Login to your account

Username *
Password *
Remember Me

اسطورة حرب الاستنزاف بالسويس المقدم محمد عصام الدالي

مسيرة بطولة و استشهاد 

اسطورة حرب الاستنزاف المقدم محمد عصام الدالي

من مواليد ستمبر 1937 بمدينة البدرشين

بعد حصوله على الثانوية العامة ، تقدم محمد عصام الدالي بأوراقه إلى كلية الهندسة فقبلته طالبًا بها ، ولكنه عاد بدافع وطنى لتقديم أوراقه للكلية الحربية التى تخرج فيها عام 1958 و بعد فترة من خدمتة تم اختيار لينضم للمجموعة 39 للاشتراق في عمليات فدائية خلف خطوط العدو

ظل عصام الدالى على عطائه وفدائيته الفذة منذ التحاقه بالمجموعة 39 قتال ، التى وجد فى أعمالها متنفسًا للغضب حتى استشهاده فى إحدى عمليات المجموعة وهى عملية نسف ميناء الكرنتينة عام 31 / 8 / 1969 

بعض العمليات التي شارك بها البطل الشهيد

*عملية كمين جبل مريم :

من العمليات العديدة التى شارك فيها كانت عملية كمين منطقة شرق جبل مريم قبالة الإسماعيلية يوم السبت الموافق 26 أغسطس 1968 ، حيث كان العدو فى ذلك الوقت وفى إطار استكمال منظومته الدفاعية على الضفة الشرقية لقناة السويس ، يستخدم الدوريات الراكبة المكونة من عدة سيارات جيب مسلحة تتحرك بين نقاط ومواقع الخط الدفاعى المعروف بـ"خط بارليف" فى مراحله الأولى ، ولاحظت المواقع المصرية على الحد الأمامى للقوات أن الدورية التى تعمل شرق بحيرة التمساح وجنوب المنطقة المواجهة للإسماعيلية تتعمد استفزاز قواتنا غرب القناة ، فتوجهت عناصر من المجموعة 39 قتال إلى هذه المنطقة لرصد عمليات الاستفزاز التى تقوم بها الدورية الإسرائيلية ، وقررت قيادة المجموعة التعرض لإحدى هذه الدوريات بعمل كمين لها فى منطقة جنوب جبل مريم ، ووضعت خطة العملية ، والتوقيتات المناسبة ، ثم عرضت الخطة على القيادة التي أقرتها ، وتم التدريب والإعداد لها .

صباح السبت 26 أغسطس 1968 ، تحركت عناصر المجموعة التي كانت تضم "8 ضباط ، 23 صفًا وجنديًا" ، بقيادة الشهيد العميد / إبراهيم الرفاعي ، إلى القرب من نقطة بدء العملية ، وفي تمام الساعة السادسة مساءً ، عبر الملازم بحري / ماجد ناشد ، القناة سباحة _ومعه فردان_ لتأمين الوصول للضفة الشرقية للقناة ، وبعد وصولهم واحتلال الموقع المحدد ،بدأت بقية عناصر المجموعة العبور بواسطة القوارب المطاطية ، ثم بدأ الجميع إعداد منطقة العمل وفقًا للخطة التي كانت تشتمل على "زرع الألغام على الطريق ، وإخفاء الأفراد بحفر وقائية ،وتوزيع النيران" .

وعلى الطرف الآخر _غرب القناة_ ، فقد نشطت المجموعة الساترة التي سوف تحمي العابرين للشرق بالنيران في اختيار أنسب المواقع للمدفعية .

وفي تمام الساعة العاشرة وخمس دقائق مساءً ، وصلت دورية العدو المكونة من سيارتي "جيب" _وهما صناعة أمريكية_ إلى منطقة الكمين ، ولم تمنع الكشافات قوية الإضاءة للسيارتين من الدخول إلى منطقة الألغام التي أحسن الأشباح إخفاءها بمهارة عالية ، فانفجر أحد الألغام بإحدى السيارتين لشل حركتها ، وتم التعامل معها بمختلف الأسلحة ، أما السيارة الثانية فقد أفلتت ، فأمر الرائد / عصام الدالي بالاشتباك معها ، ورغم محاولة قائد السيارة أن يزيد من سرعتها ليخرج من مدى ومجال نيران الكمين إلا أن هذا الكمين قد أسفر عن "قتل ثلاثة جنود للعدو ، وكلب حرب ، وكان من بين القتلى الإسرائيليين "نائب مدير المخابرات الحربية الإسرائيلي ، ورئيس أركان القوات البحرية ، بالإضافة إلى أول أسير في الحرب وهو "العريف / ياكوف رونيه" _واسمه بالعربية "يعقوب رونيه"_ الذي تم نقله إلى الضفة الغربية للقناة إلا انه مات متأثرًا بجراحه ، فيما عاد جميع أبطال المجموعة 39 قتال بسلامة الله ، دون أية إصابات في السابعة من صباح اليوم التالي للعملية _27 أغسطس_ .

وفى نفس اليوم أعلن المتحدث العسكرى الإسرائيلى فى تل أبيب أن اثنين من الجنود الإسرائيلين قتلا ، واختطف ثالث فى كمين لدوريته بالقطاع الأوسط جنوب بحيرة التمساح فى العاشرة مساءً

*عملية إيلات المنسية

فى ربيع عام 1969 ، وفى نفس توقيت عملية لسان التمساح الأولى كلف اللواء / محمد صادق الرائد / عصام الدالى شخصيًا بالذهاب في مهمة إلى الأردن للقاء المقدم / إبراهيم الدخاخني _قائد مكتبنا في الأردن_ واستلام ثلاثة صواريخ ، وأخبره الفريق /صادق قائلًا "سوف تقوم بضرب ميناء إيلات  العسكري" 

وبالفعل سافر الدالي على متن طائرة مدنية وقد ارتدى زِيًّا مدنيًا ، واستلم الصواريخ الثلاثة من الدخاخني ، ولكنه لم يكتف بثلاثة صواريخ ، فطلب من المصريين المعاونين لمنظمة فتح الفلسطينية تدبير أكبر عدد من الصواريخ ، وبالفعل أمده مقاتلو فتح بثلاثين صاروخًا تسلمها في منطقة الجبال المطلة على ميناء العقبة .

قام الدالي بتثبيت صواريخه _الثلاثة والثلاثين_ ، وقد استدعى ضابط المدفعية بداخله ، إلى جانب مشاهد القصف الإسرائيلي لمدرسة بحر البقر الابتدائية ، وعدة مناطق مدنية بصعيد مصر قبل أسابيع ، وانهال بإطلاق صواريخه دفعة واحدة على ميناء ومدينة إيلات الإسرائيلية !!

ومع إشراقة صباح اليوم التالي طالعت الصحف الإسرائيلية العالم بالخسائر الناجمة عن قصف الدالي والتي كانت "94 قتيلًا ، وأكثر من 400 جريح" _هذا ما ذكرته الصحف الإسرائيلية ، وبالمنطق الأمني عادة لا تكون هذه الأرقام دقيقة ، حيث يقوم الإعلام بتقليل الأعداد الحقيقية حتى يحافظ على شيئين :

الأول ، المصداقية لدى العالم أنه قد أصيب وقتل بالفعل فلو كذب خسر المصداقية !!

والثاني ، الروح المعنوية لشعبه من ناحية والجنود من ناحية أخرى ، فلا مفر إذن من ذكر نصف الحقيقة التي قد تكون وصلت إلى أضعاف الأعداد المذكورة .

وكانت لهذه الإغارة دورها فى قطع الذراع الطولى للجيش الإسرائيلى بعد أن علموا أن عمقهم فى متناول الصواريخ المصرية . وجعلوا الإسرائيلين يفكرون ألف مرة قبل قصف أهداف مدنية مصرية

*عملية نسف وإحراق سقالة الكرنتينة فى 30/8/1969 

من عمليات المجموعة والتى إنتهت بإستشهاده البطل عصام الدالي الذي قدم  روحه ثمناً بسيطاً فى سبيل تحرير تراب وطنه والدفاع عن كرامة شعبه .

تقع منطقة الكرنتينة على الشاطئ الشرقى برأس خليج السويس قبالة مدينة السويس مابين الشط شمالاً وعيون موسى جنوباً ، وأخذت تسميتها من كونها المكان الذى كان يتم فيه إجراءات الحجر الصحى على حجاج مصر العائدين للإطمئنان على خلوهم من أية أمراض معدية أو وبائية حيث كان يوجد بالمنطقة مرسى ترسى عليه سفن الحجاج ، وبعد إحتلال سيناء فى يونيو 1967 بدأت الوحدات البحرية الاسرائيلية فى إستخدام المرسى مما وفر لها قدرة على المناورة ، والعمل ضد القوات المصرية البرية والبحرية على الضفة الغربية للقناة . وقد تعرضت موانئ السويس والأدبية وبور توفيق لإغارات من القطع البحرية الاسرائيلية مستخدمة هذا الميناء فقررت القيادة العامة إسناد مهمة نسف وإحراق المرسى ، ومنع العدو من إستخدامه إلى المجموعة 39- قتال .

نفذت المجموعة عدة عمليات إستطلاع لجمع المعلومات المطلوبة ، ووضع الخطة لمناسبة وعرضها للتصديق عليها ، وبعد ذلك بدأ تدريب الرجال على الخطة ، وقد تبين من الاستطلاع أن قوة العدو بموقع عيون موسى القريب يتألف من سريتى مدفعية ميدان عيار 155مم ذاتية الحركة ، وفصيلة دبابات مكونة من 5 دبابات أمريكيةالصنع .

وفى يوم تنفيذ العملية توجهت المجموعة إلى السويس تناولوا طعام الغذاء ، ولعب عصام الدالى مبارة شطرنج ضد زميله إسلام توفيق أسفرت عن فوز إسلام وكانت المرة الأولى التى يفوز فيها هو أى فرد من المجموعة على عصام الدالى الذى إشتهر بمهارته فى تلك اللعبة .

ومرت الساعات سريعاً تم خلالها تجهيز المفرقعات ، والأسلحة ، والذخائر ، والمعدات المختلفة ثم تم التحرك إلى نقطة العبور فى مكان بعيد عن النشاط على الساحل لستر عملية الاستعداد . ومع آخر ضوء تم التحرك بخمسة زوارق زودياك سبق أحدها نحو الشاطئ للشاطئ الشرقى للخليج لتأمين نقطة الوصول ، وإعطاء إشارة لدخول باقى الزوارق . وكان فى المقدمة زورق القيادة وبه الرفاعى ويقوده الطبيب عالى نصر مع عدد من المقاتلين ، والثانى كان يستقله الدالى ويقوده ويقوده وسام حافظ ومعهم عدد من المقاتلين ، والقارب الثالث وبه إسلام توفيق والنقيب حنفى محمود بعض مقاتلى المجموعة، أما القارب الخامس فكان يضم أحمد رجائى عطية ، ومحى نوح وبعض المقاتلين من المجموعة . وتوزعت الأسلحة ، والذخائر، والمتفجرات ، والمعدات المختلفة على جميع القوارب . وعلى المرسى والسقالة عمل الجميع وتعاونوا كفريق عمل فى تلغيم السقالة لنسفها ، وحرقها بالصورة التى لاتصلح بعدها للأستخدام مرة أخرى ، وللحيلولة دون محاولة إنشاء مرسى أوسقالة مرة أخرى .

قام الرفاعى بمعاونة عصام الدالى بتجهيز السقالة للنسف حيث تم وضع عشرة عبوات شديدة الانفجار حول أعمدة السقالة و4 جراكن بنزين على مسافات وجعلها متصلة بالعبوات الناسفة ، كما تم بث مجموعة من الألغام المضادة للدبابات حول منطقة العمل . وصدرت الأوامر بالأبتعاد عن المرسى ، وقام الرفاعى والدالى بنزع فتيل الأمان للمؤقت الزمنى للمتفجرات ، وأبتعدا بزورقيهما للأنضمام لباقى زوارق المجموعة .

كانت مياه الخليج شديدة الإضراب فى تلك الليلة ، والأمواج عالية ، والرفاعى يأبى أن يعود برجاله قبل أن يشاهد بدء الأنفجار . وينتظر الجميع بين لحظة وأخرى سماع صوت الأنفجار وما يتبعه من مشاهدة ألسنة النيران واللهب تلتهم هذا المرسى المزعج .. وتمضى الدقائق بطيئة متثاقلة .. ولا يحدث شئ ..

لسبب ما تأخر الانفجار ربما بسبب رطوبة أصابت المفجر فأطالت فترة تفجيره . وفى الوقت نفسه تلقى الرفاعى إتصالاً لاسلكياً من العميد مصطفى كمال :

• أصحابك أحسوا بك , وقربوا منك .

ولم يرد الرفاعى على الاتصال .

ويتلقى الرسالة الثانية :

• يا إبراهيم .. 3 بطات فى إتجاهها إليك .

أما الرسالة الثالثة فكانت :

• البط أصبح على أول البحر .

وهو ما يفيد أن ثلاث دبابات للعدو أصبحت على شاطئ الخليج فى مواجهتهم ثم كانت الرسالة الرابعة :

• إرجع يا إبراهيم .

وبدلاً من أن يعود الرفاعى إلى الضفة الغربية للخليج إتجه بكل إصرار وعزيمة إلى الضفة الشرقية بزورقه فقط الذى يقوده زميله عالى نصر فى إتجاه السقالة مباشرة بكل ماعليها من متفجرات يمكن أن تنفجر فى أى لحظة ليعالج أسباب تأخر الأنفجار بعد أن طلب من باقى الزوارق ألا تتحرك لتعمل كمجموعة ساترة له . ولكن الدالى الذى كان شريكاً لقائده فى الأعمال الفنية الخاصة بالتفجير طلب من زميله وسام قائد زورقه اللحاق بقائده الرفاعى لمعاونته وبينما كان زورق الدالى فى منتصف المسافة بين زورق قائده القريب من السقالة ، ومجموعة الزوارق الساترة إنتبهت إحدى دبابات العدو لمكانه لما خلفه من خط أبيض على سطح الماء يبين إتجاه حركته وفتحت عليه نيران مدفعها وتصطدم إحدى تلك الدانات بسطح الماء وتغير إتجاهها لتمرق بجوار قائد زورقه المقاتل وسام عباس حافظ وتصيب ذراع عصام الدالى اليمنى التى يحمل بها جهاز اللاسلكى على أذنه وتصيب عنقه ، وتفجر رأس الجندى الواقف خلفه عامر يحى عامر .

ومع أن الأنفجار الشديد قد عصف بالزورق حتى أن قائده وسام شعر بنفسه مرفوع بالهواء لولا تشبثه بقوة على مقود الزورق وما أصابه من شظايا عظمية من أجزاء جسد زميليه إلا أنه بكل ثبات وتمالك للنفس دار بزورقه للخلف عائداً إلى الغرب فى محاولة لأنقاذ زميليه .

وفى الوقت نفسه كانت باقى الزوارق تشتبك مع دبابات العدو الثلاثة بإطلاق قذائف الآربجيه والأسلحة الآلية مما مكن الرفاعى من العودة بزورقه سالماً بعد أن قام بعملية بدأ التفجير يدوياً وما هى إلا لحظات وكانت ميناء الكرنتينة شعلة كبيرة من اللهب أضاءت الليل وحولته إلى نهار ، وأعطى الرفاعى أوامره للزوارق بالعودة والخروج من المعركة بعد أن نجحت المهمة .. وظل الرفاعى ومن معه قبل العودة يبحثون فى المكان على زورق الدالى الذى لا تصل أى إجابات منه على ندائاتهم اللاسلكية حتى إتصل العميد مصطفى كمال بالرفاعى يفيده بوصول زورق الدالى ويخبره أنه مصاب ولما عاد الرفاعى علم بإستشهاد رفيق كفاحه البطل عصام الدالى والجندى عامر يحي عامر .

فى صباح اليوم التالى قسّم الرفاعى رجال مجموعته إلى قسمين قسم ترأسه الرفاعى صاحب جثمان الشهيد عصام الدالى ليدفن فى مسقط رأسه بمدينة البدرشين بمحافظة الجيزة والألم يملأ نفسه لمفارقة رجل مخلص ، ومقاتل شريف ، وشريك ومخطط ومنفذ لعمليات المجموعة ، ولكنهم جميعاً كانوا قد أقسموا بينهم وبين أنفسهم على إدراك إحدى الحسنيين النصر أم الشهادة .

فى حين صاحب القسم الآخر جثمان البطل الشهيد عامر يحى عامر إلى مسقط رأسه ببركة السبع بمحافظة المنوفية .

قيم الموضوع
(0 أصوات)

فيس بوك

Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady