Login to your account

Username *
Password *
Remember Me
×

تحذير

JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 108

بالصور:فى عيدها الرابع والأربعين...أبطال السويس المنسيين يروون حكاياتهم عن المقاومة والنصر

 

تقرير/ هناء احمد ومنار خميس

تصوير/ أيمن تيتو وسارة فؤاد

 

يا بيوت السويس يا بيوت مدينتى استشهد تحتك وتعيشى إنتى ...

هكذا تغنى أبطال السويس وهم يدافعون عن مدينتهم الباسلة ضد العدوان الإسرائيلي، هؤلاء الأبطال الذين استبسلوا وقاوموا حتى لا تسقط السويس فى الرابع والعشرين من أكتوبر ليصبح هذا اليوم عيدا للسويس وأبنائها يحتفلون فيه بانتصارهم ، ويحكون عن تضحياتهم واستبسالهم ورفضهم للتهجير وترك مدينتهم .

السويس بلدي بحثت عن هؤلاء الابطال ليرووا لنا حكاياتهم وبطولاتهم  بعد ما كانوا فى طي النسيان ، عم رمضان عبد المحسن وعم محمدعلى  أحد هؤلاء الأبطال المنسيون، إلتقينا بهما وسمعنا حكاياتهما.

فعم محمد وعم رمضان أصدقاء جمعتهما المقاومة وحب السويس ، خط الشيب رؤوسهما ولكنهما بقيا على عهد الصداقة وحب الوطن ، حتى وإن نسيهم.

تركنا لهما الحديث  ليرووا لنا ما فعلوه من مقاومة واستبسال ورفض للتهجير.

يقول عم محمد : لقد كانت نكسة يونيه بداية انطلاق شرارة المقاومة  ،لقد رأينا الجنود وهم عائدون من سيناء ، ورووا لنا ما فعله اليهود بهم فاشتعل الغضب فى صدورنا  ، كانوا مصابين وجائعين وعطشانين ، تعاملنا معهم وكأنهم إخوتنا وفتحنا لهم بيوتنا.

وتابع : الوضع بعد النكسة كان صعب جدا والهزيمة كانت صادمة، لكن جمعنا أنفسنا وقررنا أن نقاوم ، اتحدنا مع الجيش والشرطة، واستنزفنا اليهود فى مواقع كثيرة، حتى السيدات كانوا بيساعدوا سواء فى المستشفيات أو فى إطعام الجنود والمقاومين

.  وأضاف عم محمد : عندما انضممنا للمقاومة الشعبية كنا مئة وخمسون فرد ، تم تدريبنا على حمل السلاح، وتولينا حراسة بعض الأماكن الحيوية مثل بابور المياه والصرف ومحطات الكهرباء .

وعندما تحدثنا عن التهجير قال عم محمد : فيه ناس كتير هاجرت بعد النكسة بس إحنا فضلنا ، إحنا كسوايسة زي السمك لو طلعنا من السويس نموت.

أما عم رمضان فقال : أهاجر ليه؟ أسيب بلدى ليه؟ فضلت أنا وزوجتى وأولادى لحد ما اشتد الضرب وصاروخ بسفور وقع قدامنا فسفرتها القاهرة يوم 13 أكتوبر ورجعت السويس تانى.

أما ذكرياتهما عن يوم 6أكتوبر فيقول عم محمد:رأينا الطائرات فى السماء فسألنا عن السبب ، فعرفنا إن الجيش عبر القناة ، كانت فرحتنا كبيرة

أما عم رمضان فيقول:بعد ما عرفت إننا عبرنا أخدت عجلتى وجريت أطمن على زوجتي وأولادي ، كانوا مستخبيين فى مدرسة ،فأخدتهم واستخبينا فى خندق لمدة يومين ، وكنا بنسمع تكبيرات الجيش وهو بيعدى القناة.

 24أكتوبر يوم دافعت السويس عن نفسها وعن مصر

 يقول عم محمد عن هذا اليوم: لو استسلمنا  اليهود كانوا احتلوا مصر كلها علشان كده قاومنا واستبسلنا فى الدفاع عن المدينة.

يضيف : عرفنا إن دبابات اليهود وصلت شارع الجيش وكل الأسلحة اللى معانا بندقية آلي ورشاش بورسعيد والمستشفى مفيش فيها غير طلقتين وسلاح آر بي جي

لكن العناية الإلهية أنقذتنا والجيش أرسل سيارة أسلحة مع سائق فقط، فتوليت أنا توزيعه على الأفراد المدربين على حمل السلاح.

يقول عم محمد أنه قتل أحد جنرالات اليهود، وأن أول دبابة يهودية دمرت كانت عند سينما مصر دمرها البطل محمود عواد ، وأنهم كانوا يصنعون سلاسل من آذان وأنوف الجنود اليهود أطلقوا عليها الهدايا لأنهم كانوا يهادون بها بعضهم تفاخرا بعدد من قتلوا من الجنود

ويضيف: المحافظ وصل ميدان الأربعين وأبلغنا إن اليهود احتلوا مبنى المحافظة فقرررمضان مهاجمتهم وتحرير مبنى المحافظة وسط رفض زملائه لأن لديه أطفال ويوجد غيره يمكن أن يتصدى للمهمة لكنه أصر وبالفعل حرر رمضان مبنى المحافظة بدفعة رشاش.

ويكمل عم رمضان الحديث فيقول: عندما فجرت الدبابة التى كانت أمام مبنى المحافظة هرب الجنود اليهود منها وانتشروا فى الشوارع لكن الساعة الرابعة عصرا كانوا ماتوا كلهم على إيد المقاومين.

أيام الحصار المائة كانت أصعب أيام مرت على أبطال السويس حيث أغلقت المحافظة وحوصرت تماما وانقطعت صلتها بالعالم الخارجي.

يسترجع عم محمد ذكريات تلك الأيام فيقول: كنا نعانى من قلة المياه والأكل ، فتوليت أمور تدبيرهم  ، فبعض الشباب يملؤون المياه والبعض الآخر يعمل فى الفرن وكان عددهم تقريبا اثنين وخمسين عامل ، وبفضل تدبيري للأكل والمياه لقبنى المحافظ بدوي الخولي بوزير الشئون .

وتابع: كنا أنا وأمى نعجن الغريبة بكميات كبيرة  والبعض الآخر كان يصنع البسبوسة،ونقوم بتوزيعها على الجنود، فالمحافظة كان بها كمية كبيرة من الزيت والسكر والدقيق فطلب منا المحافظ استغلالها حتى لا يستولي عليها اليهود.

أما عم رمضان وذكرياته عن تلك الأيام قال :المحافظة كانت تعطينى رز وعدس أعملهم كشري للجيش،  وكنت باشترى خمسة كيلو لحمة كل يوم ، كنا بنأكل جزء صغير منها والباقى نعطيه للجنود .

استبسلت السويس ولم تستسلم وانتهت الحرب بالنصر استشهد من الأبطال الكثير وبقي البعض ليرووا لنا ما صنعوه من بطولات وأمجاد ولكن ماذا كان مصير هؤلاء الشجعان؟ فعم محمد يقول أن أبطال المقاومة الشعبية المائة وخمسون لم يتبقى منهم فى وقتنا الحالي ، سوى خمسة أفراد فقط على قيد الحياة عانوا من التهميش والنسيان،  فالوطن الذى وضعوا أرواحهم لفدائه ضن عليه بتكريم وشكر  لم يريدوا غيره، في وقت اشتهر وكرم فيه أشخاص لم يعرفوا شيئا عن البطولة والتضحية سوى من اوراق قرأوها لأبطال حقيقين ونسبوها لأنفسهم زورا وبهتانا ، أما الأبطال الأصليون فدفنوا وهم أحياء لأنهم أميون لايقرأوون كما يقول عم رمضان  وكل ما تمنوه كلمة شكر من مسئول تثبت لهم أنهم مازالوا على قيد الحياة .

ويختم الاثنان كلامهما بقولهما:  لولاموقع السويس بلدى والأستاذة أمل لما عرف بنا أحد فهي التى أخرجتنا للنور وأعادتنا للحياة مرة اخرى.

 

 

 

  

 

قيم الموضوع
(0 أصوات)
آخر تعديل الأربعاء, 25 تشرين1/أكتوير 2017 21:51

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady