980_eab12.jpg

حذر آرون ديفيد ميلر الخبير الأمريكي في شئون المفاوضات العربية – الإسرائيلية من أنْ يُمّثل تنظيم داعش المسمار الأخير في نعش عملية السلام وحلّ الدولتين.

ونوّه ميلر – في مقال نشرته مجلة (فورين بوليسي) الأمريكية – عن خطورة الإرهاب والإرهابيين على أي اتفاق سلام مطروح بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

وقال ” إن الخطورة هذه المرة ليست آتية من مصادرها المعتادة مثل حماس وحزب الله وغيرهما من الجماعات التي تعكس تطلعات قومية ، وإنما الخطورة آتية من تنظيم يتصف بالعالمية وتعدّد الجنسيات ويُبيح الكثير من المحرمات كقتل وتعذيب حتى أبناء الدين نفسه من مُعتدلين وأقليّات ويسترّق النساء ويأتي على الأخضر واليابس”.

وأضاف ” وعلى الرغم من أن داعش لا يزال حتى الآن بعيدا عن مسرح الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي ، إلا أن التنظيم يمثل تهديدا ناسفا لآمال الفلسطينيين في قيام دولتهم”.

وتابع ” إذا كانت الأزمات والحروب أثمرت في السابق عن مكاسب على صعيد الصراع العربي الإسرائيلي وإحداث تغيير حقيقي ، على غرار ما أثمرت عنه حرب أكتوبر 1973 من زيارة الرئيس المصري الراحل أنور السادات لإسرائيل ، وما أثمرت عنه الإنتفاضة الأولى من الدفع لاتفاقية أوسلو، وما تمخضت عنه حرب الخليج الأولى من التمهيد لمؤتمر مدريد للسلام – إلا أن الأزمات أيضا ، ولا شك أن “داعش” يمثل أزمة قائمة ، يمكن أن تثير الهواجس وتستفز أطرافا مختلفة لتصبح عازفة عن تقديم تنازلات بدلا مما باتت عليه من الإستعداد لتقديمها ، لا سيما في أوقات الضبابية وعدم اليقين”.

وقال آرون ديفيد ميلر “إن ظهور داعش كفيل بإلحاق ضرر بالغ بعملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين لعدة أسباب : منها “الجبهة الشرقية” وغور الأردن : إن إسرائيل لن تسمح بوجود عدو على حدودها الشرقية ، وعلى الرغم من استقرار الأردن في الوقت الراهن إلا أن استيلاء “داعش” على ثاني أكبر المدن العراقية في غضون ساعات وكذلك استيلائه على شمال شرق سوريا يثير قلق إسرائيل المتخوفة بالفعل من وجود خلايا للتنظيم بالضفة الغربية ، وعليه فمن المرجح أن يزداد إصرار إسرائيل على استمرار تواجدها في الضفة وغور الأردن”.

وعن الدور الأمريكي وممارسة الضغوط على إسرائيل ، رأى صاحب المقال أنه ” في ظل وجود جبهة النصرة في الجولان شمال إسرائيل و”داعش” زاحفة من العراق شرقا فإن الضغط على إسرائيل سيكون خيارا مُستبعدا لا سيما إذا فشلت المفاوضات مع إيران بشأن برنامجها النووي”.

وعن ضغوط الدول العربية على إسرائيل ، نوّه الكاتب عن ” تغيّر أولويات تلك الدول لا سيما السعودية والإمارات العربية المتحدة ومصر والأردن بعد ظهور “داعش” الذي تركها جميعا مع إسرائيل بل وأمريكا في خندق واحد ، بحيث باتت الجماعات المسلحة المتطرفة تمثل خطرا على تلك الدول أكثر آنيةً مما يمثله الخطر الإسرائيلي ، مما يرجّح تراجع ضغوط تلك الدول في الوقت الراهن على إسرائيل وأمريكا لتحريك عملية السلام المتوقفة”.

واختتم ديفيد ميلر مقاله بالقول ” إن حل الدولتين لم يكن ينقصه ظهور “داعش” في سوريا والعراق ، ولا شك أن أكبر المتضررين من ظهور هذا التنظيم هم الفلسطينيون”.