Login to your account

Username *
Password *
Remember Me
السويس بلدي

السويس بلدي

كتب : حسام صلاح

في الآونة الأخيرة، شهدت الساحة الإقتصادية فى مصر تطوراً هائلاً في مجال المجوهرات، بفضل جهود شركة "لمسة للمجوهرات" بقيادة المدير التنفيذي أيمن حسنى.

حيث أن تعمل الشركة على تغيير خريطة الذهب في مصر من خلال تحسين وتسهيل تجربة شراءه وتقديم حلول مبتكرة للجمهور في مصر، وفي هذا المقال سنتناول أبرز المحاور المتعلقة بنجاحات شركة لمسة للمجوهرات فى هذه السطور:

تعتبر شركة لمسة للمجوهرات رائدة في توفير حلول مبتكرة لتسهيل شراء الذهب للعملاء المصريين ومن بين الإبتكارات التي تقدمها الشركة:

سبيكة ربع جرام: إحدى الخيارات الإستثمارية المتاحة للعملاء، حيث يمكن للمستثمرين شراء سبائك الذهب بوزن ربع جرام.

سبيكة الشيكولاتة: عبارة عن سبيكة ذهب تزن 10 جرامات يمكن تقسيمها إلى جرامات منفصلة، مما يسهل التعامل والإستثمار بها.

شبكات الزواج: تقدم الشركة شبكات زواج بأسعار تبدأ من 3000 جنيه مصري لتسهيل عملية الزواج على الأزواج الشابة.

عيار 14: طرح عيار 14 للذهب يُسهل عمليات شراء الذهب للعملاء الذين يبحثون عن خيارات أقل تكلفة.

مشغولات ذهبية متنوعة: تقدم الشركة مجموعة واسعة من المشغولات الذهبية بعيارات مختلفة (18، 21، و14) وبأسعار تبدأ من 300 جنيه مصري.

مبادرة لمسة الإقتصادية: تقدم الشركة عروضًا قوية تصل خصوماتها إلى 80% على المصنعية، مما يجعلها من أقوى العروض في تاريخ سوق الذهب المصري.

وفى السياق ذاته يتميز الدور الإجتماعى لشركة لمسة للمجوهرات بأنها تلتزم بتحقيق التوازن بين الأهداف التجارية والإجتماعية. 

ومن جانبه تشارك الشركة في العديد من المبادرات الخيرية وتتعاون مع المؤسسات الخيرية وعملاؤها للمساهمة في تحسين الظروف المعيشية والتنمية المستدامة للمجتمع المصري.

وكما أن شركة لمسة للمجوهرات

تسعى لتوسيع نطاق تواجدها في الوطن العربي وأوروبا وأمريكا لتلبية احتياجات جمهور الذهب في مصر والعالم.

وتابع، تمتلك الشركة 11 فرعًا في مختلف محافظات مصر، حيث تستهدف فتح المزيد من الفروع في الإمارات والسعودية وإيطاليا وأمريكا.

ويشار أن، تعمل شركة لمسة على تطوير شبكة واسعة من المتاجر والفروع التي تقدم تجربة تسوق راقية ومتميزة للعملاء، بالإضافة إلى توظيف تكنولوجيا المعلومات والتطبيقات الذكية لتوفير خدمات مبتكرة تلبي تطلعات الجمهور المصري والعالمي.

ومن الجدير بالذكر أن شركة لمسة للمجوهرات تحت إدارة رجل الأعمال أيمن حسني الذى يمثل نموذجًا مشرفًا للنجاح والتفاني في تحقيق النمو المستدام لقطاع المجوهرات في مصر، وهذا من خلال تقديم حلول مبتكرة وتسهيل شراء الذهب لجمهور الذهب، التى تعزز للشركة مكانتها كرائدة في السوق المصري وتساهم في تنمية الإقتصاد المصري وتحسين الحياة الإجتماعية للمواطنين.

 

D96F73A7 F099 49B3 8AA2 9D235D3885F3

 

 

 

كتبت- أمل محمد أمين

شارك الدكتور أشرف عبد العزيز الأمين العام للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة ،عضو المكتب التنفيذي لملتقى الاتحادات العربية النوعية بجامعة الدول العربية ورئيس لجنة التنسيق والتعاون في الملتقى الافتراضي..."دور الكفاءات الوطنية في تحقيق الإقلاع الاقتصادي الطبعة الثانية." ونظم الملتقى جامعة محمد البشير الابراهيمي بالجزائر  خلال الفترة من 15 – 16 أبريل 2023 برئاسة الأستاذ الدكتور بوضرساية بوعزة ، وإشراف الأستاذة الدكتورة آمال شوتري - مدير مخبر دراسات اقتصادية حول المناطق الصناعية،والاستاذ الدكتور بوعزة خالد - عميد كلية العلوم الإقتصادية والتجارية وعلوم التسيير

وأشار الدكتور أشرف عبد العزيز في الكلمة التي ألقاها في افتتاح الملتقى الى ضرورة وضع برامج والسياسات التي تضمن احتواء التبعات السلبية التي تفرضها الأحداث التي يمر بها العالم وآثارها الحياتية على المجتمعات وجودة حياتهم من أجل رعاية الفئات الأضعف في بلدانهم.

حيث يمر العالم الآن بصراعات وتوترات وحروب لها تبعاتها على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بصفة عامة وتنعكس آثارها السلبية على المنطقة العربية بصفة خاصة، وهو الأمر الذي يضع عبئاً مضاعفاً على كاهل الحكومات

واوضح عبد العزيز ان الأمم المتحدة اطلقت تقريرها عن الوضع الإقتصادي العالمي وآفاقه لعام 2023 والذي أكد أن الاقتصاد العالمي قد تضرر من العديد من "الصدمات الشديدة والمتداعمة" .... وجاء بالتقرير :

"إننا نواجه عاماً رابعاً من الجائحة، وحرباً استمرت قرابة العام في أوكرانيا، واشتداد حالة الطوارئ المناخية، وقد أدت هذه الأزمات المتداخلة بالفعل إلى تباطؤ النمو، وتفاقم الفقر والجوع، وتهديد أمن الطاقة، وإطلاق العنان للضغوط التضخمية، كما أدت إلى أزمة الديون.

وأضاف التقرير : أنه على خلفية هذا تبدو التوقعات الاقتصادية على المدى القريب مدعاة للقلق".

وتوقع التقرير أن يتباطأ نمو الناتج العالمي من 3 في المائة عام 2022 إلى 1.9 في المائة عام 2023، وهو ما يمثل أحد أدنى معدلات النمو في العقود الأخيرة.

كما أشار ايضا صندوق النقد الدولي بأن الآثار المشتركة لجائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية والتبعات المناخية قد زادت من المخاطر السلبية المؤثرة على الأوضاع المالية العالمية والتي تشهد تقلصا بشكل ملحوظ.

واكد خلال كلمته انه لا يجب ان يكون الملتقى مدعاة لليأس والإحساس بالإحباط بسبب التقارير الدولية التي تبعث على القلق، ولكن يجب الايمان بان بالأخذ بالأسباب من علم متطور وعمل دؤوب ومن ثم التوكل على الله سبحانه وتعالى فأننا بإذنه سنحرز تقدما في ايجاد حلول فاعلة في طريق تحقيق إقلاع اقتصادي مبشر يليق بعراقة أمتنا وتأصل العلم والايمان فيها في سبيل الخروج من الأزمات والكبوات التي تواجه مجتمعاتنا ....

وهنا يأتي دور نخبة العلماء المشاركين في هذا الحدث التنموي الهام ليقدم كلا في مجاله ما يمكنه أن يساهم به من أجل رفعة الامة.

هذا وقد جاءت أعمال اليوم الثاني تزامنا مع  إحياء ذكرى يوم العلم المصادف لوفاة العلامة عبد الحميد ابن باديس عليه رحمة الله. وكذا فعاليات أسبوع الذكاء الاصطناعي المبرمج من طرف وزارة التعليم العالي البحث العلمي.

 

كشفت شركة نيوسنشري عن البوستر الرسمي لفيلم الكوميديا العائلية شوجر دادي والمقرر طرحه في الصيف يوم 24 مايو بدور العرض المصرية، فيما ينطلق في باقي الدول العربية يوم 25 مايو.

ويُظهر البوستر كافة نجوم الفيلم بملابس وألوان صيفية تشير إلى رحلة مليئة بالمواقف الكوميدية والمغامرات في التعاون الثاني بين ليلى علوي وبيومي فؤاد، وحمدي الميرغني، بعد تجربتهم السينمائية الأولى من خلال فيلم ماما حامل (2021)، الذي حقق نجاحاً في مصر والعالم العربي، ويشاركهم بطولة الفيلم تامر هجرس، محمد محمود، مصطفى غريب، مي الغيطي، جوهرة، وفرح الزاهد.

ويشهد الفيلم أول تجربة تمثيل حقيقية للراقصة جوهرة وبشكل مختلف عن دور الراقصة التقليدية وعودة تامر هجرس إلى شاشة السينما بعد غياب 5 سنوات.

تدور أحداث فيلم شوجر دادي في إطار كوميدي حول رجل يمر بأزمة منتصف العمر، وتقوده مراهقته المتأخرة إلى إقامة علاقة سرية مع راقصة، لتنقلب حياته وحياة أسرته رأساً على عقب.

فيلم شوجر دادي من إخراج محمود كريم وتأليف لؤي السيد وإنتاج شركة نيوسنشري، توزيع داخلي دولار فيلم، وتوزيع خارجي شركة أورينت، وشارك في الإنتاج شركات أفلام مصر العالمية، سينرجي، ماجيك بينز، وفيلم سكوير.

في يوم بدر، كان واحدا من قادة قريش الذين حملوا سيوفهم ليجهزوا على الاسلام .
وكان حديد البصر، محكم التقدير، ومن ثم ندبه قومه ليستطلع لهم عدد المسلمين الذين خرجوا مع الرسول للقائهم، ولينظر ان كان لهم من وزرائهم كمين أو مدد ..
وانطلق عمير بن وهب الجمحيّ وصال بفرسه حول معسكر المسلمين، ثم رجع يقول لقومه : " انهم ثلاثمائة رجل، يزيدون قليلا أ، ينقصون" وكان حدسه صحيحا .
وسألوه : هل وراءهم امتداد لهم ؟؟ فأجابهم قائلا : " لم أجد وراءهم شيئا .. ولكن يا معشر قريش، رأيت المطايا تحمل الموت الناقع .. قوم ليس معهم منعة ولا ملجأ الا سيوفهم .. والله ما أرى أن يقتل رجل منهم حتى يقتل رجل منكم، فاذا أصابوا منكم مثل عددهم، فما خير العيش بعد ذلك .. ؟؟ " فانظروا رأيكم " ..
وتأثر بقوله ورأيه نفر من زعماء قريش، وكادوا يجمعون رجالهم ويعودون الى مكة بغير قتال، لولا أبي جهل الذي أفسد عليهم رأيهم، وأضرم في النفوس نار الحقد، ونار الحربو التي كان هو أول قتلاها ..
كان أهل مكة يلقبونه بـ شيطان قريش ..
ولقد أبلى شيطان قريش يوم بدر بلاء لم يغن قومه شيئا، فعادت قوات قريش الى مكة مهزومة مدحورة، وخلّف عمير بن وهب في المدينة بضعة منه .. اذ وقع ابنه في أيدي المسلمين أسيرا ..
وذات يوم ضمّه مجلس ابن عمّه صفوان بن أميّة .. وكان صفوان يمضغ أحقاده في مرارة قاتلة، فان أباه أميّة بن خلف قد لقي مصرعه في بدر وسكنت عظامه القليب .
جلس صفوان وعمير يجترّان أحقادهما ..
ولندع عروة بن الزبير ينقل الينا حديثهما الطويل : " قال صفوان، وهو يذكر قتلى بدر : والله ما في العيش بعدهم من خير .. ! وقال له عمير : صدقت، ووالله لولا دين عليّ لا أملك قضاءه، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت الى محمد حتى أقتله، فان لي عنده علة أعتلّ بها عليه : أٌقول قدمت من أجل ابني هذا الأسير، فاغتنمها صفوان وقال : عليّ دينك .. أنا أقضيه عنك .. وعيالك مع عيالي أواسيهم ما بقوا .. فقال له عمير : اذن فاكتم شأني وشأنك ... "
ثم أمر عمير بسيفه فشحذ له وسمّ، ثم انطلق حتى قدم المدينة .
وبينما عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر، ويذكرون ما أكرمهم الله به، اذ نظر عمر فرأى عمير بن وهب، قد أناخ راحلته على باب المسجد، متوشحا سيفه، فقال : هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب، والله ما جاء الا لشرّ ..
فهو الذي حرّش بيننا وحزرنا للقوم يوم بدر ..
ثم دخل عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فال : يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء متوشحا سيفه .. قال صلى الله عليه وسلم : أدخله عليّ .." فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عنقه فلبّبه بها، وقال لرجال ممن كانوا معه من الأنصار، ادخلوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث، فانه غير مأمون " .
ودخل به عمر على النبي صلى الله عليه وسلم، وهو آخذ بحمّالة سيفه في عنقه فلما رآه الرسول قال : دعه يا عمر .. ادن يا عمير .. فدنا عمير وقال : انعموا صباحا " وهي تحيّة الجاهلية " فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير، بالسلام.. تحية أهل الجنة .
فقال عمير : أما والله يا محمد ان كنت بها لحديث عهد .
قال لرسول : فما جاء بك يا عمير .. ؟؟
قال : جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم .
قال النبي : فما بال السيف في عنقك .. ؟؟
قال عمير : قبّحها الله من سيوف، وهل أغنت عنا شيئا .. ؟!
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : أصدقني يا عمير، ما الذي جئت له ؟
قال : ما جئت الا لذلك .
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : بل قعدت أنت وصفوان بن أميّة في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش، ثم قلت، لولا دين عليّ، وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا، فتحمّل لك صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني له، والله حائل بينك وبين ذلك .. !!!
وعندئذ صاح عمير : أشهد أن لا اله الا الله، وأشهد أنك رسول الله .. هذا أمر لم يحضره الا أنا وصفوان، فوالله ما أنبأك به الا الله، فالحمد لله الذي هداني للاسلام ..
فقال الرسول لأصحابه : فقّهوا أخاكم في الدين وأقرئه القرآن، وأطلقوا أسيره .... !!
هكذا أسلم عمير بن وهب ..
هكذا أسلم شيطان قريش، وغشيه من نور الرسول والاسلام ما غشيه فاذا هو في لحظة يتقلب الى حواريّ الاسلام .. !!
يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه : " والذي نفسي بيده، لخنزير كان أحبّ اليّ من عمير حين طلع علينا .. ولهو اليوم أحبّ اليّ من بعض ولدي " .. !!
جلس عمير يفكّر بعمق في سماحة هذا الدين، وفي عظمة هذا الرسول : ثم تذكر بلاءه يوم بدر وقتاله ، وتذكر أيامه الخوالي في مكة وهو يكيد للاسلام ويحاربه قبل هجرة الرسول وصحبه الى المدينة .
ثم هاهو ذا يجيء اليوم متوشحا سيفه ليقتل به الرسول .
كل ذلك يمحوه في لحظة من الزمان قوله : " لا اله الا الله محمد رسول الله ".. !!
أيّة سماحة، وأي صفاء، وأية ثقة بالنفس يحملها هذا الدين العظيم .. !!
أهكذا في لحظة يمحو الاسلام كل خطاياه السالفة، وينسى المسلمون كل جرائره وعداواته السابقة، ويفتحون له قلوبهم، ويأخذونه بالأحضان .. ؟!
أهكذا والسيف الذي جاء معقودا على شرّ طوية وشرّ جريمة، لا يزال يلمع أمام أبصارهم، ينسي ذلك كله، ولا يذكر الآن الا أن عميرا باسلامه، قد أصبح احدا من المسلمين ومن أصحاب الرسول، له ما لهم .. وعليه ما عليهم ..؟ !!!
أهكذا وهو الذي ودّ عمر بن الخطاب منذ لحظتين أن يقتله، يصبح أحب الى عمر من ولده وبنيه .. ؟؟؟!!!
اذا كانت لحظة واحدة من الصدق، تلك التي أعلن فيها عمر اسلامه، تحظى من الاسلام بكل هذا التقدير والتكريم والمثوبة والاجلال، فان الاسلام اذن لهو دين عظيم .. !!
وفي لحظات عرف عمير واجبه تجاه هذا الدين .. أن يخدمه بقدر ما حاربه، وان يدعو اليه، بقدر ما دعا ضدّه .. وأن يري الله ورسوله ما يحب الله ورسوله من صدق، وجهاد وطاعة .. وهكذا أقبل على رسول الله ذات يوم، قائلا : " يا رسول الله : انى كنت جاهدا على اطفاء نور الله، شديد الأذى لمن كان على دين الله عز وجل، واني أحب أن تأذن لي فأقدم مكة، فأدعوهم الى الله تعالى، والى رسوله، والى الاسلام، لعلّ الله يهيدهم، والا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم " ..
في تلك الأيام، ومنذ فارق عمير مكة متوجها الى المدينة كان صفوان بن أمية الذي اغرى عميرا بالخروج لقتل الرسول، يمشي في شوارع مكة مختالا، ويغشي مجالسها وندواتها فرحا محبورا .. !
وكلما سأله قومه واخوته عن شسر فرحته ونشوته، وعظام أبيه لا تزال ساخنة في حظائر بدر، يفرك كفّيه في غرور يقول للناس : " أبشروا بوقعة يأتيكم نبأها بعد أيام تنسيكم وقعة بدر " .. !
وكان يخرج الى مسارف مكة كل صباح يسأل القوافل والركبان : " ألم يحدث بالمدينةأمر " .
وكانوا يجيبونه بما لا يحب ويرضى، فما منهم من أحد سمع أو رأى في المدينة حدثا ذا بال .
ولم ييأس صفوان .. بل ظلّ مثابرا على مسائلة الركبان، حتى لقي بعضهم يوما فسأله : " ألم يحدث بالمدينة أمر " ؟؟ فأجابه المسافر : بلى حدث أمر عظيم !! وتهللت أسارير صفوان وفاضت نفسه بكل ما في الدنيا من بهجة وفرح ..
وعاد يسأل الرجل في عجلة المشتاق : " ماذا حدث اقصص عليّ .. وأجابه الرجل : لقد أسلم عمير بن وهب، وهو هناك يتفقه في الدين، ويتعلم القرآن " .. !!
ودرات الأرض بصفوان .. والوقعة التي كان يبشر بها قومه، والتي كان ينتظرها لتنسيه وقعة بدر جاءته اليوم في هذا النبأ الصاعق لتجعله حطاما .. !!
وذات يوم بلغ المسافر داره .. وعاد عمير الى مكة شاهرا سيفه، متحفزا للقتال، ولقيه أول ما لقيه صفوان بن أمية .. وما كاد يراه حتى هم بمهاجمته، ولكن السيف المتحفز في يد عمير ردّه الى صوابه، فاكتفى بأن ألقى على سمع عمير بعض شتائمه ثم مضى لسبيله ..
دخل عمير بن وهب مكة مسلما، وهو الذي فارقها من أيام مشركا، دخلها وفي روعة صورة عمر بن الخطاب يوم أسلم، ثم صاح فور اسلامه قائلا : " والله لا أدع مكانا جلست فيه بالكفر، الا جلست فيه بالايمان " .
ولكأنما اتخذ عمير من هذه الكلمات شعارا، ومن ذلك الموقف قدوة، فقد صمم على نذر حياته للدين الذي طالما حاربه.. ولقد كان في موقف يسمح له بأن ينزل الأذى بمن يريد له الأذى ..
وهكذا راح يعوّض ما فاته.. ويسابق الزمن الى غايته، فيبشر بالاسلام ليلا ونهارا .. علانية واجهارا ..
في قلبه ايمانه يفيض عليه أمنا، وهدى ونورا ..
وعلى لسانه كلمات حق، يدعو بها الى العدل والاحسان والمعروف والخير ..
وفي يمينه سيف يرهب به قطاع الطق الذين يصدّون عن سبيل الله من آمن به، ويبغونها عوجا .
وفي بضعة أسابيع كان الذين هدوا الى الاسلام على يد عمير يفوق عددهم كل تقدير يمكن أن يخطر ببال .
وخرج عمير بهم الى المدينة في موكب طويل مشرق .
وكانت الصحراء التي يجتازونها في سفرهم لا تكتم دهشتها وعجبها من هذا الرجل الذي مرّ من قريب حاملا سيفه، حاثّا خطاه الى المدينة ليقتل الرسول، ثم عبرها مرّة أخرى راجعا من المدينة بغير الوجه الذي ذهب به يرتل القرآن من فوق ظهر ناقته المحبورة .. ثم ها هو ذا يجتازها مرة ثالثة على رأس موكب كبير من المؤمنين يملؤون رحابها تهليلا وتكبيرا ..
أجل إنه لنبأ عظيم .. نبأ شيطان قريش الذي أحالته هداية الله الى حواريّ باسل من حوارييّ الاسلام، والذي ظلّ زاقفا الى جوار رسول الله في الغزوات والمشاهد، وظلّ ولاؤه لدين الله راسخا بعد رحيل الرسول عن الدنيا .
وفي يوم فتح مكة لم ينس عمير صاحبه وقريبه صفوان بن أمية فراح اليه يناشده الاسلام ويدعوه اليه بعد أن لم يبق شك في صدق الرسول، وصدق الرسالة ..
بيد أن صفوان كان قد شدّ رحاله صوب جدّة ليبحر منها الى اليمن ..
واشتدّ اشفاق عمير على صفوان، وصمم على أن يستردّه من يد الشيطان بكل وسيلة .
وذهب مسرعا الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : " يا نبيّ الله ان صفوان بن أميّة سيّد قومه، وقد خرج هاربا منك ليقذف نفسه في البحر فأمّنه صلى الله عليك، فقال النبي : هو آمن .. قال يا رسول الله فأعطني آية يعرف بها أمانك، فأعطاه الرسول صلى الله عليه وسلم عمامته التي دخل فيها مكة " ..
ولندع عروة بن الزبير يكمل لنا الحديث : " فخرج بها عمير حتى أدركه وهو يريد أنيركب البحر فقال : يا صفوان، فداك أبي وأمي ، الله الله في نفسك أن تهلكها ، هذا أمان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جئتك به ..
قال له صفوان : ويحك، اغرب عني فلا تكلمني، قال : أي صفوان .. فداك أبي وأمي، ان رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الناس، وأبرّ الناس، وأحلم الناس، وخير الناس .. عزّه عزّك، وشرفه شرفك .. قال : اني أخاف على نفسي .. قال : هوأحلم من ذاك وأكرم .. فرجع معه حتى وقف به على رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فقال صفوان للنبي صلى الله عليه وسلم : ان هذا يزعم أنك أمّنتني .. قال الرسول صلى الله عليه وسلم : صدق .. قال صفوان : فاجعلني فيه بالخيار شهرين .. قال صلى الله عليه وسلم : أنت بالخيار أربعة أشهر " .
وفيما بعد أسلم صفوان ..
وسعد عمير باسلامه أيّما سعادة ..
وواصل ابن وهب مسيرته المباركة الى الله، متبعا أثر الرسول العظيم الذي هدى الله به الناس من الضلالة وأخرجهم من الظلمات الى النور .

استقبلت منذ قليل مستشفى السويس العام، 9 مصابين جراء حادث بطريق القطامية، وعقب وصول المصابين  تم علي الفور إجراء الاشعات والفوحصات اللازمه بكافة التخصصات  ، وقد قامت الدكتورة أمل رشدي وكيلة وزارة الصحة بالسويس، بزيارة الحالات والاطمئنان عليهم فور وقوع الحادث ، حيث رافق سيادتها الدكتور احمد نوح مدير مستشفى السويس العام  ،هذا  وقد تم التعامل مع حالات المصابين التي تراوحت ما بين الكدمات والسجحات وكسور متفرقة بأنحاء الجسم ، 

 كما قد تم حجز جميع الحالات بالاقسام الداخلية تحت الملاحظة والمتابعة الطبية لحين التأكد من تماثل جميع المصابين للشفاء ، هذا وتتابع الدكتورة أمل رشدي   متابعة الحالات مع الفريق الطبي على مدار الساعة منذ وقوع الحادث.

اصيب 9 اشخاص في حادث تصادم سيارة ملاكي مع اتوبيس متوقف على جانب الطريق بالكيلو 46 بطريق القطامية السخنة اتجاه السخنة

تلقت غرفة عمليات اسعاف السويس بلاغا بحادث تصادم سياره ملاكي رقم أ ه‍ ل 817 مع اوتوبيس رقم ه‍ ف ج 291 منتظر علي جانب الطريق قبل بنزينة شل أوت الكيلو 46 طريق القطاميه العين السخنه اتجاه السخنه واسفر عن 9 مصابين وجاري نقلهم مستشفي السويس العام 

1/ ماريان ماهر فهيم35 سنه اشتباه نزيف بالمخ وسحجات وكدمات متفرقفه بالجسم 

2/ جورج ماهر شاكر 45 سنه سائق الملاكي

سحجات وكدمات متفرقه بالجسم 

3/ توني جورج ماهر 12 سنه 

اشتباه كسر بالفخذ الأيسر وسحجات وكدمات متفرقفه بالجسم 

4/ جوليانا جورج ماهر 8 سنه 

اشتباه كسر بالفخذ الأيسر وسحجات وكدمات متفرقفه بالجسم 

5/ ابانوب عادل عبيد29 سنه 

اشتباه كسر بالساق اليمني والعمود الفقري وسحجات وكدمات متفرقفه 

6 / روبيانا هاني فرج 5 سنوات 

سحجات وكدمات متفرقه بالجسم 

7/ ايفون عز عطيه 29 سنه سحجات وكدمات متفرقه بالجسم 

8 / ماهر شاكر فهيم 73 سنه سحجات وكدمات متفرقه بالجسم 

9/ ماري ماهر شاكر 35 سنه سحجات وكدمات متفرقه بالجسم

وتم نقلهم جميعا الى مستشفى السويس العام لتلقي العلاج

انه واحد من الأنصار الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لو أن الأنصار سلكوا واديا أو شعبا، لسلكت وادي الأنصار وشعبهم، ولولا الهجرة لكنت من أمراء الأنصار ".. وعبادة بن الصامت بعد كونه من الأنصار، فهو واحد من زعمائهم الذين اتخذهم نقباء على أهليهم وعشائرهم ...
وحينما جاء وفد الأنصار الأول الى مكة ليبايع الرسول عليه السلام، تلك البيعة المشهورة بـ بيعة العقبة الأولى، كان عبادة بن الصامت رضي الله عنه أحد الاثني عشر مؤمنا، الذين سارعوا الى الاسلام، وبسطوا أيمانهم الى رسول الله صلى الله عليه وسلم مبايعين، وشدّوا على يمينه مؤازرين ومسلمين ...
وحينما كان موعد الحج في العام التالي، يشهد بيعة العقبة الثانية يبابعها وفد الأنصار الثاني، مكّونا من سبعين مؤمنا ومؤمنة، كان عبادة أيضا من زعماء الوفد ونقباء الأنصار ..
وفيما بعد والمشاهد تتوالى.. ومواقف التضحية والبذل، والفداء تتابع، كان عبادة هناك لم يتخلف عن مشهد ولم يبخل بتضحية ...
ومنذ اختار الله ورسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقوم على أفضل وجه بتبعات هذا الاختيار ..
كل ولائه لله، وكل طاعته لله، وكلا علاقته بأقربائه بحلفائه وبأعدائه انما يشكلها ايمانه ويشكلها السلوك الذي يفرضه هذا الايمان ..
كانت عائلة عبادة مرتبطة بحلف قديم مع يهود بني قينقاع بالمدينة ..
زمنذ هاجر الرسول وأصحابه الى المدينة، ويهودها يتظاهرون بمسالمته .. حتى كانت الأيام التي تعقب غزوة بدر وتسبق غزوة أحد، فشرع يهود المدينة يتنمّرون ..
وافتعلت احدى قبائلهم بنو قينقاع أسبابا للفتنة وللشغب على المسلمين ..
ولا يكذد عبادة يرى موقفهم هذا، حتى ينبذ الى عهدهم ويفسخ حلفهم قائلا : " انما أتولى الله، ورسوله، والمؤمنين ...فيتنزل القرآن محييا موقفه وولاءه، قائلا في آياته : (ومن يتولى الله ورسوله، والذين آمنوا، فان حزب الله هم الغالبون)...
لقد أعلنت الآية الكريمة قيام حزب الله .. وحزب الله، هم أولئك المؤمنون الذين ينهضون حول رسول الله صلى الله عليه وسلم حاملين راية الهدى والحق، والذين يشكلون امتدادا مباركا لصفوف المؤمنين الذين سبقوهم عبر التاريخ حول أنبيائهم ورسلهم، مبلّغين في أزمانهم وأعصارهم كلمة الله الحي القيّوم ..
ولن يقتصر حزب الله على أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، بل سيمتد عبر الأجيال الوافدة، والأزمنة المقبلة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، ضمّا الى صفوفه كل مؤمن بالله وبرسوله ..
وهكذا فان الرجل الذي نزلت هذه الآية الكريمة تحيي موقفه وتشيد بولائه وايمانه، لن يظل مجرّد نقيب الأنصار في المدينة، بل سيصير نقيبا من نقباء الدين الذي ستزوى له أقطار الأرض جميعا .
أجل لقد أصبحعبادة بن الصامت نقيب عشيرته من الخزرج، رائدا من روّاد الاسلام، وامام من أئمة المسلمين يخفق اسمه كالراية في معظم أقطار الأرض لا في جبل، ولا في جبلين، أو ثلاثة بل الى ما شاء الله من أجيال .. ومن أزمان .. ومن آماد .. !!
سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما يتحدث عن مسؤلية الأمراء والولاة ..
سمعه يتحدث عليه الصلاة والسلام، عن المصير الذي ينتظر من يفرّط منهم في الحق، أو تعبث ذمته بمال، فزلزل زلزالا، وأقسم بالله ألا يكون أميرا على أثنين أبدا .. ولقد برّ بقسمه ..
وفي خلافة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه، لم يستطع الفاروق أن يحمله على قبول منصب ما، الا تعليم الناس وتفقيههم في الدين .
أجل هذا هو العمل الوحيد الذي آثره عبادة، مبتعدا بنفسه عن الأعمال الأخرى، المحفوفة بالزهو وبالسلطان وبالثراء، والمحفوفة أيضا بالأخطار التي يخشاها على مصيره ودينه ،وهكذا سافر الى الشام ثالث ثلاثة : هو ومعاذ بن جبل وأبو الدرداء .. حيث ملؤا البلاد علما وفقها ونورا ...
وسافر عبادة الى فلسطين حيث ولي قضائها بعض الوقت وكان يحكمها باسم الخليفة آنذاك، معاوية ..
كان عبادة بن الصامت وهو ثاو في الشام يرنو ببصره الى ما وراء الحدود .. الى المدينة المنورة عاصمة السلام ودار الخلافة، فيرى فيها عمر ابن الخطاب .. رجل لم يخلق من طرازه سواه .. !!

ثم يرتد بصره الى حيث يقيم، في فلسطين فيرى معاوية بن أبي سفيان رجل يحب الدنيا، ويعشق السلطان ...
وعبادة من الرعيل الأول الذي عاش خير حياته وأعظمها وأثراها مع الرسول الكريم .. الرّعيل الذي صهره النضال وصقلته التضحية، وعانق الاسلام رغبا لا رهبا .. وباع نفسه وماله ...
عبادة من الرعيل الذي رباه محمد بيديه، وأفرغ عليه من روحه ونوره وعظمته ..
واذا كان هناك من الأحياء مثل أعلى للحاكم يملأ نفس عبادة روعة، وقلبه ثقة، فهو ذلك الرجل الشاهق الرابض هناك في المدينة .. عمر بن الخطاب ..
فاذا مضى عبادة يقيس تصرّفات معاوية بهذا المقياس، فستكون الشقة بين الاثنين واسعة، وسيكون الصراع محتوما .. وقد كان .. !!
يقول عبادة رضي الله عنه : " بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على ألا نخاف في الله لومة لائم " .. وعبادة خير من يفي بالبيعة، واذن فهو لن يخشى معاوية بكل سلطانه، وسيقف بالمرصاد لكل أخطائه ..
ولقد شهد أهل فلسطين يومئذ عجبا .. وترامت أنباء المعارضة الجسورة التي يشنّها عبادة على معاوية الى أقطار كثيرة من بلاد الاسلام فكانت قدوة ونبراسا ..
وعلى الرغم من الحلم الواسع الرحيب الذي اشتهر به معاوية فقد ضاق صدره بمواقف عبادة ورأى فيها تهديدا مباشرا لهيبة سلطانه ..
ورأى عبادة من جانبه أن مسافة الخلف بينه وبين معاوية تزداد وتتسع، فقال لمعاوية : " والله لا أساكنك أرضا واحدة أبدا ".. وغادر فلسطين الى المدينة ..
كان أمير المؤمنين عمر، عظيم الفطنة، بعيد النظر .. وكان حريصا على ألا يدع أمثال معاوية من الولاة الذين يعتمدون على ذكائهم ويستعملونه بغير حساب دون أن يحيطهم بنفر من الصحابة الورعين الزاهدين والنصحاء المخلصين، كي يكبحوا جماح الطموح والرغبة لدى أولئك الولاة، وكي يكونوا لهم وللناس تذكرة دائمة بأيام الرسول وعهده ..
من أجل هذا لم يكد أمير المؤمنين يبصر عبادة بن الصامت وقد عاد الى المدينة حتى ساله : " ما الذي جاء بك يا عبادة"... ؟؟ ولما قصّ عليه ما كان بينه وبين معاوية قال له عمر : " ارجع الى مكانك، فقبّح الله أرضا ليس فيها مثلك .. !! ثم أرسل عمر الى معاوية كتابا يقول فيه : "لا امرة لك على عبادة " .. !!
أجل ان عبادة أمير نفسه ..
وحين يكرّم عمر الفاروق رجلا مثل هذا التكريم، فانه يكون عظيما ..
وقد كان عبادة عظيما في ايمانه، وفي استقامة ضميره وحياته ...
وفي العام الهجري الرابع والثلاثين، توفي بالرملة في أرض فلسطين هذا النقيب الراشد من نقباء الأنصار والاسلام، تاركا في الحياة عبيره وشذاه ....

ولد في أحضان النعيم ..
فقد اكن أبوه حاكم الأبلّة ووليا عليها لكسرى .. وكان من العرب الذين نزحوا الى العراق قبل الاسلام بعهد طويل، وفي قصره القائم على شاطئ الفرات، مما يلي الجزيرة والموصل، عاش الطفل ناعما سعيدا ..
وذات يوم تعرضت البلاد لهجوم الروم وأسر المغيرون أعدادا كثيرة وسبوا ذلك الغلام " صهيب بن سنان " ..
ويقتنصه تجار الرقيق، وينتهي طوافه الى مكة، حيث بيع لعبد الله بن جدعان، بعد أن قضى طفولته وشبابه في بلاد الروم، حتى أخذ لسانهم ولهجتهم .
ويعجب سيده بذكائه ونشاطه واخلاصه، فيعتقه ويحرره، ويهيء له فرصة الاتجار معه .
وذات يوم .. ولندع صديقه عمار بن ياسر يحدثنا عن ذلك اليوم : " لقيت صهيب بن سنان على باب دار الأرقم، ورسول الله صلى الله عليه وسلم فيها .. فقلت له : ماذا تريد .. ؟ فأجابني وما تريد أنت .. ؟ قلت له : أريد أن أدخل على محمد، فأسمع ما يقول .
قال : وأنا اريد ذلك .. فدخلنا على الرسول صلى الله عليه وسلم، فعرض علينا الاسلام فأسلمنا .
ثم مكثنا على ذلك حتى أمسينا .. ثم خرجنا ونحن مستخفيان " !!
عرف صهيب طريقع اذن الى دار الأرقم .. عرف طريقه الى الهدى والنور، وأيضا الى التضحية الشاقة والفداء العظيم .. فعبور الباب الخشبي الذي كان يفصل داخل دار الأرقم عن خارجها لم يكن يعني مجرّد تخطي عتبة .. بل كان يعني تخطي حدود عالم بأسره .. !
عالم قديم بكل ما يمثله من دين وخلق، ونظام وحياة ..
وتخطي عتبة دار الأرقم، التي لم يكن عرضها ليزيد عن قدم واحدة كان يعني في حقيقة الأمر وواقعه عبور خضمّ من الأهوال، واسع، وعريض .. واقتحام تلك العتبة، كان ايذانا بعهد زاخر بالمسؤليات الجسام .. !

وبالنسبة للفقراء، والغرباء، والرقيق، كان اقتحام عقبة دار الأرقم يعني تضحية تفوق كل مألوف من طاقات البشر .
وان صاحبنا صهيبا لرجل غريب .. وصديقه الذي لقيه على باب الدار، عمّار بن ياسر رجل فقير.. فما بالهما يستقبلان الهول ويشمّران سواعدهما لملاقاته .. ؟؟
انه نداء الايمان الذي لا يقاوم .. وانها شمائل محمد عليه الصلاة والسلام، الذي يملؤ عبيرها أفئدة الأبرار هدى وحبا .. وانها روعة الجديد المشرق ، تبهر عقولا سئمت عفونة القديم، وضلاله وافلاسه ..
وانها قبل هذا كله رحمة الله يصيب بها من يشاء .. وهداه يهدي اليه من ينيب ...أخذ صهيب مكانه في قافلة المؤمنين .. وأخذ مكانا فسيحا وعاليا بين صفوف المضطهدين والمعذبين .. !! ومكانا عاليا كذلك بين صفوف الباذلين والمفتدين ..
وانه ليتحدث صادقا عن ولائه العظيم لمسؤولياته كمسلم بايع الرسول، وسار تحت راية الاسلام فيقول : " لم يشهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مشهدا قط الا كنت حاضره ..
ولم يبايع بيعة قط الا كنت حاضرها .. ولا يسر سرية قط. الا كنت حاضرها ..
ولا غزا غزاة قط، أوّل الزمان وآخره، الا منت فيها عن يمينه أ، شماله ..
وما خاف المسلمون أمامهم قط، الا كنت أمامهم .. ولا خافوا وراءهم الا كنت وراءهم ..
وما جعلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بيني وبين االعدوّ أبدا حتى لقي ربه " !!
هذه صورة باهرة، لايمان فذ وولاء عظيم ..
ولقد كان صهيب رضي الله عنه وعن اخوانه أجمعين، أهلا لهذا الايمان المتفوق من أول يوم استقبل فيه نور الله، ووضع يمينه في يكين الرسول ..
يومئذ أخذت علاقاته بالناس، وبالدنيا، بل وبنفسه، طابعا جديدا، يومئذ، امتشق نفسا صلبة، زاهدة متفانية، وراح يستقبل بها الأحداث فيطوّعها، والأهوال فيروّعها .
ولقد مضى يواجه تبعاته في اقدام وجسور، فلا يتخلف عن مشهد ولا عن خطر .. منصرفا ولعه وشغفه عن الغنائم الى المغارم .. وعن شهوة الحياة، الى عشق الخطر وحب الموت ..
ولقد افتتح أيام نضاله النبيل وولائه الجليل بيوم هجرته، ففي ذلك اليوم تخلى عن كل ثروته وجميع ذهبه الذي أفاءته عليه تجارته الرابحة خلال سنوات كثيرة قضاها في مكة.. تخلى عن كل هذه الثروة وهي كل ما يملك في لحظة لم يشب جلالها تردد ولا نكوص .

فعندما همّ الرسول بالهجرة، علم صهيب بها، وكان المفروض أن يكون ثالث ثلاثة، هم الرسول .. وأبو بكر .. وصهيب ..
بيد أن القرشيين كانوا قد بيتوا أمرهم لمنع هجرة الرسول ..
ووقع صهيب في بعض فخاخهم، فعوّق عن الهجرة بعض الوقت بينما كان الرسول وصاحبه قد اتخذا سبيلهما على بركة الله ..
وحاور صهيب وداور، حتى استطاع أن يفلت من شانئيه، وامتطى ظهر ناقته، وانطلق بها الصحراء وثبا ..
بيد أن قريشا أرسلت في أثره قناصتها فأدركوهخ .. ولم يكد صهيب يراهم ويواجههم من قريب حتى صاح فيهم قائلا : " يا معشر قريش .. لقد علمتم أني من أرماكم رجلا .. وأيم الله لا تصلون اليّ حتى ارمي كبل سهم معي في كنانتي ثم أضربكم بسيفي حتى لا يبقى في يدي منه شيء، فأقدموا ان شئتم .. وان شئتم دللتكم على مالي، وتتركوني وشاني " ..
ولقد استاموا لأنفسهم، وقبلوا أن يأخذوا ماله قائلين له : أتيتنا صعلوكا فقيرا، فكثر مالك عندنا، وبلغت بيننا ما بلغت، والآن تنطلق بنفسك وبمالك .. ؟؟
فدلهم على المكان الذي خبأ فيه ثروته، وتركوه وشأنه، وقفلوا الى مكة راجعين ..
والعجب أنهم صدقوا قوله في غير شك، وفي غير حذر، فلم يسألوه بيّنة .. بل ولم يستحلفوه على صدقه .. !! وهذا موقف يضفي على صهيب كثيرا من العظمة يستحقها كونه صادق وأمين .. !!
واستأنف صهيب هجرته وحيدا سعيدا، حتى أردك الرسول صلى الله عليه وسلم في قباء ..
كان الرسول حالسا وحوله بعض أصحابه حين أهل عليهم صهيب ولم يكد يراه الرسول حتى ناداه متهلا : " ربح البيع أبا يحيى .. !! ربح البيع أبا يحيى .. !! وآنئذ نزلت الآية الكريمة : (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله، والله رؤوف بالعباد) ..
أجل لقد اشترى صهيب نفسه المؤمنة ابتغاء مرضات الله بكل ثروته التي أنفق شبابه في جمعها، ولم يحس قط أنه المغبون .. فما المال، وما الذهب وما الدنيا كلها، اذا بقي له ايمانه، واذا بقيت لضميره سيادته .. ولمصيره ارادته .. ؟؟

كان الرسول يحبه كثيرا.. وكان صهيب الى جانب ورعه وتقواه، خفيف الروح، حاضر النكتة..
رآه الرسول يأكل رطبا، وكان باحدى عينيه رمد ، فقال له الرسول ضاحكا : " أتأكل الرطب وفي عينيك رمد " ؟ فأجاب قائلا : " وأي بأس ..؟ اني آكله بعيني الآخرى " .. !!
وكان جوّادا معطاء .. ينفق كل عطائه من بيت المال في سبيل الله، يعين محتاجا .. يغيث مكروبا .. " ويطعم الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " .
حتى لقد أثار سخاؤه المفرط انتباه عمر فقال له : أراك تطعم كثيرا حتى انك لتسرف .. ؟
فأجابه صهيب لقد سمعت رسول الله يقول : " خياركم من أطعم الطعام " .
ولئن كانت حياة صهيب مترعة بالمزايا والعظائم، فان اختيار عمر بن الخطاب اياه ليؤم المسلمين في الصلاة مزية تملأ حياته ألفة وعظمة ..
فعندما اعتدي على أمير المؤمنين وهو يصلي بالمسلمين صلاة الفجر ..
وعندما احس نهاية الأجل، فراح يلقي على اصحابه وصيته وكلماته الأخيرة قال : " وليصلّ بالناس صهيب " ..
لقد اختار عمر يومئذ ستة من الصحابة، ووكل اليهم أمر الخليفة الجديد ..
وخليفة المسلمين هو الذي يؤمهم في الصلاة، ففي الأيام الشاغرة بين وفاة أمير المؤمنين، واختيار الخليفة الجديد، من يؤم المسلمين في الصلاة .. ؟
ان عمر وخاصة في تلك الللحظات التي تأخذ فيها روحه الطاهرة طريقها الى الله ليستأني ألف مرة قبل أن يختار .. فاذا اختار، فلا أحد هناك أوفر حظا ممن يقع عليه الاختيار .. ولقد اختار عمر صهيبا .. اختاره ليكون امام المسلمين في الصلاة حتى ينهض الخليفة الجديد .. بأعباء مهمته ..
اختاره وهو يعلم أن في لسانه عجمة، فكان هذا الاختيار من تمام نعمة الله على عبده الصالح صهيب بن سنان ..

أعلنت القوات المسلحة المصرية، في بيان لها اليوم السبت، أنها تتابع عن كثب الأحداث الجارية داخل الأراضى السودانية.

وقالت القوات المسلحة: فى إطار وجود قوات مصرية مشتركة لإجراء تدريبات مع نظرائها في السودان؛ جار التنسيق مع الجهات المعنية في السودان؛ لضمان تأمين القوات المصرية

وأهابت القوات المسلحة المصرية الحفاظ على أمن وسلامة القوات المصرية.جاء ذلك في بيان رسمي للمتحدث العسكري العقيد أركان حرب غريب عبد الحافظ، على صفحته الرسمية عبر "فيسبوك

عندما نزل مصعب بن عمير المدينة موفدا من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ليعلم الأنصار الذين بايعوا الرسول على الاسلام، وليقيم بهم الصلاة، كان عباد بن بشر رضي الله عنه واحدا من الأبرار الذين فتح الله قلوبهم للخير، فأقبل على مجلس مصعب وأصغى اليه ثم بسط يمينه يبايعه على الاسلام، ومن يومئذ أخذ مكانه بين الأنصار الذين رضي الله عنهم ورضوا عنه ..
وانتقل النبي الى المدينة مهاجرا، بعد أن سبقه اليها المؤمنون بمكة ..
وبدأت الغزوات التي اصطدمت فيها قوى الخير والنور مع قوى الظلام والشر ..
وفي تلك المغازي كان عباد بن بشر في الصفوف الأولى يجاهد في سبيل الله متفانيا بشكل يبهر الألباب ..
ولعل هذه الواقعة التي نرويها الآن تكشف عن شيء من بطولة هذا المؤمن العظيم ..
بعد أن فرغ رسول الله والمسلمين من غزوة ذات الرقاع نزلوا مكانا يبيتون فيه، واختار الرسول للحراسة نفرا من الصحابة يتناوبونها وكان منهم عمار بن ياسر وعباد بن بشر في نوبة واحدة ..
ورأى عباد صاحبه عمار مجهدا، فطلب منه أن ينام أول الليل على أن يقوم هو بالحراسة حتى يأخذ صاحبه من الراحة حظا يمكنه من استئناف الحراسة بعد أن يصحو ..
ورأى عباد أن المكان من حوله آمن، فلم لا يملأ وقته اذن بالصلاة، فيذهب بمثوبتها مع مثوبة الحراسة .. ؟!
وقام يصلي ..
واذ هو قائم يقرأ بعد فاتحة الكتاب سور من القرآن، احترم عضده سهم فنزعه واستمر في صلاته .. !
ثم رماه المهاجم في ظلام الليل بسهم ثان نزعه وأنهى تلاوته ..
ثم ركع، وسجد .. وكانت قواه قد بددها الاعياء والألم، فمدّ يمينه وهو ساجد الى صاحبه النائم جواره، وظل يهزه حتى استيقظ .. ثم قام من سجوده وتلا التشهد .. وأتم صلاته ..
وصحا عمار على كلماته المتهدجة المتعبة تقول له : " قم للحراسة مكاني فقد أصبت " ..
ووثب عمار محدثا ضجة وهرولة أخافت المتسللين، ففرّوا ثم التفت الى عباد وقال له :" سبحان الله ..هلا أيقظتني أوّل ما رميت " ؟؟فأجابه عباد :" كنت أتلو في صلاتي آيات من القرآن ملأت نفسي روعة فلم أحب أن أقطعها ..
ووالله، لولا أن أضيع ثغرا أمرني الرسول بحفظه لآثرت الموت على أن أقطع تلك الآيات التي كنت أتلوها " !!
كان عباد شديد الولاء والحب لله، ولرسوله ولدينه ..
وكان هذا الولاء يستغرق حياته كلها وحسه كله ..
ومنذ سمع النبي عليه الصلاة والسلام يقول مخاطبا الأنصار الذين هو منهم : " يا معشر الأنصار .. أنتم الشعار، والناس الدثار .. فلا أوتيّن من قبلكم " ..
نقول منذ سمع عباد هذه الكلمات من رسوله، ومعلمه، وهاديه الى الله، وهو يبذل روحه وماله وحياته في سبيل الله وفي سبيل رسوله ..
في مواطن التضحية والموت، يجيء دوما أولا ..
وفي مواطن الغنيمة والأخذ، يبحث عنه أصحابه في جهد ومشقة حتى يجدوه .. !
وهو دائما : عابد، تستغرقه العبادة ..
بطل، تستغرقه البطولة ..
جواد، يستغرقه الجود ..
مؤمن قوي نذر حياته لقضية الايمان .. !!
وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها : " ثلاثة من الأنصار لم يجاوزهم في الفضل أحد : 
" سعد بن معاذ .. وأسيد بن خضير .. وعبّاد بن بشر " ...
وعرف المسلمون الأوائل عبادا بأنه الرجل الذي معه نور من الله ..
فقد كانت بصيرته المجلوّة المضاءة تهتدي الى مواطن الخير واليقين في غير بحث أو عناء ..
بل ذهب ايمان اخوانه بنوره الى الحد الذي أسبغوا عليه في صورة الحس والمادة، فأجمعوا على ان عبادا كان اذا مشى في الظلام انبعثت منه أطياف نور وضوء، تضيء له الطريق ..
وفي حروب الردة، بعد وفاة الرسول عليه السلام، حمل عباد مسؤولياته في استبسال منقطع النظير ..
وفي موقعة اليمامة التي واجه المسلمون فيها جيشا من أقسى وأمهر الجيوش تحت قيادة مسيلمة الكذاب أحسّ عبّاد بالخطر الذي يتهدد الاسلام ..
وكانت تضحيته وعنفوانه يتشكلان وفق المهام التي يلقيها عليه ايمانه، ويرتفعان الى مستوى احساسه بالخطر ارتفاعا يجعل منه فدائيا لا يحرص على غير الموت والشهادة ..
وقبل أن تبدأ معركة اليمامة بيوم، رأى في منامه رؤيا لم تلبث أن فسرت مع شمس النهار، وفوق أرض المعركة الهائلة الضارية التي خاضها المسلمون. .
ولندع صحابيا جليلا هو أبو سعيد الخدري رضي الله عنه يقص علينا الرؤيا التي رآها عبّاد وتفسيره لها، ثم موقفه الباهر في القتال الذي انتهى باستشهاده ..
يقول أبو سعيد : " قال لي عباد بن بشر يا أبا سعيد رأيت الليلة، كأن السماء قد فرجت لي، ثم أطبقت عليّ .. واني لأراها ان شاء الله الشهادة .. !!
فقلت له : خيرا والله رأيت ..
واني لأنظر اليه يوم اليمامة، وانه ليصيح بالأنصار : احطموا جفون السيوف، وتميزوا من الناس .. فسارع اليه أربعمائة رجل، كلهم من الأنصار، حتى انتهوا الى باب الحديقة، فقاتلوا أشد القتال ..
واستشهد عباد بن بشر رحمه الله ..
ورأيت في وجهه ضربا كثيرا، وما عرفته الا بعلامة كانت في جسده ..
هكذا ارتفع عباد الى مستوى واجباته كؤمن من الأنصار، بايع رسول الله على الحياة لله، والموت في سبيله ..
وعندما رأى المعركة الضارية تتجه في بدايتها لصالح الأعداء، تذكر كلمات رسول الله لقومه الأنصار : " أنتم الشعار .. فلا أوتيّن من قبلكم " ..
وملأ الصوت روعه وضميره ..
حتى لكأن الرسول عليه الصلاة والسلام قائم الآن يردده كلماته هذه ..
وأحس عباد أن مسؤولية المعركة كلها انما تقع على كاهل الأنصار وحدهم .. أو على كاهلهم قبل سواهم .. هنالك اعتلى ربوة وراح يصيح : " يا معشر الأنصار .. احطموا جفون السيوف .. وتميزوا من الناس .. وحين لبّى نداءه أربعمائة منهم قادهم هو وأبو دجانة والبراء ابن مالك الى حديقة الموت حيث كان جيش مسيلمة يتحصّن .. وقاتل البطل القتال اللائق به كرجل .. وكمؤمن .. وكأنصاري ..
وفي ذلك اليوم المجيد استشهد عباد ..
لقد صدقت رؤياه التي رآها في منامه بالأمس. .
ألم يكن قد رأى السماء تفتح، حتى اذا دخل من تلك الفرجة المفتوحة، عادت السماء فطويت عليه، وأغلقت ؟؟
وفسرّها هو بأن روحه ستصعد في المعركة المنتظرة الى بارئها وخالقها .. ؟؟
لقد صدقت الرؤيا، وصدق تعبيره لها ..
ولقد تفتحت أبواب السماء لتستقبل في حبور، روح عبّاد بن بشر ..
الرجل الذي كان معه من الله نور .. !!
Ad_square_02
Ad_square_03
.Copyright © 2024 SuezBalady