Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

من سيدات السويس الأبيه ( أم بيجو ) بتاعه الحلوى

بقلم الكاتب : محمد عبد اللطيف حمدان
رغم احترامنا للتاريخ ومن يكتبه خاصه ممن ينحازون دائما لاصحاب الجاه والسلطان و ينسون الكتابه عن ( ملح الارض ) البسطاء الذين يستحقون ان نكتب عنهم وعن بطولاتهم التي قدموها في اصعب الظروف التي مرت علي الوطن باعتبارهم كانوا الوقود الحقيقي لكل حركه التاريخ في ايام الحرب التي تقترب بنا الايام لنحتفل بها .
الحاجه فايقة إسماعيل قنديل الملقبه بـــ ( ام بيجو ) واحده من سيدات السويس الابيه التي تجاهلها كتاب التاريخ رغم انها نموزج بشري مقاوم قدم انبل المواقف البطوليه يوم ان رفضت ان تغادر مدينتها السويس وان تترك منزلها بحي الغريب وترحل مثل المئات ممن رحلوا بسبب غدرالعدو الاسرائيلي وقصف منازلهم بالمدقعينه الثقيله التي لم تكن تعرف الرحمه .
الحاجه فايقة إسماعيل قنديل الملقبه بـــ ( ام بيجو ) هي السيده البطله التي عاشت ملحمه بطوليه حقيقيه واقامت في السويس ولم تغادرها منذ اليوم الاول للعدوان الاسرائيلي الغاشم عام 1967 .. منذ تلك الفتره قدمت الحاجه ( فايقه ) روحها رخيصه فداء لهذا الوطن وكانت الفتيل الذى اشعل نفوس الجنود المصريين ورجال المقاومه الشعبيه في اكتوبر - رمضان من عام 1973 .
الحاجه ( فايقة ) صاحبه الـــ 60 عاما هي بطله سوايسيه حملت معني الصلابه والصمود والاستبسال في اعلي درجاته حيث عرفت التضحيه في ارقي صورها منذ ان فضلت البقاء في المدينه داخل منزلها البسيط بحي الغريب معتقده ان مجرد رحيلها عن مدينتها قد يسقط السويس في ايد اعدائها ( كما كانت تعتقد )
عقب نكسه 1967 قضت الحاجه ( فايقه ) مثل كل ربات البيوت بالسويس وقتها في الاهتمام بشئون بيتها وزوجها واولادها بجانب تربيه بعض الطيور علي سطح منزلها ومع الايام واثناء حرب الاستنزاف فتره الاستعداد لخوض معركه استعاده الارض والعرض تعلمت من زوجها كيفه اعداد الطعام وتصنيع الحلوى بجانب تربيه الطيور .
... اتخذت من منزلها مطبخا لتحضير الاطعمه ومصنعا للحلوى الشرقيه وبيعها للمقيمين من المدنيين والعسكريين .
مثل كل مجتمع السويس الذي كانت تسوده قيم الايثار وانكار الذات ارتبطت الحاجه ( فايقه ) بكل اهل السويس بعلاقات الاحترام والحب متبادل فارتدت ملابس رجال المقاومه الشعبيه ( الافرول الكاكي ) مثلهم وباتت من اولوا العزم الذين تمسكوا بالارض ورفضوا الرحيل رغم الموت والدمار والقصف اليومي الذى يلف المدينه ليل نهاربلا رحمه . .. شاركت الحاجه ( فايقه ) ضمن مجموعات الدفاع الشعبي وكان وجودها بالمستشفي يخفف الكثير من الآم المصابين اهلها حيث كانت ترعاهم وتعيد البهم الامل في الشفاء .
عاشت اياما كلها ألم وحزن خاصه يوم ان قامت الطائرات الاسرائيليه بالاغاره على منازل حي ( الغريب ) فدبحت شظايا احد القنابل كل الطيور التى كنت تربيها فوق سطح المنزل ولم يتبقي لها غير خمس فرخات تبرعت باربعه منهم للمجهود الحربي وابقت لنفسها بفرخة واحده لتاكلها .
وفي شهر رمضان 1973 فتره حصار السويس مارست مسئوليتها بصدق وامانه مستغله المهنه التي كانت قد تعلمتها جيدا وهي مهنه طبخ الاطعمه وصناعه الحلوى حيث كانت تقوم بصناعه عدد من ( صاجات ) الكنافة والقطائف لجنود وضباط القوات المسلحه من رجال الجيش الثالث والمدنيين المقيمين يوميا .
وعرفانا بدورها الوطنى ردت لها الدوله الجميل بان قررت لها بعد نصر اكتوبر المجيد معاشا شهريا قدره 315 جنيها كما منحها رئيس وزراء مصر السيد ممدوح سالم في تلك الفتره نيابه عن رئيس الجمهوريه محمد انور السادات احد الاوسمه وشهادة تقدير .
وفي يوم 28 يناير من عام 1974 عقب تنفيذ اتفاقيه الفصل بين القوات نقلت الصحافه العالميه للعالم بطولات القوات المسلحه المصريه والمدنيين في السويس فزارها في منزلها عدد من الاعلاميين المصريين والاجانب وكانت المفاجاءه ان وجدوا داخل دولاب حجره نومها بقايا مخلفات الحرب التي جرت علي ارض السويس يوم 24 اكتوبر من بين ما وجدوا صاروخا إسرائيليا صغير كانت قد عترت عليه في الدبابه التي دمرها الشهيد البطل ابراهيم سليمان امام سينما ( رويال ) .
تحيه لكل سيده سويسيه عظيمه عاشت ظروف الحاجه ( فايقه ) والي شخصيه نسائيه جديده قريبا جدا ان كان في العمر بقيه

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady