394 زائر، ولايوجد أعضاء داخل الموقع
عقد اللواء أح عبدالمجيد صقر، محافظ السويس، اليوم الثلاثاء، اجتماعًا لبحث إستعداد محافظة السويس لإستقبال أعياد القيامة و شم النسيم وعيد الفطر المبارك والإجراءات التي تم إتخاذها لتوفير سبل الراحة وتقديم الخدمات للمواطنين من أهالي السويس والقادمين من المحافظات الأخري أثناء أجازة الأعياد.
حضر الاجتماع الدكتور عبد الله رمضان، نائب محافظ السويس والأستاذ خالد سعداوى، السكرتير العام للمحافظة واللواء ايمن عبد الحميد مساعد مدير الأمن .
كما حضر الاجتماع كلاً من العميد أحمد موسي المستشار العسكري للمحافظة والعقيد رامي سعد مدير عام مكتب المحافظ والقيادات التنفيذية والأمنية ورؤساء الأحياء ومديرى المديريات ومديري مشروعات المحافظة والمصالح الحكومية ومديري المرافق العامة و الجمعيات الاهلية ورجال الدين الاسلامي والمسيحي
وفى بداية الاجتماع قدم محافظ السويس، التهنئة للقيادات التنفيذية بمناسبة قرب حلول أعياد القيامة وشم النسيم و عيد الفطر المبارك ، مؤكدًا على رفع درجة الاستعداد القصوي وبتنفيذ كافة الإجراءات التي اتخذتها الدولة لراحة وتأمين المواطنين خلال اجازة الاعياد.
وأكد محافظ السويس علي جميع المديريات والمصالح الحكومية والمرافق الحيوية بإلغاء الإجازات وإستمرار المتابعة علي مدار الساعة لجميع المرافق والخدمات العامة التي تقدم للمواطنين.
وكلف المحافظ رؤساء الأحياء ومديرادارة الطوارئ والتدخل السريع بتجهيز جميع الحدائق والشواطىء العامة خلال أجازة العيد وتكثيف أعمال النظافة ورفع المخلفات بصفة مستمرة صباحا ومساءا
كما كلف إدارة الشاليهات والشواطئ بالاستعداد لاستقبال الرحلات من داخل وخارج السويس القادمين الي شاطىء السوايسة.
واكد صقر علي مدير مشروع الاسواق بتكثيف الحملات داخل الاسواق لإنتظام العمل وضبط ومراقبة الإسعار داخل الأسواق ومنع مرورعربات الكارو
كما كلف صقر رئيس فرع الشركة القابضة للمياه والصرف الصحى لمدن القناة بالسويس باستمرار العمل لتطهير خطوط الصرف الصحى وبالوعات وغرف التفتيش للصرف الصحي ، مؤكدا علي التنسيق الكامل مع هيئة قناة السويس والاستجابة لاي بلاغات ترد عن انقطاع المياه أو أي مشاكل خاصة بالصرف الصحي .
وشدد على مدير الرى بالحفاظ على منسوب المياه بترعة السويس والمتابعة اليومية للترعة للتأكد من نظافتها والمنسوب .
واشار المحافظ على إدارة المرور بتكثيف التواجد بالشوارع والميادين والطرق الداخلية والرئيسية التي تربط المحافظة مع المحافظات الأخري وبخاصة طريق السخنة ،و أكد على لجنة الاشراف و المرافق لمنع دخول عربات النقل بشارع ناصر
واكد علي ادارة الحماية المدنية بالاستعداد الجاد لاستقبال الاعياد والاستجابة والتدخل السريع في اي وقت لانقاذ المواطنين.
واشار اللواء أح عبد المجيد صقر علي مدير عام الصحة ، برفع حالة الطوارىء بالمستشفيات وتحديد الورديات والأطقم الطبية ، والتاكيد علي مدير مرفق اسعاف السويس بعمل خطة انتشار سيارات الإسعاف بالطرق الرئيسية وأماكن التجمعات والحدائق العامة.
وأعطي المحافظ توجيهاته لمدير عام التموين بالتنسيق مع مديرية الصحة والطب البيطري ومباحث التموين بعمل حملات على المحلات والأسواق للتاكد من صلاحية الاسماك المملحة واللحوم والاسماك للحفاظ على صحة المواطنين.
وشدد علي مسئولى الكهرباء بأهمية استقرار التيار الكهربائى وعدم قطع الكهرباء لراحة المواطنين، وتكليف جهاز الانارة العامة بمتابعة الانارة العامة داخل شوارع كل حي والتدخل لحل اي مشكلة تطرأ.
وأكد على مديرإدارة الأزمات والكوارث بالمحافظة بمتابعة غرفة العمليات الرئيسية بالمحافظة على مدار 24 ساعة واستقبال شكاوى المواطنين والاستجابة لها فورا بالتنسيق مع غرفة عمليات الأحياء والجهات التنفيذية الأخري.
عندما كان الأنصار السبعون يبايعون رسول الله صلى الله عليه وسلم بيعة العقبة الثانية، كان عبد الله بن عمرو بن حرام، أبو جابر بن عبد الله أحد هؤلاء الأنصار ..
ولما اختار الرسول صلى الله عليه وسلم منهم نقباء، كان عبد الله بن عمرو أحد هؤلاء النقباء .. جعله رسول الله صلى الله عليه وسلم نقيبا على قومه من بني سلمة ..
ولما عاد الى المدينة وضع نفسه، وماله، وأهله في خدمة الاسلام ..
وبعد هجرة الرسول الى المدينة، كان أبو جابر قد وجد كل حظوظه السعيدة في مصاحبة النبي عليه السلام ليله ونهاره ..
وفي غزوة بدر خرج مجاهدا، وقاتل قتال الأبطال ..
وفي غزوة أحد تراءى له مصرعه قبل أن يخرج المسلمون للغزو ..
وغمره احساس صادق بأنه لن يعود، فكاد قلبه يطير من الفرح !!
ودعا اليه ولد جابر بن عبد الله الصحابي الجليل، وقال له : " اني لا أراي الا مقتولا في هذه الغزوة .. بل لعلي سأكون أول شهدائها من المسلمين .. واني والله، لا أدع أحدا بعدي أحبّ اليّ منك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وان عليّ دينا، فاقض عني ديني، واستوص باخوتك خيرا " ..
وفي صبيحة اليوم التالي، خرج المسلمون للقاء قريش .. قريش التي جاءت في جيش لجب تغزو مدينتهم الآمنة .. ودارت معركة رهيبة، أدرك المسلمون في بدايتها نصرا سريعا، كان يمكن أن يكون نصرا حاسما، لولا أن الرماة الذين امرهم الرسول عليه السلام بالبقاء في مواقعهم وعدم مغادرتها أبدا أغراهم هذا النصر الخاطف على القرشيين، فتركوا مواقعهم فوق الجبل، وشغلوا بجمع غنائم الجيش المنهزم ..
هذا الجيش الذي جمع فلوله شريعا حين رأى ظهر المسلمين قد انكشف تماما، ثم فاجأهم بهجوم خاطف من وراء، فتحوّل نصر المسلمين الى هزيمة ..
في هذا القتال المرير، قاتل عبد الله بن عمرو قتال مودّع شهيد ..
ولما ذهب المسلمون بعد نهاية القتال ينظرون شهدائهم .. ذهب جابر بن عبد الله يبحث عن أبيه، حتى ألفاه بين الشهداء، وقد مثّل به المشركون، كما مثلوا يغيره من الأبطال ..
ووقف جابر وبعض أهله يبكون شهيد الاسلام عبد الله بن عمرو بم جرام، ومرّ بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يبكونه، فقال : " ابكوه .. أو لا تبكوه .. فإن الملائكة لتظلله بأجنحتها " .. !!
كان ايمان أبو جابر متألقا ووثيقا ..
وكان حبّه بالموت في سبيل الله منتهى أطماحه وأمانيه ..
ولقد أنبأ رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فيما بعد نبأ عظيم، يصوّر شغفه بالشهادة ..
قال عليه السلام لولده جابر يوما : " يا جابر .. ما كلم الله أحدا قط الا من وراء حجاب .. ولقد كلّم أباك كفاحا _أي مواجهة _ فقال له : يا عبدي، سلني أعطك ..
فقال : يا رب، أسألك أن تردّني الى الدنيا، لأقتل في سبيلك ثانية ..
قال له الله : انه قد سبق القول مني : أنهم اليها لا يرجعون ..
قال : يا رب فأبلغ من ورائي بما أعطيتنا من نعمة ..
فأنزل الله تعالى : " وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ " .
وعندما كان المسلمون يتعرفون على شهدائهم الأبرار، بعد فراغ القتال في أحد ..
وعندما تعرف أهل عبد الله بن عمرو على جثمانه، حملته زوجته على ناقتها وحملت معه أخاها الذي استشهد أيضا، وهمّت بهما راجعة الى المدينة لتدفنهما هناك، وكذلك فعل بعض المسلمين بشهدائهم ..
بيد أن منادي رسول الله صلى الله عليه وسلم لحق بهم وناداهم بأمر رسول الله أن : " أن ادفنوا القتلى في مصارعهم ".. فعاد كل منهم بشهيده ..
ووقف النبي الكريم صلى الله عليه وسلم يشرف على دفن أصحابه الشهداء، الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه، وبذلوا أرواحهم الغالية قربانا متواضعا لله ولرسوله ..
ولما جاء دور عبد الله بن حرام ليدفن، نادى رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ادفنوا عبد الله بن عمرو، وعمرو بن الجموح في قبر واحد، فانهما كانا في الدنيا متحابين، متصافين " ..
والآن ..
في خلال اللحظات التي يعدّ فيها القبر السعيد لاستقبال الشهيدين الكريمين، تعالوا نلقي نظرة محبّة على الشهيد الثاني عمرو بن الجموح ...
متابعه: فريد الجميعي
تمكنت قوات الحماية المدنية من السيطرة على حريق اندلع باحدى الوحدات السكنية بمدينة التوفيق بحي عتاقة محافظة السويس واسفر عن وفاة شخص متفحما نتيجة الحريق واصابة 2 اخرين وتم نقلهما الى مستشفى السويس العام .
تلقت غرفة عمليات اسعاف السويس بلاغا بوجود حريق بمساكن التوفيقية بعمارة سكنية مكونة من 5 طوابق والحريق بالطابق الثالث وجاري السيطرة من خلال المطافي علي الحريق الذي اسفر عن وفاة شخص واصابة 2 اخرين والتقرير المبدئي ان الحادث نتيجة ماس كهربائى بشقه بالدور الثالث.
و مكان الحادث مدينة بالتوفيقيه البيضاء اسفر عن حالة وفاة ( كريم شعبان جاد الكريم سعدى 21سنه ) و 2مصابين ( شعبان جاد الكريم سعدى السن/ 58سنه
الاصابات حرق بالوجه والكفين من الدرجه التانيه.
والمصاب الثاني ( احمد شعبان جاد الكريم سعدى
السن/22 سنه الاصابات/ حرق بالوجه من الدرجه الاولى)
تم نقل المصابين لمستشفى السويس العام واتخاذ كافة الاجراءات القانونية
كتب : حسام صالح
أنقذ رجال الإسعاف وعناصر الحماية المدنية بالسويس طالب بجامعة الجلالة سقط من أعلى جبل الجلالة إلى منتصف الوادي، وقدم له المسعفين التأمين الطبي عقب الوصول إليه.
وكان الطالب المقيد بالصف الثالث بكلية طب الاسنان، خرج من الجامعة عند المنطقة الخلفية المقابلة لأحد وديان جبل الجلالة، بهدف استكشاف المنطقة بحسب ما ذكر لزملائه، إلا أنه انحرفت قدمه واختل توازنه.
وفور إبلاغ الدكتور محمد الشناوي القائم بأعمال رئيس الجامعة وجه بانتقال سيارة اسعاف مجهزة بأحدث التقنيات الطبية للتعامل مع حالات الإصابة المشابهة ومزودة بفريق طبي متخصص، برفقة وحدة أمنية متمركزة بالجامعة، كما جرى التنسيق مع الحماية المدنية لإنقاذ المصاب.
وتمكن المسعفين مع عناصر الدفاع المدني من إنقاذ الطالب إبراهيم مصطفى إبراهيم بالفرقة الثالثة بكلية طب الأسنان.
وقال مصدر طبي إن الطالب حين تجاوز سور الجامعة انجرفت قدمه وهوت مع انحدار الجبل، دون أن تلحق به أية إصابات، إذ حافظ على توازنه بجعل جسده في وضع أفقي.
واطمأن رئيس الجامعة على الطالب، حيث لم تلحق به أية إصابات، إلا أن رجال الإسعاف حرصوا على تقديم التأمين الطبي له إثر تعرضه لصدمة عصبية نتيجة للسقوط.
بينما كانت جيوش الاسلام تضرب في مناكب الأرض .. هادر ظافرة.. كان يقيم بالمدينة فيلسوف عجيب .. وحكيم تتفجر الحكمة من جوانبه في كلمات تناهت نضرة وبهاء ... وكان لا يفتأ يقول لمن حوله : " ألا أخبركم بخير أعمالكم، وأزكاها عند باريكم، وأنماها في درجاتكم، وخير من أن تغزو عدوّكم، فترضبوا رقابهم ويضربوا رقابكم، وخير من الدراهم والدنانير " ؟؟
وتشرئب أعناق الذين ينصتون له .. ويسارعون بسؤاله : " أي شيء هو .. يا أبا الدرداء ".. ؟؟
ويستأنف أبو الدرداء حديثه فيقول ووجهه يتألق تحت أضوء الايمان والحكمة : " ذكر الله ... ولذكر الله أكبر " لم يكن هذا الحكيم العجيب يبشر بفلسفة انعزالية ولم يكن بكلماته هذه يبشر بالسلبية، ولا بالانسحاب من تبعات الدين الجديد .. تلك التبعات التي يأخذ الجهاد مكان الصدارة منها ...
أجل .. ما كان أبو الدرداء ذلك الرجل، وهو الذي حمل سيفه مجاهدا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلم، حتى جاء نصر الله والفتح ..
بيد أنه كان من ذلك الطراز الذي يجد نفسه في وجودها الممتلئ الحيّ، كلما خلا الى التأمل، وأوى الى محراب الحكمة، ونذر حياته لنشدان الحقيقة واليقين ؟؟
ولقد كان حكيم تلك الأيام العظيمة أبو الدرداء رضي الله عنه انسانا يتملكه شوق عارم الى رؤية الحقيقة واللقاء بها ..
واذ قد آمن بالله وبرسوله ايمانا وثيقا، فقد آمن كذلك بأن هذا الايمان بما يمليه من واجبات وفهم، هو طريقه الأمثل والأوحد الى الحقيقة ..
وهكذا عكف على ايمانه مسلما الى نفسه، وعلى حياته يصوغها وفق هذا الايمان في عزم، ورشد، وعظمة ..
ومضى على الدرب حتى وصل .. وعلى الطريق حتى بلغ مستوى الصدق الوثيق .. وحتى كان يأخذ مكانه العالي مع الصادقين تماما حين يناجي ربه مرتلا آيه .. (ان صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العلمين) .
أجل .. لقد انتهى جهاد أبي الدرداء ضدّ نفسه، ومع نفسه الى تلك الذروة العالية .. الى ذلك التفوق البعيد .. الى ذلك التفاني الرهباني، الذي جعل حياته، كل حياته لله رب العالمين .. !!
والآن تعالوا نقترب من الحكيم والقدّيس .. ألا تبصرون الضياء الذي يتلألأ حول جبينه .. ؟
ألا تشمّون العبير الفوّاح القادم من ناحيته .. ؟؟
انه ضياء الحكمة، وعبير الايمان ..
ولقد التقى الايمان والحكمة في هذا الرجل الأوّاب لقاء سعيدا، أيّ سعيد .. !!
سئلت أمه عن أفضل ما كان يحب من عمل .. فأجابت : " التفكر والاعتبار " .
أجل لقد وعى قول الله في أكثر من آية : (فاعتبروا يا أولي الأبصار) ...
وكان هو يحضّ اخوانه على التأمل والتفكّر يقول لهم : " تفكّر ساعة خير من عبادة ليلة " ..
لقد استولت العبادة والتأمل ونشدان الحقيقة على كل نفسه .. وكل حياته ..
ويوم اقتنع بالاسلام دينا، وبايع الرسول صلى الله عليه وسلم على هذا الدين الكريم، كان تاجرا ناجحا من تجار المدينة النابهين، وكان قد قضى شطر حياته في التجارة قبل أن يسلم، بل وقبل أن يأتي الرسول والمسلمون المدينة مهاجرين ..
بيد أنه لم يمض على اسلامه غير وقت وجيز حتى .. ولكن لندعه هو يكمل لنا الحديث : " أسلمت مع النبي صلى الله عليه وسلم وأنا تاجر .. وأردت أن تجتمع لي العبادة والتجارة فلم يجتمعا .. فرفضت التجارة وأقبلت على العبادة .
وما يسرّني اليوم أن أبيع وأشتري فأربح كل يوم ثلاثمائة دينار، حتى لو يكون حانوتي على باب المسجد ..
ألا اني لا أقول لكم : ان الله حرّم البيع .. ولكني أحبّ أن أكون من الذين لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله ".. !!
أرأيتم كيف يتكلّم فيوفي القضيّة حقها، وتشرق الحكمة والصدق من خلال كلماته .. ؟؟
انه يسارع قبل أن نسأله : وهل حرّم الله التجارة يا أبا الدرداء ... ؟؟
يسارع فينفض عن خواطرنا هذا التساؤول، ويشير الى الهدف الأسمى الذي كان ينشده، ومن أجله ترك التجارة برغم نجاحه فيها ..
لقد كان رجلا ينشد تخصصا روحيا وتفوقا يرنو الى أقصى درجات الكمال الميسور لبني الانسان ..
لقد أراد العبادة كمعراج يرفعه الى عالم الخير الأسمى، ويشارف به الحق في جلاله،والحقيقة في مشرقها، ولو أرادها مجرّد تكاليف تؤدّى، ومحظورات تترك، لاستطاع أن يجمع بينها وبين تجارته وأعماله ...
أعلنت مديرية الأوقاف في محافظة السويس، أسماء 62 مسجدًا مسموح الاعتكاف بها في مختلف أحياء السويس.
وقال الشيخ ماجد راضي وكيل وزارة الأوقاف في السويس، في بيان، إنه جرى تجهيز 62 مسجدا موزعة جغرافيا، بجميع أحياء المحافظة، إضافة لتجهيز 98 مسجدا لصلاة التهجد.
المساجد المسموح بها الاعتكاف في محافظة السويس
وأشار إلى أن المساجد المسموح بها الاعتكاف في محافظة السويس، هي:
- الشهيد سمير السلام .. محمد أبو الخير عاطف إمام وخطيب.
- عمرو بن العاص السلام.. حسن حسن حسن مصطفى إمام وخطيب.
- مجمع الرحمة السلام.. إبراهيم معوض رمضان شبانة إمام وخطيب.
- أحباب المصطفى في الهاويس الجناين.. محمود حسين رجب حسين إمام وخطيب.
- الشهيد إبراهيم يوسف أبو عثمان، في الجناين.. محمد السيد محمد عصر إمام وخطيب.
- النور، في المشروع الجناين .. أحمد عبد المحسن محمد إمام وخطيب.
- الكوبري في قرية عامر الجناين.. سامح الشحات جوده إمام وخطيب.
- عمرو بن العاص في الكيلو 46 الجناين.. أشرف محمد سليمان إمام وخطيب
-عمر بن عبد العزيز العمدة الجناين ،محمود السيد علي إمام وخطيب
-أبو العزايم شندورة الجناين ،محمود حسن شعبان إمام وخطيب
-التقوى كبريت البحارة الجناين ،محمد عبد هلال صالح عبد هللا إمام وخطيب
- كبريت المفارق كبريت المفارق الجناين ،محمد عبد هللا أحمد إمام وخطيب
- الجلاء جنيفة الجناين ،أحمد علي إبراهيم سليمان إمام وخطيب.
- عبد الوهاب الرخاوي الأمل فيصل ،عبدالله شحات أحمد شحات إمام وخطيب
-المصطفى الأمل فيصل عمر أكرم البدوي إمام وخطيب
وتضم المساجد المسموح الاعتكاف بها خلال العشر الأواخر من رمضان
-السيدة خديجة 24 أكتوبر فيصل ،محمد ممدوح رزق إمام وخطيب
-الفاروق عمر 24 أكتوبر فيصل ،خالد إسماعيل عبدالرحمن إمام وخطيب
-الحرمين الموشي فيصل ،معاذ السيد محمد حمودة إمام وخطيب
- الفتح الموشي فيصل ،عبدالله حمدي عاشور إمام وخطيب
- سيد الشهداء حمزة الصباح فيصل، محمد سعيد منصور علي إمام وخطيب
-الرحمن الصباح فيصل، ناصر غريب محمد إمام وخطيب
- جمال حامد المستقبل فيصل ،أحمد محمد أحمد ابراهيم إمام وخطيب
- السيدة حفصة المستقبل فيصل، محمد حلمي عبد المولى علي إمام وخطيب
- الجامع الكبير السلام 1 فيصل ،محمود السعيد محمد علي إمام وخطيب
- نور الإسالم السالم 1 فيصل عبد هلال عاطف محمد إمام وخطيب
- سعد بن أبي وقاص السلام 1 فيصل أحمد علي محمد عبد الغفار إمام وخطيب
- الحبيب السلام 1 فيصل ،محمود ابراهيم محمد عزب إمام وخطيب
- المدينة المنورة حي المدينة فيصل ،ويده حمدان ويده إمام وخطيب
- الطائف حي الطائف فيصل ،عبده محمد السيد إبراهيم إمام وخطيب
- نور الإسلام الحرفيين فيصل، أبو بكر محمد محمد علي إمام وخطيب
- شمس الدين خفاجي السلام 1 فيصل أحمد محمود أحمد شردي خطيب مكافأة
- الصحابة الموشي فيصل ،أسامه عبد الإله دندراوي خطيب مكافأة
- الغريب الغريب السويس ،أحمد عبد الله راغب محمود إمام وخطيب
-الخضر / الخضر السويس ،محمد زكى ثابت
كما أعلنت مديرية الأوقاف في محافظة السويس عن مساجد أخرى للاعتكاف وهي:
- بدر بور توفيق السويس، السيد محمد السيد إمام وخطيب
- أبوبكر الصديق بور توفيق السويس ،أحمد شكرى أحمد عبدالسالم إمام وخطيب
- المحروسة المالحة السويس محمد المتولى، سعد يحيى إمام وخطيب
- المعهد الديني المالحة السويس محمود عطيت هلال محمد إمام وخطيب
- السراج المنير.. سيد أحمد حامد إمام وخطيب
- الرحمة .. محمود حسن محمود إمام وخطيب
- النور الفرز السويس ، متولى صالح متولى إبراهيم إمام وخطيب
- أشرف عبد الدايم الفرز السويس عيد عبد الواحد فاضل إمام وخطيب
- الشهداء شارع الشهداء السويس عمر عبد الفتاح أحمد إمام وخطيب
- فاطمة الزهراء شارع الشهداء السويس محمد ابراهيم حسين إمام وخطيب
- أبوالعزائم شارع الجيش السويس محمود محمد عبد العظيم إمام وخطيب
- أبو الأنبياء شارع الجيش السويس محمد محمد اسماعيل إمام وخطيب
- الطرابلسي السوق السويس ،أحمد سليمان خضر إمام وخطيب
-عمر بن الخطاب رتل القلزم السويس ،محمد عبد الحليم محمد إمام وخطيب
-التوبة المثلث الأربعين ،عبد الرحمن أحمد عبد العزيز إمام وخطيب
-المصطفى شارع المدين المنورة الأربعين ،محمد أمين سعيد إمام وخطيب
- أحباب المصطفى الألبان الأربعين ،عبد العال عمر محمد إمام وخطيب
- الفتح السادات الأربعين ،عبد الباسط محمد السيد إمام وخطيب
- الأبرار شارع أحمد عرابي الأربعين ،صابر محمد عبد الباقى إمام وخطيب
- الصداقة والإخاء شارع النيل الأربعين، أحمد حمدي عبد الفتاح إمام وخطيب
- السالم كفر العرب الأربعين، أحمد سعد أحمد إمام وخطيب
- سيدنا محمد كفر عقدة الأربعين، صالح صالح فتحي إمام إمام وخطييب
تألقت الفنانة كنزي هلال، في شخصية "دارين" التي تقدمها ضمن أحداث مسلسل "المداح " للفنان حماده هلال، الذى يخوض به السباق الرمضاني على شاشة MBC مصر.
ظهرت كنزى بشكل مميز خلال أحداث المسلسل حيث جسدت شخصية بنت الأمير الذي يجسد دوره الفنان الكبير عبدالعزيز مخيون، الذي يدخل في صراع مع الجن ليختفي ويعود مرة أخرى ليثير حيرة حمادة هلال بشأن حقيقة مولوده.
وأعربت الممثلة كنزي هلال، خلال تصريحات صحفية عن سعادتها البالغة بالمشاركة في عمل رمضاني قوي وناجح مثل المداح.
قائلة، :"أنني سعيدة جداً للمشاركة في عمل قوي مثل المداح، واستمتعت بالدور الذي أجسده خلال أحداث المسلسل وأتمنى أن ينال اعجاب جميع المشاهدين".
جدير بالذكر أن المسلسل من بطولة حماده هلال، يسرا اللوزي، خالد ذكي،عصام السقا، أحمد بدير، كنزي هلال، عبدالعزيز مخيون، أحمد مهران، أحمد كشك، رانيا فريد شوقي ،سلمي ابو ضيف، عفاف رشاد، خالد سرحان، حنان سليمان، لوسي،وإنتاج صادق أنور الصباح .
كانت مكة تغطّ في نومها، بعد يوم مليء بالسعي، وبالكدّ، وبالعبادة وباللهو ..
والقرشيون يتقلبون في مضاجعهم هاجعين .. غير واحد هناك يتجافى عن المضجع جنباه، يأوي الى فراشه مبركا، ويستريح ساعات قليلة، ثم ينهض في شوق عظيم، لأنه مع الله على موعد، فيعمد الى مصلاه في حجرته، ويظل يناجي ربه ويدعوه .. وكلما استيقظت زوجته على أزير صدره الضارع وابتهالاته الحارّو الملحة، وأخذتها الشفقة عليه، ودعته أن يرفق بنفسه ويأخذ حظه من النوم، يجيبها ودموع عينيه تسابق كلماته : " لقد انقضى عهد النوم يا خديجة " .. !!
لم يكن أمره قد أرّق قريش بعد، وان كان قد بدأ يشغلا انتباهها، فلقد كان حديث عهد بدعوته، وكان يقول كلمته سرا وهمسا .
كان الذين آمنوا به يومئذ قليلين جدا .. وكان هناك من غير المؤمنين به من يحمل له كل الحب والاجلال، ويطوي جوانحه على شوق عظيم الى الايمان به والسير في قافلته المباركة، لا يمنعه سوى مواضعات العرف والبيئة، وضغوط التقاليد والوراثة، والتردد بين نداء الغروب، ونداء الشروق .
من هؤلاء كان حمزة بن عبد المطلب .. عم النبي صلى الله عليه وسلم وأخوه من الرضاعة .
كان حمزة يعرف عظمة ابن أخيه وكماله .. وكان على بيّنة من حقيقة أمره، وجوهر خصاله ..
فهو لا يعرف معرفة العم بابن أخيه فحسب، بل معرفة الأخ بالأخ، والصديق بالصديق .. ذلك أن رسول الله وحمزة من جيل واحد، وسن متقاربة، نشأ معا وتآخيا معا، وسارا معا على الدرب من أوله خطوة خطوة ..
ولئن كان شباب كل منهما قد مضى في طريق، فأخذ حمزة يزاحم أنداده في نيل طيبات الحياة، وافساح مكان لنفسه بين زعماء مكة وسادات قريش.. في حين عكف محمد على اضواء روحه التي انطلقت تنير له الطريق الى الله وعلى حديث قلبه الذي نأى به من ضوضاء الحياة الى التأمل العميق والى التهيؤ لمصافحة الحق وتلقيه ،نقول لئن كان شباب كل منهما قد اتخذ وجهة مغايرة، فان حمزة لم تغب عن وعيه لحظة من نهار فضائل تربه وابن أخيه.. تلك الفضائل والمكارم التي كانت تحلّ لصاحبها مكانا عليّا في أفئدة الناس كافة، وترسم صورة واضحة لمستقبله العظيم .
في صبيحة ذلك اليوم، خرج حمزة كعادته .
وعند الكعبة وجد نفرا من أشراف قريش وساداتها فجلس معهم، يستمع لما يقولون ..
وكانوا يتحدثون عن محمد ..
ولأول مرّة رآهم حمزة يستحوذ عليهم القلق من دعوة ابن أخيه .. وتظهر في أحاديثهم عنه نبرة الحقد، والغيظ والمرارة .
لقد كانوا من قبل لا يبالون، أو هم يتظاهرون بعدم الاكتراث واللامبالاة .
أما اليوم، فوجوههم تموج موجا بالقلق، والهمّ، والرغبة في الافتراس .
وضحك حمزة من أحاديثهم طويلا .. ورماهم بالمبالغة، وسوء التقدير ..
وعقب أبو جهل مؤكدا لجلسائه أن حمزة أكثر الانس علما بخطر ما يدعو اليه محمد ولكنه يريد أم يهوّن الأمر حتى تنام قريش، ثم تصبح يوما وقد ساء صاحبها، وظهر أمر ابن أخيه عليها ...
ومضوا في حديثهم يزمجرون، ويتوعدون .. وحمزة يبتسم تارّة، ويمتعض أخرى، وحين انفض الجميع وذهب كل الى سبيله، كان حمزة مثقل الرأس بأفكار جديدة، وخواطر جديدة، راح يستقبل بها أمر ابن أخيه، ويناقشه مع نفسه من جديد ... !!!
ومضت الأيام، ينادي بعضها بعضا ومع كل يوم تزداد همهمة قريش حول دعوة الرسول ..
ثم تتحوّل همهمة قريش الى تحرّش. وحمزة يرقب الموقف من بعيد ..
ان ثبات ابن أخيه ليبهره .. وان تفانيه في سبيل ايمانه ودعوته لهو شيء جديد على قريش كلها، برغم ما عرفت من تفان وصمود .. !!
ولو استطاع الشك يومئذ أن يخدع أحدا عن نفسه في صدق الرسول وعظمة سجاياه، فما كان هذا الشك بقادر على أن يجد الى وعي حمزة منفا أو سبيلا ..
فحمزة خير من عرف محمدا، من طفولته الباكرة، الى شباب الطاهر، الى رجولته الأمينة السامقة ..
انه يعرفه تماما كما يعرف نغسه، بل أكثر مما يعرف نفسه، ومنذ جاءا الى الحياة معا، وترعرعا معا، وبلغا أشدّهما معا، وحياة محمد كلها نقية كأشعة الشمس .. !! لا يذكر حمزة شبهة واحدة ألمّت بهذه الحياة، لا يذكر أنه رآه يوما غاضبا، أو قانطا، أو طامعا، أو لاهيا، أو مهزوزا ...
وحمزة لم يكن يتمتع بقوة الجسم فحسب، بل وبرجاحة العقل، وقوة اارادة أيضا ..
ومن ثم لم يكن من الطبيعي أن يتخلف عن متابهة انسان يعرف فيه كل الصدق وكل الأمانة .. وهكذا طوى صدره الى حين على أمر سيتكشّف في يوم قريب ..
وجاء اليوم الموعود ..
وخرج حمزة من داره، متوشحا قوسه، ميمّما وجهه شطر الفلاة ليمارس هوايته المحببة، ورياضته الأثيرة، الصيد .. وكان صاحب مهارة فائقة فيه ..
وقضى هناك بعض يومه، ولما عاد من قنصه، ذهب كعادته الى الكعبة ليطوف بها قبل أن يقفل راجعا الى داره .
وقريبا من الكعبة، لقته خادم لعبد الله بن جدعان ..
ولم تكد تبصره حتى قالت له : " يا أبا عمارة .. لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا، من أبي الحكم بن هشام .. وجده جالسا هناك، فآذاه وسبّه وبلغ منه ما يكره " ..
ومضت تشرح له ما صنع أبو جهل برسول الله ..
واستمع حمزة جيدا لقولها، ثم أطرق لحظة، ثم مد يمينه الى قوسه فثبتها فوق كتفه .. ثم انطلق في خطى سريعة حازمة صوب الكعبة راجيا أن يلتقي عندها بأبي جهل .. فان هو لم يجده هناك، فسيتابع البحث عنه في كل مكان حتى يلاقيه ..
ولكنه لا يكاد يبلغ الكعبة، حتى يبصر أبا جهل في فنائها يتوسط نفرا من سادة قريش ..
وفي هدوء رهيب، تقدّم حمزة من أبي جهل، ثم استلّ قوسه وهوى به على رأس أبي جهل فشجّه وأدماه، وقبل أن يفيق الجالسون من الدهشة، صاح حمزة في أبي جهل : " أتشتم محمدا، وأنا على دينه أقول ما يقول .. ؟! الا فردّ ذلك عليّ ان استطعت " ..
وفي لحظة نسي الجالسون جميعا الاهانة التي نزلت بزعيمهم أبي جهل والدم لذي ينزف من رأسه، وشغلتهم تلك الكلمة التي حاقت بهم كالصاعقة ،الكلمة التي أعلن بها حمزة أنه على دين محمد يرى ما يراه ويقول ما يقوله ..
أحمزة يسلم .. ؟
أعزّ فتيان قريش وأقواهم شكيمة .. ؟؟
انها الطامّة التي لن تملك قريش لها دفعا .. فاسلام حمزة سيغري كثيرين من الصفوة بالاسلام، وسيجد محمد حوله من القوة والبأس ما يعزز دعوته ويشدّ ازره، وتصحو قريش ذات يوم على هدير المعاول تحطم أصنامها وآلهتها .. !!
أجل أسلم حمزة، وأعلن على الملأ الأمر الذي كان يطوي عليه صدره، وترك الجمع الذاهل يجترّ خيبة أمله، وأبا جهل يلعق دماءه النازفة من رأسه المشجوج .. ومدّ حمزة يمينه مرّة أخرى الى قوسه فثبتها فوق كتفه، واستقبل الطريق الى داره في خطواته الثابتة، وبأسه الشديد .. !
كان حمزة يحمل عقلا نافذا، وضميرا مستقيما ..
وحين عاد الى بيته ونضا عنه متاعب يومه، جلس يفكر، ويدير خواطره على هذا الذي حدث له من قريب ..
كيف أعلن اسلامه ومتى .. ؟ لقد أعلنه في لحظات الحميّة، والغضب، والانفعال ..
لقد ساءه أن يساء الى ابن اخيه، ويظلم دون أن يجد له ناصرا، فيغضب له، وأخذته الحميّة لشرف بني هاشم، فشجّ رأس أبي جهل وصرخ في وجهه باسلامه ...
ولكن هل هذا هو الطريق الأمثل لك يغدار الانسان دين آبائه وقومه ... دين الدهور والعصور.. ثم يستقبل دينا جديدا لم يختبر بعد تعاليمه، ولا يعرف عن حقيقته الا قليلا ..
صحيح أنه لا يشك لحظة في صدق محمد ونزاهة قصده ..
ولكن أيمكن أن يستقبل امرؤ دينا جديدا، بكل ما يفرضه من مسؤوليات وتبعات، في لحظة غضب، مثلما صنع حمزة الآن .. ؟؟؟
وشرع يفكّر .. وقضى أياما، لا يهدأ له خاطر .. وليالي لا يرقأ له فيها جفن ..
وحين ننشد الحقيقة بواسطة العقل، يفرض الشك نفسه كوسيلة الى المعرفة .
وهكذا، لم يكد حمزة يستعمل في بحث قضية الاسلام، ويوازن بين الدين القديم، والدين الجديد، حتى ثارت في نفسه شكوك أرجاها الحنين الفطري الموروث الى دين آبائه .. والتهيّب الفطري الموروث من كل جيد ..
واستيقظت كل ذكرياته عن الكعبة، وآلهاها وأصنامها ... وعن الأمجاد الدينية التى أفاءتها هذه الآلهة المنحوتة على قريش كلها، وعلى مكة بأسرها .
لقد كان يطوي صدره على احترام هذه الدعوة الجديدة التي يحمل ابن أخيه لواءها ..
ولكن اذا كان مقدورا له أن يكون أح أتباع هذه الدعوة، المؤمنين بها، والذائدين عنها .. فما الوقت المناسب للدخول في هذا الدين .. ؟
لحظة غضب وحميّة .. ؟ أم أوقات تفكير ورويّة .. ؟
وهكذا فرضت عليه استقامة ضميره، ونزاهة تفكيره أن يخضع المسألأة كلها من جديد لتفكر صارم ودقيق ..
وبدأ الانسلاخ من هذا التاريخ بأكله .. وهذا الدين القديم العريق، هوّة تتعاظم مجتازها ..
وعجب حمزة كيف يتسنى لانسان أن يغادر دين آبائه بهذه السهولة وهذه السرعة .. وندم على ما فعل.. ولكنه واصل رحلة العقل .. ولما رأى أن العقل وحده لا يكفي لجأ الى الغيب بكل اخلاصه وصدقه ..
وعند الكعبة، كان يستقبل السماء ضارعا، مبتهلا، مستنجدا بكل ما في الكون من قدرة ونور، كي يهتدي الى الحق والى الطريق المستقيم ..
ولنضع اليه وهو يروي بقية النبأ فيقول : " .. ثم أدركني الندم على فراق دين آبائي وقومي .. وبت من الشك في أمر عظيم، لا أكتحل بنوم ..
ثم أتيت الكعبة، وتضرّعت تاة الله أن يشرح صدري للحق، ويذهب عني الريب .. فاستجاب الله لي وملأ قلبي يقينا ..
وغدوت الى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته بما كان من أمري، فدعا الله أن يثبت قلبي على دينه .. "
وهكذا أسلم حمزة اسلام اليقين ..
أعز الله الاسلام بحمزة .. ووقف شامخا قويا يذود عن رسول الله، وعن المستضعفين من أصحابه ..
ورآه أبو جهل يقف في صفوف المسلمين، فأدرك أنها الحرب لا محالة، وراح يحرّض قريشا على انزال الأذى بالرسول وصحبه، ومضى يهيء لحرب أهليّة يشفي عن طرقها مغايظة وأحقاده ..
ولم يستطع حمزة أن يمنع كل الأذى ولكن اسلامه مع ذلك كان وقاية ودرعا.. كما كان اغراء ناجحا لكثير من القبائل التي قادها اسلام حمزة أولا، ثم اسلام عمر بن الخطاب بعد ذلك الى الاسلام فدخلت فيه أفواجا .. !!
ومنذ أسلم حمزة نذر كل عافيته، وبأسه، وحياته، لله ولدينه حتى خلع النبي عليه هذا اللقب العظيم : " أسد الله، وأسد رسوله " ..
وأول سرية خرج فيها المسلمون للقاء عدو، كان أميرها حمزة ..
وأول راية عقدها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأحد من المسلمين كانت لحمزة ..
ويوم التقى الجمعان في غزوة بدر، كان أسد الله ورسوله هناك يصنع الأعاجيب .. !!
وعادت فلول قريش من بدر الى مكة تتعثر في هزيمتها وخيبتها ... ورجع أبو سفيان مخلوع القلب، مطأطئ الرأس وقد خلّف على أرض المعركة جثث سادة قريش، من أمثال أبي جهل .. وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، وأميّة بن خلف، وعقبة بن أبي معيط.، والأسود بن عبد الله المخزومي، والوليد بن عتبة .. والنضر بن الحارث .. والعاص بن سعيد .. وطعمة ابن عديّ .. وعشرات مثلهم من رجال قريش وصناديدها .
وما كانت قريش لتتجرّع هذه الهزيمة المنكرة في سلام ... فراحت تعدّ عدّتها وتحشد بأسها، لتثأر لنفسها ولشرفها ولقتلاها .. وصمّمت قريش على الحرب ..
وجاءت غزوة أحد حيث خرجت قريش على بكرة أبيها، ومعها حلفاؤها من قبائل العرب، وبقيادة أبي سفيان مرة أخرى .
وكان زعماء قريش يهدفون بمعركتهم الجديدة هذه الى رجلين اثنين : الرسول صلى اله عليه وسلم، وحمزة رضي الله عنه وأرضاه ..
أجل والذي كان يسمع أحاديثهم ومؤامراتهم قبل الخروج للحرب، يرى كيف كان حمزة بعد الرسول بيت القصيد وهدف المعركة ..
ولقد اختاروا قبل الخروج، الرجل الذي وكلوا اليه أمر حمزة، وهو عبد حبشي، كان ذا مهارة خارقة في قذف الحربة، جعلوا كل دوره في المعركة أن يتصيّد حمزة ويصوّب اليه ضربة قاتلة من رمحه، وحذروه من أن ينشغل عن هذه الغاية بشيء آخر، مهما يكن مصير المعركة واتجاه القتال .
ووعدوه بثمن غال وعظيم هو حريّته .. فقد كان الرجل واسمه وحشي عبدا لجبير بن مطعم .. وكان عم جبير قد لقي مصرعه يوم بدر فقال له جبير " " اخرج مع الناس وان أنت قتلت حمزة فأنت عتيق ".. !!
ثم أحالوه الى هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان لتزيده تحريضا ودفعا الى الهدف الذي يريدون ..
وكانت هند قد فقدت في معركة بدر أباها، وعمها، وأخاها، وابنها .. وقيل لها ان حمزة هو الذي قتل بعض هؤلاء، وأجهز على البعض الآخر ..
من أجل هذا كانت أكثر القرشيين والقرشيّات تحريضا على الخروج للحرب، لا لشيء الا لتظفر برأس حمزة مهما يكن الثمن الذي تتطلبه المغامرة .. !!
ولقد لبثت أياما قبل الخروج للحرب، ولا عمل لها الا افراغ كل حقدها في صدر وحشي ورسم الدور الذي عليه أن يقوم به ..
ولقد وعدته ان هو نجح في قال حمزة بأثمن ما تملك المرأة من متاع وزينة، فلقد أمسكت بأناملها الحاقدة قرطها اللؤلؤي الثمين وقلائدها الذهبية التي تزدحم حول عنقها، ثم قالت وعيناها تحدّقان في وحشي : " كل هذا لك، ان قتلت حمزة " .. !!
وسال لعاب وحشي، وطارت خواطره توّاقة مشتاقة الى المعركة التي سيربح فيها حريّته، فلا يصير بعد عبدا أو رقيقا، والتي سيخرج منها بكل هذا الحلي الذي يزيّن عنق زعيمة نساء قريش، وزوجة زعيمها وابنة سيّدها !!
كانت المؤمرة اذن .. وكانت الحرب كلها تريد حمزة رضي الله عنه بشكل واضح وحاسم ..
وجاءت غزوة أحد ...
والتقى الجيشان. وتوسط حمزة أرض الموت والقتال، مرتديا لباس الحرب، وعلى صدره ريشة النعام التي تعوّد أن يزيّن بها صدره في القتال ..
وراح يصول ويجول، لا يريد رأسا الا قطعه بسيفه، ومضى يضرب في المشركين، وكأن المنايا طوع أمره، يقف بها من يشاء فتصيبه في صميمه !!
وصال المسلمون جميعا حتى قاربوا النصر الحاسم .. وحتى أخذت فلول قريش تنسحب مذعورة هاربة .. ولولا أن ترك الرماة مكانهم فوق الجبل، ونزلوا الى أرض المعركة ليجمعوا غنائم العدو المهزوم .. لولا تركهم مكانهم وفتحوا الثغرة الواسعة لفرسان قريش لكانت غزوة أحد مقبرة لقريش كلها رجالها ونسائها بل وخيلها وابلها !!
لقد دهم فرسانها المسلمين من ورائهم على حين غفلة، واعملوا فيهم سيوفهم الظامئة المجنونة .. وراح المسلمون يجمعون أنفسهم من جديدو ويحملون سلاحهم الذي كان بعضهم قد وضعه حين رأى جيش محمد ينسحب ويولي الأدبار .. ولكن المفاجأة كانت قاسية عنيفة .
ورأى حمزة ما حدث فضاعف قوته ونشاطه وبلاءه ..
وأخذ يضرب عن يمينه وشماله .. وبين يديه ومن خلفه .. ووحشيّ هناك يراقبه، ويتحيّن الفرصة الغادرة ليوجه نحنوه ضربته ..
ولندع وحشا يصف لنا المشهد بكلماته : [.. وكنت جلا حبشيا، أقذف بالحربة قذف لحبشة، فقلما أخطئ بها شيئا .. فلما التقى الانس خرجت أنظر حمزة وأتبصّره حتى رأيته في عرض الناس مثل الجمل الأورق .. يهدّ الناس بسيفه هدّا، ما يقف امامه شيء، فوالله اني لأتهيأ له أريده، وأستتر منه بشجرة لأقتحمه أو ليدنو مني، اذ تقدّمني اليه سباع بن عبد العزى، فلما رآه حمزة صاح به : هلمّ اليّ يا بن مقطّعة البظور، ثم ضربه ضربة فما أخطأ رأسه ..
عندئذ هززت حربتي حتى اذا رضيت منها دفعتها فوقعت في ثنّته حتى خرجت من بين رجليه .. ونهض نحوي فغلب على امره ثم مات ..
وأتيته فأخذت حربتي، ثم رجعت الى المعسكر فقعدت فيه، اذ لم يكن لي فيه حاجة، فقد قتلته لأعتق .. ]
ولا بأس في أن ندع وحشيا يكمل حديثه : [فلما قدمت مكة أعتقت، ثم أقمت بها حتى دخلها رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفتح فهربت الى الطائف .. فلما خرج وفد الطائف الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليسلم تعيّت عليّ المذاهب، وقلت : الحق بالشام أو اليمن أو سواها .. فوالله اني لفي ذلك من همي اذ قال لي رجل : ويحك .. ! ان رسول الله، والله لا يقتل أحد من الناس يدخل دينه .. فخرجت حتى قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فلم يرني الا قائما أمامه أشهد شهادة الحق، فلما رآني قال : أوحشيّ أنت ..؟ قلت : نعم يا رسول الله .. قال : فحدّثني كيف قتلت حمزة، فحدّثته .. فلما فرغت من حديثي قال : ويحك .. غيّب عني وجهك .. فكنت أتنكّب طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان، لئلا يراني حتى قبضه الله اليه ..
فلما خرج المسلمون الى مسيلمة الكذاب صاحب اليمامة خرجت معهم، وأخذت حربتي التي قتلت بها حمزة .. فلما التقى الناس رأيت مسيلمة الكذاب قائما، في يده السيف، فتهيأت له، وهززت حربتي، حتى اذا رضيته منها دفعتها عليه فوقعت فيه ..
فان كنت قد قتلت بحربتي هذه خير الناس وهو حمزة .. فاني لأرجو أن يغفر الله لي اذ قتلت بها شرّ الناس مسيلمة] ..
هكذا سقط أسد الله ورسوله، شهيدا مجيدا .. !!
وكما كانت حياته مدوّية، كانت موتته مدوّية كذلك ..
فلم يكتف أعداؤه بمقتله .. وكيف يكتفون أو يقتنعون، وهم الذين جنّدوا كل أموال قريش وكل رجالها في هذه المعركة التي لم يريدوا بها سوى الرسول وعمّه حمزة ..
لقد أمرت هند بنت عتبة زوجة أبي سفيان .. أمرت وحشيا أن يأتيها بكبد حمزة .. واستجاب الحبشي لهذه الرغبة المسعورة .. وعندما عاد بها الى هند كان يناولها الكبد بيمناه، ويتلقى منها قرطها وقلائدها بيسراه، مكافأة له على انجاز مهمته ..
ومضغت هند بنت عتبة الذي صرعه المسلمون ببدر، وزوجة أبي سفيان قائد جيوش الشرك الوثنية، مضغت كبد حمزة، راجية أن تشفي تلك الحماقة حقدها وغلها، ولكن الكبد استعصت على أنيابها، وأعجزتها أن تسيغها، فأخرجتها من فمها، ثم علت صخرة مرتفعة، وراحت تصرخ قائلة :
نحن جزيناكم بيوم بدر
والحرب بعد الحرب ذات سعر
ما كان عن عتبة لي من صبر
ولا أخي وعمّه وبكري
شفيت نفسي وقضيت نذري
أزاح وحشي غليل صدري
وانتهت المعركة، وامتطى المشركون ابلهم، وساقوا خيلهم قافلين الى مكة ..
ونزل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه معه الى أرض المعركة لينظر شهداءها ..
وهناك في بطن الوادي،وهو يتفحص وجوه أصحابه الذين باعوا لله أنفسهم، وقدّموها قرابين مبرورة لربهم الكبير . وقف فجأة .. ونظر، فوجم .. وضغط على أسنانه .. وأسبل جفنيه ..
فما كان يتصوّر قط أن يهبط الخلق العربي على هذه الوحشية البشعة فيمثل بجثمان ميت على الصورة التي رأى فيها جثمان عمه الشهيد حمزة بن عبد المطلب أسد الله وسيّد الشهداء ..
وفتح الرسول عينيه التي تألق بريقهما كومض القدر وقال وعيناه على جثمان عمّه : " لن اصاب بمثلك أبدا ..
وما وقفت موقفا قط أغيظ اليّ من موقفي هذا .. " .
ثم التفت الى أصحابه وقال : " لولا أن تحزن صفيّة _أخت حمزة _ ويكون سنّه من بعدي، لتركته حتى يكون في بطون السباع وحواصل الطير .. ولئن أظهرني الله على قريش في موطن من المواطن، لأمثلن بثلاثين رجلا منهم .. "
فصاح أصحاب الرسول : " والله لئن ظفرنا بهم يوما من الدهر لنمثلن بهم مثلة لم يمثلها أحد من العرب !! "
ولكن الله الذي أكرم حمزة بالشهادة، يكرّمه مرة أخرى بأن يجعل من مصرعه فرصة لدرس عظيم يحمي العدالة الى الأبد، ويجعل الرحمة حتى في العقوبة والقصاص واجبا وفرضا ..
وهكذا لم يكد الرسول صلى الله عليه وسلم يفرغ من القاء وعيده السالف حتى جاءه الوحي وهو في مكانه لم يبرحه بهذه الآية الكريمة : (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126) وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ (127) إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ (128) )
وكان نزول هذه الآيات، في هذا الموظن، خير تكريم لحمزة الذي وقع أجره على الله ..
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه أعظم الحب، فهو كما ذكرنا من قبل لم يكن عمّه الحبيب فحسب .. بل كان اخاه من الرضاعة .. وتربه في الطفولة .. وصديق العمر كله ..
وفي لحظات الوداع هذه، لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلم تحية يودّعه بها خيرا من أن يصلي عليه بعدد شهداء المعركة جميعا ..
وهكذا حمل جثمان حمزة الى مكان الصلاة على أرض المعركة التي شهدت بلاءه ، واحتضنت دماءه، فصلى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، ثم جيء يشهيد آخر، فصلى عليه الرسول .. ثم رفع وترك حمزة مكانه، وجيء بشهيد ثاث فوضع الى جوار حمزة وصلى عليهما الرسول ..
وهكذا جيء بالشهداء .. شهيد بعد شهيد .. والرسول عليه الصلاة والسلام يصلي على كل واحد منهم وعلى حمزة معه حتى صلى على عمّه يومئذ سبعين صلاة ..
وينصرف الرسول من المعركة الي بيته، فيسمع في طريقه نساء بني عبد الأشهل يبكين شهداءهن، فيقول عليه الصلاة والسلام من فرط حنانه وحبه : " لكنّ حمزة لا بواكي له ".. !!
ويسمعها سعد بن معاذ فيظن أن الرسول عليه الصلاة والسلام يطيب نفسا اذا بكت النساء عمه، فيسرع الى نساء بني عبد الأشهل ويأمرهن أن يبكين حمزة فيفعلن … ولا يكاد الرسول يسمع بكاءهن حتى يخرج اليهن، ويقول " ما الى هذا قصدت، ارجعن يرحمكن الله، فلا بكاء بعد اليوم "
ولقد ذهب أصحاب رسول الله يتبارون في رثاء حمزة وتمجيد مناقبه العظيمة .
فقال حسان بن ثابت :
دع عنك دارا قد عفا رسمها
وابك على حمزة ذي النائل
اللابس الخيل اذا أحجمت
كالليث في غابته الباسل
أبيض في الذروة من بني هاشم
لم يمر دون الحق بالباطل
مال شهيدا بين أسيافكم
شلت يدا وحشي من قاتل
وقال عبد الله بن رواحة :
بكت عيني وحق لها بكاها
وما يغني البكاء ولا العويل
على أسد الاله غداة قالوا :
أحمزة ذاكم الرجل القتيل
أصيب المسلمون به جميعا
هناك وقد أصيب به الرسول
أبا يعلى، لك الأركان هدّت
وأنت الماجد البرّ الوصول
وقالت صفية بنت عبد المطلب عمة الرسول صلى الله عليه وسلم وأخت حمزة :
دعاه اله الحق ذو العرش دعوة
الى جنة يحيا بها وسرور
فذاك ما كنا نرجي ونرتجي
لحمزة يوم الحشر خير مصير
فوالله ما أنساك ما هبّت الصبا
بكاءا وحزنا محضري وميسري
على أسد الله الذي كان مدرها
يذود عن الاسلام كل كفور
أقول وقد أعلى النعي عشيرتي
جزى الله خيرا من أخ ونصير
على أن خير رثاء عطّر ذكراه كانت كلمات رسول الله له حين وقف على جثمانه ساعة رآه بين شهداء المعركة وقال : " رحمة الله عليك، فانك كنت وصولا للرحم فعولا للخيرات " ..
لقد كان مصاب النبي صلى الله عليه وسلم في عمه العظيم حمزة فادحا، وكان العزاء فيه مهمة صعبة .. بيد أن الأقدر طكانت تدّخر لرسول الله أجمل عزاء .
ففي طريقه من أحد الى داره مرّ عليه الصلاة والسلام بسيّدة من بني دينار استشهد في المعركة أبوها وزوجها، وأخوها .. وحين أبصرت المسلمين عائدين من الغزو، سارعت نحوهم تسألهم عن أنباء المعركة .. فنعوا اليها الزوج .. والأب .. والأخ .. واذا بها تسألهم في لهفة : " وماذا فعل رسول الله ".. ؟؟ قالوا : " خيرا .. هو بحمد الله كما تحبين ".. !! قالت : " أرونيه، حتى أنظر اليه ".. !!
ولبثوا بجوارها حتى اقترب الرسول صلى الله عليه وسلم، فلما رأته أقبلت نحوه تقول : " كل مصيبة بعدك، أمرها يهون " .. !!
أجل .. لقد كان هذا أجمل عزاء وأبقاه ..
ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم قد ابتسم لهذا المشهد الفذّ الفريد، فليس في دنيا البذل، والولاء، والفداء لهذا نظير ..
سيدة ضعيفة، مسكينة، تفقد في ساعة واحدة أباها وزوجها وأخاها.. ثم يكون ردّها على الناعي لحظة سمعها الخبر الذي يهدّ الجبال : " وماذا فعل رسول الله ".. ؟؟!!
لقد كان مشهد أجاد القدر رسمه وتوقيته ليجعل منه للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم عزاء أي عزاء .. في أسد الله، وسيّد الشهداء .. !! .
الزراير - شارع النيل - امام برج الساعة
السويس، مصر
الجوال: 01007147647
البريد الألكتروني: admin@suezbalady.com