لوى الزمام الى وجهة أسلم، فجابه عمرا بأن اختيار الخليفة حق للمسلمين جميعا، وقد جعل الله أمرهم شورى بينهم، فيجب أن يترك الأمر لهم وحدهم وجميعهم لهم الحق في هذا الاختيار ..
وسوف نرى كيف استغل عمرو هذا المبدأ الجليا لصالح معاوية ..
ولكن قبل ذلك لنقرأ نص الحوار التاريخي الذي دار بين أبي موسى وعمرو بن العاص في بدء اجتماعهما : أبو موسى : يا عمرو، هل لك في صلاح الأمة ورضا الله .. ؟
عمرو : وما هو .. ؟
أبو موسى : نولي عبد الله بن عمر، فانه لم يدخل نفسه في شيء من هذه الحرب ..
عمرو : وأين أنت من معاوية .. ؟
أبو موسى: ما معاوية بموضع لها ولا يستحقها .
عمرو : ألست تعلم أن عثمان قتل مظلموا .. ؟
أبو موسى : بلى ..
عمرو : فإن معاوية وليّ دم عثمان، وبيته في قريش ما قد علمت .. فان قال الناس لم أولي الأمر ولست سابقة ؟ فان لك في ذلك عذرا .. تقول : اني وجدته ولي عثمان، والله تعالى يقول : " وَمَن قُتِلَ مَظْلُوماً فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَاناً " .. وهو مع هذا، اخو أم حبيبة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، وهو أحد أصحابه ..
أبو موسى : اتق الله يا عمرو ..
أمّا ما ذكرت من شرف معاوية، فلو كانت الخلافة تستحق بالشرف لكان أحق الناس بها أبرهة بن الصبّاح فانه من أبناء ملوك اليمن التباعية الذين ملكوا شرق الأرض ومغربها .. ثم أي شرف لمعاوية مع علي بن أبي طالب .. ؟؟
وأما قولك : ان معاوية ولي عثمان، فأولى منه عمرو بن عثمان ..
ولكن ان طاوعتني أحيينا سنة عمر بن الخطاب وذكره، بتوليتنا ابنه عبد الله الحبر ..
عمرو: فما يمنعك من ابني عبد الله مع فضله وصلاحه وقديم هجرته وصحبته .. ؟
أبو موسى : ان ابنك رجل صدق، ولكنك قد غمسته في هذه الحروب غمسا، فهلم نجعلها للطيّب بن الطيّب .. عبد الله بن عمر ..
عمرو : يا أبا موسى، انه لا يصلح لهذا الأمر الا رجل له ضرسان يأكل بأحدهما، ويطعم بالآخر .. !!
أبو موسى : ويحك يا عمرو .. ان المسلمين قد أسندوا الينا الأمر بعد أن تقارعوا السيوف، وتشاكوا بالرماح، فلا نردهم في فتنة ..
عمرو : فماذا ترى .. ؟ أبو موسى : أرى أن نخلع الرجلين، عليّا ومعاوية، ثم نجعلها شورى بين المسلمين، يختارون لأنفسهم من يحبوا ..
عمرو : رضيت بهذا الرأي فان صلاح النفوس فيه ..
ان هذا الحوار يغير تماما وجه الصورة التي تعوّدنا أن نرى بها أبا موسى الأشعري كلما ذكرنا واقعة التحكيم هذه ..
ان أبا موسى كان أبعد ما يكون عن الغفلة ..
بل انه في حواره هذا كان ذكاؤه أكثر حركة من ذكاء عمرو بن العاص المشهور بالذكاء والدهاء ..
فعندما أراد عمرو أن يجرّع أبا موسى خلافة معاوية بحجة حسبه في قريش، وولايته لدم عثمان، جاء رد أبي موسى حاسما لامعا كحد السيف ..
اذا كانت الخلافة بالشرف، فأبرهة بن الصباح سليل الملوك أولى بها من معاوية ..
واذا كانت بدم عثمان والدفاع عن حقه، فابن عثمان رضي الله عنه، اولى بهذه الولاية من معاوية ..
لقد سارت قضية التحيكم بعد هذا الحوار في طريق يتحمّل مسؤليتها عمرو بن العاص وحده ..
فقد أبرأ أبو موسى ذمته بردّ الأمر الى الأمة، تقول كلمتها وتخنار خليفتها ..
ووافق عمرو والتزم بهذا الرأي ..
ولم يكن يخطر ببال أبي موسى أن عمرو في هذا الموقف الذي يهدد الاسلام والمسلمين بشر بكارثة، سيلجأ الى المناورة، هما يكن اقتناعه بمعاوية ..
ولقد حذره ابن عباس حين رجع اليهم يخبرهم بما تم الاتفاق عليه ..
حذره من مناورات عمرو وقال له : " أخشى والله أن يكون عمرو قد خدعك، فان كنتما قد اتفقتما على شيء فقدمه قبلك ليتكلم، ثم تكلم أنت بعده " .. !
لكن أبا موسى كان يرى الموقف أكبر وأجل من أن يناور فيه عمرو، ومن ثم لم يخالجه أي ريب أوشك في التزام عمرو بما اتفقنا عليه ..
واجتمعا في اليوم التالي .. أبو موسى ممثلا لجبهة الامام علي، وعمرو بن العاص ممثلا لجبهة معاوية ..
ودعا أبو موسى عمرا ليتحدث .. فأبى عمرو وقال له : " ما كنت لأتقدمك وأنت أكثر مني فضلا .. وأقدم هجرة .. وأكبر سنا " .. !!
وتقد أبو موسى واستقبل الحشود الرابضة من كلا الفريقين ..
وقال : " أيها الناس .. انا قد نظرنا فيما يجمع الله به ألفة هذه الأمة، ويصلح أمرها، فلم نر شيئا أبلغ من خلع الرجلين علي ومعاوية، وجعلها شورى يختار الناس لأنفسهم من يرونه لها .. واني قد خلعت عليا ومعاوية .. فاستقبلوا أمركم وولوا عليكم من أحببتم" ...
وجاء دور عمرو بن العاص ليعلن خلع معاوية، كما خلع أبو موسى عليا، تنفيذا للاتفاق المبرم بالأمس ...
وصعد عمرو المنبر، وقال : " أيها الناس، ان أبا موسى قد قال كما سمعتم وخلع صاحبه ، ألا واني قد خلعت صاحبه كما خلعه، وأثبت صاحبي معاوية، فانه ولي أميرالمؤمنين عثمان والمطالب بدمه، وأحق الناس بمقامه .. " !!
ولم يحتمل أبو موسى وقع المفاجأة، فلفح عمرا بكلمات غاضبة ثائرة ..
وعاد من جديد الى عزلته، وأغذّ خطاه الى مكة .. الى جوار البيت الحرام، يقضي هناك ما بقي له من عمر وأيام ..
كان أبو موسى رضي الله عنه موضع ثقة الرسول وحبه، وموضع ثقة خلفائه واصحابه وحبهم ...
في حياته عليه الصلاة والسلام ولاه مع معاذ بن جبل أمر اليمن ..
وبعد وفاة الرسول عاد الى المدينة ليجمل مسؤولياته في الجهاد الكبير الذي خاضته جيوش الاسلام ضد فارس والروم ..
وفي عهد عمر ولاه أمير المؤمنين البصرة ..
وولاه الخليفة عثمان الكوفة ..
وكان من أهل القرآن، حفظا، وفقها، وعملا ..
ومن كلماته المضيئة عن القرآن : " اتبعوا القرآن .. ولا تطمعوا في أن يتبعكم القرآن " .. !!
وكان من اهل العبادة المثابرين ..
وفي الأيام القائظة التي يكاد حرّها يزهق الأنفاس، كنت تجد أبا موسى يلقاها لقاء مشتاق ليصومها ويقول : " لعل ظمأ الهواجر يكون لنا ريّا يوم القيامة " ..
وذات يوم رطيب جاءه أجله ..
وكست محيّاه اشراقة من يرجو رحمة الله وحسن ثوابه .. 
والكلمات التي كان يرددها دائما طوال حياته المؤمنة، راح لسانه الآن وهو في لحظات الرحيل يرددها .. 
تلك هي : " اللهم أنت السلام .. ومنك السلام " ..

اشتعلت المجموعه الاولي لبطوله الملك  الرمضانيه لكره القدم بمركز شباب المدينه بالاربعين 

بعد فوز ابناء محمد هشام علي ابناء احمد صابر ٣ / ٢ في اللقاء الاول 

وفريق ابناء سامح مسعد علي فريق فيوتشر ٣/ ٠ في اللقاء الثاني ليتساوي جميع الفرق بثلاثه نقاط 

ويتصدر ابناء احمد صابر بفارق الأهداف وننتظر الجوله الاخيره يوم الثلاثاء  ١٣ رمضان لتحديد من يصعد لدور ال ٨

لقي موظف مصرعه وأصيب  10 آخرين في تصادم أتوبيسين بالعين السخنة وتم نقلهم إلى مستشفي السويس العام بينهم مصاب  تم نقله بسيارة أخري خاصة تبع ميناء دبي الي مستشفي خاصة  بالقاهرة 

 كان إسعاف السويس تلقى بلاغا بحادث تصادم فوجه الدكتور  محمد طنطاوى مدير إسعاف السويس بعدد ١٢ سيارة إسعاف وتم نقل المصابين إلى مستشفى السويس العام 

كانت الاجهزة الأمنية بالسويس قد تلقت بلاغا بحادث تصادم اوتوبيس رقم ع ن 2269 مع اوتوبيس رقم ع ر 5373 خاص وردية عمال موانئ دبي بالعين السخنة أمام ساندبيتش أ طريق العين السخنه السويس اتجاه السويس حارة البطئ فتم إبلاغ الإسعاف وقامت بالتحقيق في الواقعة 

أكد مصدر طبي بصحة السويس ان المصابين هم بكري أحمد عكاشه 

42 سنة من السويس مصاب باشتباه بكسر بالذراع الأيسر وجروح قطعية بالوجه وسحجات وكدمات متفرقة بالجسم  وحسن سعد كامل 41 سنة 

من السويس منطقة زرب مصاب باشتباه كسر بالعمود الفقري وسحجات وكدمات متفرقفه بالجسم  

كما اصيب في الحادث عباس حنيدق عباس 52 سنة وتوفي فور وصوله المستشفى من السويس مساكن المحروسة نتيجة اشتباه نزيف بالمخ وسحجات وكدمات متفرقة بالجسم و محمد محمد عبد العال قمر 

33 سنة من السويس باشتباه كسر بالفخذ الأيسر وحسن صالح حسن 

31 سنة من السويس بسحجات وكدمات متفرقة بالجسم ورضا عبدالعال السعيد 52 سنة  

من السويس باشتباه كسر بالعمود الفقري وسحجات وكدمات متفرقفه بالجسم ومصطفي احمد المنوفي  

60 سنة من السويس باشتباه كسر بالذراعين والفخذ الأيسر وسحجات وكدمات متفرقة بالجسم 

كما اصيب ابراهيم سعيد عبدالحميد 39 سنة  من محافظة البحيرة مصاب سحجات وكدمات متفرقه بالجسم ومحمود الشحات محمد علي 50 سنة من لسويس مصاب بسحجات وكدمات متفرقه بالجسم ومحمود محمد علي 

50 سنة من السويس بسحجات وكدمات متفرقه بالجسم وابو المجد احمد 42 سنة من السويس 

باشتباه كسر بالعمود الفقري وسحجات وكدمات متفرقفه بالجسم

وجه الدكتور إسماعيل الحفناوي وكيل وزارة الصحة والسكان بالسويس باستدعاء الأطباء وسرعة تسكين وعلاج المصابين وتوفير أوجه الرعاية الصحية العاجلة إليهم.

7719F240 A908 495E 86A3 1F292755DE16

4AA203C2 BC36 4FDC 8E56 57507716A621

أوصى رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه يوما، فقال : " خذوا القرآن من أربعة : عبد الله بن مسعود .. وسالم مولى أبي حذيفة .. وأبيّ بن كعب .. ومعاذ بن جبل .. "
ولقد التقينا من قبل بابن مسعود، وأبيّ، ومعاذ ..
فمن هذا الصحابي الرابع الذي جعله الرسول حجّة في تعليم القرآن ومرجعا .. ؟؟
انه سالم، مولى أبي حذيفة ..
كان عبدا رقيقا، رفع الاسلام من شأنه حتى جعل منه ابنا لواحد من كبار المسلمين كان قبل اسلامه شريفا من أشراف قريش، وزعيما من زعمائها ..
ولما أبطل الاسلام عادة التبني، صار أخا ورفيقا، ومولى للذي كان يتبناه وهو الصحابي الجليل : أبو حذيفة بن عتبة ..
وبفضل من الله ونعمة على سالم بلغ بين المسلمين شأوا رفيعا وعاليا، أهّلته له فضائل روحه، وسلوكه وتقواه .. وعرف الصحابي الجليل بهذه التسمية : سالم مولى أبي حذيفة ..
ذلك أنه كان رقيقا وأعتق ..
وآمن باله ايمانا مبكرا ..
وأخذ مكانه بين السابقين الأولين ..
وكان حذيفة بن عتبة، قد باكر هو الآخر وسارع الى الاسلام تاركا أباه عتبة بن ربيعة يجتر مغايظه وهموهه التي عكّرت صفو حياته، بسبب اسلام ابنه الذي كان وجيها في قومه، وكان أبوه يعدّه للزعامة في قريش ..
وتبنى أبو حذيفة سالما بعد عتقه، وصار يدعى بسالم بن أبي حذيفة ..
وراح الاثنان يعبدان ربهما في اخبات، وخشوع.. ويصبران أعظم الصبر على أذى قريش وكيدها ..
وذات يوم نزلت آية القرآن التي تبطل عادة التبني ..
وعاد كل متبني ليحمل اسم أبيه الحقيقي الذي ولده وأنجبه ..
فـ زيد بن حارثة مثل، الذي كان النبي عليه الصلاة والسلام قد تبناه، وعرف بين المسلمين بزيد بن محمد، عاد يحمل اسم أبيه حارثة فصار زيد بن جارثة ولكنّ سالما لم يكن يعرف له أب، فوالى أبا حذيفة، وصار يدعى سالم مولى أبي حذيفة ..
ولعل الاسلام حين أبطل عادة التبني، انما أراد أن يقول للمسلمين لا تلتمسوا رحما، ولا قربى، ولا صلة توكدون بها اخاءكم، أكبر ولا أقوى من الاسلام نفسه .. والعقيدة التي يجعلكم بها اخوانا .. !!
ولقد فهم المسلمون الأوائل هذا جيدا ..
فلم يكن شيء أحب الى أحدهم بعد الله ورسوله، من اخزوانهم في الله وفي الاسلام ..
ولقد رأينا كيف استقبل الأنصار اخوانهم المهاجرين، فشاطروهم أموالهم، ومساكنهم، وكل ما يملكون .. !!
وهذا هو الذي رأينا يحدث بين أبي حذيفة الشريف في قريش، مع سالم الذي كان عبدا رقسقا، لا يعرف أبوه ..
لقد ظلا الى آخر لحظة من حياتهما أكثر من اخوين شقيقين حتى عند الموت ماتا معا .. الروح مع الروح .. والجسد الى جوار الجسد .. !!
تلك عظمة الاسلام الفريدة ..
بل تلك واحدة من عظائمه ومزاياه .. !!
لقد آمن سالم ايمان الصادقين ..
وسلك طريقه الى الله سلوك الأبرار المتقين ..
فلم يعد لحسبه، ولا لموضعه من المجتمع أي اعتبار ..
لقد ارتفع بتقواه واخلاصه الى أعلى مراتب المجتمع الجديد الذي جاء الاسلام يقيمه وينهضه على أساس جديد عادل عظيم ...
أساس تلخصه الآية الجليلة : " إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ".. !!
والحديث الشريف : " ليس لعربي على عجمي فضل الا بالتقوى " ..
و " ليس لابن البيضاء على ابن السوداء فضل الا بالتقوى " ..
في هذا المجتمع الجديد الراشد، وجد أبو حذيفة شرفا لنفسه أن يوالي من كان بالأمس عبدا ..
بل ووجد شرفا لأسرته، أن يزوج سالما ابنه أخيه فاطمة بنت الوليد بنت عتبة .. !!
وفي هذا المجتمع الجديد، والرشيد، الذي هدّم الطبقية الظالمة، وأبطل التمايز الكاذب، وجد سالم بسبب صدقه، وايمانه، وبلائه، وجد نفسه في الصف الأول دائما .. !!
أجل .. لقد كان امام للمهاجرين من مكة الى المدينة طوال صلاتهم في مسجد قباء ..
وكان حجة في كتاب الله، حتى أمر النبي المسلمين أن يتعلموا منه .. !!
وكان معه من الخير والتفوق ما جعل الرسول عليه السلام يقول له : " الحمد لله، الذي جعل في أمتي مثلك " !!
وحتى كان اخوانه المؤمنين يسمونه : " سالم من الصالحين ".. !!
ان قصة سالم كقصة بلال وكقصة عشرات العبيد، والفقراء الذين نفض عنهم عوادي الرق والضعف، وجعلهم في مجتمع الهدى والرشاد أئمة، وزعماء وقادة ..
كان سالم ملتقى لكل فضائل الاسلام الرشيد ..
كانت الفضائل تزدحم فيه وحوله .. وكان ايمانه العميق الصادق ينسقها أجمل تنسيق .. 
وكان من أبرز مزاياه الجهر بما يراه حقا ..
انه لا يعرف الصمت تجاه كلمة يرى من واجبه أن يقولها ..
ولا يخون الحياة بالسكوت عن خطأ يؤدها ..
بعد أن فتحت مكة للمسلمين، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض السرايا الى ما حول مكة من قرى وقبائل، وأخبرهم أنه عليه السلام، انما يبعث بهم دعاة لا مقاتلين ..
وكان على رأس احدى هذه السرايا خالد بن الوليد ..
وحين بلغ خالد وجهته، حدث ما جعله يستعمل السيوف، ويرق الدماء ..
هذه الواقعة التي عندما سمع النبي صلى الله عليه وسلم نبأها، اعتذر الى ربه طويلا، وهو يقول : " اللهم اني أبرأ اليك مما صنع خالد " .. !!
والتي ظل أمير المؤمنين عمر يذكرها له ويأخذها عليه، ويقول : " ان في سيف خالد رهقا " ..
وكان يصحب خالد في هذه السرية سالم مولى أبي حذيفة مع غيره من الأصحاب ..
ولم يكد سالم يرى صنيع خالد حتى واجهه بمناقشة حامية، وراح يعدّد له الأخطاء التي ارتكبت ..
وخالد البطل القائد، والبطل العظيم في الجاهلية، والاسلام، ينصت مرة ويدافع عن نفسه مرة ثانية ويشتد في القول مرة ثالثة وسالم مستمسك برأيه يعلنه في غير تهيّب أو مداراة ..
لم يكن سالم آنئذ ينظر الى خالد كشريف من أشراف مكة .. بينما هو من كان بالأمس القريب رقيقا ..
لا .. فقد سوّى الاسلام بينهما .. !!
ولم يكن ينظر اليه كقائد تقدّس أخطاؤه .. بل كشريك في المسؤولية والواجب ..
ولم يكن يصدر في معارضته خالدا عن غرض، أو سهوه، بل هي النصيحة التي قدّس الاسلام حقها، والتي طالما سمع نبيه عليه الصلاة والسلام يجعلها قوام الدين كله حين يقول : " الدين النصيحة .. الدين النصيحة .. الدين النصيحة " .
ولقد سأل الرسول عليه السلام، عندما بلغه صنيع خالد بن الوليد ..
سأل عليه السلام قائلا : " هل أنكر عليه أحد ".. ؟؟
ما أجله سؤالا، وما أروعه .. ؟؟!!
وسكن غضبه عليه السلام حين قالوا له : " نعم .. راجعه سالم وعارضه " ..
وعاش سالم مع رسوله والمؤمنين ..
لا يتخلف عن غزوة ولا يقعد عن عبادة ..
وكان اخاؤه مع أبي حذيفة يزداد مع الأيام تفانيا وتماسكا ..
وانتقل الرسول الى الرفيق الأعلى ..
وواجهت خلافة أبي كبر رضي الله عنه مؤامرات المرتدّين ..
وجاء يوم اليمامة ..
وكانت حربا رهبة، لم يبتل الاسلام بمثلها ..
وخرج المسلمون للقتال ..
وخرج سالم وأخوه في الله أبو حذيفة ..
وفي بدء المعركة لم يصمد المسلمون للهجوم .. وأحسّ كل مؤمن أن المعركة معركته، والمسؤولية مسؤوليته ..
وجمعهم خالد بن الوليد من جديد ..
وأعاد تنسيق الجيش بعبقرية مذهلة ..
وتعانق الأخوان أبو حذيفة وسالم وتعاهدا على الشهادة في سبيل الدين الحق الذي وهبهما سعادة الدنيا والآخرة ..
وقذفا نفسيهما في الخضمّ الرّهيب .. !!
كان أبو حذيفة ينادي : " يا أهل القرآن .. زينوا القرآن بأعمالكم " .
وسيفه يضرب كالعاصفة في جيش مسيلمة الكذاب ..
وكان سالم يصيح : " بئس حامل القرآن أنا .. لو هوجم المسلمون من قبلي " .. !!
حاشاك يا سالم .. بل نعم حامل القرآن أنت .. !!
وكان سيفه صوّال جوّال في أعناق المرتدين، الذين هبوا ليعيدوا جاهلية قريش .. ويطفؤا نور الاسلام ..
وهوى سيف من سيوف الردة على يمناه فبترها.. وكان يحمل بها راية المهاجرين بعد أن سقط حاملها زيد بن الخطاب ...
ولما رأى يمناه تبتر، التقط الراية بيسراه وراح يلوّح بها الى أعلى وهو يصيح تاليا الآية الكريمة : " وَكَأَيِّن مِّن نَّبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُواْ لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَمَا ضَعُفُواْ وَمَا اسْتَكَانُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ " ...
ألا أعظم به من شعار .. ذلك الذي اختاره يوم الموت شعارا له .. !!
وأحاطت به غاشية من المرتدين فسقط البطل .. ولكن روحه ظلت تتردد في جسده الطاهر، حتى انتهت المعركة بقتل نسلمة الكذاب واندحار جيش مسيلمة وانتصار المسلمين .. 
وبينما المسلمون يتفقدون ضحاياهم وشهداءهم وجدوا سالما في النزع الأخير ..
وسألهم : ما فعل أبو حذيفة .. ؟؟
قالوا : استشهد ..
قال : فأضجعوني الى جواره ..
قالوا : انه الى جوارك يا سالم .. لقد استشهد في نفس المكان .. !!
وابتسم ابتسامته الأخيرة ..
ولم يعد يتكلم .. !!
لقد أدرك هو وصاحبه ما كانا يرجوان .. !!
معا أسلما ..
ومعا عاشا ..
ومعا استشهدا ..
يا لروعة الحظوظ، وجمال المقادير .. !!
وذهب الى الله، المؤمن الكبير الذي قال عنه عمر بن الخطاب وهو يموت : " لو كان سالم حيّا، لوليته الأمر من بعدي " .. !!

 

في إطار تنظيم الهيئة العامة لقصور الثقافة  برئاسة الفنان هشام عطوه ممثلة في الإدارة العامة لثقافة المرأة برئاسة الدكتورة دينا هويدى  والتابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث  برئاسة  الدكتوره حنان موسى للاحتفالية السنوية الخاصة بتكريم المرأة المصرية ضمن احتفالها بأعياد المرأة العالمية والمحلية خلال شهر مارس مثل (يوم المرأة العالمي، يوم المرأة المصرية، عيد الأسرة ۲۱ مارس) حيث تم  تكريم نماذج ريادية من النساء اللائي ساهمن في تنمية المجتمع ورفعة الوطن على المستوى القومي وعلى مستوى المحافظات 

كما تم تكريم الأمهات المثاليات والاعتباريات من المنسوبات إلى ديوان عام الهيئة والأقاليم الثقافية، إضافة إلى تكريم عدد من المبدعات في المجالات الفنية المختلفة من ديوان عام الهيئة والأقاليم الثقافية. 

وفى هذا الإطار جاء تنظيم هذه الاحتفالية

بتكريم عدد من الشخصيات النسائية العامة على المستوى القومي وحصلن على "درع الهيئة وشهادة تكريم"

المجالات الإعلامي والفني والثقافي. المجال الإعلامى :

الإعلامية: د. ماجدة محمود 

كبير مراسلي التليفزيون المصري،  أستاذ الاعلام ومحاضر بالعديد من الجامعات ومعاهد الإعلام. تعمل منذ اكثر من عشرين عاما في قطاع الأخبار بالتلفزيون المصري مما اكسبها خبره فى جميع مجالات العمل الاخبارى 

د. ماجده عضو المجلس القومى للمرأه ورئيس مجلس أمناء مؤسسة مجد مصر للاعلام والتنمية وكاتبة بشبكة تايم نيوز أوروبا. ومقرها لاهاي بهولندا،  وكاتبة فى مجلة بصمة عقل التابعه لمركز لندن للبحوث والاستشارات الاجتماعية حيث تحلق بكلماتها وتدلي برأيها دفاعاً عن كثير من القضايا الاجتماعية والقومية، وعلى رأسها المرأة، وحقوق الانسان، 

فهي خبيرة التنمية البشرية التى تشغلها الملفات الإنسانية.

وتشهد مواقف الدكتورة ماجدة محمود ان الطموح والقدرة على التكيف مع ظروف العمل المختلفة في مختلف المتغيرات، ويعزز ذلك ثقتها بنفسها والتحلي بروح التحدي،وإتخاذ القرار فى المواقف الصعبة.

ومن اهم أولوياتها العديد من قضايا المجتمع المدنى وأهمها التعليم بصفه عامه وتعليم الكبار بصفه خاصه 

ا.م.د. ماجدة محمود .. تحاضر فى الجامعات التالية :

١-  معهد الاعلام والعلاقات العامه بوزارة الداخليه 

٢- معهد قيادة قوات الامن بوزارة الداخلية 

٣- جامعة سليمان الدوليه 

 " اون لاين "

٤- الجامعه الاسلامية بولاية منيسوتا " اون لاين" 

٥- المعهد الدولى العالى للاعلام باكاديمية الشروق 

٦- كلية الاعلام باكاديمية البورك بالدنمارك " اون لاين " 

٧- جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا

٨- معهد الافارقه التابع لوزارة الاعلام 

٩- معهد الاذاعه والتليفزيون 

١٠- المشاركه فى العديد من الموتمرات العلميه المحليه والدولية ورئيس لجان اعلاميه وعلميه فى العديد من الموتمرات الدوليه 

ا.م.د.ماجده ... كانت عضوا بمجلس ادارة نادى الترسانة الرياضى دورتين متتاليتين وعضو مجلس أمناء مدينة الشيخ زايد ممثلا عن المراه 

حصلت على العديد من الدورات التدريبية اهمها :  الاعلام العسكرى والاستراتيجيات والأمن القومى وإدارة الأزمات من أكاديمية ناصر العسكرية العليا .ايضا من أهم الدورات التى حصلت عليها دورة تدريبية فى نشر أجرا،ات قيم النزاهه والشفافيه والتوجيه بمخاطر الفساد وسبل منعه من هيئة الرقابة الإدارية

- لها العديد من الأبحاث العمليه

١- بحث عن دور الإعلام الجديد فى المشاركة السياسية وتشكيل الرأي العام لدى الشباب المصري مقدم فى موتمر الاعلام الجديد ودوره فى تعزيز الامن المجتمعى والتنمية الاقتصادية بالتعاون اتحاد الجامعات الافرواسيويه وجامعة محمد الخامس بالرباط 

 

٣- بحث مشارك عن  دور الاعلام  الجديد في تحفيز الجمهور المصري نحو التنمية الاقتصادية مقدم فى موتمر الاعلام الجديد ودوره فى تعزيز الامن المجتمعى والتنمية الاقتصادية بالتعاون اتحاد الجامعات الافرواسيويه وجامعة محمد الخامس بالرباط

٣- بحث عن دور الإعلام الرقمى في إدارة الأزمات الإجتماعية بالتطبيق على  ظاهرة  الإرهاب فى المجتمع المصري مقدم فى موتمر الاعلام الجديد ودوره فى تعزيز الامن المجتمعى والتنمية الاقتصادية بالتعاون اتحاد الجامعات الافرواسيويه وجامعة محمد الخامس بالرباط

٤- بحث المعالجة الإعلامية لظاهرة الطلاق بين المتزوجين حديثا وتأثيرها فى توعية المرأة بمخاطر الظاهرة مقدم لموتمر قضايا المراه المعاصره فى كتابات المجددين  - اتحاد الجامعات الافرواسيويه وجامعة اوسكودار بتركيا 

٥- بحث تأثير أزمة حرب روسيا وأوكرانيا على اتجاهات مصر والدول العربية نحوها     

مقدم لجامعة سليمان الدولية – كلية السياسة والأقتصادد -المؤتمر العلمى الدولي الأول (تداعيات الحرب الروسية الاوكرانية علي الدول العربية )

 

٦- بحث عن ريادة الأعمال وأهداف التنمية المستدامة ومؤشرات قياسها مشارك فى المؤتمر الثامن عشر لمركز تعليم الكبار جامعة عين شمس بعنوان تعليم الكبار وريادة الأعمال في الوطن العربى فى الفتره من ٥:٧/ ٢ /٢٠٢٢ .. معد للنشر بمجلة مركز تعليم الكبار بجامعة عين شمس ومجلد الموتمر 

٧- بحث الاعلام وأثره فى انتشار ظاهرة الانتحار  مشارك فى المؤتمر العلمى الدولى الأول الإفتراضى لكلیة التربیة للبنات/ جامعة ذى قار فى الفتره ٢٤: ٢٥/ ٢/ ٢٠٢١ ... نشر  بمجلة ميسان للدراسات الاكاديمية الناشر: جامعة ميسان رقم المجلة المعياري الدولي: ISSN 1994-697X (Print)

٨- بحث بعنوان دور تكنولوجيا  المعلومات ووسائل التواصل الإجتماعى فى ظاھرة الانتحار مشارك فى المؤتمر العلمى الدولى الأول الإفتراضى لكلیة التربیة للبنات/ جامعة ذى قار فى الفتره ٢٤: ٢٥/ ٢/ ٢٠٢١

٩- بحث توظيف برامج الحاسبات الإليكترونية فى صناعة المحتوى الرقمى فى الصحافة المصرية - مشارك فى المؤتمر الدولي السابع للمدارس والعاشر لمركز لندن ... التعليم في الوطن العربي تحديات الحاضر و استشراف المستقبل – القدس ... ونشر بمجلة بصمة عقل التابعه لمركز لندن للبحوث والاستشارات الاجتماعيه 

١٠- بحث المعالجة الاعلامية لقضايا حقوق الانسان فى القنوات الفضاءيه مشارك بالمؤتمر العلمى لكلية الاعلام جامعة القاهره  تم النشر بمجلة كلية الاعلام جامعة القاهره 

١١- بحث دور المواقع الإليكترونية فى البرامج الإخبارية بالقنوات الفضاءيه المصرية  مشارك فى الموتمر العلمى لكلية الاعلام جامعة القاهره  .. تم نشره بمجلة كلية الاعلام جامع القاهره

١٢- التهديدات التى تواجهها الصحفيات عبر الانترنت وخارجه 

١٣- الحماية الرقمية للصحفيين والمراقبة عبر الانترنت

وغيرها من الأبحاث العلمية البارزة، نالت العديد من التكريمات وشهادات التقدير من عدة جهات محلية وعالمية .

كما تم تكريم الإعلامية إيناس جوهر رئيسة الاذاعة المصرية سابقا والفنانة الكبيره عفاف راضي 

وفى المجال الثقافي: تم تكريم كلا من د.ناهد عبد الحميد و د. ريم بسيوني كاتبة وروائية متميزة

وفى المجال الاجتماعي تم تكريم أ. نانسي صميدة استشاري نفسي معتمد من جامعة سيجموند فرويد بڤيينا

وفى المجال العلمي تم تكريم أ.د/ غادة عامر عميد كلية الهندسة جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا و د. الهام فضالي باحثة مصرية في مجال الفيزياء 

وفى المجال الرياضى تم  تكريم ا. هداية ملاك لاعبة التايكوندو بالمنتخب الوطني، 

ومن المكرمات من مؤسسات المجتمع المدني  أ . سهام نجم مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية المرأة والمجتمع و د. نداء الحديدي رئيس مجلس أمناء مؤسسة فرسان الحديدي للتنمية والرعاية ورئيس القطاع الاجتماعي بالاتحاد العربي المتخصصة التابع لمجلس الوحدة الاقتصادية التابع لجامعة الدول العربية، 

وعلى مستوى الشخصيات العامة بالمحافظات تم تكريم عدد (12) شخصية عامة -بواقع"۲ من كل إقليم ثقافي" ممن أسهمن بدور بارز في أحد مجالات التنمية في محافظاتهن وتم اختيارهن من قبل رؤساء الأقاليم الثقافية. وعلى مستوي المبدعات بالهيئة تم اختيار وتكريم عدد (۱۲) من مبدعات الهيئة في مجالات الفنون والثقافة وغيرها بواقع (1) من كل إقليم ثقافي ”من 6 الأقاليم الثقافية و من الإدارات المركزية بالهيئة وتم ترشيحهن من قبل السيد رئيس /الإدارة المركزية للشئون الثقافية، والسيد الأستاذ/ رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية، والسيدة الدكتورة رئيس الإدارة المركزية للدراسات والبحوث والسيدة الدكتوره رئيس الإدارة المركزية للتدريب . كما حصلت كل شخصية تم تكريمها في هذا المستوي على شهادة تقدير وميدالية 

وعلى مستوى الأم المثالية تم تكريم عدد 30 ” ً أما مثالية“ من العاملات بالهيئة على مستوى الأقاليم الثقافية وديوان عام الهيئة بواقع عدد(2) أم مثالية من كل إقليم ثقافي وإدارة مركزية. - بالإضافة إلى عدد ۸ أم اعتبارية 2 من الهيئة و 6 من الأقاليم الثقافية. - حصل الجميع على شهادة تقدير ومبلغ ٥۰۰ جنيه.

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2025 SuezBalady