Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

نشرت مجلة «تايم» الأمريكية تقريرا مذهلا فى عددها الأحدث (من 27 نوفمبر إلى 4 ديسمبر 2017) تحت عنوان «أعظم 25 اختراعا لعام 2017» تضمن استعراضا رائعا وشيقا عبر 23 صفحة مرفقا بالصور التوضيحية لأبرز وأهم الاختراعات التى كانت قبل سنوات قليلة مجرد «خيال علمي»، ولكنها الآن تحولت إلى واقع ملموس، وحقائق لا يمكن إنكارها، بل وبدأت فى الظهور بالفعل خلال عامنا الحالى 2017 الذى قارب على الانتهاء.

وتتراوح هذه الاختراعات ما بين حذاء رياضى «ذكي»، ونظارة تمنح نعمة الإبصار للمكفوفين، وعيادات طبية متطورة لمتابعة حالات المرضى، وكاميرا «درون» طائرة، ومصاعد دائرية متحركة، وسيارات كهربائية، وملابس رياضية خاصة قادرة على وضع اللاعبات «المحجبات بالذات» على منصات التتويج الأوليمبية .. إلخ! مع الوضع فى الاعتبار أن هذه الاختراعات هى محصلة أبحاث علمية ومجهودات فردية وتمويل دول وشركات استغرقت عقودا طويلة، وابتكارات قامت على أكتاف منتجات قائمة بالفعل، وهو ما يعطينا رسالة واضحة بأن كل ما هو جديد فى حياة البشرية، ليس عملا فرديا فحسب، ولا حتى جهد وميزانية دولة فقط، وإنما هو تضافر بين جهد هذا وذاك معا، بصورة متناغمة.

فى هذا الملف، نحاول استعراض بعض من هذه الاختراعات الـ25، وكيفية الاستفادة منها، عسى أن يكون هذا العرض حافزا لنا للتعرف على ما يجرى حولنا فى العالم، وللاستيقاظ من سباتنا العميق، يوما ما، ربما!

ارتد نظارتك حتى تراني!

هى أقوى نظارة طبية على وجه الأرض، فهى تقوم بدور أسطورى يساعد المكفوفين على إدراك العالم من حولهم، بدلا من الدور التقليدى الذى تقوم به الحواس الأربع الأخرى والعصا والكلب الوفي، فهى تلتقط صورا ثابتة ومتحركة بجودة عالية لتوفير إدراك أقرب إلى الواقع لصاحب النظارة، مما يمكنه من المشاركة بشكل طبيعى فى كثير من الأنشطة، وبخاصة الرياضية، النظارة الجديدة اسمها «إى سايت 3”، وثمنها الآن عشرة آلاف دولار تقريبا، وقد بدأ طرحها فى الأسواق منذ فبراير الماضي، وتعتقد الشركة المنتجة لها أن ما يقرب من ألف كفيف يستخدمونها حتى يومنا هذا.

«حجاب» التفوق الرياضي!

انتشرت ظاهرة ارتداء الحجاب فى الملاعب الرياضية، لدرجة أن الشركات الرياضية أصبحت ملتزمة بإنتاج أطقم خاصة للرياضيات المحجبات فى مختلف اللعبات، ولكن ما زالت هناك مشكلة تتعلق بملابس المحجبات الرياضية، وهى أن وزنها الثقيل يقلل من كفاءة من ترتديها خلال المسابقات، وهو ما يظهر تأثيره السلبى واضحا فى اللعبات الرقمية كالسباحة وألعاب القوى، فضلا عن المشكلات الأخرى مثل صعوبة ارتدائها، وسهولة تعرضها للخلع أو القطع فى أثناء المنافسات، لدرجة أن مجلة «تايم» نقلت عن منال رستم وهى عداءة مصرية مقيمة فى دولة الإمارات ومؤسسة صفحة على الفيسبوك عنوانها Surviving Hijab تضم نصف مليون عضو إن بعض ملابس الرياضة للمحجبات «تجعلك تشعرين وكأنك على وشك الاختناق»، ولكن إحدى شركات الملابس الرياضية نجحت فى إنتاج جيل جديد من ملابس الرياضة للمحجبات ليس قادرا فقط على تلافى هذه العيوب والمشكلات، وإنما يستطيع توفير أداء حركى أفضل، ويساعد اللاعبة المحجبة على امتصاص العرق بفضل نوعية الألياف التى تدخل فى صناعتها.

«سوبر» محاصيل زراعية

يقوم مستقبل الزراعة على زرع المحار والأعشاب البحرية وبلح البحر على حبال مثبتة فى أراضى المحيطات، والمسألة ليست بسبب البحث عن مساحة أرضى زراعية جديدة، بقدر ما هى نتيجة لمشكلة انبعاثات الغازات الكربونية الضارة بالبيئة نتيجة الصوبات الزراعية التقليدية، وهو ما يدفع الإنسان إلى البحث عن تطوير موارد جديدة للغذاء، ومؤسسة «جرين ويف» غير الربحية التى يوجد مقرها فى كونيتيكات بالولايات المتحدة وتنفذ مشروع محاصيل المحيطات تبذل حاليا جهدا هائلا من أجل زيادة المساحات المزروعة تحت سطح البحر، والتى تتميز محاصيلها بمميزات خاصة، فهى غنية بالبروتينات، ولا تعتمد على المخصبات والأسمدة، وقادرة على النمو الذاتي، فضلا عن دورها فى محاربة التغير المناخي، وقد نجحت جرين ويف حتى الآن فى إقناع صيادى السمك بإنشاء 14 مزرعة من هذا النوع المبتكر بطول ساحل نيوإينجلاند منذ عام 2013، وهى الآن تخطط للتوسع إلى كاليفورنيا وسواحل أوروبا.

اطلب حذاءك «الذكي»

حذاء متميز من ابتكار شركة ملابس رياضية عالمية شهيرة، يجعلك تجرى بسرعة أكبر من أى حذاء عادي، ليس هذا فحسب، بل يحسن قدرتك على القفز إلى أعلى، وهو حذاء يتم تصميمه حسب الطلب، وداخل المحال، وفى غضون ساعتين على الأكثر، وفقا للمواصفات التى يرغب فيها المشتري، مثل المقاس واللون والشكل، والاستخدامات أيضا، ووفقا للحالة الجسمانية والصحية لصاحب الحذاء، ويبدأ طرح هذه الأحذية فى الأسواق من منتصف ديسمبر.

المصعد «المجنون»

اعتدنا على المصاعد التى تصعد وتهبط من أعلى إلى أسفل وبالعكس، ولكن هذا المصعد المتطور يستطيع التحرك طولا وعرضا وعلى الأجناب وبحركات دائرية أيضا، وفقا للتكنولوجيا التى توصلت إليها شركة ألمانية، وهو اختراع يناسب الأبنية القديمة والمراكز التجارية الكبرى والمستشفيات التى تحتاج إلى مصاعد قادرة على الحركة فى مختلف الاتجاهات، بل وربما تتقاطع مع بعضها البعض فى عدد من النقاط، وأول استخدام لهذا النوع من المصاعد سيكون فى برلين قبل عام 2021، حيث تمت تجربتها بنجاح فى 2017.

وداعا لعصا السيلفي

بعد نجاح تجربة تقنية «الطائرات دون طيار» أو الـ«درون» فى السنوات الماضية عبر استخدامات متعددة، ظهرت أيضا كاميرات «طائرة» تصلح لتصوير كل شيء وأى شيء من ارتفاعات مختلفة، مثل رسم الخرائط والتقاط الصور والفيديوهات المتميزة بجودة عالية، بما فى ذلك الصور الذاتية، مما يعنى أن هوجة التقاط صور «السيلفي» بعصا السيلفى ستيك التقليدية ستصبح موضة قديمة تماما، علما بأن الكاميرا الجديدة الـ”درون» القادرة على الطيران والعمل لمدة 16 دقيقة سيكون ثمنها أقل من 500 دولار.

صديقك «الأنتيم» .. إنسان آلى

انتشرت فى السنوات الأخيرة استخدامات بعض أنواع الإنسان الآلى مثل «أمازون إيكو» و«جوجل هوم»، فهذه الأنواع يمكن أن تخبرك بدرجة الحرارة اليوم مثلا، ويمكن أن تطلب لك ما تريده من أطعمة «ديليفري»، كما يمكنها تشغيل أغنيتك المفضلة، ولكن الإنسان الآلى الجديد «جيبو» يختلف تماما عن ذلك، فهو أشبه بإنسان حقيقي، أو قرين ملازم لصاحبه بحق، فهو عبارة عن رأس إنسان وبملامح وجه بشرية تعطى تعبيرات الفرح والحزن والغضب كالإنسان تماما، وهو يساعد صاحبه فى القيام بالكثير من المهام، مثل الاتصال بشركة «التاكسي»، ومثل التعامل مع الأجهزة الأخرى، ومثل التقاط صور لك، ومثل تلخيص الكتب والروايات، وهو ما جعل مخترعيه يؤكدون أن البشر سيتعاملون مع «جيبو» على أنه شخص ما، وليس بوصفه «شيئا ما»، وسعر النسخة منه الآن أقل من 900 دولار.

مركبة فضائية للمريخ

توصلت إليها بالفعل وكالة ناسا الفضائية الأمريكية وأطلقت عليها اسم «مارس إينسايت”، وهى عبارة عن قطار دورى منتظم يقوم برحلة واحدة كل عامين إلى كوكب المريخ، ليصبح أول ناقل فضائى منتظم من الأرض إلى الكوكب الوحيد الذى يمكن الذهاب إليه فى رحلات كهذه، ومن المقرر أن تبدأ هذه الرحلات فى منتصف عام 2018، بدلا من عام 2016 كما كان مخططا من قبل، وسيكون ممكنا للعلماء بفضل هذه الرحلات إلقاء نظرة أفضل على الكوكب الأحمر من الداخل، وفى واقع الأمر، هذه المركبة لن تهبط على سطح المريخ، ولكنها ستحلق فوقه بارتفاع 16 قدما فقط، وستثبت عمودا مستقيما على أرضه لدراسة تربته والتعرف على تاريخ الكوكب، وستنتج الكاميرات الحديثة بالبعد الثالث على متن المركبة صورا مذهلة للكوكب، وستكون مدة الرحلة 728 يوما، وبعد انتهائها، تبدأ الرحلة التالية للمركبة.

السيارات الكهربائية .. وداعا للبنزين

منذ بدأ إنتاج السيارات التى تعمل بالكهرباء، ظلت هناك مشكلتان : الأولى بطء السرعات والمسافات التى يمكن أن تقطعها، والثانية ارتفاع سعرها بصورة كبيرة، ولكن الآن، سيكون العالم على موعد مع سيارة جديدة زهيدة التكاليف، سعرها لا يتعدى 35 ألف دولار، ويمكنها السير لمسافة مائتى كيلومتر تقريبا بشحنة كهربائية واحدة، والمثير أنه فور الإعلام عن إنتاج هذه السيارات بهذه المواصفات وهذا السعر، بدأ الطلب على حجزها وشرائها يتزايد، لدرجة أن الشركة المصنعة لها تتلقى 1800 طلب يوميا، حسبما أعلنت فى أكتوبر الماضي، وهذا النوع من السيارات الذى يمكن اعتباره الجيل الثالث من السيارات الكهربائية، يعمل بالبطاريات، بدلا من الوقود العادي، مما يوفر بيئة نظيفة وآمنة للأرض، واستعمالا نظيفا وتوفيرا أكثر لأصحابها.

عيادة أم طبيب ملاكي؟

اعتدنا فى مصر، وكذلك فى الولايات المتحدة، على زيارة الطبيب فقط عند المرض، ولكن ماذا لو تعاون المريض والطبيب معا من أجل منع الإصابة بالأمراض من الأساس، وبصورة علمية منظمة؟

هذا ما ذكرته مجلة «تايم» فى عرضها لهذا الابتكار المتميز، والذى يقوم على فكرة وجود عيادات طبية متطورة أشبه بصالة الجيم التى يرتادها الرياضيون، ويصل اشتراكها إلى نحو 149 دولارا فى الشهر، ويستطيع الزائر للجيم، أو للعيادة، قياس نسبة السكر فى الدم وضغط الدم وسرعة ضربات القلب، وغير ذلك من القياسات الطبية، بشكل دوري، بحيث يمكن الوقاية من أى مرض قبل حدوثه، أو فى مرحلة مبكرة جدا، وعلى الرغم من أن بعض الأمريكيين ينتقدون الفكرة بسبب ارتفاع تكلفتها على المواطن العادي، فإن التجربة تبدو وكأنها بديل آمن وممتاز لفكرة التأمين الصحي، ويقلل من فرصة حدوث المرض، وهو ما يوفر مليارات الدولارات قيمة العلاج من بعض الأمراض، ويشار هنا إلى أن الشركة الأمريكية صاحبة فكرة هذه العيادات، التى تشبه الطبيب «الملاكي”، يوجد مقرها فى مدينة سان فرانسيسكو، وجمعت حتى الآن تبرعات بقيمة 100 مليون دولار، وافتتحت مقرا لها فى لوس أنجلوس، وتخطط لافتتاح مزيد من الفروع فى مدن أمريكية أخرى لاحقا، لتنتشر الفكرة مستقبلا من أمريكا إلى العالم كله.

«ماج» المستقبل

باختصار، ستتحول الأكواب المصنوعة من الفخار، أو «الماجات»، المنتشرة بين قطاعات كبيرة من الناس، إلى «ماجات» ذكية، أشبه بكوب وموقد فى آن واحد، يمكنه استيعاب المادة المطلوب شربها مثل الشاى أو القهوة أو الحليب، وتسخينها إلى الدرجة الحرارية المطلوبة وهى فى الكوب نفسه، عبر جهاز تسخين حساس فى الجزء الأسفل منه، ويستغرق الأمر 37 ثانية فقط، لضبط حرارة السائل داخل الكوب، وهذا يفيد أولئك الذين يحبون تناول مشروباتهم المفضلة ساخنة جدا، أو باردة نسبيا، بل ويمكن لهذا الكوب أن يحتفظ بدرجة الحرارة المطلوبة للمشروب بداخله لفترة تصل إلى ساعة كاملة، وهذا هو الجيل الثانى من هذه «الماجات»، التى اكتشفتها شركة أمريكية شهيرة، وقد ظهر فى الأسواق منذ 9 نوفمبر، وسعره الآن 4600 دولار.

رفيقك فى المطبخ!

تلجأ كثير من ربات البيوت إلى فيسبوك أو يوتيوب للتعرف على طريقة طهى وجبات صعبة معينة، ولكنهن يجدن صعوبة عند التنفيذ، إذ كيف يمكن استخدام أوانى وأدوات الطبخ فى نفس الوقت الذى تتم فيه مشاهدة الفيديوهات على الإنترنت، ولذلك، توصلت شركة أمريكية إلى ابتكار جديد أطلق عليه اسم «رفيق المطبخ» يتضمن تطبيقات مسجلة لوصفات وطريقة إعداد أشهر الوجبات وأصعبها داخل مجموعة متكاملة من أدوات المطبخ، عبر حساسات built-in بداخلها، وهى متوافرة حاليا بالفعل فى الأسواق بقيمة 149 دولارا، وبدأت شركات كثيرة، وليست شركة واحدة، فى إنتاج أدوات مطبخية مختلفة تعمل بالنظام نفسه.

حتى الإطارات .. ذكية!

فى المستقبل، ستكون السيارات الذكية هى الأكثر شيوعا، ومعها ظهرت الحاجة إلى إطارات ذكية أيضا، وهذه الإطارات الجديدة ذات الشكل الإسفنجى تم الكشف عنها بالفعل هذا العام، وتحمل خلاصة ما توصل إليه العلماء فى مجال تكنولوجيا صناعة الإطارات، وهى إطارات بلا هواء، ومصنوعة من مواد معاد تدويرها، وأجزاؤها الخارجية مصنوعة بمساعدة الطابعات ثلاثية الأبعاد حيث يمكنها مواءمة شكلها وحركتها مع حالات الطرق المختلفة، ونزعها وفقا لحالة الطريق، ولكن دون الحاجة إلى تغيير الإطار نفسه مهما حدث، وتقول الشركة المصنعة لهذه الإطارات الذكية إن هذه الأنواع من الإطارات ستكون هى السائدة خلال السنوات المقبلة.

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady