Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

ذكريات سويسية من عمر فات ..."سينما شنتكلير "

بقلم : فاروق متولي

منظر خارجي لمبني سينما شنتكليرchant e clair 

بالفرنسيه وترجمتها تعني " انشودة النغم " الواضح ..وكان قد اسسها احد رجال اﻻعمال المحبين للفن خلال النصف اﻻول من اﻻربعينيات وتم افتتاحها في 1944 لعرض اﻻفﻻم اﻻجنبيه فقط ... ويحكي كل من حضر افتتاحها انذاك بانه كانت توجد على يمين ويسار الشاشه شاشتين صغيرتين يتم عليهما عرض الترجمه العربيه قبل ميلاد انيس عبيد لينقذ الموقف ... . وكان تصميم السينما من الداخل ينم عن البساطه وخلوها من دسم كلاكيع الزخرفه او الفخامه وتشتمل على صاله وبلكون دون وجود للالواج او البناوير وبالطبع خلوها من الترسو ابو تلاته صاغ والتي يسميها السوايسه " السخوه " لكنها كانت مثال للهدوء والرونق والجمال ومقصد لراغبي المتعه الفنيه يؤكده اسمها الواضح الصداح ... ونظرا ﻻرتفاع ثمن تذاكر دخول الصاله ب تسعة قروش ونصف والبلكون ب اتناشر قرش ونصف مره واحده فقد كان يحجم عن دخولها الغير قادرين او يخطوا عتبتها حتي ﻻيتعثروا فيها كما كان معظم روادها من صفوة المجتمع وابناء الجاليات اﻻيطاليه واليونانيه واﻻرمن وعائلات كبار القاده اﻻنجليز الذين كانوا يقيمون في عمارات البر الثاني الجميله وكذا بعض جنود الجيش اﻻنجليزي ... والغير مرغوب في تواجدهم لرزالتهم وقلة ادبهم ...وعقب الغاء معاهدة 36 وبعد اشتداد معارك الفدائيين صد القوات اﻻنجليزيه في 1951 كان من الطبيعي حظر تواجدهم داخل المدينه وتم طردهم وترحيلهم عنها واصبح رواد السينما قاصرا علي السوايسه المحترمين والعائلات اﻻبطاليه واليونانيه واﻻرمانيه الصديقه ...وكما هي عادة ثقافة دور السينما في السويس تم انشاء سينما صيفي ملاصقه للمبني اﻻصلي كانت مقصدا ترفيهيا جميﻻ داخل حديقه غناء وورود ورياحين وفل وياسمين يغمر الموجودين بشذاه الطيب مع روائح قراطيس ابو فروه المشوي على فحم عم محمود الملتهب القابع امام مدخل السينما وروائح سندوتشات الكبده والمخ النفاذه ام خمسه تعريفه المستورده من عند سوسو الحلواني القريب من السينما وكثيرا ماكانت تتلذذ باستطعامها بها معنا الفتيات الفاتنات اﻻجنبيات فتخلق فيما بيننا التواصل اﻻجتماعي قبل ظهور المحمول بينما يستمتع الجميع بمشاهدة افلام اول عرض كما ann اﻻميره المتوحشه الهندي الملون وكوفاديس بترجمته العربيه الي اين اتجه .. وذهب مع الريح لروبرت تايلور وشمشون ودليله اللي مسخرته دليله وفصت له شعر راسه مصدر قوته فانتقم فيكتور ماتيور وهد المعبد فوق راس الجميع وكان لي حظ فهمه طشاش لصغر سني وخصوصا ان اسرائيل ظلت تطارد هذا الفيلم وتحرقه في كل انحاء العالم ﻻعتقادهم انه كان يسئ الي الديانه اليهوديه ...واستمرت السينا تعمل حتي اشتدت المعارك الحربيه خلال حرب 67 فعزف محبيها عن دخولها واستاجرها احد تجار بقالة الجمله ليعرض بها بعض اﻻفلام العربيه لكنها سرعان مافقدت هويتها فاصابها الوهن وانتهي عمرها اﻻفتراضي فتم هدمها في نهاية التسعينات ليقام فوق اشﻻئها برج بلير الشاهق في غياب سكانه عن سماع صدي انشودة النغم الصادح ودون ان يدركوا فوق اي ارض يعيشون واي مجد فني انهارت احدي اجمل قلاع القوه الناعمه في بلدنا ..
واللقاء القادم باذن الله ساتناول فيه المرور على سينما رجب الفخمه ... واسف علي اﻻطاله .

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady